المباني المدنية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 المباني المدنية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

المباني المدنية بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 

 المنشآت المائية

من أهمها السدود، والعيون، والآبار، والبرك، والأسبلة، والبازانات، والصهاريج، وفيما يأتي نبذة عن هذه المنشآت
 

 السدود

تعد منطقة مكة المكرمة من المناطق الشحيحة في مصادرها المائية، مستثنين من ذلك ما يتساقط من أمطار في الجزء الجنوبي منها في موسم هطلان الأمطار، الذي تشكل معظمه جبال السروات، لذا فطن المسلمون منذ فترة مبكرة إلى أهمية الحفاظ على هذا المصدر المائي، بإنشاء منظومة من السدود، لاستخدامها وقت الحاجة، فضلاً عن درء أخطار السيول عن المزارع والقرى والمدن، وكذلك رفع منسوب المياه، وتوسيع الرقعة الزراعية حول أحواض تلك السدود
وقد أنشئ في كل من مكة المكرمة والطائف مجموعة من السدود معظمها بني في العهد الأموي، وقلة منها بنيت في العهد العباسي، وقد لوحظ بناء هذه السدود بصفين من الأحجار حشي ما بينهما بالدبش، كما كسيت جدران معظمها بمادة جصية، للحيلولة دون تسرب المياه من بين المداميك والأحجار، كما عرفوا نظام التصريف بعمل قناة مفيض لهذه السدود، إما في أطراف جدار السد، أو في الجدار نفسه
أما الطراز المعماري للسدود في منطقة مكة المكرمة فتبين لنا وجود أربعة طرز معمارية هي
 طراز السدود ذات الجدار غير المتدرج، أي المبنية بصفين من الحجارة حشي ما بينهما بالدبش، وهذا الطراز شاع استخدامه في معظم سدود المنطقة
طراز السدود ذات الجدار المتدرج في الواجهة الخلفية من السد، وقد ورد هذا الطراز في سدود المنطقة على عدة أنماط، وهي: السدود المتدرجة بالكامل، ومن أمثلة ذلك سد وادي سيسد الذي بناه معاوية بن أبي سفيان عام 58هـ / 678م، وسدود عبدالملك بن مروان بالمعيصم، وسد وادي حراض. والنمط الثاني يتمثل في السدود المتدرجة من منتصفها، ومن أمثلة ذلك سد وادي داماء ببني الحارث، وسد أم بقرة، وسد القصيبة، وسد ثلبة
أما الطراز الثالث فيجمع بين الطرازين السابقين ومن أمثلته سد قروى زليخة بالخالدية غرب الطائف، فقد لوحظ بناء جزء من الجدار بشكل متدرج، والجزء الآخر بشكل غير متدرج
أما الطراز الرابع فيتميز بتدرج واجهتي السد، ومن أمثلة ذلك سد الدرويش بالطائف، كما يتميز بتدعيم جدار السد بأكتاف نصف دائرية، ومن أمثلة ذلك سد حبيس
وفيما يأتي وصف لكل سد من السدود الأثرية المتبقية بمنطقة مكة المكرمة
 
1) سد أُثَال: 
يقع في المعيصم بمنى شمال شرق مكة المكرمة، على يسار الذاهب من المعيصم باتجاه الشرائع، ويبلغ طوله أربعين مترًا، وارتفاعه من منتصفه سبعة أمتار، وسمكه خمسة أمتار ونصف المتر. ويمتد جداره من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، والنصف الشمالي منه متدرج، وقد بني من جدارين حشي ما بينهما بالدبش، ويعود تاريخ بنائه للعهد الأموي  ،  ولا يزال هذه السد في حالة جيدة إلا من الطمي الذي طمر حوضه
 
2) سد الأُحَيْمر: 
يقع على شعب الأحيمر أحد الشعاب التي تصب في وادي أم البكار من جهته الغربية، ويبعد عن الطائف بنحو ثلاثين كيلومترًا جنوب شرق. ويمتد جدار السد من الشمال للجنوب، طوله 22.50م، وسمكه 3.40م، وارتفاعه 7م، وهو مبني من حجارة صلبة، وفي شماله توجد قناة مفيض شقت في الجبل، الغرض منها تصريف مياه السد عند امتلائه. يرجع تاريخ بنائه للعهد الأموي
 
