من أبرز القبائل التي حكمت المنطقة وكان لها تأثير في تاريخها ما يأتي:

 

1 - قبيلة سهرتان:

 

أشار النقش إلى (سهرتان أو السهرة)، وهي قبيلة قوية كانت تسكن المنطقة وكانت على عداء مع ملوك سبأ، وظلت في حروب طاحنة معهم فترة من الزمن ويمكن أن نستشف قوة هذه القبيلة من خلال ابتهاج ملك سبأ بالانتصار عليها كما ورد ذكر هذه القبيلة في النقش 658 من مجموعة جام  ،  كما سيأتي معنا

 

ويحدد النقش منازل قبيلة سهرتان، فيقول: (سهرتان ليه) أي قبيلة سهرة التي تسكن وادي لية كما ذكر النقش أيضًا قبيلة عك، بما يؤكد أن عك كانت تمثل رأس الحربة بالنسبة إلى القبائل التي كانت تخوض حروبًا مستمرة مع ملوك سبأ

 

2 - قبيلة حكم:

 

وهي من قبائل المنطقة العريقة وقد كان لها شأن في الجاهلية والإسلام كما كان لها علاقات اقتصادية وسياسية وقد أشار إليها النقش 616 من مجموعة جام   من بين القبائل التي حاربها ملوك سبأ في تهامة بمنطقة جازان ويتضح من النقش أن هذه القبيلة وغيرها من القبائل التي سكنت المنطقة كانت تسبب قلقًا دائمًا لملوك سبأ ومن جاء بعدهم ولعل الحروب التي كان يخوضها ملوك سبأ ضد هذه القبائل كانت إمَّا لتوسيع رقعة الدولة، أو لتأمين طرق التجارة التي تمر عبر أراضي هذه القبائل ومن الملاحظ أن هذه القبيلة ما تزال تسكن المنطقة بل تذكر المراجع العربية أن المنطقة التي يطلق عليها المخلاف السليماني كانت تسمى مخلاف حكم نسبة إلى هذه القبيلة العريقة ومن المعروف أن منطقة جازان تدخل ضمن نطاق هذا المخلاف بل إنها من أهم المراكز الحضارية لقبيلة حكم  

 

3 - قبيلة عك:

 

ورد ذكر هذه القبيلة في بعض نقوش المسند العربي 149، 616 جام  ،  بما يدل دلالة واضحة على قوة عك وشراستها ومن الواضح أنها خاضت حروبًا شرسة ضد عدد من ملوك سبأ ويبدو أن أراضي هذه القبيلة كانت تمتد من السراة إلى ساحل البحر الأحمر حيث ذكرت أيضًا في نقوش وفي مواضع خارج نطاق جازان وقد استمرت هذه القبيلة في منازلها وتعرف بهذا الاسم حتى القرن الرابع الهجري على الأقل حيث ذكرها الهمداني من ضمن القبائل التي تسكن تهامة وفرسان   وكان بعض الخلفاء يطلقون على تهامة مخلاف عك عند إرسال الولاة إليها  . 

 

المواضع التي ورد ذكرها في النقوش الجنوبية القديمة

 

هناك أودية ورد ذكرها في النقش 616 من مجموعة جام، حيث دارت على أرضها المعارك و ما تزال تحمل الاسم نفسه، بل ويعد بعضها من أشهر أودية جازان، ومنها:

 

1 - وادي خلب:

 

وادٍ مشهور ومعروف بهذا الاسم حتى الوقت الحاضر ويعد من أشهر الأودية في منطقة جازان وتقع عليه بلدة الخوبة ويشتهر الوادي بوجود عين مياه معدنية حارة وتقوم على ضفافه زراعة واسعة  

 

2 - وادي البئر:

 

ذكره العقيلي على أنه بقعة في شرق جبل آل مغامر من أرض فَيْفَاء  

 

وفي النقش 149 من مجموعة جام   ورد ذكر عدد من القبائل التي كانت تسكن منطقة جازان في فترة ما قبل الإسلام وقد دون النقش أحد كبار قادة الملك شمر يهرعش ملك سبأ وذي ريدان

 

كما وردت في النقش أسماء عدد من المواضع الأخرى

 

3 - وادي لية:

 

وهو من الأودية المعروفة باسمه حتى الوقت الحاضر في منطقة جازان وقد ذكره العقيلي وأشار إلى أنه يلتقي بوادي المغيالة جنوب شرق صامطة ومنهما تسقى مزارع صامطة والجرادية ثم يسيران حتى يلتقيا مع وادي تعشر أسفل الحضرور  

 

4 - وادي عتود:

 

وهو الوادي الذي اصطدمت فيه قبائل (سهرتان - وحرتن) بجيوش الملك الحميري وعتود وادٍ مشهور ومعروف باسمه إلى يومنا هذا وقد ذكره الهمداني على أنه وادٍ صغير  ،  كما ورد ذكره في المعجم عند العقيلي  

 

ومن الأودية التي ورد ذكرها في هذا النقش وادي (ريم)  ،  وهو من الأودية المعروفة في جازان وقد ذكره الهمداني مع وادي عرمرم وأشار إلى أن مآتيهما من أشراق بلد سنحان وجنب  

 

أمَّا أسماء المواضع، فقد ورد منها:

 

5 - العقبة ذي رجز جزن:

 

وهو الموضع الذي دارت فيه المعارك بين قبائل جازان وملوك سبأ وقد أشار الإرياني في معرض تعليقه وشرحه إلى هذا النقش، فلفظة (جزن) تعني جازان لأن من قواعد الكتابة اليمنية القديمة حذف حروف اللين الصامتة إذا جاءت في أثناء الكلمة وهي الألف إذ كانت غير مهموزة والياء والواو إذا كانا غير محركين فإذا أخذنا اللفظ الأخير من العبارة السابقة وهو (جزن) وأضفنا إليه ألفًا صامتًا بعد الجيم وآخر بعد الزاي فيصبح اللفظ (جازان)   وإذا صح هذا الافتراض فإنه يمنح الاسم (جازان) عمقًا تاريخيًا أقدم مما يتصوره بعض الباحثين

 

وأما أسماء القبائل فإن النقش 658 من مجموعة جام من محرم   بلقيس - ويرجع تاريخه إلى عهد الملك (شمر يهرعش) - قد جاء في هذا النقش ذكر لقبيلة (سهرتان) وقد سبق الحديث عنها كما جاء ذكر قبيلة أخرى هي قبيلة (حرتن) وقد دون هذا النقش بعد انتصار جيوش الملك (شمريهرعش)، على هذه القبائل

 

وأما أسماء الجبال ففي نقش من نقوش المسند   يرد ذكر (العكوتان) وهما جبلان معروفان في منطقة جازان حتى اليوم ويقعان شرقي صبيا، ويطلق على أحدهما العكوة اليمانية وعلى الآخر العكوة الشامية