توجد العيون الطبيعية (الينابيع) (Springs) حينما تخرج المياه الجوفية إلى سطح الأرض بكميات تكون كافية لتدفقها دون أن يتدخل الإنسان في خروجها. أما حينما تخرج المياه الجوفية طبيعيًا إلى السطح بكميات قليلة لا تسمح بتدفقها فَيُطْلَقُ عليها الرشح (النـز أو الوشل) (Seepage). وتخرج المياه الجوفية طبيعيًا إلى سطح الأرض تحت تأثير الجاذبية الأرضية في الأراضي المنخفضة التي يكون عندها سطح الماء الجوفي في الخزانات الحرة أعلى من سطح الأرض. كما أنهًا أيضًا تخرج طبيعيًا إلى سطح الأرض تحت ضغط ارتوازي في الأراضي التي يكون فيها مستوى السطح البيزومتري للخزانات المحصورة أعلى من سطح الأرض، وتجد منافذ طبيعية تسمح بخروج الماء نتيجة لضعف الطبقة السطحية غير المنفذة أو لتشقق صخورها وتصدعها.

 

كما توجد في منطقة جازان عيون حارة، حيث تخرج المياه الجوفية الحارة طبيعيًا من خلال صدوع بنائية (Structural Faults) ولكن حرارتها تنخفض نسبيًا لأنها تختلط بمياه جوفية باردة نسبيًا أثناء صعودها إلى سطح الأرض، وتقع العيون الحارة القريبة من مدينة جيزان في قسمين معقدين تكتونيًا؛ إذ يتألف القسم الجنوبي منها من صخور متحولة، ويتألف الجزء الشمالي منها من صخور الجرانوديورايت النارية. وتصل درجة حرارة عين خلب قوا وعين الوغرة - الواقعتين في الجزء الشمالي - عند السطح إلى 78 و 55 درجة مئوية على التوالي. أما درجة حرارة المياه عند السطح في العيون الواقعة في الجزء الجنوبي فتراوح بين 46 و 48 درجة مئوية. ويتوقع أن تراوح درجة حرارة المياه الحارة تحت سطح الأرض بين 100 و 150 درجة مئوية. أما من الناحية الكيميائية فالماء يغلب عليه كلوريد الصوديوم، وفيه نسبة خفيفة من الكلس مع تركيز منخفض جدًا من المغنسيوم، وتركيز عال من البيكربونات  

 

ويوجد في جازان عدد من العيون الحارة، منها: العين الحارة بالخوبة  ، والعين الحارة بوادي جازان، والعين الحارة في بلاد بني مالك، وتراوح إنتاجية هذه العيون بين 163 و 327م  / يوم، كما تراوح درجة حرارتها بين 50 ْ و 70 ْمئوية  .  وهذا يعني أن تصريف العيون الحارة في جازان يعد من الرتبة الثامنة وفقًا لتصنيف منذر (Meinzer)  .  كما أن نوعية المياه في العين الحارة ببني مالك جيدة، يدل على ذلك القياسات التي أخذت عام 1411هـ / 1990م لتركيز المواد الصلبة الذائبة في مياه تلك العين، التي تساوي نحو 1183 ملجم/لتر (1.82 ديسي سمنـز/متر)