تؤدي الغرف التجارية الصناعية في المملكة دورًا كبيرًا في رعاية مصالح رجال الأعمال والمستثمرين والمنتسبين إليها، حيث تسعى جاهدة إلى التعبير عن آمالهم وطموحاتهم من خلال عملها همزة وصل بين الأجهزة الرسمية في الدولة والقطاع الخاص، ومن هذا المنطلق عملت الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية منذ إنشائها على تقديم خدماتها المتنوعة إلى القطاع الخاص بجميع مجالاته التجارية والصناعية، وتسعى دائمًا إلى تطوير هذه الخدمات وتنويعها؛ إذ دأبت على وضع خطة سنوية ترسم فيها سياستها. ومجاراة للتطور الذي حدث في المملكة بشكل عام والمنطقة الشرقية بشكل خاص قرر مجلس إدارة الغرفة إقامة مبنى جديد به أحدث التجهيزات، وزودت الإدارات والأقسام بمختلف الوسائل لجعل العمل سهلا وميسرًا، ولتوفير إمكانات تساعد على تحقيق طموحات الغرفة ورجال الأعمال، فاقت كلفة هذا المبنى الإجمالية سبعين مليون ريال، وضمن إطار تحقيق اتفاقية أفضل قامت الغرفة بالمشاركة في دعم جميع القطاعات من خلال تطوير الإدارات واللجان المتخصصة بالغرفة أو إنشاء إدارات ولجان جديدة ومنها إدارة الشؤون الإدارية التي تشمل شؤون الموظفين، والاتصالات الإدارية، والمستودعات، والصيانة، والتشغيل والمشتريات، وإدارة المعلومات، وإدارة المنتسبين، والإدارة الصناعية، والإدارة الاقتصادية والبحوث، وإدارة التدريب، وإدارة اللجان، والإدارة القانونية، والإدارة المالية، وإدارة العلاقات العامة، وإدارة الإعلام والنشر، وتوجد للغرفة فروع في كل من: الجبيل، والخفجي، وحفر الباطن، والقطيف.

 

لقد شهدت الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية قفزات منذ تأسيسها في العام 1372هـ /1953م على صعيد الهيكل التنظيمي والمبنى من ناحية، وعلى صعيد خدماتها لرجال الأعمال والاقتصاد السعودي من ناحية أخرى؛ فقد لعبت الغرفة دورًا واسع الأثر في الحياة الاقتصادية ليس في المنطقة الشرقية فقط بل في المملكة والخليج والعالم العربي، ونمت أعمال الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية على امتداد السنوات الماضية حتى أصبحت واحدة من أهم الهياكل التجارية والاقتصادية في المملكة، وأصبحت تضم الآلاف من التجار والصناعيين بالمملكة، وتقدم خدماتها لهم، وتتطلع لتقديم خدمات أوفر وأكبر للمراجعين، وتسهيل عمل الباحثين عن المعلومات وأوثق الاتصالات بالغرف المماثلة سواء داخل المملكة أو خارجها.

 

كان أول موسم تدريبي تنظمه الغرفة في عام 1403هـ /1983م، بسبع دورات تدريبية في مجالات عدة، ومن أجل مساهمة القطاع الخاص في التنمية تبنت الغرفة الدعوة لعقد أول مؤتمر لرجال الأعمال بالتعاون مع مجلس الغرف في جمادى الأولى من عام 1403هـ /1983م، وظل انعقاد المؤتمر يتواصل حتى الآن بهدف تحقيق اللقاء والحوار بين مجموعة المستثمرين ورجال الأعمال السعوديين وتبادل الخبرات والآراء فيما بينهم، كما كانت الغرفة سباقة أيضًا في استضافة الندوات الاقتصادية والصناعية، ومنها الندوة الثالثة للصناعة الوطنية في جمادى الآخرة التي استمرت ثلاثة أيام، وهي الندوة الأولى التي تعقد على مستوى المملكة، كما نظمت الغرفة المعرض السعودي الأول للمنتجات البترولية والصناعات الكيميائية في محرم 1404هـ /1984م، وفي العام نفسه افتتح رسميًا فرع الغرفة بالجبيل تيسيرًا على المنتسبين، وفي العام نفسه أيضًا نظمت الغرفة أول معرض للصناعات الوطنية بمشاركة ثمانين مصنعًا، وبادرت إلى إقامة ندوة عن القرصنة البحرية والاحتيال البحري بحضور عدد من المختصين، وبمناسبة افتتاح جسر الملك فهد نظمت الغرفة لقاءً بين رجال الأعمال في المنطقة ورجال الأعمال البحرينيين لبحث أوجه التنسيق بين الجانبين ومناقشة الآثار الاقتصادية المترتبة على افتتاح الجسر (أدى ذلك إلى إنشاء مجلس الأعمال السعودي البحريني لاحقًا)، وفي عام 1408هـ /1989م استضافت الغرفة مؤتمر اتحاد الطرق الدولي الإقليمي الثالث لمنطقة الشرق الأوسط تحت عنوان (نحو تحقيق أداء أفضل الطرق)، وعقدت في شوال عام 1411هـ /1991م أول ندوة للتدريب والسعودة، وقد شارك في هذه الندوة المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وشركة (سابك) و (سكيكو) والهيئة الملكية للجبيل والخطوط السعودية واللجنة الهندسية بمجلس الغرف السعودية.

 

وفي الرابع والعشرين من جمادى الأولى عام 1412هـ /1991م تم افتتاح المبنى الحالي الواقع على طريق الدمام الخبر السريع الذي يعد الرابع في سلسلة مبانيها، كما نظمت الغرفة أول ندوة عن الغش التجاري ومعرضًا للسلع المقلدة والمغشوشة في المملكة على هامش الندوة.

 

وفي ربيع الأول عام 1412هـ /1991م نظمت الغرفة أيضًا ندوة المعلومات الصناعية بالتعاون مع منظمة الخليج للاستثمارات الصناعية؛ بهدف توظيف تقنية المعلومات لدعم قدرات المؤسسات الخاصة وتزويد الصناعيين بالمعلومات، وفي جمادى الأولى عام 1413هـ /1992م نظمت الغرفة ندوة اتفاقية حماية الأوزون شاركت فيها مصلحة الأرصاد الجوية وشركات ومصانع وطنية وشركات عالمية وجامعات ومراكز البحث العلمي، وفي ربيع الأول عام 1417هـ /1996م نظمت الغرفة أول برنامج للتدريب الصيفي للطلاب؛ ليكون بديلا عن تشغيل الطلبة في العطلة الصيفية، وقد نبعت هذه الفكرة من لجنة المقاولين بالغرفة، وقد حقق هذا البرنامج نجاحًا كبيرًا انعكس في تبني الغرف التجارية على مستوى المملكة له؛ لما فيه من فائدة كبيرة للطلاب. ولتوثيق أواصر التعاون مع غرف المنطقة الشمالية ومنطقة الأحساء احتضنت غرفة الشرقية أول اجتماع لأمناء غرف الأحساء وحائل وعرعر والقريات والجوف في جمادى الآخرة عام 1417هـ /1996م، إذ تم فيه تدارس كيفية إيجاد تعاون بناء لما فيه المصلحة العامة، وتقديم خدمات جليلة لمنتسبي الغرف عامة والمجتمع خاصة، وفي جمادى الآخرة عام 1417هـ /1996م نظمت الغرفة الندوة الأولى لإدارة الجودة الصحية بالتعاون مع معهد التنمية العربي، وقد لاقت نجاحًا كبيرًا من حيث عدد المشاركين داخل المملكة وخارجها وبخاصة دول الخليج العربي، وفي شعبان عام 1417هـ /1996م أطلقت لأول مرة جائزة السعودة في عدد من القطاعات بالمنطقة هي: الصناعة والتجارة والمقاولات والصيانة والخدمات، وقد كانت لهذه الجائزة أهمية كبيرة، حيث تبناها مجلس القوى العاملة، وأصبحت الأشهر على مستوى المملكة، وأصبح الفوز بها مطمحًا لكثير من الشركات والمؤسسات، وفي صفر عام 1418هـ /1997م افتتحت غرفة الشرقية فرعًا لها بمحافظة القطيف، وذلك في إطار حرص الغرفة على تطوير خدماتها لتواكب النهضة التي تعيشها المملكة وتسهيل وتيسير تقديم خدماتها لمنتسبيها، وفي شعبان عام 1418هـ /1997م استضافت غرفة الشرقية الندوة الوطنية الأولى للجان أصدقاء المرضى بالمملكة برعاية سمو أمير المنطقة الشرقية؛ وذلك للتنسيق بين اللجان والجمعيات الخيرية المختلفة من أجل تكامل الأهداف لخدمة المجتمع، وفي جمادى الآخرة عام 1420هـ /1999م نظمت الغرفة لأول مرة اليوم المفتوح للمنتسبين في حوار مباشر بين رجال الأعمال والمسؤولين في الغرفة، وفي جمادى الآخرة عام 1420هـ /1999م استضافت الغرفة الندوة الأولى للمنشآت الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع الجمعية الدولية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وفي رجب عام 1420هـ /1999م نظمت الغرفة الملتقى الأول لتنمية الموارد البشرية بالتعاون مع شركة الكهرباء (سكيكو) وحضره عدد من الوزراء وكبار المسؤولين، وفي رمضان عام 1420هـ /1999م أطلقت الغرفة مبادرة منح جائزة للتصدير بوصفه هدفًا إستراتيجيًا وخيارًا وطنيًا لتعزيز قدرات اقتصاد الوطن؛ وتمنح الجائزة في ستة قطاعات؛ الأول: المواد الغذائية، والثاني: المواد المعدنية، والثالث: الآلات والمعدات، والرابع: الكيماويات والبتروكيميائيات، والخامس: المواد البلاستيكية، والسادس: المنتجات الأخرى.

 

وفي رجب عام 1421هـ /2000م نظمت غرفة الشرقية أول معرض سعودي لتوطين الوظائف انسجامًا مع توجهات الدولة في السعودة، وانطلاقًا من أهداف الغرفة لخدمة منتسبيها، وشارك في المعرض 12 مؤسسة حكومية وأهلية تعرض خدماتها لتوطين الوظائف، وقد توالت الندوات والمؤتمرات المهمة التي عقدتها الغرفة وكان من أهمها منتدى الغاز السعودي الأول في 26 - 28 ربيع الأول عام 1425هـ /2004م، وقد اختتمتها الغرفة بمنتدى المشروعات العملاقة في الفترة من 28 ربيع الأول إلى غرة ربيع الثاني عام 1426هـ /2005م، (جداول 19 و 20 و 21 و 22 و 23 و 24 ).