العلاج الشعبي بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
العلاج الشعبي بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

العلاج الشعبي بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
لم تكن الخدمات الصحية متوافرة في المنطقة الشرقية فكانت الأمراض تفتك بالناس، وكانت عدوى الأمراض تنتشر بين الناس بسرعة؛ فإذا حلّ مرض بأحد أفراد المنـزل عمّ معظم أفراده وربما معظم أفراد القرية، إذ تتصف طبيعة كثير من الأمراض في ذلك الوقت بأنّها أمراض مُعدية، بل كانت بعض السنوات تُسمى ببعض الأمراض مثل (سنة الطاعون) و (سنة الجدري).
 
وقد كان يوجد في البحرين بعض العيادات والمستوصفات، ولكن قليلاً من الأفراد من كان يقصدها؛ وذلك لعدم قدرة الناس على تحمل تكاليف السفر والإقامة، كما أنّ كثيرًا من الناس لم يكن يطمئن إليها؛ لأنّ تلك العيادات والمستوصفات كانت تتبع الإرسالية الأمريكية، وأثناء الحكم العثماني للمنطقة كانت توجد عيادة صغيرة في حي الكوت بالأحساء خاصة بأفراد الجيش العثماني، ثم انتقلت تلك العيادة في منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي إلى حي آخر هو حي الرفعة، وفتحت أبوابها للأهالي، ولكن كانت خدماتها وإمكاناتها محدودة جدًا، لذا اعتمد الناس على العلاج العربي أو الطب الشعبي، وكان معظم الأطباء الشعبيين من كبار السن، وكان الطبيب الشعبي يُمارس أكثر من نمط في العلاج، فتجده يقوم بتجبير الكسور، والفصد، والحجامة، ووصف حجبة (حمية)، ووصف الأعشاب، وبالإضافة إلى ذلك كان يوجد بعض الأفراد من الرجال أو النساء الذين لهم خبرة - خصوصًا كبار السن - يقومون بإعداد وصفات علاجية يبيعونها أو يوزعونها مجانًا، فعلى سبيل المثال: كانت هناك مادة شبيهة بالقطرة تُستخدم لعلاج الرمد واحمرار العين وتتكون أساسًا من مادة القرمز، تُضاف إليها مواد أخرى وتُوضع في قطع قماش بيضاء صغيرة، وعند استخدامها في العين يُضاف إليها شيء من الماء ثم تُقطَر في العين، وكانت هذه المادة عادة ما تعدها النساء من أسر معينة في مدينة الهفوف وتُوزّع مجانًا لمن يطلبها  
 

التداوي والعلاج

 
 التداوي بالرقية الشرعية. إذ كان يؤخذ المريض إلى أحد المقرئين (المطاوعة) للقراءة والنفث عليه، وإذا كان لا يستطيع الذهاب أو كان من عِلية القوم كان يُؤتى بالمطوّع له في داره.
 
 التداوي عن طريق كتابة بعض آيات القرآن الكريم في أوراق أو صحون بالزعفران وماء الورد، ثم غمس تلك الأوراق أو غسل تلك الصحون ببعض الماء وإعطائه للمريض.
 
 إعداد بعض الخلطات الشعبية التي تتكون عادة من بعض الأعشاب أو من أوراق الشجر وتُعرف بـ (اللهوم)، كما أنّ هناك بعض الأعشاب التي يتم تناولها مثل: الهليلية، والحلبة، والشبّ، والرشاد، والخروع، والعشرق، ودواء النـزر.
 
 التداوي ببعض المساحيق والمراهم التي كانت تُجلب من بعض البلاد خصوصًا الهند.
 
 العلاج بالحمية، أو الكي، أو الحجامة، أو الفصد، أو التجبير.
 
لبس الجوامع، وهي تعاويذ تحوي - في معظمها - آيات قرآنية أو أدعية، تُعلق حول الرقبة أو تُلبس حول الذراع، ومنهم من يضعها تحت الوسادة ولعدم توافر مراكز الخدمات الصحية الحديثة مثل المستشفيات اعتاد الناس على التأقلم مع الظروف والأحداث المهمة بما يتوافر لهم من أساليب تقليدية في العلاج، ومن الأحداث المهمة: الولادة والختان.
 
- الولادة:
 
هي من الأحداث المهمة في الأسرة، وكانت تتم في البيت، فعند شعور المرأة بالمخاض (الطَّلْق) وقرب موعد ولادتها تُستدعى امرأة لها خبرة في مجال التوليد تُسمى (الداية)، وتقوم الداية بوظائف متعددة مثل غسل الأموات من النساء، وكذلك تكون في الزواجات مرافقة للعروس، بل إن بعضهن لديهن خبرة في مجال الطب الشعبي، وعند الطَّلْق تُبخَّر المرأة بالشبّ والعود اعتقادًا بأنّ ذلك يُسهّل عملية الولادة، وعند الولادة يُطلب من المرأة التمسك بحبل مثبت في سقف الغرفة أُعدّ مُسبقًا، ويُفرش تحتها طبقة من الرمل، وبعد الولادة تقوم الداية بالضغط على بطن الوالدة لتنظيفه وإخراج الدم، وتحرص المرأة الوالدة على تناول اللهومات وهي أدوية عشبية مثل الحلبة والرشاد واليانسون، وكذلك الإكثار من البهارات مثل الكمون والفلفل الأسود، ونظرًا إلى انعدام التعقيم وأساليب النظافة وعدم وجود الأجهزة الحديثة التي تُستخدم عند عسر الولادة - كما هو في الوقت الحاضر - كانت تحدث مضاعفات لبعض النساء عند الولادة قد تؤدي إلى وفاتهن.
 
- الختان:
 
يُعرف الختان أيضًا بـ (التطهير)، وهو من الأمور التي يُحرص عليها للمولود الذكر اقتداءً بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة: خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط  .  وكان الختان عادة قديمة عند بعض القبائل في الجاهلية مثل قريش وثقيف. وكانت عملية الختان تتم للطفل بوساطة شخص خبير في ذلك يُعرف بـ (الختّان) أو (المطهّر)، ويقوم كذلك بعملية الحجامة، وليس هناك عمر معين للطفل لإجراء عملية الختان؛ فبعض الأسر تجريها للطفل حينما يكون رضيعًا، خصوصًا في الأربعين يومًا الأولى، وبعضها تُجريها حينما يكون عمر الطفل بين السنة الأولى والثانية، وبعضها تؤخر الختان حتى يبلغ الطفل من العمر نحو أربع سنوات ليشتد عوده، وكان أفضل أوقات التطهير هو أشهر الشتاء أو حينما يكون الجو غير حار، ويُفضل الصباح الباكر  ،  وهناك من يرى أنّ أفضل الأوقات لإجراء الختان هو في أشهر الصيف، إذ يُعتقد أنّ هبوب الرياح البوارح تُساعد على سرعة جفاف الجرح وشفائه  .  وكان المطهر يُستدعى في العادة إلى البيت للقيام بعملية الختان كيلا يتأثر الجرح مع الحركة، ويُحرص على أن تتم عملية الختان لأكثر من طفل من الأسرة أو من أقاربها، وفي بعض الأحيان يتم أخذ الطفل إلى المطهّر للقيام بعملية الختان، وبعد إجراء عملية التطهير يوضع على مكان الجرح بُنّ محموس مطحون لمنع نـزيف الدم
 
 
شارك المقالة:
61 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook