تعد الفترة التي تلت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتولي أبي بكر رضي الله عنه الخلافة من أشد فترات التاريخ الإسلامي حرجًا وحساسية؛ نتيجة لخروج أجزاء كبيرة من جزيرة العرب على الدولة الإسلامية في المدينة، فيما عرف بحركة الردة التي نتجت عن ارتداد عدد كبير من قبائل العرب عن الإسلام باتباع بعضها بعض المتنبئين فيها، وامتناع بعضها الآخر عن دفع الزكاة؛ وهي الركن الثالث من أركان الإسلام، وقد ارتد معظم قبائل البحرين عدا قبيلة عبد القيس التي كانت قد ارتدت، ثم رجعت  ،  بعد أن خطب فيها أحد زعمائها: وهو الجارود بن بشر العبدي  .  وقد تمكن العلاء بن الحضرمي عامل الخليفة أبي بكر رضي الله عنه على البحرين من القضاء على حركة المرتدين واستولى على مدن البحرين وقراها ومنها: حصن جواثا، والقطيف، والزارة وغيرها  ،  فعادت بلاد البحرين إلى الحظيرة الإسلامية  

 

 

قامت بلاد البحرين بدور مهم في حركة الفتح الإسلامي لبلاد فارس منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد شاركت أعداد كبيرة من قبيلتي عبد القيس وتميم في تلك الفتوح، واستقر بعضهم في البلاد المفتوحة  .  وقد اتسعت حركة الفتح الإسلامي، وامتدت نحو بلاد السند، وكان للبحرين إسهام في تلك الفتوحات؛ حيث كان لوالي البحرين عثمان بن أبي العاص ولأخويه الحكم والمغيرة دور كبير في قيادة تلك الحملات

 

وبعد القضاء على حركة الردة في عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، واستقرار الأوضاع السياسية فيها أصبحت المنطقة جزءًا من الدولة الإسلامية وتتبع في إدارتها الحجاز  .  ثم ألحقت زمن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بالبصرة، وأصبحت قاعدة لفتوح بلاد فارس، وكان هذا من عوامل هجرة عبد القيس والأزد إلى البصرة  .  وظلت البحرين مرتبطة بولاية البصرة مع وجود والٍ خاص عليها، وذكرت المصادر أسماء ولاة البحرين في صدر الإسلام، غير أنها لم تشر إلى العاملين على الأقسام الإدارية الذين كان يتولى تعيينهم الوالي، كما لم توضح المصادر شيئًا عن تنظيمات القبائل، التي من المؤكد أنها احتفظت بتنظيماتها القبلية، وخضعت لشيوخها