العهد الأموي في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
العهد الأموي في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

العهد الأموي في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
إن المعلومات المتاحة في المصادر التاريخية عن تبوك خلال العصر الأموي 41 - 132هـ / 661 - 750م قليلة،، فلا تشير المصادر إلى أوضاعها السياسية والإدارية في هذه الفترة التاريخية. والمرجح أن تبوك كانت تابعة إداريًا للمدينة في الفترة السفيانية من العصر الأموي 41 - 64هـ / 661 - 683م، حيث اهتم الخليفة معاوية بن أبي سفيان بولاية المدينة، وعيّن عليها وما حولها من الولايات، الولاة والقضاة  
 
وفي خلافة عبدالله بن الزبير من العصر الأموي 64 - 73هـ / 684 - 692م أصبحت سائر الحجاز وغيرها من الأقاليم خاضعة لسلطة عبدالله بن الزبير   وشملت سلطته مدينة تبوك  
 
وفي الفترة المروانية من العصر الأموي 73 - 132هـ / 692 - 750م، عاد الحجاز وغيره من الأقاليم الإسلامية إلى سيطرة الأمويين. ويمكن الاستدلال من المعلومات القليلة في المصادر التاريخية، أن تبوك لقيت اهتمامًا من الخلفاء الأمويين. ففي عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز 99 - 101هـ / 717 - 720م اهتم بمدينة تبوك، وتمثَّل هذا الاهتمام في إصلاح مسجد تبوك - الذي يقال له مسجد التوبة - وبنائه بالعقود المبنية بالحجارة  
 
إن إعمار الخليفة عمر بن عبدالعزيز المساجد وإصلاحها لم يقتصر على مسجد تبوك، بل شمل غيره من المساجد التي صلى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، ويؤكد ذلك عمر بن شبّة (ت 262هـ = 875م) حيث يذكر أن الخليفة عمر بن عبدالعزيز اهتمّ بمساجد المدينة ونواحيها فضلاً عن اهتمامه بالمساجد التي صلى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم جميعها، وأنه بناها بالحجارة المنقوشة المطابقة  
 
والواقع أن اهتمام الخليفة عمر بن عبدالعزيز بمسجد تبوك يدل على أن مدينة تبوك كانت مدينة عامرة آهلة بالحركة بين المدينة المنورة ودمشق عاصمة الخلافة الأموية، وكانت طريقًا للحُجاج القادمين من الشام إلى المدينة المنورة ومنها إلى مكة المكرمة.
 
وتحتوي دواوين الشعراء الأمويين على ذكر مدينة تبوك، ما يدل على أنها كانت مدينة آهلة بسكانها ومحطة عامرة. فهذا الشاعر جميل بن معمر   وهو من بني عُذرة الذين يقيمون في تبوك وحولها   يذكر تبوك في شعره الغزلي، فيقول:
 
وليلـة  عرسـنا بأوديـة الغضـى     ذكــرتك  إن الحـب داء مـبرح
ويـوم  تبـوك كدت من شدة الأسى     عليك  بما أخفي من الوجد أصرح  
كما يذكر الشاعر عمر بن أبي ربيعة المخزومي (ت نحو: 93هـ / 711م) تبوك في شعره الغزلي حيث يقول:
فاســتجن الفـؤاد شـوقًا وهـاج     الشـوق حزنًـا بقلبـك المطـراب
وبـذي  الأثـل مـن دويـن تبوك     أرقتنــا  وليلــة الأحــزاب  
 
شارك المقالة:
150 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook