الطيور بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الطيور بالرياض في المملكة العربية السعودية

الطيور بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
تعدّ الطيور من أكثر المجموعات الحيوانية انتشارًا في العالم، إذ توجد في كل مكان على سطح الأرض على الجزر النائية، والجبال الشاهقة، وفي عرض البحار، والمحيطات، والغابات المطيرة، وفي المناطق الحضرية والزراعية، إضافة إلى ذلك فالطيور أكثر المجموعات الحيوانية ارتباطًا بالإنسان، وربما يرجع ذلك إلى حاجته إليها؛ لأنها تمدهُ بالغذاء، وكذلك جمال منظرها المتمثل في ريشها ذي الألوان الزاهية. وقد ارتبطت الطيور منذ القدم بسكان الجزيرة العربية لذا فقد ذكروها في أشعارهم، ووصفوا أدق تفاصيل سلوكياتها، فالجاحظ وصف في كتابه " الحيوان " كثيرًا من أنواع الطيور، كما أن هناك شعراء وصفوا أدق التفاصيل لبعض الأنواع، فهذا الشاعر ذو الرمة يصف سقي القطا صغارها:
 
ومســتخلفاتٍ  مــن بلاد تنوفــةٍ      لمصفـرةِ  الأشـداق حـمر الحواصل
وهذا النابغة يصف النسور وهي تتبع الجيوش للتغذي على المقتولين خلال المعركة:
 
إذا مـا غـزوا بـالجيش حـلَّق فوقهم      عصـائبُ  طـيرٍ تهتـدي بعصـائبِ
يصـاحِبْنهُم  حـتَّى  يُغِـرنَ مُغَـارهم      من  الضاريـاتِ بالدمـاءِ الـدواربِ  
وفي الوقت الحاضر ومن خلال الشعر النبطي نلاحظ استمرارية هذا الترابط، فهذا الشاعر النبطي سالم العتيبي يخاطب القبرة الهدهدية التي تسمى بمنطقة الرياض (أم سالم): 
 
يـا  أم سالم هيضني صوتك يوم قمتي      تغنيـن يازين صوتك في ليالي المواسم
بعـد  جمـال الأرض قمتـي تلاليـن      نكـتب  جـوابك بـالقلم والمراسـيم  
ويهوى كثير من سكان منطقة الرياض صيد الطيور واقتناءها، فرياضة الصيد بالصقور معروفة بالمنطقة منذ القدم، ومن الطيور المفضلة والمستخدمة للصيد الصقر الحر والشاهين البحري  ،  وكلاهما يأتي في موسم الهجرة الشتوية، إذ يقوم بعض الصيادين بإمساكها خلال هجرتها في شهر أكتوبر، ومن ثَمَّ تدريبها خلال شهر نوفمبر قبل الخروج للصيد في شهري ديسمبر ويناير  ،  ومن الطرائد المحببة: طائر الحبارى، والكروان، والأرانب البرية  ،  وفي السنوات الأخيرة، وبسبب الصيد الجائر اختفت بعض الأنواع من الطيور البرية، منها: طيور مقيمة، مثل: الحباري التي كانت من الطيور المعششة في منطقة الرياض، وقد سجلت أعشاشها في منطقة الصمان في الخمسينيات من القرن الماضي.
ومن أوائل الدارسين لطيور المنطقة مايرزهاجن (Meinertzhagen)   من خلال كتابه طيور الجزيرة العربية. ومع بداية الثمانينيات قام مايكل جينجز (Jennings) بعمل مسح شامل لمعرفة أنواع الطيور المعششة، ومناطق تعشيشها، وتوزيعها في الجزيرة العربية. وقد تبنت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها دعم الرحلات العلمية، ونشرت أول دراسة أولية عن هذه المسوحات عام 1416هـ / 1995م  .  وأظهرت هذه الدراسة كثيرًا من الاختلافات والتغيرات لبعض الأنواع، فمثلاً بومة بتلر ذكرها ماينرزهاجن   مرة واحدة، على حين هي منتشرة في جبال طويق، وكذلك طائر القُمْرِي، فلم يسجلها ماينرزهاجن من قبل بمنطقة الرياض، ولكنه الآن منتشر بشكل كبير بالمنطقة. كذلك هناك السمامة الباهتة التي لم يسجل تكاثرها بالمنطقة من قبل، وهي الآن منتشرة في معظم المناطق الجبلية والحضرية، وليس هذا فحسب، فهناك طيور معروفة بالمناطق الصحراوية لم يسجلها بمنطقة الرياض، على الرغم من انتشارها الواسع في الوقت الحالي، مثل: قبرة دون، بالإضافة إلى هذا الأطلس فقد قام السيد مايكل جينجز - بالتعاون مع الهيئة - بإصدار رسالة سنوية عن الطيور بالجزيرة العربية، دوَّن فيها التسجيلات الجديدة، ومن أهمها: تعشيش عقاب الثعابين الذي تم تسجيله عام 1421هـ / 2000م في محمية عروق بني معارض بالربع الخالي  . 
 
