الصناعة بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 الصناعة بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الصناعة بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
 
كانت الصناعة في منطقة مكة المكرمة بخاصة وما حولها من القرى عامة - قبل العهد السعودي الحديث - منحصرة في إنتاج المنتجات الحرفية التي يحتاج إليها سكان المنطقة في استهلاكهم، أو ما يبيعونه للحجاج والزائرين، وتنوعت تلك الصناعات الحرفيـة فمنـها: صنـاعـة السبـح، وأخـشــاب الصندل، والزيوت، وعظم الحوت في أشكال متميزة لا تجيدها إلاّ أيدٍ ماهرة ومتمرسة في صنعتها وزخرفتها بالفضة والمعادن، كما كانت صناعة الجلود ودباغتها  رائجة باعتبارها مواد أولية لصناعة الأحذية والمحافظ والأحزمة، ويتسابق الحجاج ويتهافتون على شرائها لما فيها من حسن صنعة وإبداع فني، بالإضافة إلى صناعة السروج المتنوعة لمختلف دواب الركوب، وكان منها ما يطعم بالفضة الخالصة والمموه بماء الذهب، كما كانت هناك صناعة الهوادج (الشقادف) وغير ذلك من مختلف الصناعات التي تتفق ومتطلبات ذلك العصر.
 
وحين هيأ الله سبحانه وتعالى لهذه البلاد ظهور ثروة النفط بكميات هائلة في العهد السعودي الحديث، أغدقت الدولة الأموال بسخاء على مشروعات التنمية في المنطقة بأسرها كبقية مناطق المملكة الأخرى، مع الخصوصية في مشروعات البلد الحرام وعاصمة الإسلام مكة المكرمة، فأنشأت الطرق والمدارس والمعاهد والجامعات والمرافق العامة، والتوسعات الهائلة والمتتالية للمسجد الحرام، والتطوير الدائم للمشاعر المقدسة؛ ما أوجد مجالات كثيرة للكسب والعمل، وأسهم في تفتح وعي المواطن في تلك المنطقة لمسايرة ركب الحضارة، فظهر في رحاب المنطقة رجال حملوا على عاتقهم حب هذه البلاد والعمل على رفعتها لتكون في مقدمة الدول النامية، والمتطلعة إلى التقدم دومًا في مجالي التجارة والصناعة، فأسس أولئك المصانع وإن كانت بسيطة في بداية نشأتها أسوة بما تحقق في دول سبقت في هذا المضمار، إلاّ أنها كانت خطوة رائدة في المجال الصناعي بالمنطقة، استطاعوا من خلال ما ينتجونه أن ينافسوا الكثير من الصناعات المستوردة من الخارج في ذات التخصص الإنتاجي.
 
ومن المصانع التي ظهرت: مصانع الصاج ليشمل إنتاجها الخزائن والمكاتب والكراسي وخلاف ذلك من المنتجات المصنعة من الحديد  ، ومصانع البلاستيك المزودة بأحدث الآلات المستخدمة في هذه الصناعة  ، ومصانع العصائر والثلج والحلويات وغيرها من مختلف الصناعات الحديثة  
 
تعمل الدولة على توفير الكثير من الحوافز والتسهيلات سواء للمستثمرين السعوديين أو الأجانـب، وتقوم وزارة التجـارة والصناعة بعمـل الترتيبــات اللازمـة لتسهيـل عمـليـة الاستثمار للشركات والأفراد سواء المحلية أو الأجنبية في مناطق المملكة كافة.
 
واستفادت المصانع الوطنية بمنطقة مكة المكرمة - كغيرها من المصانع الأخرى في مناطق الدولة المختلفة - من الحوافز والتسهيلات التي تقدمها لها الدولة سواء من خلال القروض الصناعية الميسرة، أو من دعمها للمشروعات الصناعية والزراعية، إضافة إلى توفيرها أراضي تحوي جميع الخدمات المطلوبة بأسعار معتدلة ضمن المدن الصناعية بالمملكة، وكذا من منحها الأولوية في المشتريات الحكومية للمصانع الوطنية، وإعفائها من الرسوم الجمركية على مستورداتها من الآلات والمواد الخام والإعفاء الضريبي وحرية تنقل رأس المال والأرباح، إضافة إلى الكثير من التسهيلات والمزايا الإيجابية الأخرى، وذلك كله لتحقيق عدة أهداف، من أهمها:
 
 رفع الطاقة الإنتاجية للاقتصاد الوطني ليتمكن من إنتاج مجموعة متنوعة من السلع بتكاليف تساعده على المنافسة في الأسواق المحلية والخارجية.
 
 تشجيع الاستفادة من طاقات القطاع الخاص كاملة في الصناعات التحويلية بالإضافة إلى تحقيق تنمية صناعية إقليمية متوازنة.
 
 الاستفادة من المزايا النسبية التي تتيحها الأسعار المناسبة للطاقة والكميات المتوافرة من المواد الخام الناتجة من البترول ومشتقاته الصناعية والثروات الزراعية والمعدنية، واستغلال هذه المزايا والموارد لتنويع القاعدة الصناعية.
 
 العمل على تشجيع قيام المصانع ذات الطاقات الإنتاجية المثلى.
 
 العمل على استقطاب العمالة السعودية مع توفير ما تتطلبه من تطوير وتدريب  . 
 
شارك المقالة:
47 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook