يتألف طعام ساكن البادية - غالبًا - من التمر واللبن، إضافة إلى الأقط وهو ما يُسمى (البقل) الذي يقدمونه مع السمن، وقديمًا كان الإكثار من السمن دليل على الكرم؛ إذ كانوا يقدمون الطعام إما أرزًا أو حنطة مطحونة مخلوطة بالسمن الذي يصنعون له حفرة في وسط الصحن ليأخذ الضيف اللقمة ويغمسها في السمن.

 

أما الحنطة أو (جدب القرايا) كما يسمونها فكانوا يأكلونها بعد أن يطحنوها في القرى ويعملوها على شكل خبز أو أنواع أخرى من الطعام. وكما يستعمل سكان البادية الحنطة مطحونة فإنهم يستعملونها مجروشة ويدهنونها بكثير من الدهن، وهو ما يُسمى (الجريش) وهي أكلة معروفة إلى وقتنا الحاضر، وقد استفاد سكان البادية من معرفة هذا الطبق من الحضر  

 

وبالإضافة إلى ذلك يأكل سكان البادية الخبز، ويتكون خبزهم في سنوات الخصب من طحين الحنطة، وفي سنوات القحط والجدب يأكلون الخبز المصنوع من طحين الذرة أو الشعير. ولصنع الخبز توجد لديهم طريقتان:

 

الطريقة الأولى: تتم بأن يوقدوا النار تحت الصاج بحيث يكون وجهه المقعر على النار ويُوضع العجين على وجهه المحدب، ثم يُقلب حتى ينضج، ويُسمى في هذه الحالة (خبز الصاج)  ، وذلك إذا كانوا في حالة إقامة.

 

وأما الطريقة الثانية: فهي إشعال النار حتى تشكل جمرًا، ثم يأتون بالعجين ويحملونه بشكل قطعة واحدة ثم يدفنونه في الجمر، ويتركونه حتى ينضج، وعندما ينضج القرص يرفعونه من الجمر وتُزال قشرته الظاهرة الملوثة بالرماد ثم يُؤكل ويُسمى عندئذٍ (قرص الجمر)، وذلك إذا كانوا في حال الرحيل، إذ إن ظروف الرحيل تقتضي منهم الاعتماد على قرص الجمر، وبالإضافة إلى ذلك فإن سكان البادية يأكلون ما تصيده أيديهم من حجل، وقطا، ودراج، وأرانب... وغيرها  

وعمومًا فإن البُر، والأرز، واللحم، واللبن، والتمر، والسمن هي المواد الأساسية للمعيشة في المنطقة سواء في القرى أو البادية.