3) سد البرود: 
يقع في محطة البرود على درب زبيدة شمال شرق مكة المكرمة على بعد 18كم منها، طول جداره 61م، وارتفاعه 1.2م، وسمك الجزء الأكبر منه 3.3م. بني بصفين من الحجارة المجصصة، التي حشي بينهما بأحجار الدبش  ،  وقد بني على الأرجح في أواخر القرن الثاني الهجري، وهو في حالة جيدة، ولكن الطمي طمر حوضه تمامًا
 
4) سد ثُلُبَة: 
يقع غرب الطائف على يمين السالك للخط السريع المؤدي للهدا قبل منطقة جباجب، ويمتد جدار هذا السد بعرض الوادي من الاتجاه الشمالي الشرقي إلى الجنوب الغربي. وكان طول السد عند بنائه 78.90م، وعرضه 7.30م عند طرفه الشمالي الشرقي، و 9.60م عند منتصفه، و 8.50م عند طرفه الجنوبي الغربي، وارتفاعه 9م في أقصى نقطة ارتفاع عند المنتصف، وهو بشكل جيد. وتم بناؤه من جدارين متوازنين ملئ ما بينهما بالدبش، وقد تهدمت المنطقة الوسطى من الجدار، إذ يمر معها حاليًا طريق مسفلت، ويرجع تاريخ بناء هذا السد إلى العهد الأموي
 
5) سد حبيس:
يقع على بعد 12كم شمال شرق محطة شعر (خبراء الحاج). يمتد جداره من الجنوب إلى الشمال بطول 66م. ويبلغ سمك هذا الجدار مترًا واحدًا، وارتفاعه 1.5م، بني بأحجار مجصصة مدعمة بأكتاف نصف دائرية  ،  بني على الأرجح في أواخر القرن الثاني الهجري، ولا يزال هذا السد في حالة جيدة
 
6) سد الحجاج الأول:
يقع في المعيصم بمنى شرق مكة المكرمة، على يمين الذاهب من المعيصم إلى الشرائع، ويمتد جداره من الشمال للجنوب، بطول 49م، ويبلغ ارتفاعه 6.50م، وسمكه 4.50م. وهو من النوع المتدرج، وقد بني من جدارين حشي ما بينهما بالدبش، ويرجع تاريخه للعهد الأموي  ،  وقد أزيل هذا السد لصالح مشروع المجزرة الحديثة
 
7) سد الحجاج الثاني: 
يقع في المعيصم شمال شرق منى بمكة المكرمة على يمين الذاهب من المعيصم إلى الشرائع قبل مجزرة المعيصم الحالية، وهو من النوع المتدرج ذي الجدارين المتوازنين اللذين حشي ما بينهما بالدبش، وبه قناة لتصريف المياه في الجزء الشمالي بأسفل الجدار، كما أن له مفيضًا في الطرف الشمالي من هذا السد، لتصريف المياه في حالة امتلاء السد، طول هذا السد 60م، وارتفاعه 8.50م، وسمكه 4.15م. وقد نفذت على أحجار هذا السد مجموعة من النقوش الكتابية التي يرجع تاريخها للقرن الأول الهجري، يزيد عددها على عشرين نقشًا  ،  ولا يزال هذا السد في حالة جيدة، ولكن الجزء الأكبر من واجهة السد قد تم تغطيتها ببقايا الصخور نتيجة لأعمال القطع الصخري التي تمت في منطقة السد
 
8) سد حُرَاض:
يقع في وادي حراض على بعد 2كم من النقطة التي يلتقي فيها وادي حراض مع طريق البرود - الشريق. ويتكون جدار السد من جزأين في الشمال الشرقي بطول 18.5م، وفي الشمال الغربي بطول 23م، أما الجزء الأوسط فقد تهدم بفعل السيول، وهو من النوع المتدرج، سمك جداره 3.5م، ربما يرجع للعهد الأموي، أو العهد العباسي. وتوجد في منطقة السد نقوش كتابية بخط كوفي، وكسر فخار، وممر، وقنوات صغيرة الحجم
 
9) سد خالد بن عبدالله القسري:
يقع في حي الغسالة (شعب ثقبة) بمكة المكرمة، وهو متهدم، ولم يتبق منه إلا أساسات جدرانه بارتفاع نحو 1.5م، وسمكه نحو 3م، وطوله 90م تقريبًا. بناه خالد بن عبدالله القسري الذي كان واليًا على مكة المكرمة في عهود الخلفاء الأمويين عبدالملك بن مروان، وابنيه الوليد وسليمان
 
10) سد الدرويش: 
يطلق عليه أيضًا سد الملواة، ويقع في وادي عرضة، جنوب غرب الطائف، ويمتد جداره من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي، وهو من طراز السدود ذات الجدارين، ومن النوع المتدرج، وقد تهدم الجزء الجنوبي الغربي منه، أما طول الجزء المتبقي منه فيبلغ خمسين مترًا، وارتفاعه 9.80م، وسمكه أربعة أمتار، وقد بني من جدارين حشي ما بينهما بأحجار صغيرة، يرجع تاريخه للعهد الأموي
 
11) سد رِحَاب: 
يقع هذا السد الذي يعرف أيضًا باسم: وَدِيمة، في وادي رحاب شمال غرب الطائف بنحو خمسة وثلاثين كيلومترًا، ويبلغ طوله سبعين مترًا، ولم يتبق منه إلا الجزء الجنوبي الشرقي البالغ طوله ثمانية وثلاثين مترًا، وسمكه متران اثنان، وارتفاعه ثلاثة أمتار. وهو من النوع غير المتدرج، يعود تاريخه للعهد الأموي 
 
12) سد السِدَاد: 
يقع في حي السداد حي غرب الطائف، وهذا السد من طراز السدود ذات الجدارين المتوازنين اللذين حشي ما بينهما بالدبش، وواجهته الخلفية متدرجة، وفي طرفه الشمالي يوجد مفيض للماء، ويبلغ طول السد 109.60م، وارتفاعه 3.80م، وعرضه عند القمة 2.80م، وعند القاعدة 3.50م، يعود تاريخه للعهد الأموي
 
13) سد السديد: 
يقع في مخنق جبلي الرميدة والقرة في وادي عرضة، جنوب شرق الطائف، يدخل إليه يمينًا قبل الوصول إلى متنـزه وادي عرضة في برحة تفضي إلى شعاب لا تصل إليها السيارات على بعد 500م من طريق الطائف - الشفا، ثم يتجه السالك شرقًا مشيًا على الأقدام حتى يصل إلى مخنق الجبلين المشار إليهما آنفًا، حيث يوجد السد. ويمتد جداره من الشرق إلى الغرب بطول 21م، وارتفاعه عند منتصفه 4.6م، وعرضه 1.35م، وفي الجهة الغربية من جدار السد يوجد مفيض لتصريف المياه عند امتلاء السد 
 
14) سد سَلامة اليسرى: 
يقع في سلامة اليسرى بالقرب من قرية غرابة بوادي البكار، الذي يبعد عن الطائف 35كم جنوب شرق، ويبلغ طوله 48م، ويرجع تاريخه للعهد الأموي
 
15) سد السَّلمان: 
يقع في شعب صغير ينحدر من جبل شرق وادي عرضة، وهو شمال سد اللصب بنحو مئتي متر، ويتجه جدار السد من الشمال للجنوب، تهدم من منتصفه، طول الجزء الجنوبي من الجدار سبعة وثلاثون مترًا، والشمالي اثنان وأربعون مترًا، ويتدرج في الارتفاع حتى يصل خمسة أمتار ونصف المتر في أعلى نقطة في الجنوب، وعرضه عند القمة متران ونصف المتر، وفي وسطه قناة مفيض بعرض خمسة أمتار. وهو من النوع المتدرج، وبالقرب منه توجد أطلال بعض المباني والمزارع، كما عُثر على كسرة واحدة من فخار مزجج يرجع تاريخه إلى العصر الإسلامي المبكر
 
16) سد السَّمْلَقي: 
يقع في وادي ثمالة جنوب غرب الطائف، وقدر أحد المهندسين طاقته الاستيعابية بنحو 500.000م  ، ويُعدُّ واحدًا من أضخم السدود في المنطقة، طوله 212م، وعرضه 10.80م عند المنتصف، وعند القمة 10م، وارتفاعه 10.80م، ويمتد من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، وواجهته الخلفية متدرجة، وقد بني من جدارين حشي ما بينهما بالدبش، يرجع تاريخه للعهد الأموي 
 
17) سد سُوَيْس الأسفل:
يقع على شعب سويس الأسفل المفضي إلى وادي أم البكار على بعد 35كم جنوب شرق الطائف، وما يزال هذا السد في حالة جيدة، ويمتد جداره من الشرق إلى الغرب بطول 37م، ثم ينكسر بزاوية قائمة إلى الجنوب بطول 12م، وارتفاعه 4.50م، وسمكه 2.10م، وارتفاع الانكسار 1.20م، وبه مفيض في الجبل من الشمال، يعود تاريخه للعهد الأموي
 
18) سد سويس الأعلى: 
يقع في أعلى شعب سويس، وتصب مياهه في وادي أم البكار على بعد خمس وثلاثين مترًا جنوب شرق الطائف، ويبلغ طوله ثمانية وستين مترًا، وارتفاعه أحد عشر مترًا ونصف المتر, وسمكه أربعة أمتار، وقد تهدم من منتصفه، يرجع تاريخ بنائه للعهد الأموي
 
19) سد صَعَب:
يقع جنوب غرب الطائف في وادي صعب على بعد نحو كيلومترين اثنين من ناحية المثناة، وقد تهدمت أجزاء من السد، ولم تتبق منه إلا كتل صخرية متناثرة، ومن أساسات الجدار المتهدم يمكن القول إن هذا السد كان بطول ثمانية وخمسين مترًا، وعرض أربعة أمتار، وكان مبنيًا من جدارين حشي ما بينهما بأحجار صغيرة، يرجع تاريخه للعهد الأموي 
 
20) سد العاقد:
يقع في بداية الشعب الصاعد إلى جبلي الرميدة والقرة بوادي عرضة العليا، طول جداره 111م، وعرض ما تبقى منه 1.4م، وارتفاعه 2.1م. وقد لوحظ تهدم جزء كبير من جدار السد، يعود تاريخه إلى العهد الأموي 
 
21) سد عُرُضَة:
يعرف أيضًا باسم سد لَحِين، ويقع في وادي عرضة على يسار السالك للخط السريع المؤدي للشفا من الطائف، وهو شبه متهدم، وقد تبقى منه جزؤه الشمالي البالغ طوله خمسة عشر مترًا، بارتفاع أربعة أمتار ونصف المتر، وسمكه عند القاعدة ثمانية أمتار، وفي أعلاه 4.60م، ويعود تاريخ إنشائه للعهد الأموي
 
22) سد العَقْرَب: 
يقع شمال مدينة الطائف وشرق الحوية على مقربة من مستوطنة أثرية مندثرة، ويمتد من الاتجاه الشمالي الغربي إلى الاتجاه الجنوبي الشرقي، طوله مئة وثلاثة عشر مترًا، وارتفاعه أربعة أمتار، وعرضه خمسة أمتار، ويتميز بوجود فتحة لتصريف المياه اتساعها 0.80م بها قناة عرضها 0.5م. وهذا السد من طراز السدود ذات الجدارين، وذات الواجهة المتدرجة، وهو من السدود التي بنيت في العهد الأموي 
 
23) سد القرة:
يقع على مسافة مئة متر من سد السديد إلى الغرب منه، وما يزال هذا السد في حالة ممتازة، طول جداره سبعة عشر مترًا، وعرضه 1.7م، وارتفاعه 5.4م، وله مفيض في الجانب الشرقي منه، وبأسفله صخرة ملساء نفذت عليها كتابات بخط حجازي غير مقروء، لا يتضح منها إلا لفظ الجلالة (الله)
 
24) سد قُرَيْقير: 
يقع في وادي قريقير الذي يصب في وادي عرضة جنوب الطائف، ويمتد جدار السد بين جرفي منطقة ضيقة بأعلى الوادي، طوله 14.50م، وبه فتحة من أعلاه عرضها متر واحد، تستخدم لتصريف مياه السد في حالة امتلائه بالماء، وواجهته الخلفية من النوع المتدرج، وبأسفلها فتحة لتصريف مياه السد بحسب الحاجة، وهو من السدود التي بنيت في العهد الأموي
 
25) سد القُصَيْباء:
يقع في سلامة اليمنى بالقرب من قرية أم البكار الواقعة على بعد خمسة وثلاثين كيلومترًا، جنوب شرق الطائف. ويبلغ طوله سبعة وستين مترًا، وارتفاعه اثنا عشر مترًا، وسمكه أربعة أمتار، وقد بني من جدارين حشي ما بينهما بالدبش والمؤونة، ويعود تاريخ إنشائه إلى العهد الأموي 
 
26) سد القعايد:
يقع على بعد أربعمئة متر من طريق الشفا - الطائف، قبل متنـزه الحدبان، ويمتد جداره من الشرق إلى الغرب، بطول أربعين مترًا من أعلاه، وثمانية عشر مترًا من أسفله، ولا يزال في حالة جيدة من البناء، وهو من النوع المتدرج، ويرجع تاريخه إلى العهد الأموي
 
27) سد اللَّصِب: 
يقع في وادي عرضة جنوب الطائف على يسار السالك للخط السريع المؤدي إلى الشفا من الطائف، ويمتد جداره من الشمال إلى الجنوب، وطول الجزء الجنوبي المتهدم منه سبعة وثلاثون مترًا، والشمالي الذي لا يزال قائمًا اثنان وأربعون مترًا، وارتفاعه خمسة أمتار ونصف المتر، وسمكه متران ونصف المتر. وتوجد في الجزء الشمالي من منتصفه قناة بعرض خمسة أمتار منقورة في الصخر، استخدمت مفيضًا لتصريف المياه، وهو من السدود التي بنيت في العهد الأموي 
 
28) سد وادي السداد الأول: 
يقع وادي السداد غرب شقصان، الواقعة إلى الجنوب الشرقي لمدينة الطائف بنحو ستين كيلومترًا، بني في أعلى وادي السداد، يبلغ طوله 70.60م، وسمكه 3.80م، وارتفاعه 2.50م، وبطرفه الشمالي يوجد مفيض لتصريف مياه الأمطار عند امتلاء السد بالماء، وهو من النوع المتدرج على حطتين، وقد بني في العهد الأموي
 
29) سد وادي السداد الثاني:
يقع هذا السد في وادي السداد الواقع إلى الغرب من شقصان، التي تبعد إلى الجنوب الشرقي من الطائف قرابة ستين كيلومترًا، بني في وسط وادي السداد على بعد كيلومتر واحد من السد الأول، طوله ستون مترًا، وسمكه 5.40م، وارتفاعه ثلاثة أمتار، بناؤه جيد، وهو من النوع المتدرج على ثلاث حطات، متهدم من جهة الشمال، الجزء المتبقي منه بطول سبعة وثلاثين مترًا، وسمك مترين اثنين، وارتفاع متر واحد، و يرجع تاريخه إلى العهد الأموي
 
30) سد وادي السداد الثالث: 
وهو أيضًا سد بني في وادي السداد غرب شقصان التي تبعد إلى الجنوب الشرقي من الطائف قرابة ستين كيلومترًا، بني بأسفل وادي السداد، على بعد اثنين كيلومتر من السد الثاني عند مخنق جبلين طوله أربعون مترًا، وسمكه 3.60م، وارتفاعه متر ونصف المتر، تهدم جزء منه بطول 13.30م. وهو من النوع غير المتدرج. وتوجد حول السد آثار أطلال مبان متهدمة، وبلاد زراعية دامرة، ويرجع تاريخ بنائه إلى العهد الأموي 
 
31) سد وادي داماء:
يقع في منطقة ضيقة بأعلى وادي داماء ببلاد بني الحارث، الواقعة جنوب شرق الطائف، وتبعد عنه بنحو ثمانين كيلومترًا، ويمتد جدار السد غير المستقيم من الغرب إلى الشرق 101.10م، وأقصى ارتفاع له 11.76م، أما سمكه فيبلغ في المنطقة الوسطى المواجهة لاندفاع المياه 8.75م. ويتكون هذا السد من أربعة أضلاع متباينة الأطوال والارتفاعات والأسماك، أكبر هذه الأضلاع الضلع الأوسط، والواجهة الخلفية من جدارين حشي ما بينهما بالدبش، كما كسي الجدار بطبقة من الجص. وقد تهدمت أجزاء من هذا السد، وبخاصة المنطقة الوسطى، وهناك نقش كتابي على صخرة داخلة في الجدار من الناحية الشرقية يستشف منه صلته بعمارة السد، ويرجع تاريخ بنائه وفقًا لذلك إلى العهد الأموي
 
32) سد وادي السِّنْح: 
يقع بين جبلين في بداية وادي السنح من الناحية الشمالية الشرقية، على بعد ثمانية عشر كيلومترًا إلى الجنوب الغربي من مدينة الطائف، طول جداره سبعة وسبعون مترًا، وارتفاعه تسعة أمتار، وسمكه ثلاثة أمتار، تهدم الجزء الأوسط منه، بسبب اندفاع مياه السيول، بني بصفين من الأحجار التي حشي بينهما بالدبش، يرجح أن يكون الجزء الذي تهدم متدرجًا، ويرجع تاريخه إلى عام 187هـ / 803م، كما هو منفذ في نص تأسيسي على صخرة ثابتة في الجزء الأيسر من جدار السد على يسار الواقف أمام الواجهة الأمامية للسد مما يلي حوض التخزين
 
33) سد وادي سَيْسَد: 
يقع في منطقة ضيقة في وادي سيسد شرق الطائف، ويمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، ويبلغ طوله ثمانية وخمسين مترًا، وعرضه 4.10م، وارتفاعه 5.8م. كما أنه غير مبني من جدارين على النحو الشائع في معظم السدود، ولكنه مبني من حجارة مستطيلة الشكل، كبيرة الحجم، في شكل مداميك أفقية. وتوجد في طرفه الشمالي الغربي قناة مفيض، عرضها سبعة أمتار منقورة في الصخر، ولا يزال هذا السد في حالة جيدة، ويكتسب أهمية خاصة لدى الباحثين باعتباره أحد السدود المؤرخة، إذ يرجع تاريخه إلى عام 58هـ / 678م   كما هو منفذ في نص تأسيسي على إحدى الصخور المجاورة للسد
 
34) سد وادي كندة:
يقع في وادي كندة شمال شرق مكة المكرمة على بعد خمسة وعشرين كيلومترًا منها، طول جداره مئة وخمسون مترًا، وسمكه عند القاعدة 6.85م، وعند القمة ستة أمتار، وهو من النوع المتدرج في بعض أجزائه، وغير متدرج في أجزاء أخرى من جداره، لم يبق منه إلا جزء من الجدار طوله سبعة وثلاثون مترًا  ،  بني على الأرجح في أواخر القرن الثاني الهجري، أما حوض السد فقد طمره الطمي
 

 العيون

 
اُعتني بجلب مياه العيون إلى المدن، وقد زاد عدد العيون التي أجريت في المنطقة خلال الفترة الإسلامية على أربعمئة وخمسين عينًا  ،  اشتهر منها عدد من العيون، من أهمها عين زبيدة  التي لاتزال آثارها ماثلة للعيان حتى الوقت الحاضر
وقد أجرت هذه العين المحسنة الكريمة السيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد من أسفل جبل كرا بأعلى وادي نعمان إلى العزيزية (حوض البقر سابقًا)، مرورًا بوادي نعمان فالمشاعر المقدسة، وذلك في عام 194هـ / 810م، ذلك أنها - رحمها الله - عندما حجت عـام 193هـ / 809م لمست بنفسها وعن كثب معاناة الحجيج وما أصابهم من عطش شديد، لدرجة أن راوية الماء كانت تباع بعشرة دراهم أو أكثر، فأمرت بالبحث عن عين ثرة المياه، فوقع الاختيار على هذه العين فأوصلت مياهها إلى الموضع المشار إليه  ،  ثم لما عرض على السلطان العثماني سليمان القانوني عام 969هـ / 1562م انقطاع مياه عيون مكة المكرمة، وشح مياه عين زبيدة، التمست كريمته فاطمة خانم منه فأصلحتها وأوصلت مياهها إلى مكة المكرمة بعد أن شقت دبلاً من الموضع الذي كان يعرف ببئر زبيدة في العزيزية إلى بستان بنونة (قصر الملك فيصل حاليًا) بالمعابدة، ليلتقي مع قناة عين حنين، لتنساب مياه العينين في قناة واحدة إلى داخل مكة المكرمة 
ونظرًا لأهمية عين زبيدة فقد أولاًها خلفاء المسلمين وسلاطينهم وأمراؤهم وأثرياؤهم والمحسنون منهم جلَّ عنايتهم واهتمامهم بإصلاحها وترميمها وتنظيفها كلما دعت الحاجة إلى ذلك، لدرجة أنه لا يمر عام إلا تجرى لهذه العين المزيد من أعمال الإصلاح والترميم، ثم في عام 1295هـ / 1878م تشكلت لجنة من أعيان مكة المكرمة والمجاورين عرفت باسم (لجنة عين زبيدة) الهدف منها تطوير خدمات العين وضمان عدم انقطاع مياهها، ثم في عام 1327هـ / 1909م تشكلت هيـئة عين زبيدة للغرض نفسه، ثم في عهد الملك عبدالعزيز, رحمه الله, تغير اسم هذه الهيئة إلى (إدارة عين زبيدة)
ومن العيون المهمة عين حنين التي أجرتها المحسنة الكبيرة السيدة زبيدة قبل إجرائها عين عرفة (زبيدة) من وادي حنين إلى مكة المكرمة، وقد ظلت هذه العين تمد مكة المكرمة بالمياه حتى بعد إجراء عين زبيدة، وقد أولاًها خلفاء المسلمين وسلاطينهم وأمراؤهم وأثرياؤهم والمحسنون منهم جل عنايتهم واهتمامهم على مر القرون، وتعهدوها بأعمال الإصلاح والترميم كلما دعت الحاجة إلى ذلك 
أما في جدة فكما هو معروف أن مدينة جدة مدينة ساحلية لا تتوافر فيها المياه العذبة، مما جعل السلاطين العثمانيين يأمرون بالبحث عن عيون تغذي المدينة بالمياه، فوقع الاختيار على عين ماء في وادي قوز في عهد السلطان العثماني محمد الرابع فيما بين عامي 1092 و 1095هـ / 1681 و 1684م، حيث مدت قناتها من قويزة إلى وسط جدة، ثم في عـام 1135هـ / 1723م انقـطع ماؤها فأمر علي باشا والي جدة آنذاك بإصلاح الخلل في قناتها. وفي عام 1270هـ / 1854م أصلحها وأجرى ماءها بعد انقطاعه أحد التجار بجدة اسمه فرج يسر  ، كما قام نوري أفندي قائمقام جدة في عام 1285هـ / 1868م بجهود مميزة لإصلاح قناة هذه العين، وكذلك فعل صفوت باشا والي الحجاز عام 1298هـ / 1881م
كما أجرى والي الحجاز عثمان نوري باشا بأمر من السلطان العثماني عبدالحميد الثاني في عام 1303هـ / 1886م عيـن الحميدية، التي تعرف أيضًا باسم عين الوزيرية، من الكيلو الحادي عشر بشرق جدة إلى مدينة جدة، ويسير دبلها من وادي غليل إلى جدة
 

الآبار

 
كانت الآبار من المصادر المائية الأساسية في منطقة مكة المكرمة، وقد حفر بالمنطقة خلال العصر الإسلامي مئات الآبار سواء في المدن أو القرى، أو على دروب الحجيج والقوافل التجارية والدروب المحلية، وتجدر الإشارة إلى أن معظم الآبار - وبخاصة في المدن - قد اندثرت وغطتها المباني والشوارع، فيما كثير من آبار القرى والآبار التي بنيت على الدروب قد اندثرت وغطتها الرمال
على أن أشهر الآبار في المنطقة بئر زمزم   ،  الواقعة على بعد ثمانية عشر مترًا من الحجر الأسود، وهي أول بئر بمكة المكرمة، وقد تفجر ماؤها قبل نحو 4000 سنة، وظلت هذه البئر التاريخية تروي سكان مكة المكرمة حتى طمست جرهم موضع البئر فأرى الله عبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم مكانها حتى استبانه فحفرها قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بدأ ماؤها يشح حتى كاد ينقطع في عام 223هـ / 838م، فحفرها رجل يدعى محمد بشير، وكان عمقها تسعًا وستين ذراعًا 3898.5سم، منها أربعون ذراعًا 2260سم مطوية بالحجارة، وتسع وعشرون ذراعًا 1638.5سم منقورة في الصخر حتى قاعها، ولم يكن على بئر زمزم بناء يذكر فيما عدا صُفَّة بجوارها وحوضين للسقاية، إلا أنها شهدت منذ العهد العباسي الكثير من أعمال الإصلاح والتجديد والبناء، كما حدث في عهد أبي جعفر المنصور، والمهدي، ثم أقام المعتصم بالله، على هذه البئر بناءً مسقوفًا بقبة، وفي عهد المتوكل عُملت بعض الترميمات في عام 240هـ / 854م، كما أمر المهتدي بالله في عام 256هـ / 870م بوضع باب جديد للبئر، ثم توالت أعمال الإصلاحات والتجديدات والإضافات بعد ذلك، كما حدث في الأعوام 818 و 822 و 933 و 948هـ / 1415 و 1419 و 1527 و 1541م. وتم في عام 1020هـ / 1611م وضع شبك من حديد داخل البئر وبانخفاض متر واحد عن سطح الماء، ثم نُثلت البئر في عام 1028هـ / 1619م، بعد تغير طعم زمزم بسبب ما تساقط من أحجار فيها، وفي عام 1112هـ / 1700م بني جدار دائر حول بئر زمزم، وأجريت عمارة لها في عام 1200هـ / 1786م، وفي عام 1279هـ / 1862م تم تجديد شبابيكها ورخام أرضيتها واصلاح فوهتها والدرابزين الذي حولها  ،  ثم حظيت في العهد السعودي بتطوير كبير، وعدة تجديدات كان آخرها عام 1426هـ / 2005م، ولم يعد الدخول إليها من المطاف، بل من خارجه ضمن مشروع توسعة المطاف
ومن الآبار التاريخية في المنطقة بئر ذي طوى، الواقعة أمام مستشفى الولادة بجرول في مكة المكرمة
وهي البئر التي قيل: إن الرسول صلى الله عليه وسلم شرب وتوضأ منها ليلة فتح مكة المكرمة   وكذلك بئر في عسفان تسمى بئر التفلة  ، قيل: إن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في طريقه لفتح مكة المكرمة لما مر بهذا الوادي كانت آباره قد نضبت، فأشرف على هذه البئر وتفل فيها، ومنذ ذلك الوقت لم ينضب ماؤها واشتهر بعذوبته وغزارته  ،  ولا تزال هذه البئر بحالة جيدة إلى الوقت الحاضر، وهي مطوية بالحجارة. وكذلك بئران في وادي العسيلة   ،  وهما البئران المتبقيان من آبار أربع ذكر الفاسي بشأنها ما نصه: "... منها - أي الآبار - ما يقتضي أن المقتدر العباسي أمر بحفر بئرين منها، وفي طي بعضها ما يقتضي أن العجوز والدة المقتدر عمرتها مع سقايات هناك ومسجد لا يعرف الآن منه شيء، وقد ذكرنا النص المكتوب في أصل الكتاب، والبئر الرابعة من آبار العسيلة جددها بعد دثورها بعض الأمراء المصريين في سنة اثنتين وتسعين وسبعمئة 1390 م"
كما ذكر عدد من الرحالة آبارًا كثيرة على طريق مكة المكرمة - جدة القديم، هي: بئر حداء  ، وبئر أم الجود، وبئر أم القرون، وبئر الحديبية (الشميسي)، وبئر المقتلة  .  وقد لوحظ أن هذه الآبار على أربعة طرز، آبار دائرية وهي الأكثر انتشارًا بالمنطقة، وآبار مستطيلة، وأخرى مربعة، أما الطراز الرابع فهو طراز فريد، فقد لوحظ في إحدى آبار وادي العسيلة أنها مثمنة ثم في منتصفها تأخذ شكلاً مربعًا، ثم شكلاً دائريًا حتى قاعها، وقد بنيت هذه الآبار بأحجار مطوية، كما تم تجصيص بعضها، فضلاً عن وجود فتحات في الجدار من إحدى الجهات يدخل إلى البئر من خلالها، وكذلك زودت هذه الآبار بالأحواض والقنوات لتصريف مياهها إلى الأحواض والمزارع
 

 البرك

 
أوردت المصادر التاريخية   بناء كثير من البرك، وبخاصة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وفي بعض مدن المنطقة، وكذلك في محطات دروب الحجيج والقوافل سواء الدروب الرئيسة أو الفرعية، إلا أن هذه البرك قد أزيلت بسبب التطور العمراني الذي شهدته المنطقة على مر القرون، إذ لم يبق إلا البرك الواقعة على محطات الدروب المشار إليها آنفًا، ومعظمها طمرته الرمال، وهو ما سنتحدث عنه عند حديثنا عن الدروب
وعلى الرغم من كثرة البرك التي بنيت خلال الفترة الإسلامية، إلا أننا لم نعثر إلا على نقش تأسيسي واحد يؤرخ لتعمير بركة بمكة المكرمة أو إصلاحها بأمر الخليفة المقتدر بالله العباسي عام 315هـ / 927م، وهو ما سنورده عند الحديث عن النقوش التأسيسية
 

الأسبلة والبازانات والصهاريج

 
كما أنشئ بمنطقة مكة المكرمة كثير من الأسبلة  ، والبازانات  ، والصهاريج  ،  إلا أنها أزيلت ولم يتبق من الأسبلة التي بنيت خلال الفترة الإسلامية   إلا عدد قليل، منها سبيلان في حدَّا على يمين المتجه إلى وادي فاطمة، مضلعان بارتفاع يتجاوز أربعة أمتار وينتهيان بقبة. وسبيل الحديبية (الشميسي) وسبيل أم الجود على طريق مكة المكرمة - جدة القديم، وهي من الحكم العثماني، وصهريجان مستطيلا الشكل في رابغ بكل منهما فتحة في سطحه  ،  وعدد من الأسبلة التي يعود تاريخ إنشائها إلى عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله, في مكة المكرمة على طريق مكة المكرمة - جدة القديم
شارك المقالة:
75 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook