الزواحف في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الزواحف في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الزواحف في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

 
خلال العصر الطباشيري منذ 125 مليون سنة، كان تنوع الزواحف هائلاً، فقد كانت تسيطر على معظم البيئات الأرضية والمائية، وقد حدث قبل نهاية ذلك العصر 60 - 70 مليون سنة انقراض هائل لمعظم رتب الزواحف؛ حيث انقرضت 13 رتبة، وبقيت أربع رتب حتى الوقت الحاضر، وقد أعطى العلماء تفسيرات متعددة لأسباب ذلك الانقراض، منها: زيادة الجاذبية الأرضية، وتغيرات المناخ، والتغيرات الكيميائية في كاسيات البذور وغيرها.
 
تضم الرتب الأربع الموجودة اليوم من طائفة الزواحف ما يزيد على 6250 نوعًا؛ إذ تضم رتبة الزواحف مدببة الرأس نوعين فقط، وتعيش في الجزر المحيطة بنيوزيلندا، وتضم رتبة التماسيح نحو 22 نوعًا، وتعيش في البيئات المائية ومصبات الأنهار في العالم الجديد وإفريقية وجنوب شرق آسيا، وتضم أكبر أنواع الزواحف؛ حيث يصل طول تمساح أمريكا الجنوبية نحو 7م. وهاتان الرتبتان السابقتان لا توجدان في الجزيرة العربية. أما رتبة السلاحف فتضم ما يقارب 230 نوعًا تعيش في البحار والأنهار والبحيرات وبعضها يعيش على اليابسة. والرتبة الرابعة هي رتبة الحرشفيات التي تضم السحالي الديدانية، والسحالي، والثعابين، وهي أكبر الرتب من حيث عدد الأنواع؛ إذ يصل عدد أنواعها إلى أكثر من 6000 نوع.
 
يوجد في المملكة من رتبة السلاحف أربع عائلات تضم عشرة أنواع، وتعيش في الخليج العربي والبحر الأحمر، كما توجد في الأحساء والقطيف وجنوب غرب المملكة  .  في حين يوجد من رتبة الحرشفيات ما يزيد على 155 نوعًا موزعة على ثلاث تحت رتب؛ حيث تضم تحت رتبة السحالي الديدانية عائلتين تشملان نوعين بالمملكة. أما تحت رتبة السحالي فتضم ست عائلات، وهي العظايا أو الحراذين، والحرابي، والأبراص، والسحالي الحقيقية، والسقنقورات، والأورال. ويصل عدد أنواعها إلى 100 نوع موزعة على كل أنواع البيئات. وتضم تحت رتبة الثعابين ثماني عائلات، هي: عائلة الثعابين العمياء، والثعابين الخيطية، والأفاعي، والصلال (الكوبرات)، والعاصرات، والأراقم، وعائلة الأبتر، والثعابين البحرية. وتضم هذه العائلات ما يقرب من 55 نوعًا، عشرة منها ضمن عائلة الثعابين البحرية.
 
يوجد في منطقة الباحة أكثر من سبعة عشر نوعًا من السحالي، ونحو أحد عشر نوعًا من الثعابين. وسوف نستعرض أهم هذه الأنواع.
 
أ - تحت رتبة السحالي (Suborder Lacertilia):
 
تعيش أفراد هذه المجموعة في المناطق الاستوائية عمومًا، كما توجد في المناطق المدارية والغابات والمناطق العشبية والصحارى، ويقل انتشارها كلما اتجهنا شمالاً لبرودة الطقس، وتضم نحو 3000 نوع. وتمتاز بوجود فتحتي الأذن، وجفون متحركة، كما أن كثيرًا منها لها خاصية انفصال فقرات الذيل، ويستخدم على أنه وسيلة دفاعية عند التعرض للقتل. وهناك أنواع كبيرة الحجم يصل طولها إلى 3م، مثل العظاءة التينية، وأخرى لا يتعدى طولها 3سم، مثل السحلية ضفدعية الرأس. وتضم تحت هذه الرتبة ست عائلات في المملكة، وهي: العظايا أو الحراذين، وعائلة الأبراص، وعائلة السحالي الحقيقية، وعائلة السقنقورات، وعائلة الحرابي، وعائلة الأورال، وتضم هذه العائلات نحو 100 نوع  . 
 
1 - ضب فيلبي (Uromastyx philbyi):
 
ينسب هذا الضب إلى جون فيلبي الذي جمع العينات الأولى منه، ويسمى كذلك (الضب الفيلبي المرقط)؛ لوجود بقع بنية وأخرى صفراء على جسمه، وهو ضب صغير الحجم؛ إذ يصل طوله 30سم، ووزنه 300جم، وله رأس مثلث الشكل، وجسم مبطط مغطىً بحراشف ناعمة، والذيل عريض عليه أشواك مدببة، ويصل عدد حلقات الذيل بين 19 و 20 حلقة.
 
ولون الحيوان بني شاحب، وعلى الظهر 6 صفوف من البقع الصفراء تندمج مع بعضها بشكل خطوط، ولا توجد هذه الألوان في الإناث. ويعيش ضب فيلبي في سفوح الجبال قليلة الارتفاع، وفي الحرات البركانية، ويسكن في جحر خاص به تحت الأحجار، أو في الشقوق التي قد يصل طولها إلى متر؛ لذا يسمى في مناطق انتشاره بجنوب نجد بـ (الطريقي) تمييزًا له عن الضب المصري (السهيلي) الذي يعيش في المناطق السهلية.
 
يعد هذا الضب نهاري المعيشة؛ إذ يخرج في الصباح، ويتشمس عند فتحة الجحر حتى ترتفع درجة حرارة جسمه، ويتجول حول منطقة جحره بين النباتات بحثًا عن الغذاء، مثل: الأوراق الخضراء، والبذور، والسيقان الغضة، وتعود الحيوانات إلى جحورها عند اشتداد حرارة الشمس في منتصف النهار، أو عندما تهاجم من المفترسات، وتعد الجوارح من أكثر المفترسات له.
 
يتكاثر ضب فيلبي بوضع البيض، ويتم التزاوج في بداية فصل الصيف، ووضع البيض في نهاية الصيف. ولا يهتم سكان المناطق التي يوجد بها هذا الضب بصيده؛ وذلك لصغر حجمه، وصعوبة صيده، وإخراجه من الصدوع والشقوق؛ لذلك فهو يتمتع بحماية طبيعية في بيئته.
 
2 - العظاءة اليمنية (Agama yemenensis): 
 
ويسمى (الوحر) في المنطقة الجنوبية. وهو حرذون مميز في مناطق انتشاره بلونه الأزرق اللامع، ويعد متوسط الحجم، ويصل طول جسمه إلى 15سم، وطول ذيله إلى 16سم، وله رأس مثلث الشكل، وجسمه عريض نسبيًا. ويعيش في المناطق الجبلية من الطائف جنوبًا إلى اليمن، ويفضل البيئات التي تكثر فيها الأحجار الكبيرة؛ لأنها توفر له المأوى المناسب لاتقاء الأعداء، وتوفر له مناطق جيدة للتغذية.
 
هذا النوع نهاري المعيشة، ويخرج صباحًا للتشمس على الصخور حتى يسخن جسمه، ويبدأ بممارسة نشاطه في البحث عن الغذاء. وعند ارتفاع درجة حرارة جسمه يتغير لونه من الرمادي القاتم إلى الأزرق اللامع؛ وذلك لتخفيف درجة الحرارة، وقد يلجأ إلى الجحور لاتقاء أشعة الشمس.
 
يتغذى الحرذون اليمني على الحشرات والديدان، وقد يأكل أوراق الأزهار والسيقان الصغيرة، ويدخل في سبات في فصل الشتاء بسبب طبيعة البيئة الجبلية الباردة التي يعيش فيها. ويوجد في البيئات نفسها التي يعيش فيها هذا النوع نوع آخر من الجنس نفسه هو (Agama adramatana)، وهو يشبه العظاءة اليمنية في الحجم وشكل الجسم، إلا أنه يمتاز عنها بوجود لون برتقالي على الثلث الأمامي من الذيل.
 
3 - عظاءة سيناء (Agama sinaita):
 
عظاءة صغيرة الحجم، ورأسها مثلث الشكل، وجسمها مبطط شبه دائري، وذيلها نحيل وطويل، والأطراف طويلة ونحيلة، وتوجد فتحات أذن كبيرة على جانبي الرأس، كما يوجد خط قاتم على الرقبة والكتف.
 
تعيش هذه العظاءة في المناطق الصخرية عمومًا، وتتخفى في الشقوق وتحت الأحجار، وهي نهارية المعيشة، وتتغذى على الحشرات واللافقاريات الأخرى.
 
4 - قاضي الجبل (Agama blanfordi): 
 
حرذون متوسط الحجم؛ إذ يصل طول جسمه إلى 15سم، وطول ذيله إلى 30سم، ولونه العام رمادي فاتح، وتوجد على ظهره خطوط معينية الشكل تميزه، كما توجد حلقات بنية داكنة على ذيله، ورأسه مثلث الشكل كبير نسبيًا، وأطرافه تنتهي بأصابع طويلة لها مخالب حادة، وأكثر ما يميز هذا الحرذون ارتخاء منطقة الحلق؛ لتظهر على هيئة امتداد جلدي عندما يتعرض للإثارة؛ ومن هنا جاء الاسم.
 
يعيش هذا النوع في المناطق الصخرية والسهول المفتوحة، ويفضل المناطق الشجرية؛ حيث يقضي معظم الوقت متسلقًا فروع الأشجار ينتظر فرائسه. وهو حيوان نهاري المعيشة، ويتغذى على الحشرات واللافقاريات، ويعتمد على السكون وعدم الحركة؛ وذلك لاقتناص الفرائس والتخفي عن الأعداء.
 
5 - حرباء الشرق (Chamaleo chameleon):
 
تعد من عائلة الحرابي، وتنتشر على امتداد جبال الحجاز والسروات من الطائف إلى اليمن، وهي حيوان مميز بشكل الجسم المضغوط جانبًا، وبه 6 - 7 أشرطة عمودية داكنة على الظهر، والرأس مثلث الشكل، ويمتد من نهايته الخلفية ما يشبه القرن أو العرف، وعلى جانبي الرأس عينان دائريتان حولهما قناع في وسطه فتحة صغيرة للرؤية، وفي مقدمة الرأس فم على هيئة قوس يحتوى على أسنان صغيرة ولسان عضلي طويل ينتهي بجزء عريض تستخدمه الحرباء بكفاءة عالية في اقتناص الفرائس دون الحاجة لمطاردتها. والأطراف طويلة ونحيلة تنتهي بأصابع تتقابل في مجموعتين لتمكن الحيوان من الإمساك الجيد بالأفرع الشجرية، وللحرباء ذيل طويل، وهو من النوع الماسك، حيث يستخدم على أنه رجل خامسة. ويعيش هذا النوع في المناطق الجبلية المرتفعة، ويكثر في الأودية ذات الأشجار وبخاصة أشجار الطلح حيث يقضي معظم الوقت.
 
الحرباء نهارية المعيشة، تتحرك ببطء على فروع الأشجار بحثًا عن غذائها من الحشرات والديدان، ويساعدها في حركتها وتوازنها الانضغاط الجانبي للجسم؛ ما يجعله عموديًا على الفرع، وكذلك استخدام الذيل للتثبيت والإمساك الجيد بوساطة الأصابع. وتعتمد على الإبصار في البحث عن الفريسة، حيث تغطي رؤية كل عين 180 درجة، ويمكن تحريك العينين باستقلالية عن بعضهما، وعندما تقترب الفريسة؛ ينطلق اللسان الطويل لالتقاطها بسرعة فائقة.
 
والحرباء متكيفة للمعيشة الشجرية، ويساعدها في ذلك تغير لونها ليشابه البيئة التي تعيش فيها؛ ما يمكنها من الاختفاء عن الأعداء بين أفرع الأشجار، ويلاحظ أنها نادرًا ما تتحرك على الأرض إلا عند الانتقال من شجرة لأخرى. ومعظم الحرابي تتكاثر بالولادة، وبعضها بالبيض؛ لذا فقد تحتاج إلى الشقوق أو الجحور بين الأحجار لوضع البيض. وتصاد في بعض المناطق لاستخدام بعض العامة أجزاء منها في الطب الشعبي، ويعتقد أن أعدادها في حالة تناقص في مناطق انتشارها.
 
6 - الحرباء ذات القلنسوة (Chamaeleo calyptratus): 
 
هي أحد نوعين من الحرابي التي تنتشر في المملكة من عائلة الحرابي؛ حيث يوجد هذا النوع في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة، وتحديدًا نواحي المخواة إلى صامطة في منطقة جيزان  . 
 
وهذا النوع متوسط الحجم؛ إذ يصل طول الجسم من الخطم إلى بداية الذيل إلى نحو 18سم، أما طول الذيل فَيَصلُ إلى 20سم، والرأس كبير عليه عرف أو قلنسوة مميزة وكبيرة؛ ومن هنا جاء الاسم، وهناك 4 - 5 خطوط عرضية على الظهر تنقسم على هيئة شوكة ثنائية في أعلاه، ولون الجسم العام أخضر مصفر، والخطوط العمودية على الظهر فاتحة، ويشبه شكل الجسم والأطراف الحرباء الشرقية.
 
يعيش هذا النوع على حواف المنحدرات المنخفضة التي يصل ارتفاعها إلى 1000م تقريبًا، وهي متكيفة للمعيشة الشجرية، وبخاصة لونها الذي يساعدها في الاختفاء بين الأوراق والأغصان؛ ما يمكنها من اقتناص الفرائس قبل أن تراها. وتتغذى الحرباء على الحشرات الطائرة والديدان، وتتكاثر بالولادة أو بوضع البيض، حيث تختار الشقوق أو الجحور القريبة من البيئة التي تعيش فيها.
 
7 - البرص المنـزلي (Ptyodactylus hasselquistti): 
 
يسمى (الوزغ)، وهو سحلية مألوفة ومعروفة لعامة الناس؛ حيث يشارك الإنسان مسكنه منذ القدم. وهو ذو جسم متوسط الطول؛ إذ يصل طوله من 8 - 9سم، والذيل أطول قليلاً من ذلك، ورأس البرص مثلث الشكل، والعينان كبيرتان نسبيًا، والجلد بني مصفر شفاف، وقد ترى أحشاء الحيوان من خلاله. وأطرافه تنتهي بخمسة أصابع، وينتهي كل إصبع بممصات تمكنه من الثبات على الأسطح الملساء أثناء حركته على الجدران أو الأسقف، وتمتاز فقرات الذيل بسهولة انفصالها؛ ما يمكن الذيل من الانفصال عندما يهاجم الحيوان، وهي وسيلة دفاعية لإشغال المفترس بجزء الذيل المقطوع والتمكن من الفرار.
 
هناك نوع صحراوي يعيش في المناطق الجبلية، ويغلب على لونه السواد، وهو أكبر حجمًا من البرص الذي يعيش في المنازل، ونشاطه ليلي غالبًا، وقد يظهر أحيانًا أو يُسمع صوته المميز خلال النهار، وهو من أنواع السحالي القليلة القادرة على إصدار الأصوات. ويتغذى على الحشرات والديدان التي تعيش في المنازل؛ لذا فهو يخلص الإنسان منها، لكنه لا يخلو من تهمة تلويث المنـزل أو تسميم الطعام وغيرها، مع العلم أنه لا توجد غدد سمية لأي من السحالي التي توجد في المملكة.
 
8 - البرص البري (Stenodactylus selvini): 
 
برص صغير الحجم؛ إذ يصل طول جسمه إلى 8سم، والرأس والجسم صغيران، ويوجد على الرأس خط على هيئة رقم 8، والذيل متوسط الطول عليه حلقات داكنة في نهايته، والأطراف صغيرة، وتنتهي الأصابع بأظافر صغيرة.
 
يعيش هذا البرص في المناطق السهلية المفتوحة، وينشط ليلاً لاتقاء حرارة الشمس، ويتغذى على الحشرات والديدان.
 
9 - البرص الدوري (Stenodactylus doriae): 
 
هو من الأبراص الصحراوية المتكيفة للمعيشة في البيئات الجافة، ولون جسمه رملي أو ترابي عمومًا، وهو متوسط الحجم, وتوجد على الذيل حلقات داكنة، كما توجد حبيبات على جانبي الجسم، والأطراف صغيرة تنتهي بأصابع بها مخالب صغيرة. ويعيش هذا النوع في البيئات الرملية الحصبائية، وهو ليلي النشاط، ويتغذى على الحشرات والديدان، ويتكاثر بالبيض.
 
10 - برص بوبوف الأملح (Pristurus popovi): 
 
برص صغير الحجم؛ إذ يصل طول جسمه إلى 3سم، وطول ذيله 4سم تقريبًا، والرأس يشبه رأس العصفور، وهو ملتحم بالجسم، ولون الجسم بني داكن، وتوجد بقع تشكل خطوطًا صغيرة، وتنتهي بخمسة أصابع بها مخالب صغيرة. وبرص بوبوف نهاري المعيشة، ويوجد في البيئات الجبلية، ويشاهد بين الأحجار والصخور، ويتغذى على الحشرات والديدان.
 
11 - سحلية بريفروستس (Mesalina brevirostris):
 
هي أحد أنواع السحالي الحقيقية المنتشرة في مناطق متعددة من المملكة، وهي أصغرها حجمًا تقريبًا؛ حيث لا يتعدى طولها 3سم، أما الذيل فيصل طوله إلى ضعف طول الجسم، وعليه حلقات داكنة، والرأس صغير، وهو يشبه رأس التمساح من الناحية الجانبية، والأطراف الأمامية صغيرة، والخلفية متوسطة الحجم، ولون الجسم العام ترابي أو رملي، وقد تظهر بقع حمراء صغيرة على الظهر، أما البطن فلونه أبيض.
 
يعيش هذا النوع في المناطق الصخرية والسهول الحصبائية، وينشط خلال النهار، ويتغذى على الحشرات والديدان الصغيرة، وهو سريع الحركة عندما يهاجم. وهناك نوع آخر من الجنس نفسه، وقريب الشبه في الحجم واللون في البيئات نفسها يسمى (M. guttelata).
 
12 - السعودة (Mabuya brevicollis): 
 
تعد السعودة من عائلة السقنقورات، وهي سحلية متوسطة الحجم، ويميل لونها إلى البني الداكن في منطقة الظهر، أما البطن فيميل إلى البياض، وتوجد خطوط باهتة على جانبي الجسم، وجسم هذه السحلية ممتلئ أسطواني الشكل، والحراشف ملساء؛ ما يساعدها في الحركة تحت الأغصان والشجيرات، والأطراف صغيرة وتنتهي بخمسة أصابع، والذيل مستدق النهاية.
 
تعيش السعودة في المناطق الزراعية، وتستخدم الجذوع مأوى لها، كما أنها تحتمي بالشجيرات وتحت أفرع النباتات عندما تهاجم، وتساعدها حراشف الجسم الملساء على الحركة السهلة والدخول في الأمكنة الضيقة التي توفر لها الحماية.
 
تنشط السعودة خلال النهار، وتتغذى على الحشرات واللافقاريات، وقد تدخل في كمون خلال فصل الشتاء مثل معظم السحالي، وتتكاثر خلال فصل الربيع وبداية الصيف، وهي من النوع الولود.
 
13 - الورل الصحراوي (Varanus griseus): 
 
الورل من عائلة الأورال، وهو زاحف يمتاز بحجمه الكبير؛ إذ يصل طول الجسم إلى أكثر من متر، والرأس متطاول وكذلك الجسم، وله ذيل طويل قوي البنية عليه حلقات داكنة، وقد يستخدم في الدفاع، وله أعين متوسطة الحجم حادة الإبصار، وفي الفم أسنان قوية، ولسان طويل مشقوق، ولون الجسم رملي مع وجود بقع صغيرة على ظهره.
 
يعيش الورل في المناطق السهلية المفتوحة وحول المناطق الرملية، وهو نهاري المعيشة، وينشط قبل اشتداد الحرارة، ويبحث عن الغذاء حول النباتات بحركة سريعة، وقد يدخل الجحور بحثًا عن الفئران، والسحالي، والثعابين.
 
يتحرك الورل في مناطق واسعة بحثًا عن الغذاء، ويمتاز بسرعته العالية للابتعاد عن الأعداء، وقد يدافع عن نفسه برفع الجسم، وفتح الفم، وإصدار صوت (فحيح) لإبعاد العدو؛ وهذا يجعلهُ مخيفًا، بالإضافة إلى كونه يخرج لسانه المشقوق الذي يشبه لسان الثعابين. إن مصدر خطورة الورل من عضته القوية وسرعته العالية؛ ولذا يخشاه كثير من الناس.
 
ب - تحت رتبة الثعابين (Suborder Serpentes):
 
تضم تحت رتبة الثعابين أكثر من 3000 نوع في 12 عائلة منتشرة في جميع البيئات الأرضية والمائية، وبخاصة في الغابات الاستوائية والمدارية. والثعابين متباينة الأحجام، فمنها ما يصل طوله إلى 12م مثل: الأناكوندا، والبايثون، ومنها ما لا يتجاوز طوله بضع سنتيمترات.
 
تتغذى الثعابين على فرائس متنوعة، ويساعدها في ذلك عدم اتصال عظام الوجه والفكين بصورة محكمة؛ ما يمكنها من ابتلاع فرائس كبيرة الحجم، وليست كل هذه الأنواع سامة كما يعتقد كثير من العامة؛ إذ لا تتجاوز الأنواع السامة 25% من عدد الأنواع في العالم. وتشمل تحت الرتبة ثماني عائلات، وتضم نحو 45 نوعًا أرضيًا، ونحو عشرة أنواع بحرية كلها سامة  ،  في حين تشكل الأنواع السامة من الثعابين الأرضية نحو 50% من الأنواع. وفيما يلي الأنواع الموجودة في منطقة الباحة.
 
1 - ثعبان أبو السيور (Psammophis schokari): 
 
ويسمى (الزاروق) من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae)، وهو من الثعابين واسعة الانتشار، وسبب تسميته بهذا الاسم وجود خطوط فاتحة صفراء على جانبي الجسم، كما أنه يسمى (الزاروق)؛ بسبب سرعته العالية؛ ما يجعل الناس يخافون من هذا الثعبان على الرغم من سميته الضعيفة؛ حيث يوجد نابان خلفيان يفرزان سمًا ضعيفًا يستخدمه الحيوان في قتل الفريسة.
 
اللون العام للحيوان أخضر مغبر، والجسم أسطواني، والرأس صغير نسبيًا، ويصل طول الثعبان إلى 1م تقريبًا. ويعيش ثعبان أبو السيور في المناطق الشجرية في السهول والأودية، ويكثر في المناطق الزراعية حيث يتوافر الغذاء، مثل: الطيور الصغيرة، والبيض، كما يتغذى على السحالي والقوارض، وهو نهاري المعيشة، ويمتاز بسرعة الحركة؛ ما يساعده في صيد فرائسه من الطيور والقوارض.
 
ولا يشكل هذا الثعبان أي خطورة على الرغم من وجود أنياب خلفية له، كما أن له دورًا فعالاً في البيئات التي يعيش فيها وبخاصة المزارع، من خلال صيد أعداد كبيرة من القوارض والضفادع وغيرها، ويعتقد أنه موجود بأعداد جيدة في مناطق انتشاره.
 
2 - ثعبان أبو العيون (Malpolon moilensis): 
 
ثعبان (أبو العيون) يسمى أيضًا (الحنش)، وهو من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae) من رتبة الحرشفيات، ويوجد من هذه العائلة أنواع متعددة في المملكة غير سامة، والقليل منها سام.
 
سمي ثعبان (أبو العيون) بهذا الاسم لوجود بقع سوداء خلف العينين، تبدو وكأنها عيون أخرى، وهو ثعبان شاحب اللون، يشبه لون الرمال التي يعيش فيها، وغالبًا ما يميل إلى الاصفرار، ويصل طوله إلى أكثر من متر، وله أنياب خلفية تفرز سمًا ضعيفًا يستخدمه لقتل الفرائس التي يتغذى عليها، ويعيش هذا النوع في البيئات الصحراوية الرملية، ويفضل المناطق الشجرية مثل الأودية التي تتوافر فيها فرائسه.
 
ويعد هذا الثعبان ليلي المعيشة، ولكنه قد ينشط عند الغروب باحثًا عن غذائه، وقد يشاهد رافعًا مقدمة جسمه كما تفعل الكوبرا، كما أن له المقدرة على نفخ القلنسوة؛ لذلك يسمى أحيانًا (كوبرا الصحراء). ويتغذى أبو العيون على السحالي والقوارض الصغيرة والطيور. يوجد في مناطق متعددة من المملكة وبأعداد لا بأس بها، ولا يتعرض لضغط الصيد مثل الثعابين السامة.
 
3 - الثعبان الأرقم (Spalerosophis diadema): 
 
من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae)، ثعبان غير سام، وذو انتشار واسع في المملكة. وهو طويل نسبيًا؛ إذ يصل طول الحيوان البالغ إلى متر ونصف، ويمتاز بلون رمادي داكن مع وجود بقع سوداء على امتداد السطح العلوي له؛ ما أعطاه اسم الأرقم.
 
يعيش في المناطق المفتوحة، والأودية، والمناطق الزراعية، ويعد ليلي المعيشة عمومًا، ويتغذى على الجرذان والفئران وبخاصة في المناطق الزراعية؛ لذا فهو يؤدي خدمة كبيرة للمزارعين من خلال القضاء على أعداد كبيرة من هذه الحيوانات التي قد تسبب خسائر مادية للمحصولات، بالإضافة إلى أنه غير ضار، ولا يشكل خطرًا على حياة الإنسان لعدم سميته. ويعتقد أن أعداده لا بأس بها؛ لذا فهو جدير بأن يحافظ عليه.
 
4 - الثعبان الأنيق (Coluber elegantissimus): 
 
من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae)، وقد سمي بهذا الاسم لألوان جسمه الغريبة اللافتة للنظر، فلونهُ أصفر تقطعه حلقات سوداء تبدأ من الرأس القصير إلى نهاية الذيل ما يعطيه لونًا زاهيًا ومميزًا عن البيئة التي يعيش فيها. الجسم أسطواني الشكل، ويصل طوله إلى 50سم تقريبًا.
 
يعيش الثعبان الأنيق في المناطق الجبلية والأودية، وينتشر من شمال غرب المملكة إلى حدود الرياض جنوبًا، وعلى امتداد جبال الحجاز إلى الوجه، وهو ثعبان غير سام، ليلي المعيشة، ولم يشاهد خلال النهار، ويتغذى على القوارض والسحالي الصغيرة، ويعد من الحيوانات المتوطنة والنادرة، حيث يوجد بأعداد قليلة في مناطق انتشاره؛ ولذا يخشى عليه من الانقراض لأن لونه يغري بصيده واقتنائه.
 
5 - الثعبان الصخري (Coluber rhodorachis): 
 
من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae) ومن رتبة الحرشفيات، وهو ثعبان طويل نسبيًا؛ حيث يصل طوله إلى أكثر من متر، ولون الجسم رمادي أو وردي، ولون الرأس رمادي مسود مع وجود خطوط سوداء على جانبي الرأس، وهو ثعبان غير سام.
 
يعيش هذا النوع من الثعابين في المناطق الصخرية - كما يشير الاسم - وفي الأودية، وينتشر في المناطق الجبلية من المملكة عدا الشمال الشرقي والربع الخالي، وهو حيوان نهاري أو غسقي المعيشة، ويتحرك بسرعة فائقة بين الصخور بحثًا عن فرائسه، ويتغذى على السحالي والبرمائيات والقوارض، وهو حيوان غير ضار، ولا يشكل خطرًا على الإنسان، وربما يكون موجودًا بأعداد متوسطة في مناطق انتشاره.
 
6 - الثعبان شبيه القط (Telescopus dhara): 
 
وهو من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae) ومن رتبة الحرشفيات، ويعد من الثعابين النادرة في المملكة، ويصل طوله إلى متر، وهو ذو لون محمر أو صدئي، وقد توجد ألوان أو بقع على الجسم في بعض الأفراد؛ ما يعطيه لونًا مميزًا. كما أن العين لها بؤبؤ بيضوي يشبه عيون القطط؛ ومن هنا جاء الاسم. وله أنياب خلفية تفرز سمًا ضعيفًا يستخدمه الحيوان لقتل فرائسه.
 
يعيش الثعبان شبيه القط في المناطق الصخرية والأودية، وهو ما يفسر لون الجسم، وينشط ليلاً للبحث عن الفرائس حيث يتغذى على القوارض، والسحالي، والطيور. ويتكاثر عن طريق البيض، وهو قليل الانتشار، ولا يرى إلا نادرًا، ويخشى أن أعداده قليلة في مناطق انتشاره.
 
7 - الكوبرا العربية (Naja haje arabicus): 
 
من عائلة الصلال (Elapidae)، ويعد أحد نوعين من هذه العائلة التي تعيش في المملكة. يتميز بقلنسوته العريضة وقدرته على رفع جسمه عن الأرض، وهو ثعبان طويل نسبيًا، وقد يصل طوله إلى مترين، وهاتان الصفتان تعطيانه الهيبة وبث الرعب في أعدائه. ويميل لونه إلى البني المصفر من الناحية الظهرية، أما لون البطن فغالبًا ما يميل إلى الأصفر.
 
تعيش الكوبرا في مناطق الأودية، وقرب السدود والتجمعات المائية، وفي المزارع، وهو ثعبان بارع في السباحة؛ حيث يستخدم الماء للابتعاد عن الأعداء وصيد الفرائس، وينتشر عمومًا في المناطق الجنوبية والغربية من المملكة.
 
الكوبرا من الثعابين نهارية المعيشة؛ إذ يشاهد في مناطق انتشاره وبخاصة قرب التجمعات المائية وفي المزارع خلال النهار؛ وهو ما يعرضه للقتل دائمًا. ويتغذى على الزواحف، والبرمائيات، والأسماك، وعلى الطيور، والقوارض. ومن صفات الكوبرا المعروفة مهاجمته للإنسان، وهو سريع الحركة، وعالي السمية.
 
تعد الكوبرا قليلة الأعداد، ويزداد الضغط عليها بكثرة القتل، وكذلك الجمع لأغراض العرض وإنتاج الأمصال؛ ما يؤدي إلى تناقص أعدادها ومن ثَمَّ انقراضها.
 
8 - الأسود (الأبتر) (Atractaspis microlepidota): 
 
يسمى (الأسود)، وهو من عائلة الأبتر (Atractaspidae) ومن رتبة الحرشفيات، وهو النوع الوحيد في المملكة من هذه العائلة، ويمتاز الحيوان بجسم أسود لامع، والرأس صغير لدرجة عدم تميزه عن الذنب، ويصل طول الجسم إلى 80سم تقريبًا، وذيله قصير. ويعيش في المناطق الجبلية عمومًا، كما يعيش في الأودية، وينتشر بشكل رئيس في المناطق الغربية من المملكة، ويوجد في بعض مرتفعات طويق  . 
 
الأسود حيوان ليلي المعيشة، ويبحث عن الغذاء خلال الليل، في حين يبقى في الجحور أو الشقوق خلال النهار، ويتغذى على القوارض والسحالي واللافقاريات، ويعد من الثعابين شديدة الخطورة بسبب شدة سميته، كما يمتاز بأنيابه التي لها القدرة على البروز إلى الخارج؛ ما يعرض من يمسكه إلى اللدغ بسهولة، ولا يعرف إلى الآن مدى انتشار هذا النوع في البيئات التي يوجد فيها، ولكن يعتقد أن أعداده قليلة، وربما يكون معرضًا للانقراض.
 
9 - الأفعى المقرنة (Cerastes cerastes): 
 
تسمى (الحية المقرنة) وهي من عائلة الأفاعي (Viperidae)، وتعد من رتبة الحرشفيات، وتسمى المقرنة لوجود زائدتين في أعلى الرأس تشبهان القرنين، كما تمتاز الحية المقرنة بجسم غليظ ورأس مثلث، وهذه صفة شائعة في الأفاعي، كما أن الذيل قصير نسبيًا، ويصل طول الجسم من 60 - 80سم، ويشبه لونها لون البيئة الرملية التي تعيش فيها، والأفعى المقرنة من الثعابين السامة؛ إذ يحوي فكها العلوي زوجًا من الأنياب الأنبوبية المتصلة بغدة السم الموجودة على جانب الرأس.
 
توجد الأفعى المقرنة في البيئات الرملية عمومًا، وتعد من أكثر الأفاعي انتشارًا في مناطق الكثبان الرملية، وتسير بحركة تموجية مميزة؛ لذا تسمى عند العامة (أم جنيب)، وتستخدم البيئة استخدامًا جيدًا في عملية الاختباء؛ حيث تدفن جسمها في الرمل، وتبقي الرأس خارجًا لمراقبة الفرائس وقنصها.
 
وتعد ليلية المعيشة؛ إذ تنشط عند المساء، وتبحث عن الغذاء خلال الليل، وتتغذى على القوارض والسحالي عمومًا، كما أنها قد تتغذى على حيوانات أخرى مثل الطيور، وتدخل في فترة كمون خلال الشتاء لاتقاء البرودة وقلة الغذاء، ولكنها قد تشاهد خارج الجحر عندما يكون الجو دافئًا.
 
وتشكل الأفعى المقرنة خطرًا كبيرًا على الإنسان نظرًا لسميتها العالية وانتشارها الواسع في المناطق الرملية؛ حيث تعزى معظم الإصابات لها. ويعتقد أن أعدادها كبيرة في مناطق انتشارها في المملكة.
 
10 - أفعى السجاد الشرقي (Echis coloratus): 
 
وهي من عائلة الأفاعي (Viperidae)، ولها رأس صغير مثلث الشكل على مؤخرته ما يشبه القلب، وهو مميز عن الجسم. ويصل طول الحيوان إلى 80سم، ويغلب على الجسم اللون المحمر، وتعلوه أشكال تشبه نقش السجاد من اللون الأبيض والبني القاتم، وتعيش في المناطق الصخرية والأودية.
 
ينشط الحيوان عند الغروب، فهو ليلي المعيشة، ويتغذى على القوارض والسحالي وبعض اللافقاريات الليلية. وهي أفعى سامة، وتؤثر كميات قليلة من السم على الشخص الملدوغ، وتوجد بأعداد متوسطة في مناطق انتشارها.
 
11 - أفعى الطفى المنشارية (Echis carinatus): 
 
من عائلة الأفاعي (Viperidae). ولهذه الأفعى رأس مثلث الشكل، وهو مميز عن الجسم الذي قد يصل طوله إلى 70سم، ويغلب على الجسم اللون الأغبر، كما توجد بقع سوداء متداخلة مع بقع بيضاء، ولون البطن أبيض، وتعيش في البيئات الصخرية والرملية.
 
تنشط عند الغروب (غسقية)، ويستمر نشاطها خلال الليل، وهي تتغذى على الثدييات الليلية وعلى السحالي واللافقاريات، وتوجد بأعداد قليلة في مناطق انتشارها في جنوب غرب المملكة. وهي من الأفاعي السامة؛ حيث تؤدي لدغتها إلى الوفاة من جراء كمية قليلة من السم. ويعتقد أنها قليلة العدد، وانتشارها محدود.
شارك المقالة:
249 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook