كان الصحابيّ الجليل أبو ذرّ الغفاريّ أوّل من حيّا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بتحيّة الإسلام، وقد ذكرت هذه القصّة في صحيحي البخاريّ ومسلم، وأبو ذرّ -رضي الله عنه- هو جندب بن جنادة، وقيل بُرير بن جنادة، وقيل برير بن عبد الله، أسلم في مكّة قبل هجرة النبيّ عليه السّلام، ثمّ عاد إلى قبيلته غفار يعلّمهم شرائع الدين بأمر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، كان أبو ذرّ رجلاً جسيماً ضخماً كثّ اللحية، وقد اشتهر بالصدق والزهد والعمل، وكان صدّاحاً بالحقّ لا يخاف في الله لومة لائم.
حمل أبو ذرّ الغفاريّ -رضي الله عنه- صفاتٍ وخصال عظيمةً بانت في شخصيته وحديثه مع أصحابه، فيما يأتي ذكرٌ لشيءٍ من صفاته رضي الله عنه:
جاءت منيّة أبي ذرّ -رضي الله عنه- بالربذة سنة اثنتين وثلاثين للهجرة، وقد كان بفلاة أرضٍ وحده هو وزوجته، وليس معها ما تكفّنه به، فبكت على حاله، ثمّ كتب الله -تعالى- أن يصل مرتحلون من المسلمين أرض الفلاة، فوجدوا زوجته باكيةً، فسألوها عن حالها فأخبرتهم، فهرعوا إليه فجالسوه حتى توفّي فكفّنه فتى معهم من الأنصار.
موسوعة موضوع