على الرغم من سيادة الصحراء في معظم أراضي المنطقة إلا أن هناك أمكنة ريفية تقليدية في بطون الأودية والمنخفضات والواحات التي توفرت فيها المياه والتربة الصالحة للزراعة، وهي ذات مظهر تميزه حدائق النخيل الخضراء  التي تناقض المظهر الصحراوي المائل إلى الصفرة، وهناك تلازم واضح بين الاستقرار البشري وهذه المواضع التي بقيت ذات مظهر ريفي على الرغم من التغيرات التي طرأت على بعض مراكزها العمرانية التي تحولت إلى مدن متوسطة أو صغيرة، لكن حالما نخرج منها نلاحظ المظهر الريفي الزراعي، كما نلاحظ أن القرى الصغيرة على الرغم من تغيرها العمراني إلا أن سكانها قد تناقصوا بالهجرة إلى المدن؛ الأمر الذي حافظ على هدوء الريف، وقد أصبحت هذه القرى بمزارعها منازل أخرى لسكانها الذين هاجروا إلى المدن الكبرى وبعضهم سعى إلى امتلاك أرض ليحولها إلى مزرعة ترفيهية أو استراحة يسكنونها خلال الإجازات، هذه الأمكنة تخدم أصحابها والقليل منها يتم تأجيره، وتبعًا لرخص العقارات في الأرياف فإن هناك اتجاهًا لدى سكان المدن إلى امتلاك مزارع أو استراحات أو منازل ريفية في دلالة على الحنين إلى مراتع الصبا والآباء، ولأغراض ترفيهية.

 

وحيثما كان السائح فسيجد غالبًا أمكنة ريفية تستحق الزيارة ليتنـزه فيها، إلا أن منطقة الرياض يمكن أن تكون ميدانًا لرحلات سياحية ريفية تستغرق عددًا من الأيام، وفيما يأتي نماذج مقترحة، سواء لسكان المدن داخل المنطقة أو للقادمين من خارجها:

 

أ - رحلة الرياض - سدير - الزلفي - الوشم - حريملاء - الرياض:

 

يقترح أن يخصص من أربعة إلى سبعة أيام للاستمتاع بهذه الرحلة الدائرية التي تبدأ انطلاقًا من الرياض مرورًا بالقرى الجنوبية لسدير عبر الطريق القديم والمبيت بالمجمعة لزيارة أهم المعالم السياحية والمتنـزهات بسدير، ومنها بعض القرى التقليدية القائمة وسد السبعين والمعالم الطبيعية في جبال طويق ومنها أيضًا قلتة مربوبة قرب جلاجل، وفي رحلة أخرى زيارة بعض الرياض الكثيرة الواقعة إلى الغرب والشمال من المجمعة مثل فيضة أم عشر، وربما يفضل زيارة بلدة الأرطاوية التي تقع قرب أراض ٍ رعوية.

 

يتجه السائح بعد ذلك نحو الزلفي ويمكنه المبيت بها حيث تتوفر خدمات المبيت، ويمكن زيارة متنـزهيها الرملي والجبلي وزيارة بعض العقل التي تصل إليها طرق معبدة ثم التوجه إلى الغاط عبر طريق زراعي جميل يمر بعدد من القرى مثل مليح.

 

وفي الغاط من الممكن زيارة البلدة القديمة وبخاصة مقر الإمارة القديمة، ومن المعالم الحديثة المكتبة الرحمانية، ويكون من الجميل قضاء أمسية في متنـزهها الجبلي الذي يطل على البلدة ومحيطها الزراعي والصحراوي، ولا بد من زيارة نفود الثويرات التي تستمر جنوبًا ويمكن عبورها برحلة قصيرة باتجاه أم حزم.

 

في اليوم الثالث يتم الرجوع عبر طريق القصيم جنوبًا إلى أن يصل السائح إلى مفترق طرق يؤدي إلى شقراء، وبسلوك هذا الطريق يعبر جبال طويق من طريق مميز، ويمر بعدد من البلدات الجميلة مثل الداهنة وأشيقر، ومن المعالم الجديرة بالزيارة البلدة القديمة في أشيقر بسوقها ومسجدها المميزين، ويمكن الاستمتاع بالجلوس في متنـزه أشيقر الجبلي المعد بصورة جيدة ليتم الاتجاه بعد ذلك إلى مدينة شقراء الأنيقة التي توفر أمكنة للمبيت وخدمات متكاملة.

 

ومن الأمكنة التي يقترح على السائح زيارتها روضة العكرشية ومملحة القصب  وعريق البلدان الرملي والمراكز الريفية المجاورة، فيقترح زيارة بلدة أثيثية بمسجدها الجامع ذي الطراز المميز الذي تم ترميمه حديثًا، كذلك زيارة بلدة ثرمداء المجاورة بنواتها القديمة ثم التعريج إلى بلدة مرات وصعود جبل كميت التاريخي الذي حولت قمته إلى متنـزه يطل على البلدة القديمة ويكشف المعالم الجغرافية في المنطقة، كما ينصح السائح بالاقتراب من جبال طويق واستكشاف واجهتها الغربية.

 

وفي اليوم الأخير يتجه السائح نحو الجنوب عبر الطريق المحاذي لجبال طويق من جهة الغرب وينعطف مع مفرق البرّة ليزور هذه البلدة الصغيرة متجهًا إلى رغبة، تلك البلدة التاريخية ببرجها المشهور، وفي هذا المكان عدد من المعالم المثيرة للاهتمام مثل خشم التراب الشامخ والفرائد الجبلية، ومن هنا له أن يزور بلدة ثادق القريبة ثم العودة جنوبًا نحو طريق حريملاء الذي يصعد في الجبل إلى أن يصل إليها، ولعل أهم معالمها المتنـزه الطبيعي المسمى شعيب حريملاء، وبه بعض المعالم الطبيعية المميزة مثل غار الشعبة وقاطورها ومطلاته الجميلة فوق جبال طويق، وقد يفضل بعض الناس التخييم في هذا المكان الجميل، وهو من الأمور التي اعتادها الناس، لكن لا بد له من الاستعداد لذلك، فليس فيه مخيمات مجهزة مثلما هو الحال في الرياض التي اعتاد الناس على التخييم بالقرب منها في وقت الربيع.

 

وفي طريق العودة إلى الرياض من المفضل أخذ الطريق الريفي الذي يتجه من حريملاء فالقرينة ثم سدوس، وكلها قرى وبلدات ريفية تحيط بها صحراء وتلال وجبال لا تخلو من معالم مثيرة للاهتمام، ثم يواصل طريقه عبر أعالي وادي حنيفة الذي يبدأ جنوب بلدة سدوس بأراضٍ متسعة ذات أشجار كبيرة تصلح للنـزهة تسمى الحيسية، تليها بلدتا العيينة والجبيلة التاريخيتان.

 

ويستطيع السائح المرور عبر وادي حنيفة فوق طريق معبد، ويلاحظ كثرة المزارع الجميلة التي اتخذها أهالي الرياض متنـزهات خاصة يتنافسون في تزيينها، يصل الطريق بعد ذلك إلى وادي العمارية أحد روافد وادي حنيفة المنحدرة من جبال طويق وهو وادٍ زراعي يحوي بلدة العمارية، وللسائح بعد ذلك خيار زيارة العاصمة الأولى التي تحوي آثار الدولة السعودية الأولى، خصوصًا حي الطريف الذي يفتح للزوار طوال النهار.

 

ب - رحلة الرياض - الخرج - الأفلاج:

 

وهي رحلة من طريق واحد تبدأ بالاتجاه نحو الخرج عبر الطريق القديم، وفي منتصفه تقريبًا يمكن للسائح أن يزور دحل هيت بالانعطاف نحو الطريق القديم ليتجه صوب حافة جبل الجبيل الذي يقع به الكهف الغريب. بعد ذلك يدخل السائح مدينة الخرج التي تعد أكبر مدينة بالمنطقة بعد مدينة الرياض، ويفضل المبيت بها ليلة على الأقل للتجوال في الواحة وزيارة قراها ومزارعها ومعالمها المختلفة، ومن أهم معالمها التي تستحق الزيارة قصر الملك عبدالعزيز الذي يمكن دخوله بعد أخذ تصريح خاص من إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار بالرياض، ويجري تأهيله ليتم فتحه للزوار رسميًا.

 

من الظواهر المثيرة للاهتمام كذلك عيون الخرج الناضبة التي تبدو حفرًا ضخمة عميقة، ومن الممتع زيارة إحدى أكبر مزارع الألبان وهي مزرعة الصافي بالخرج، وينصح الزائر بالاتصال بالشركة مسبقًا، وبالانطلاق جنوبًا من الممكن التعرف على الكثير من البلدات والقرى مثل الدلم والصحنة وغيرهما من البلدات التي تحيط بها المزارع في هذه الواحة الكبيرة، وعند بلدة الرغيب ينصح السائح بزيارة وادي ماوان والصعود إلى مجراه الأعلى لمشاهدة التكوينات الطبيعية به.

 

يواصل السائح بعد ذلك المسير نحو الجنوب ليصل إلى حوطة بني تميم والحريق المتجاورتين، ويمكنه الإقامة بحوطة بني تميم وزيارة المعالم الريفية والبرية المجاورة التي من أهمها وادي الحريق ووادي مطعم، وكذلك محمية الوعول التي يستلزم الدخول إليها أخذ تصريح من الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بالرياض، وهو أمر ميسّر، كما ينصح بزيارة وادي برك الريفي الذي تحيطه حواف جبال طويق العالية، ثم يواصل المسير جنوبًا حتى بلدة ليلى مركز الأفلاج التي يفضل اتخاذها محطة لزيارة المعالم الريفية والطبيعية الجميلة، وبخاصة أودية جبال طويق التي من أهمها وادي الغيل والهدار والأحمر، وكلها مخدومة بطرق معبدة، وينصح بزيارة القصور التاريخية التي من بينها قصر ليلى والبلدات القديمة ومنها بلدة حراضة، ومن الممكن مواصلة المسير جنوبًا للوصول إلى السليل ووادي الدواسر.