السرر والسائل السلوي

الكاتب: رامي -
السرر والسائل السلوي
"

السرر والسائل السلوي.

السائل الأمنيوسي

هو سائل رائق شفاف في أشهر الحمل الأولى، وأبيض مائل إلى الصفرة في نهاية الحمل، رائحته تشبه رائحة المني، وتفاعله قلوي خفيف، يتألف من الماء بنسبة 98.4 ـ99.4%، وفيه أملاح معدنية ومواد عضوية كما يحوي خلايا بشروية متوسفة وقطرات دهنية وأوباراً جنينية وخلايا بشروية من جهاز بول الجنين ومن المهبل إذا كان الجنين أنثى.

يزيد حجم السائل الأمنيوسي على حجم الجنين في بدء الحمل، ويبلغ نحو 1000سم3 في الشهر السادس من الحمل، ثم يقل حتى يصبح 500 ـ600سم3 في تمام الحمل. وتقل كمية السائل الأمنيوسي عن الحدود الطبيعية في بعض الحالات المرضية، وهو ما يسمى «ندرة السائل الأمنيوسي»oligoamnios، أو تزيد عليها وهو ما يسمى المَوَه الأمنيوسيhydramnios.

وتتبع كمية السائل الأمنيوسي توازن عاملين: عامل إنتاج وإفراز وعامل امتصاص. أما الإنتاج فمن الغشاء الأمنيوسي وبول الجنين وارتشاح السوائل الوالدية خلال الأغشية الجنينية. وأما الامتصاص فمن الارتشاح البسيط خلال الأغشية ومن ابتلاع الجنين وعودة الامتصاص من البشرة الأمنيوسية .

وقد تبين وجود حركة مبادلات نشطة بين السائل الأمنيوسي ودوران الحامل ودوران الجنين. فالماء مثلاً يجري بين هذه الأوساط الثلاثة بمقدار كبير (نحو 500 سم3 في الساعة). تبدأ الدورة من الحامل إلى الجنين فالسائل الأمنيوسي لتعود إلى الحامل ثانية . أما المواد الأخرى كالأملاح والمواد العضوية فلكل منها آلية خاصة للمبادلات مع وجود توازن يبقى معه مقدار السائل الأمنيوسي ثابتاً.

وظائف السائل الأمنيوسي:

للسائل الأمنيوسي عدة وظائف في أثناء الحمل وفي أثناء المخاض.

ففي أثناء الحمل:يضمن تميه الجنين بما ينقل إليه من ماء وأملاح معدنية ويسهل حركة الجنين، ويسمح بنموه، ويقيه من الرضوض الخارجية، ويفيد بزله وإجراء بعض الاختبارات عليه في تشخيص كثير من الأمراض ومعالجتها.

وفي أثناء المخاض:يقي الجنين من الرضوض، ويوزع الضغط في أثناء التقلصات توزيعاً متساوياً بين جميع جدران الرحم، ويشترك في تكوين جيب المياه وتوسيع عنق الرحم، وطلي المسير التناسلي بعد انبثاق جيب المياه، فيسهل تقدم الجنين .

بزل السائل الأمنيوسي:

لما كان السائل الأمنيوسي يحوي كثيراً من العناصر الجنينية المنشأ فقد أمكن بدراسته مخبرياً تعرف حالة الجنين وكشف بعض أمراضه وتشوهاته، كما أمكن استخدام هذه الطريقة في بعض المعالجات الولادية.

يحصل على السائل الأمنيوسي بالبزل عن طريق البطن ـ بمراقبة الصدى ـ بإبرة البزل القطني وبتخدير موضعي وبمراعاة ظروف العقامة الصارمة.

يجمع السائل المستخرج في وعاء خاص، ويرسل إلى المخبر حيث يثفل، ويؤخذ ما يطفو بعد التثفل للاستقصاءات الكيميائية الحيوية والإنزيمية والهرمونية، ويؤخذ قسم من الخلايا دون زرع لتحديد الكروماتين الجنسي، ويزرع القسم الباقي لمعرفة الأنماط النوويةkaryotypesوللدراسات الاستقلابية وبعض الدراسات الإنزيمية والكيميائية.

يجري البزل في الثلث الثاني من الحمل ـ وهو البزل المبكر ـ أو في الثلث الأخير من الحمل ـ وهو البزل المتأخر ـ ولكل من الطريقتين استطبابات خاصة.

يستطب البزل المبكر في الأمور التالية:

1 ـكشف شذوذ الصبغيات الذي يؤدي إلى الإجهاضات المتكررة أو إلى ولادة أجنة مشوهة أو حاملة بعض العيوب التي قد تسبب موت الأطفال في أعمار مختلفة بعد الولادة مثل متلازمة إدوارد (تثلث الصبغي 18)، أو متلازمة المواء (غياب الذراع القصيرة في الصبغي 5)، أو متلازمة تيرنر (نقص جزئي أوكامل للصبغيXعند الإناث)، أو متلازمة داون التي تتظاهر بالمنغولية (تثلث الصبغي 21)، أو غير ذلك.

2 ـكشف الأمراض المرتبطة بالجنس كالناعور.

3 ـكشف أمراض الاستقلاب الوراثية كاضطراب استقلاب الشحوم أو الهدروكربونيات أو الحموض الأمينية.

أما استطبابات البزل المتأخر فهي التالية:

1 ـالتمنيع بالعاملRh، وتفيد هنا مراقبة البيليروبين في السائل الأمنيوسي لوضع الإنذار والمعالجة.

2 ـكشف تألم الجنين بكشف العقي في السائل الأمنيوسي وبمعايرة الإستريول وبعض الإنزيمات.

3 ـتقدير درجة نضج الجنين، إما بالتفتيش عن الخلايا البرتقالية المتوسطة المتوسفة من الجنين وتقدير نسبتها؛ وإما بمراقبة كمية البيليروبين، وإما بالفحوص الكيميائية الحيوية، وهي الكرياتينين وحمض البول وتحديد نسبة الليسيتين إلى السفينغوميلين.

4 ـكشف تشوهات الجنين بتصوير السائل الأمنيوسي بعد حقن مادة ظليلة فيه أو بمعايرة البيليروبين والألفا ـ فيتوبروتين اللذين يدل ارتفاعهما على تشوه الجملة العصبية المركزية، أو بعيار البريغناندريول الذي يرتفع في فرط تنسج الكظرين.

أما في المعالجة فيستطب بزل السائل الأمنيوسي فيما يلي:

1 ـالمَوَه الأمنيوسي الحاد وتحت الحاد، ببزل 200 ـ300سم3 من السائل مرات متعددة بفواصل عدة أيام لإطالة عمر الجنين حتى يصبح قابلاً للحياة.

2 ـنقل الدم إلى الجنين داخل الرحم في اختلاف العاملRh.

3 ـتغذية الجنين بحقن الحموض الأمينية في السائل الأمنيوسي.

4 ـإحداث الإسقاط الدوائي في بعض الحالات أو لقذف محصول الحمل المتوقف عن النمو.

إن كل ما ذكر من استطبابات لبزل السائل الأمنيوسي لا يخلو من خطورة على الجنين أو على الحامل؛ لذلك يجب أن يجرى بعد دراسة جيدة وبأيدٍ خبيرة.

السرر

السرر حبل وعائي يصل الجنين بالمشيمة طوله نحو 50 سم، ويراوح قطره بين 0.5 و 1.5سم. ترتكز إحدى نهايتيه على المشيمة في مركزها؛ وهو الغالب، أو بعيداً عن المركز أو على المحيط، ونادراً على الأغشية بعيداً عن المشيمة التي يصل الحبل إليها بعد تفرعه عدة فروع. وتتصل النهاية الثانية للسرر بسرة الجنين حيث تتمادى مع كم جلدي يحيط بأوعيته طوله 1 ـ1.5سم، يفصل السرر عن هذا الكم ثلم واضح يدل على المكان الذي سينفصل فيه السرر عن الجنين في الأيام القليلة التالية للولادة.

يتألف السرر من ثلاثة أوعية هي:الوريد السري الذي ينقل الدم الشرياني من الحامل إلى الجنين، وهو ذو لمعة واسعة تحوي بعض الدسامات الناقصة، والشريانان السريّان اللذان يتفرعان من الشريانين الخثليين في الجنين، وينقلان الدم الوريدي من الجنين إلى المشيمة، وهما أقل سعة من الوريد السري، ويلتفان حوله، ويبدو هذا الالتفاف على ظاهر الحبل السري.

ويحيط بالأوعية السرية نسيج ليفي مرن تتكاثف في بعض مناطقه مادة شبه مخاطية تسمى هلام وارتونWharton، ويحيط بالجميع الغشاء الأمنيوسي الذي يغلف السرر.

"
شارك المقالة:
92 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook