تتعدد المأكولات الشعبية في المنطقة وتختلف باختلاف البيئات الثقافية التي تتكون منها المنطقة، إذ تختص المدن ببعض المأكولات بينما توجد مأكولات يختص بها بعض القرى أو البوادي في المنطقة، وبعض المأكولات تختص به المدن الساحلية على ضفاف الساحل الغربي من المملكة.

 

ونعرض فيما يأتي بعض المأكولات المشهورة في البيئات كافة:

 

أ - السليق: 

 

يُعدُّ السليق من الأطعمة التقليدية في مدن الساحل وخصوصًا في المناسبات، ويُعمل بسلق اللحم ثم إخراجه من المرق وطبخ الأرز فيه دون إضافات أخرى سوى السمن عندما يقرب الأرز من النضج. وبعضهم يضيف إليه كمية من الحليب أو القشطة، ثم يُغرَف الأرز في صوانٍ يسمونها (تباسي). وأغلب ما يُصنع في المناسبات أو الاجتماعات.

 

ب - المرقوق (التطاريح): 

 

يتكون من دقيق البُر والماء والسمن واللبن أو الحليب. وطريقته أن يُعجَن الدقيق ثم يُقرَص العجين بشكل أقراص رقيقة، ثم يُسقَط في ماء يغلي قرصًا بعد آخر، ثم يتم عصده بعصا، ويُطبَخ حتى ينضج، ويُضاف إليه الملح، بعدها يُفرَغ في صحون ويُوضَع عليه السمن البلدي واللبن المخضوض أو الحليب.

 

ج - الملَة: 

 

وهي من المأكولات العربية القديمة المشهورة التي ورد ذكرها في بعض أشعار العرب، يقول الحطيئة:

 

حفاةٌ  عراةٌ ما اغتذَوا خبزَ مَلَةٍ     ولا عرفوا للبُرِّ مذ خُلِقوا طَعما

وتُصنَع الملة من دقيق البُر، فتُؤخَذ كمية كبيرة من الدقيق وتُعجَن ثم يُعمَل العجين بشكل أسطواني أشبه بعجلة السيارة، ومن ثم يتم دفنه مع الجمر، وقد يُوضع في كيس من الخيش النظيف المبلل بالماء ويُدفَن في الرماد، وبعد نحو ساعة يكون قد نضج واحمر وتقمَّر، فَتُخْرَجُ الملة ويُقدَّم معها السمن والعسل والجبن البلدي والتمر.

 

د- العصيدة:

 

تُعد العصيدة من المأكولات الشعبية المنتشرة في جميع أنحاء المجتمع السعودي والعربي أيضًا، وخصوصًا مجتمع الجزيرة والخليج، إلا أن أسلوب الإعداد ربما يختلف بعض الشيء من مكان إلى آخر. وتُصنَع العصيدة من الدقيق، فيُؤتَى بالدقيق ويُذَر في ماء فاتر حينما يكون القدر في مرحلة ما قبل الغليان، ثم يتم تحريك الدقيق في الماء بملعقة خشبية تُسمى (المسواط) إلى أن تنضج العصيدة وتتماسك، بعدها تُنـزَل عن النار وتُقدَّم للأكل بعد أن يُوضَع عليها السمن البلدي والحليب واللبن.

 

هـ - المندي: 

 

وهو من المأكولات القديمة، ويُعرَف في مناطق أخرى باسم (الحنيذ)، وصفته أن يُوضَع لحم الخروف أو التيس كاملاً في حفرة خاصة بعد أن يُشعَل فيها النار حتى تصبح شديدة الحرارة، ثم يُوضَع بداخلها اللحم مع الأرز أو من دونه، وتُقفَلض جيدًا بإحكام لمنع تسرب الهواء، وتُفتَح بعد ساعتين ويكون المندي جاهزًا. وتُعمَل هذه الأكلة - غالبًا - في مواسم الصيد.

 

و- الخبزة:

 

الخبزة هي قرص من دقيق الحنطة (البُر) وتُؤكَل مع السمن والعسل، كما أنها من المأكولات المعروفة في معظم أنحاء المجتمع السعودي مع اختلاف بسيط في طريقة الإعداد وأسلوب التقديم.

 

ز- المطازيز (القريصات): 

 

المطازيز شديدة الشبه بالمرقوق، وهي من الأكلات المشهورة في عدد من المناطق في المجتمع السعودي وخصوصًا منطقة تبوك. أما صفتها فهي أن يُؤتَى بعجينة البُر وتُقطَّع بشكل دوائر صغيرة أكثر سماكة من المرقوق، وتُوضَع في القدر وقد أُعِد فيه اللحم والخضراوات وهي ما يُسمى بـ (الكشنة)، ثم يُترَك على النار حتى ينضج.

 

ح- الصيادية: 

 

وهي من أشهر المأكولات في المدن الساحلية من المنطقة، وتتكون من السمك والأرز. وصفتها أن يُقطَّع البصل قطعًا متساوية الحجم. ثم تُوضَع في كمية جيدة من الزيت على نار متوسطة، ويُحمَّر تدريجيًا حتى يصبح البصل بني اللون مائلاً قليلاً إلى السواد. ثم يُحمَّر السمك في الزيت نفسه الذي حُمَّر فيه البصل، وبعد ذلك يُضاف الماء الساخن والبهارات، ثم يُوضَع الأرز فوق المرق لينضج على نار هادئة ويكتسب بذلك الأرز لونًا بنيًّا. وغالبًا ما تُقدَّم مع الصيادية أطباق أخرى مثل: السمك بالطحينة، والسمك المطفي بالحمر، وكباب السمك.

 

ط- الكوزي: 

 

وصفته أن يُذبَح الخروف ويُسلَخ وتُستخرَج أحشاؤه، ثم يُكتَّف بالخيوط الدبارة، ويُطلى باللبن الحامض المخلوط بالزعفران والبهارات، ويُحمَّر بعد ذلك في السمن داخل قدر ضيق الفوهة. فإذا تم تحميره تكون قد أُعدَّت كمية من الأرز المسلوق، والبيض المسلوق، وخلطة مكونة من مقدار من الزبيب والصنوبر، أو اللوز المسلوق المقشَّر والمحمَّص في السمن مع قليل من اللحم المفروم، ثم يُحشى الخروف بهذه الخلطة ويُضاف إليه قليل من عصير الطماطم، ثم يُقفَل القدر جيدًا وتُخفَّف من تحته النار ويُترَك إلى أن ينضج، ثم يُوضَع في طبق مخصوص بعد أن تُفَك عنه الخيوط ويُقدَّم للأكل.

 

ي- الهريسة:

 

وهي من القمح الصلب (اللقيمي) المهروس، تُطبَخ مع اللحم وغيره، وتُضاف إليها البهارات والأفادية واللبن والسمن.

 

ك- الجريشة: 

 

وهي من النوع ذاته من القمح المجروش أو الذرة المجروشة، وتُطبَخ مع اللبن واللحم والأفادية والبهارات والسمن.

 

ل- الحنينية: 

 

وتتكون من ثلاثة عناصر: خبز الحنطة أو الأرغفة، مع التمر الفاخر، مضافًا إليهما السمن البري، تُخلَط وتُعبَك حتى تمتزج تمامًا ثم تُؤكَل، وتُفضَّل في أوقات الشتاء والبرد.

 

م- الصبيب: 

 

ويسمى (القرص، أو القرصان، أو الفتان) وكلها لمسمًّى واحد، وهو خبز رقيق يُصنَع على الصاج، ويُبلَّل بمرق اللحم والخضراوات، ويُخلَط بالبصل المقطع واللوبياء والبهارات والأبازير، وتُقدَّم معه - أو فوقه - قطع اللحم أو الذبيحة كاملة.

 

ن- الرغيفات:

 

وتسمى (النديلات) هي أرغفة صغيرة تُصنَع على الصاج، وهي أرق من المقشوش، يُضاف إليها السمن والبصل المقطع.

 

س- المراصيع:

 

وتسمى (أرغفة القلابة) وهي أرغفة أكبر من سابقتها، ويمكن أن يُضاف إليها السمن والبصل، وقد تُغمَر في مرق من الخضراوات والبصل.

 

ع- الهبيشة:

 

وهي من الدخن بنوعيه: الدخن العادي؛ أو (الحصنية) أو (المليساء)، فيُهرَس حتى تطير قشوره، ثم يُطبَخ مع ما تيسر. وكانت الهبيشة تُؤكَل في أوقات الشدة والعوز وشح الأرزاق.

 

ف- الكليجاء:

 

وهي نوع من الفطائر التي تُصنَع محليًّا من دقيق الحنطة الصلبة اللقيمية، مضافًا إليها بعض البهارات، وتُخلَط بالسمن مع الدبس أو السكر وتُشوى وتُجفَّف، وهي زاد للمسافرين.

 

ص- الشعشاء:

 

هي الأخرى من الفطائر، وهي خليط من الأقط المسحوق والمجروش مضافًا إليه التمر الخالي من النوى، يُعبَك هذا الخليط مع شيء من السمن، ثم يُوضَع في قوالب معينة، وهي من زاد المسافرين أيضًا.

 

ق- البسيسة: 

 

وهي دقيق حَب الشعير المحمص، يُخلَط بالتمر وشيء من السمن إذا توافر، وهي وجبة موسمية لذيذة الطعم طيبة النكهة.

 

ر- السمح:

 

ويسمى (الدعاع أو الفويغرة) يُعمل من أنواع من الأعشاب التي تنبت وقت الربيع  ، إذ يُستخرَج منها الحَب ويُطحَن وتُصنَع منه الأرغفة والعصيدة، وتلجأ الطبقة الأقل دخلاً من الناس إلى هذه الحبوب في سنوات الشدة والعوز.

 

ش- الأرز: 

 

وهو سيد المائدة، وقد انتشر منذ نحو 50 سنة، وتكاد (كبسة الأرز) تكون الوجبة الرئيسة في الوقت الحاضر. وقد كان الناس قبل ذلك يستعملون الأرز العراقي (التمَّن) منذ مئات السنين، ولكن لم تعد له مكانته الأولى؛ فقد طغى عليه الأرز المستورد.