العزاء في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
العزاء في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

العزاء في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
على الرغم من تعدد الطرق المتبعة في مراسم العزاء بمنطقة عسير، إلا أنها في مجملها تتشابه في كثير من الأمور. ففي حالة وفاة أحد أفراد القرية أو القبيلة يجتمع سكان تلك الناحية في دار الميت، حيث يقوم أحد العارفين بأمور التغسيل بتغسيل الميت، ويُراعى أن يقوم الرجال بتغسيل الرجال، وتقوم النساء بتغسيل النساء، بينما يقوم آخرون بالذهاب لحفر القبر الذي يحُدَّد طوله وعرضه وفقًا لطول الميت وحجم جسمه، ويستخدم العسيريون أوراق السدر المطحون في غسل الميت، ثم يُكفَّن في قماش أبيض يُعرَف باسم (البفتة، أو الدوت) وفي حالة عدم وجود قماش يُكتفى بتكفينه في الثوب الذي كان يرتديه قبل وفاته، وإذا كان الميت من المعسرين ممن لا يوجد لديهم ثوب ساتر يتم تكفينه في كيس من الخيش، ثم يحمل الرجال الميت إلى المقبرة وهم يرددون بعض العبارات بصوت عالٍ مثل: (ارحم يا رحمن، اغفر يا غفار، استر يا ستار).
 
وبعد دفن الميت يقوم أقاربه بوضع بعض أغصان الأشجار على القبر، وتكون - في الغالب - من فروع الأشجار الشوكية مثل (السلم، والطلح)؛ وذلك لحماية القبر من نبش بعض الحيوانات مثل الضباع وغيرها. ومن العادات المتبعة في بعض نواحي المنطقة أن تكون لكل فخذ من أفخاذ القبيلة مقبرة خاصة بهم لا يُدفن فيها سواهم، وقد يُستخدم القبر أكثر من مرة إذا مرّت عليه فترة طويلة جدًا كأن يدفن الحفيد في قبر الجد... وهكذا؛ وذلك لضيق المساحة المخصصة للمقابر، ولصعوبة حفرها في بعض الأحيان لكون معظم أجزاء منطقة عسير أراضي جبلية وعرة وصلبة. وبعد انتهاء مراسم الدفن - إن كان الوقت نهارًا - يذهب الرجال إلى دار أهل الميت، أو إلى مكان فسيح في القرية لتلقي العزاء، وفي بعض النواحي من المنطقة يكتفي المعزّون بالذهاب إلى منـزل أهل الميت فيعزونهم ثم يغادرون دون جلوس، وفي نواحٍ أخرى يجتمع المعزّون في دار أهل الميت لمدة ثلاثة أيام، ويستقبلون وفود المعزِّين من القرى والعشائر المجاورة، إذ يسلمون على رجال القرية الذين يكونون في استقبالهم، ويتبادلون بعض العبارات التي تتضمن الترحم والاستغفار للميت، وغالبًا لا تغادر تلك الوفود حتى تتناول وجبة غداء أو عشاء، ولذلك يقوم أفراد عشيرة الميت أو الفخذ الذي ينتمي إليه بتقاسم تكلفة مثل تلك الولائم.
 
وفي نواحٍ أخرى من المنطقة يقوم أهل الميت بذبح عدد من الأغنام أو بقرة، ثم تُطبخ ويُدعى أهل القرية أو العشيرة لتناول لحمها، وأحيانًا تُذبح الذبيحة وتُوزَّع على بيوت القرية، وفي الغالب يخصُّون بها الفقراء والمحتاجين. وهذه الذبائح تكون من مال الميت، وقد يكون الميت هو من أوصى بها، وتُعرف هذه الطريقة باسم (الحَفَرة) بفتح الحاء والفاء  .  وفي نواحٍ أخرى يقوم أفراد القرية بصنع الطعام، ثم يُحضرونه إلى دار أهل الميت خلال اليومين الأول والثاني، أما في اليوم الثالث - وهو ما يعرف باسم (يوم القطوع)، وفيه دلالة على نهاية مراسم الحزن رسميًا - فإن أهل الميت يقومون بذبح الذبائح وإقامة الولائم للمعزِّين جميعهم، ثم يقومون بتجهيز مقدار من الحناء يضعونه في إناء كبير يُمرَّر على الحاضرين ليتزينوا بها، وتُوزَّع أغصان الريحان مع الحناء، ثم تنتهي مراسم العزاء  
 
شارك المقالة:
54 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook