أ - لمحة تاريخية:

 

اشتهر أهل الباحة منذ القدم بالعمل التجاري، حيث كانت القوافل المحملة بالمنتجات المختلفة من الذرة والقمح والسمن والعسل والزيت تنقل منها إلى الأسواق القريبة منها، مثل سوق مكة المكرمة الذي كان يعد سوق العرب في الجزيرة، ثم تعود بما يحتاجه سكان المنطقة من السلع، كما اشتهرت على المستوى المحلي للمنطقة أسواقٌ أسبوعية سُميت بأسماء أيام الأسبوع، ومن ذلك سوق الخميس بالباحة،  وكانت أبرز السلع المعروضة في تلك الأسواق: المنتجات الزراعية المحلية والعسل والسمن والبخور والبهارات والأقمشة والأدوية الزراعية والبن والشاي واللوز، وما زالت هذه الأسواق قائمة إلى الآن بوصفها تقليدًا وتراثًا يفتخر به أهل المنطقة.

 

ولقد كان لاكتشاف البترول في المملكة وما ترتب عليه من الزيادة في حجم الدخول، إضافة إلى تحقق الأمن في ربوع المملكة، والتطور الحاصل عالميًا في وسائل النقل والمواصلات والتقدم التقني في حفظ البضائع والمنتجات خلال نقلها، وكذا إنشاء الطرق الطويلة في العهد السعودي بين مختلف مدن المملكة والدول المجاورة لها، علاوة على التسهيلات المالية التي توفرها الدولة في شكل قروض لرجال الأعمال، كل ذلك كان له الأثر البارز في نهوض التجارة بمنطقة الباحة إلى درجات لم تصل إليها من قبل، وخير دليل على ذلك ظهور عددٍ من المصارف التجارية بالمنطقة، وفروع عدد من المصارف الحكومية المتخصصة، مثل: البنك الزراعي وبنك التسليف وصندوق التنمية العقارية، إضافة إلى ازدهار التجارة في عدد من المجالات المتنوعة  

 

ب - أبرز التطورات:

 

إن من أبرز التطورات التي شهدها القطاع التجاري في مناطق المملكة ومنها القطاع التجاري بمنطقة الباحة، تأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين من السلع الغذائية والمواد التموينية من دون حدوث اختناقات أو ضغوط تراكمية، وكذا الزيادة في السجلات والتراخيص الصادرة للخدمات التجارية المختلفة، بالإضافة إلى قيام الغرفة التجارية الصناعية بالباحة بتنظيم عدد من الدورات التدريبية وإعداد الدراسات عن السوق وفرص الاستثمار بالمنطقة  

 

ج - الوضع الحالي ودوره في اقتصاد المنطقة:

 

استدعى الأمر مع التوسع في الحركة التجارية بمنطقة الباحة والنمو الكبير المتحقق خلال خطط التنمية الماضية، إنشاء غرفة تجارية صناعية بالمنطقة وإيجاد فروع لها بمحافظات المنطقة لمواكبة هذا التطور وتقديم الدعم الكامل له، حيث يوجد في منطقة الباحة غرفة تجارية صناعية مقرها مدينة الباحة ولها فروع في كل من محافظتي بلجرشي والمخواة، وكان لوجود هذه الغرفة التجارية الصناعية أثر ملموس ومباشر في نمو اقتصاد المنطقة وتطوره وازدهاره  ،  حيث يوضح (جدول 9) أعداد الشركات والمؤسسات في قطاع التجارة بمنطقة الباحة.

 

ونتيجة للإقبال المطرد والمتزايد من قبل المواطنين بمنطقة الباحة على العمل في المجال التجاري نظرًا لنمو الحركة التجارية بها، فقد تزايدت أعداد السجلات التجارية التي تم منحها لهم، ويبين (جدول 10) حجم السجلات القائمة والمشطوبة بالمنطقة حتى 30/11/1426هـ الموافق 31/12/2005م، ونسبتها إلى إجمالي السجلات المسجلة والمشطوبة بالمملكة.