ومن الدراسات التي ركزت على منطقة الرياض، الدراسة التي قام بها آرثر ستاج 1415هـ / 1994م (Stagg)، وهو أحد الهواة المهتمين بالطيور، فقد سجل خلال عمله بالرياض في نهاية التسعينيات الطيور المعششة والمهاجرة بالمنطقة، وأورد أكثر من 311 نوعًا من الطيور  ،  وقد قامت الهيئة بتوثيق هذه الدراسة، وإعادة طباعة الكتيب الذي يحوي قائمة بطيور مدينة الرياض، ونشر عام 1407هـ / 1987م. كما أن هناك رسائل علمية عن الطيور بمنطقة الحائر قدمها الدكتور جمعان عجارم عن مجموعات الطيور في هذه المسطحات المائية  .  وأخيرًا هناك عمليات التحجيل التي قامت بها الهيئة بمنطقة الحائر منذ بداية التسعينيات، حُجّل خلالها أكثر من أربعة آلاف طائر معظمها من الجواثم، مثل: البلابل وأبو الحناء، والذعرة.
 
وهذه الدراسات أشارت إلى أن عدد الطيور المسجلة بمنطقة الرياض بلغ أكثر من 315 نوعًا، منها: 71 نوعًا معششًا. ويمكن تقسيم الطيور بالمنطقة إلى طيور مقيمة (Breeding Resident)، وهي طيور موجودة طوال العام، ومثال ذلك: البلبل أصفر العجز، والغراب بني الرقبة. وطيور مستوطنة (Residents possible breeding)، وهي طيور استوطنت المنطقة في وقت قريب بسبب تهيؤ البيئة لها، وبدأت بالتكاثر، ومثال ذلك: بعض الطيور المائية، مثل: الغواص الصغير، وطيور الزينة الشاردة: كطائر المنية. أما الطيور المهاجرة فيمكن تقسيمها حسب أوقات وصولها إلى أربعة أقسام: الطيور الزائرة الشتوية (Winter visitors)، والطيور العابرة (Passage migrants)، والطيور الزائرة الصيفية (Summer visitors)، بالإضافة إلى الطيور السائحة أو المتنقلة (Dispersal)  .  أما الطيور الزائرة الشتوية فهي تتكاثر في المناطق الشمالية من أوروبا وآسيا، وتأتي إلى المنطقة لتقضي فترة الشتاء، وتأتي عادةً في أواخر شهر أغسطس وبداية شهر أكتوبر، وتغادرها في شهر مارس أو إبريل، ومنها العقاب الإمبراطوري، وعقاب السهول. أما الطيور العابرة فهي التي تمر فوق المنطقة متجهةً جنوبًا في فصل الخريف (أواخر شهر أغسطس إلى سبتمبر)، وتعود مرة أخرى في فصل الربيع متجهةً شمالاً إلى مناطق تعشيشها، ومنها طيور تمر من فوق المنطقة من دون توقف، ولكن الغالبية منها تتوقف للتغذية فترات تراوح بين عدد من الساعات وأسابيع، ومن أمثلة هذه الطيور: بعض أنواع البلاشين، وطيور الوروار. وهناك مجموعات لأنواع مختلفة، منها ما تمر فوق المنطقة بوصفها عابرة، ومنها طيور تقضي الشتاء بالمنطقة. أما الطيور الزائرة صيفًا فهي الطيور التي قضت الشتاء بمناطق شمالية أو جنوبية، وتأتي إلى المنطقة في الربيع للتكاثر حتى تعود في نهاية الصيف أو بداية الخريف إلى مواقعها الأولى، ومثال ذلك: الهدهد، وأبو الحناء الأحراش الأسود، أما آخر شكل من أشكال الهجرة فهي هجرة الانتشار المحلي، وتكون لطيور مقيمة، ولكنها تقوم بتحركات موسمية داخل المملكة، ولا تغادرها إلا نادرًا، وهذه الهجرة معروفة لدى صغار الطيور بعد أن تغادر أعشاشها لمعرفة البيئة المحيطة بها، مثال ذلك: صغار طيور الجوارح، مثل: العوسق، والشاهين الجبلي.
 
ويوضح الجدول التالي العدد الكلي لأنواع طيور المنطقة، والنسب المئوية للمجاميع الآنفة الذكر.
 
وتشتهر منطقة الرياض بطبوغرافية متميزة؛ فهي تضم عددًا من البيئات المختلفة، مثل:
 
 البيئات الجبلية.
 
 البيئات الرملية.
 
 البيئة الحصوية الرملية.
 
 بيئة المسطحات المائية.
 
 بيئة المناطق الزراعية والحضرية.
 
وتعد جبال طويق في الجزء الغربي ذات الصخور الرسوبية (الجيرية)، وجبال الحمراء بالجنوب الغربي ذات الصخور الجرانيتية بأشكالها الجميلة - وهما يمثلان نظام البيئة الجبلية بمنطقة الرياض - بيئات جيدة لتعشيش بومة بتلر، والعوسق، والشاهين الجبلي، والحجل الرملي  .  وهذه البيئة أيضًا تحوي طيورًا مهددة بالانقراض على المستوى الإقليمي، مثل: نسر جريفون  ،  وهناك أنواع ينحصر وجودها بمنطقة الشرق الأوسط فقط، مثل: الحجل الرملي، والبلبل أصفر العجز.
 
أما البيئة الرملية فتتمثل في منطقة الصمان، ونفود السر في الجزء الشمالي، والدهناء في الشرق، والربع الخالي إلى الجنوب، وتستوطنها الطيور الصحراوية مثل: القبرات، ومنها: القبرة المتوجة، والقبرة الهدهدية، والدراج العسلي. ومن الطيور التي سجل تكاثرها حديثًا في صحراء الربع الخالي التابعة لمنطقة الرياض: عقاب صرارة (عقاب الثعابين) الذي اكتشف تعشيشه شمال شرق محمية عروق بني معارض  .  ومن الطيور المهاجرة التي تقضي الشتاء بالمنطقة أو تعبرها خلال هجرتها: طيور الحبارى والكروان التي ارتبطت بتراث الصيد لسكان الجزيرة العربية بشكل عام، وسكان منطقة الرياض بشكل خاص، ومن الطيور التي كانت تستوطن هذه المنطقة: النعام العربي أحمر الرقبة الذي سجلت له أعشاش قديمة بين الكثبان الرملية بمنطقة الربع الخالي  
 
وفيما يتعلق بالمنطقة الحصوية الرملية فهي مناطق مفتوحة ذات حصى رسوبي، وتحوي غطاء نباتيًا خفيفًا، وتشكل هذه البيئة أجزاء كبيرة من منطقة الرياض، ومعظم الطيور التي توجد بهذه المنطقة مشابهة لما في المناطق الرملية، ومن أشهر الطيور فيها: الدراج، والقبرة المتوجة، كما تصل إلى هذه المنطقة مجموعات من الطيور المهاجرة، مثل: الحبارى، والكروان.
 
أما بالنسبة إلى نظام بيئة المسطحات المائية فتمثلها مناطق تجمعات مياه الأمطار، والمسطحات المائية الناتجة من الصرف الصحي التي تعد بيئة جيدة لكثير من الطيور المائية، ومن أشهر هذه المناطق: منطقة الحائر التي ظهرت في الآونة الأخيرة نتيجة لبرنامج معالجة الصرف الصحي، وجذبت إليها كثيرًا من الطيور المائية، بعضها أخذ بالاستيطان والتعشيش بمنطقة الحائر التي تعد أحد أهم مناطق الطيور ليس في المملكة العربية السعودية فحسب، ولكن أيضًا على مستوى الشرق الأوسط وتمتد هذه المنطقة مع امتداد وادي حنيفة إلى أكثر من 50كم، وتقع جنوب مدينة الرياض، وتصل إليها مجموعات كبيرة من الطيور، منها ما هو مهدد بالانقراض؛ لذا فهي تعد منطقة مهمة بيئيًا على المستوى العالمي، ومن هذه الطيور المهددة بالانقراض التي تم تسجيلها: الشرشير المخطط، والعقاب الإمبراطوري، والعوسق الصغير، ومرعة الغيط (صفرد)، وهي تصل إلى المنطقة خلال فصل الشتاء عابرة أو لتقضي الشتاء بالمنطقة قبل أن تعود في بداية فصل الربيع إلى مواطنها الأصلية. ولا تقتصر أهمية هذه المنطقة على هذه الطيور فقط بل سجل تعشيش 15 نوعًا جديدًا استوطنت هذه المسطحات المائية، مثل: بلشون الليل، والواق الأبيض الصغير، وحمراوي أبيض العين. ومن المسطحات المائية التي عرفت بالمنطقة بحيرات ليلى الواقعة جنوب غرب مدينة الرياض، وقد وضعها خبراء الأراضي الرطبة بالهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بوصفها أهم المناطق الرطبة على المستوى العالمي (منطقة رامسار)، ولكن للأسف الشديد اختفت هذه البحيرات في النصف الثاني من التسعينيات؛ بسبب استنـزاف مائها في الزراعة. وعرف عن هذه المنطقة أهميتها لكثير من الطيور، وبخاصة خلال موسم الهجرة، ومن الطيور التي كانت موجودة بهذه البحيرة: الغطاس الصغير، والبلشون الصغير، وعدة أنواع من البط تصلها خلال مواسم الهجرة 
 
