تقع العيص شمال غربي ينبع النخل، وفيها وادي العيص  غزير المياه الذي تنحدر مسايله من جبال شثاث وجبل حبيش وجبل الرقب، وتحتوي العيص على مجموعة من عيون الماء، ففيها ما يقرب من خمسين عينًا    وقد كانت منذ القدم موقعًا استيطانيًا هامًا، ولعب دورًا مهمًا بوصفه محطة على طريق القوافل القديمة (طريق البخور) المتجهة إلى دادان (العلا)، كما كان الموقع في فترة قبيل الإسلام محطة مهمة لعير قريش المتجهة إلى الشام  .  ومن أهم الآثار القديمة التي كشف عنها حتى الآن في العيص بقايا كسر فخارية من نوع فخار (تيرا سجلاتا) الروماني، وآنية مصنوعة من حجر المرمر، وعدد من التماثيل لرؤوس آدمية وحيوانية من فصيلة الثيران  ،  من بينها رأس تمثال حجري يبدو على ملامحه أسلوب المنحوتات العربية الشمالية، وقد يشير هذا الرأس الذي كان يشكل على الأرجح جزءًا من تمثال لأحد المعبودات العربية القديمة إلى وجود معبد قديم في منطقة العيص  .  وفضلاً عن ذلك كشف في موقع العيص عن قلعة قديمة تعرف اليوم باسم قلعة (الفرع)  ، وتسمى أيضًا (قصر البنت)  ،  يبلغ ارتفاعها نحو عشرة أمتار، وأقيمت جدرانها الضخمة والعالية من صخور البازلت الصلبة، وتحتوي بعض أحجار الجدران على نقوش عربية شمالية قديمة، وأحد هذه الأحجار يحمل طبعة كف  ،  ومن المعروف أن طبعات الكفوف والأرجل تقليد قديم عند العرب قبل الإسلام، وترتبط طبعات الأيدي والأرجل بنمط من الفكر الديني المتعلق بالمعبودات العربية قبل الإسلام. ولا شك في أن ما تشتمل عليه هذه القلعة من دلائل أثرية يؤكد أن تاريخ بناء القلعة يعود إلى قرون قبل الميلاد، وتوالى بعد ذلك استخدامها وتجديدها عبر العصور المتعاقبة.

 

استمر الاستيطان بالعيص طوال فترات التاريخ الإسلامي، وتوجد بها مجموعة من النقوش الكوفية المبكرة، وهي نقوش صخرية من عمل الحجاج والمسافرين القادمين من خارج المنطقة ومضمونها أدعية وطلب رحمة ومغفرة، وتسجيل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وتسجيل لشهادة التوحيد، وتصريح بالإيمان، وحث على الطاعة والتقوى، وأسماء أشخاص، وتواقيع بصيغ مختلفة ومتعددة، وهي على درجة كبيرة من الأهمية، حيث يستفاد منها في دراسة تطور الخط العربي  ،  كما نشرت وكالة الآثار تقريرًا عن نتاج المسح الأثري للعيص كشف عن آبار قديمة وبرك ومجارٍ للعيون