ثمّة آثار وثمرات عديدة تترتب على سجود المسلم لربّه؛ منها:
السجود هو أن يطرحَ العبد أطهر ما يظهر من جسده (وهو وجهه) على الأرض، ويكونَ محباً لذلك راغباً به، وخاضعاً لله تعالى، ومعظماً له، ومنكّساً رأسه، ومبدياً ذلّه وانكساره، إذ أمرنا الله تعالى بالسجود لعظمته؛ فقد قال جل من قائل: (فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَكُن مِنَ السّاجِدينَ). كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم وحثّنا ورغّبنا بهذه العبادة العظيمة قائلاً: (مَن سجد لله سجدةً كتب الله له بها حسنةً، وحطَّ عنه بها خطيئةً، ورفَع له بها درجةً).
أهم الأسباب التي جعلت السّجود موضعاً عظيماً لاستجابة الدعاء أنّ الإنسان يكون في هذا الموضع أشدَّ خضوعاً وذلاً وانكساراً بين يدي ربه جلّ وعلا؛ فالجبهة التي هي مصدر عزّة للإنسان، والأنف الذي هو مصدر شموخ، ينكسران للجبار، ويتمرّغان مفتقرَين على أعتابه، معلنَين العبودية لله وحده، فكان ذلك أرجى لأن يُستجابَ الدعاءُ، كما أنّ السّجود يكون العملَ الأخيرَ في الركعة بعد الانتهاء من القراءة والرّكوع وتمجيد الله تعالى فيهما؛ فيكون السّجودُ المحطّةَ الأخيرة التي يتقدم فيها العبد بالاعتذار إلى ربّه عن تقصيره وأخطائه، ويطلب منه على استحياء حاجته ومبتغاه مظهراً انكسارَه وضعفَه.
موسوعة موضوع