أما بالنسبة إلى بيئة الأودية الغنية بأشجار السمر، مثل: وادي الوصل، وحريملاء، والحيسية، ووادي لبن، فهي مواقع مهمة لكثير من الطيور المهاجرة، وبخاصة الجواثم، وكذلك للطيور المقيمة مثل: الثرثار العربي، والبلبل أصفر العجز وغيرها. وتحوي هذه الأودية - بالإضافة إلى أشجار السمر المهمة لتعشيش الصرد الرمادي الكبير- أشجار السرح التي تعدّ من أهم الأشجار لتعشيش نسر الأذون، وهو من الطيور المهددة عالميًا بالانقراض 
 
وتوجد أيضًا بيئة المناطق الزراعية والحضرية، فالزراعة تنتشر في مناطق متعددة أهمها: الخرج، وحول الأودية ذات الغطاء النباتي الجيد، مثل: وادي حنيفة، ووادي حريملاء، والأودية التي تصب في وادي حنيفة، مثل: وادي العمارية، والحيسية، والواصل التي تتميز بكثافة الأشجار الشوكية، والمسطحات الزراعية المنتشرة بالجهة الغربية من مدينة الرياض. فأمّا المناطق الزراعية التي انتشرت خلال العقدين الماضيين كما في المزاحمية، وتبراك، وحريملاء، فقد جذبت إليها كثيرًا من الطيور، منها طيور ذات أهمية عالمية، مثل: المزة الباهتة، ومزة الدجاج، وتسمى هذه الطيور محليًا (بممسح الريضان)؛ وذلك لطريقة طيرانها خلال بحثها عن غذائها.
 
وأمّا في المناطق الحضرية فهناك العصفور الدوري، والبلبل أصفر العجز، وبالإضافة إلى هذه الطيور فقد ظهرت أنواع من الطيور الشاردة أو الدخيلة، مثل: طيور المنية، والدرة الهندية المطوقة، والبلبل أحمر العجز، ومعظم هذه الطيور هي طيور شاردة من البيوت.
 
ومن أهم العوامل التي أثرت في الطيور بالمنطقة: الصيد الجائر، وتدهور المواطن الطبيعية نتيجة للرعي الجائر، وتحويل بعض هذه المناطق إلى مسطحات زراعية، ومن ثَمَّ التخلي عنها. والعامل الأول يعد من أهم العوامل التي أثرت في كثير من الطيور؛ فهناك طيور اختفت نتيجة الصيد، مثل: النعام العربي أحمر الرقبة الذي انتشر في المناطق الرملية من منطقة الرياض  ،  وهناك أيضًا طائر الحبارى الذي اختفى بوصفه طائرًا معششًا بالمنطقة، وحتى المجموعات المهاجرة التي تأتي لتقضي الشتاء بالمملكة أخذت بالتناقص بشكل كبير ولافت للنظر بسبب الصيد الجائر.
 
وفي سبيل توفير الحماية لهذه الطيور، سواء كانت المعششة أم المهاجرة، قامت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بالتنسيق مع وزارة الداخلية بإصدار أنظمة وتشريعات لتنظيم الصيد  ،  كما قامت بإنشاء محميات متعددة داخل منطقة الرياض، منها: محمية الوعول التي تعدّ منطقة مهمة لتعشيش نسر الأذون، والنسر الأسمر، ناهيك عن أهميتها لأنواع فطرية أخرى، مثل: الوعول، والوبر  .  ومن المحميات الأخرى التي قامت الهيئة بإنشائها: محمية سجا وأم الرمث التي يقع جزء منها في منطقة الرياض، وتعد منطقة مهمة لتعشيش القبرات، مثل: القبرة الهدهدية، وقبرة دون، كما تعد ثاني منطقة يتم توطين الحبارى بها بعد أن انقرضت من المنطقة، بالإضافة إلى ذلك هناك مواقع مهمة للطيور، مثل: الحائر التي تقوم الهيئة بمتابعة الطيور بها ومراقبتها وتحجيلها بوصفها أحد أهم مراكز التحجيل بالمملكة، وكذلك هناك مركز آخر للتحجيل بمنطقة الرياض هو مركز الملك خالد بالثمامة.
 
 
 
شارك المقالة:
420 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook