المجموعات الحيوانية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المجموعات الحيوانية في المملكة العربية السعودية

المجموعات الحيوانية في المملكة العربية السعودية.

 
 
أدّى موقع المملكة جغرافيًا عند ملتقى ثلاث مناطق أحيائية مهمة، إلى تفرّدها بتنوع أحيائي يجمع بين الأنواع ذات الأصول الإفريقية والآسيوية والأوروبية، هذا بالإضافة إلى الأنواع المتوطنة في الجزيرة العربية. وقد رصدت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها هذه الأنواع الموجودة في المملكة كما يأتي:  
 
أ - الثدييات:
يقطن بيئة المملكة من رتبة الحيوانات العليا (Primates) قرود السعدان (Papio Hamadryas Arabicus) التي تتميز بضخامة أجسامها وقصر ذيولها  ، وتعيش هذه القرود في المرتفعات الجبلية في الجزء الغربي من المملكة، حيث توجد منها أعداد هائلة، وقد أصبحت هذه الأعداد الهائلة من القرود مصدر إزعاج وقلق لكثير من السكان؛ بسبب تطفلها وتكيفها السريع والمدهش مع الظروف البيئية السائدة.ومن رتبة آكلات اللحوم (Carnivora) يوجد عدد من الأنواع الثديية ضمن العائلة الكلابية (Canidae)، من أهمها: الذئب العربي (Canis Lupus)  ، وابن آوى (الذئب الآسيوي) (Canis Aureus)، والثعلب الأحمر (Vulpes Vulpes Arabicus)، وثعلب الرمل الرمادي (Vulpes Ruppelli)  ، وثعلب بالانفورد (Vulpes Cana)، وثعلب الفنك (Fennecus Zerda).ينتشر الذئب العربي انتشارًا واسعًا في معظم مناطق المملكة؛ وبخاصة في الأراضي الصحراوية، وهو مهدد بالانقراض بسبب فتك المواطنين به؛ بسبب افتراسه على الأغنام والمعز.ويعيش ابن آوى (الذئب الآسيوي) في الجزء الشمالي من المملكة، ويقل انتشاره في باقي أجزاء الجزيرة العربية، وينشط في أثناء الليل، ويكمن داخل الكهوف والجحور في أثناء النهار، ويتغذى على الثدييات الصغيرة والطيور وبعض النباتات. ويتشابه هذا الحيوان في مظهره مع الذئب العربي، إلا أن الأخير أكبر حجمًا.وتتميز الثعالب بانسيابية الجسم وصغر الحجم وقصر الأقدام وطول الذيل والأذن، ويعد الثعلب الأحمر أكبرها حجمًا، وينتشر في معظم أجزاء المملكة حتى في صحراء الربع الخالي، ويتغذى على الثدييات الصغيرة والزواحف وبعض النباتات، ومن المشكلات التي يسببها: نقله مرض السعار (داء الكلب) الفيروسي المعدي الذي ينتقل عن طريق العقر، فيصيب الماشية بأنواعها والحيوانات الفطرية الأخرى والإنسان، ويسبب الموت؛ لهذا السبب نُفذت حملات تطهير واسعة النطاق للقضاء على الثعلب الأحمر في معظم أمكنة انتشاره. أما ثعلب الرمل الرمادي فهو أصغر من الثعلب الأحمر، إذ يبلغ حجمه حجم القطة الصغيرة تقريبًا. ساقاه أقصر، وأذناه أكبر، وذنبه أكثف ولون جلده رملي شاحب يبقى الذكر والأنثى معًا طوال حياتهما، يلف ثعلب الرمل ذيله الكثيف حول أنفه ويتماسك بقوة ليحافظ على الدفء في ليالي الصحراء الباردة.أما ثعلب بالانفورد فهو من الثعالب الصغيرة جميلة الشكل، ينتشر في مواقع محددة بالمملكة، منها الجزء الجنوبي الشرقي لمحافظة بلجرشي، ويتغذى على الثدييات الصغيرة وبعض الحشرات والزواحف.أما ثعلب الفنك فهو أصغر الثعالب، ويتميز بلونه الرمادي الفاتح وكبر حجم الأذنين، ويتغذى على النباتات والحشرات وبيض القوارض، وما زالت الشواهد حول وجود هذا الثعلب في المملكة قليلة.ومن عائلة الضباع يوجد في المملكة: الضبع المخطط (Hyaena Hyaena)  ، ويتميز بضخامة جسمه، وقوة عضلاته، وبخاصة عضلات الفك، كما يتميز بقصر الرجلين الخلفيتين مقارنة برجليه الأماميتين، وعلى جسمه خطوط سوداء، وينتشر الضبع المخطط انتشارًا واسعًا في المملكة؛ وبخاصة في جبال الحجاز بأقسامها، ويتغذى على ما يفترسه من قطعان الأغنام والمعز؛ ما يعرضه لانتقام الرعاة حيث يدسون له السم في جثث الحيوانات النافقة للتخلص منه.ومن عائلة القطط (Felidae) التابعة لرتبة آكلات اللحوم يوجد القط البري (Felis Silvestris)، وهو صغير الحجم ولونه رمادي باهت، وهناك أيضًا القط الرملي (Felis Margarita)  ، والوشق (Felis Caracal) وهو من الحيوانات النادرة، وينتشر في المناطق الجنوبية، ومنها النمر العربي (Panthera Pardus) وهو كبير الحجم أصفر اللون مبرقش، ويعد النمر أكثر أنواع القطط افتراسًا، وهو سريع جدًا في المطاردة والقفز، ويوجد في المنطقة الجنوبية، غير أنه من الحيوانات المهددة بالانقراض؛ بسبب تعرضه للقتل لطبائعه الافتراسية.أما الفهد الصياد (Acinonyx Jubatus) فهو حيوان رشيق، مرتفع الجسم، صغير الرأس. ويعد من الحيوانات التي كانت منتشرة في المنطقة الجنوبية والشمالية للمملكة، وقد تعرّض للقتل أيضًا بسبب طبائعه الافتراسية.أما رتبة ذوات الظلف والحافر (Artiodactyla) فتشمل: عائلة البقريات (Bovidae)، وهي الحيوانات المجترة التي تتميز بقرنين أجوفين ناشئين عن امتداد في عظم الجبهة، وتكسوهما طبقة قرنية سميكة. وتضم هذه العائلة عددًا من الأنواع، منها: الماعز العربي (أو الطهر العربي) (Hemitragus Jaykari)، وهو من الحيوانات المتوطنة في المملكة، ويعيش في الجبال أو الأمكنة القريبة من الجبال. والوعل الجبلي (Capra Ibex) وهو حيوان كبير الحجم، يصل وزنه إلى نحو 80كجم، وينتشر في جنوب المملكة ووسطها وشمالها  .ويتميز المها العربي (Oryx Leucoryx) عن بقية البقريات بالقرون الطويلة، ولون جسمه ناصع البياض في الحيوان البالغ، ويصل وزن جسمه إلى 100كجم  . وقد تعرض هذا الحيوان للانقراض من بيئة المملكة بسبب الصيد الجائر، حيث شوهد آخر فرد منه عام 1392هـ / 1972م. ويعد حيوان المها العربي من أكثر الحيوانات تكيفًا مع البيئة الصحراوية؛ حيث يستطيع مقاومة الجفاف وقلة وجود مياه الشرب لفترات طويلة، ويسكن الأراضي المقفرة مثل صحراء الربع الخالي، ويستعيض عن قلة مياه الشرب بالتغذية على النباتات الرطبة التي تحتوي على نسبة من المياه، والتغذية على جذور النباتات العصارية، كما أنه يتجنب فترات الظهيرة وحرارة الشمس بالاسترخاء في الأمكنة الظليلة، كما أن له القدرة على التكيف الفسيولوجي الذي يساعده على الاحتفاظ بالماء داخل جسمه.وقد استطاعت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها إعادة توطين هذا الحيوان - بعد إكثار أفراده تحت الأسر - في مواطنه الطبيعية في المحميات، وشهدت محمية محازة الصيد أول تجربة لإعادة توطين المها العربي عام 1410هـ / 1990م  ، في حين شهدت محمية عروق بني معارض في الربع الخالي أحدث عملية لإعادة توطينه عام 1415هـ / 1994م  .وأما فيما يتعلق بجنس الظبي (Gazella)، فيوجد ظبي الأدمي (Gazella Gazelle) في جبال الحجاز في جنوب المملكة وجنوب غربها  ، ويحتمل وجود ظبي العفري (Gazella Dorcas) الذي تعرض للصيد الجائر، شأنه شأن باقي أنواع الظباء، وعمومًا فالشواهد نادرة على وجود هذا النوع داخل المملكة.أما ظبي الريم (Gazella Subgutturosa) فهو أكبر أفراد الظباء حجمًا، ويتميز بلون شعره الباهت. ويتغذى الريم على النباتات الحولية والأعشاب، مثل: الثمام والعوسج والعرفج، كغيره من أفراد جنسه. ويعيش في الأراضي الصحراوية الرملية خصوصًا في الربع الخالي، وقد شهدت محمية عروق بني معارض عام 1415هـ / 1994م أحدث عملية توطين لظبي الريم. وبسبب قدرته على التكيف سلوكيًا وفسيولوجيًا على العيش في الأراضي الجافة قليلة الأمطار، فإنه يتزايد بشكل جيد إذا توافرت الظروف المناسبة، وبخاصة في غياب عمليات الصيد، ومع توافر الغذاء المناسب وبيئة التكاثر المناسبة.ومن الثدييات الأخرى الموجودة في المملكة أنواع كثيرة من عائلات: القنافذ  ، والخفافيش، والأرنبيات، والقوارض، وتتفاوت في تعرضها للانقراض بسبب تدخل الإنسان، كما توجد أنواع من الثدييات البحرية كعرائس البحر (Dugong Sp)، وعائلة الدلافين (Delphinidae)، والحيتان (Boloenopterida).
 
ب - الطيور:
 
يقصد المملكة كثير من أنواع الطيور التي يقيم بعضها، في حين يعبر بعضها الآخر إلى إفريقية، وتفد إلى المملكة ملايين الطيور العابرة خلال موسمي الهجرة في الخريف والربيع، منها: القمريات، والعصفوريات، والطيور الخواضة، والبلشونات، والبجعيات، والطيور الجارحة، مثل: العقبان، والصقور، والنسور، وغيرها.وطبقًا لقائمة الاتحاد العالمي لصون الطبيعة، فقد انقرضت بالفعل طيور النعام، وأوشك على الانقراض أبو منجل الأصلع (Geranticus Eremite)، وكاسر العظام (Gypaetus Barbatus)، ودراج فيلبي (Alectoris Philbi)، والدراج العربي (Alectoris Melanocephala)، ودجاج الوادي (Numida Meleagris)، وأنواع القطا (Pterocles Spp)، هذا بالإضافة إلى طيور الحبارى العربية والآسيوية والإفريقية.أما الحبارى (Chlamydotis Undulate) فتتميز بصغر الحجم، ويصل طول جناح الذكر إلى 40سم، وقد سجل هذا الطائر في المنطقة الشرقية والمناطق الشمالية في المملكة، وتنتشر طيور الحبارى عمومًا انتشارًا واسعًا في الأراضي الجافة التي لا يزيد معدل تساقط المطر السنوي فيها على 200مم  .وتعد الحبارى العربية (Aredeotis Arabs) من الطيور كبيرة الحجم؛ يصل طول جناحها إلى 64سم، وهو كما أسلفنا القول من الطيور النادرة جدًا المهددة بالانقراض؛ بسبب صيده المستمر، حيث إن لحمه لذيذ الطعم. وقد كان هذا الطائر منتشرًا بكثرة في سهول تهامة، ولكن أعداده تقلصت تقلصًا كبيرًا جدًا في السنوات الأخيرة.وتقيم في المملكة أيضًا الحبارى الآسيوية (C. Undulata Maqueenii) حيث تقطن الوديان والسهول البازلتية والحصوية ذات الغطاء النباتي الجيد، ولا سيما في المناطق الشمالية الغربية.والحبارى طريدة الصيد التراثية والهدف التقليدي للصياد العربي منذ الأزل، وقد قلّت أعدادها في المملكة؛ بسبب تدهور معظم المواطن الطبيعية التي كانت تعيش فيها هذه الطيور، وبسبب ظاهرة الصيد المفرط؛ وقد قدرت حصيلة الصيد السنوية لكل حملة صيد بما لا يقل عن ألفي طائر في المتوسط.
 
ج - الزواحف:
سجل في المملكة أكثر من 100 نوع من الزواحف، منها: 67 نوعًا من السحالي، و 30 نوعًا من الثعابين، ونوعان من سلاحف المياه العذبة، و 5 أنواع من السلاحف البحرية التي تعيش في البحر الأحمر والخليج العربي.ومن المؤكد أن معظم زواحف المملكة لا تتعرض لمشكلات محددة تهدد بقاءها واستمرارها وتعرضها لخطر الانقراض، باستثناء عدد قليل من الأنواع التي يزداد اهتمام بعض الصيادين بها دون غيرها.ومن أهم الزواحف التي تتعرض لظاهرة الصيد المفرط هو الضب (Uromastyx Aegyptius) الذي يتبع عائلة العظايا  ، وهو النوع الوحيد من جنسه الذي يتغذى على النباتات، ويعيش في جحور عميقة، وينتشر في المواقع الشمالية والشرقية من وسط المملكة، وفي كثير من المناطق الشمالية الغربية بالمملكة، وقد تدهورت أعداد الضب في المملكة؛ بسبب الصيد الجائر سواء لاستخدامه غذاء أو للبيع.
ومن الزواحف الأخرى المهمة التي تتعرض للصيد المفرط على سواحل المملكة هي السلاحف البحرية، وبخاصة السلاحف الخضراء (Chelonia Mydas)  ، والسلاحف صقرية المنقار (Eretimochelys Imbricate)، وتصاد هذه السلاحف لأكل لحومها وبيضها واستخدام دروعها في الأغراض التجارية.
 
شارك المقالة:
45 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook