الزراعة والثروة الحيوانية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الزراعة والثروة الحيوانية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الزراعة والثروة الحيوانية في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
لقد دلت نتائج الدراسات المبدئية لوضع الأراضي الزراعية في المرتفعات الجنوبية الغربية وسهول تهامة على خصوبة تربتها الطينية الطفلية التي تتجمع بها الرواسب الغرينية المتكونة من الطمي؛ مما أكسبها الخصوبة والقدرة العالية على الاحتفاظ بالرطوبة. وتعتمد الزراعة بها على مياه الأمطار، إذ يتم إنشاء المصاطب (المدرجات)  وزراعتها بالمحصولات الحقلية المختلفة في السفوح الشرقية لجبال السروات التي تمتد من الطائف حتى نجران وتنتشر المزارع على جوانب الأودية وحول المدن والقرى القائمة، مثل: بيشة، ورنية، ونجران، وتربة وغيرها، وتعتمد الزراعة فيها على مياه الآبار السطحية أو السيول، كما يتم التبعيل أو الزراعة المطرية أو (العثرية)؛ حيث يبلغ معدل الهطول نحو 300 - 500 مم/السنة في بعض المواقع.
 
وتعتمد الزراعة في منطقة عسير على السيول، حيث تقسم الأراضي إلى مربعات أو مستطيلات بوساطة عقوم، ويقام على مجرى كل وادٍ عقم ترابي رئيس يعمل على تحويل مياه السيول إلى الأراضي الزراعية التي تقع أسفل هذا العقم، و (يردم) العقم الترابي بوساطة الأبقار سابقًا أما في الوقت الحاضر فبوساطة الآلات الحديثة، ويتوقف عرضه وميله على انحدار الوادي. أما المواقع التي تقع في سفوح الجبال فيتم تشييد العقوم فيها بوساطة الشجيرات الشوكية الجافة، والأحجار التي تعمل على تحويل المياه إلى الأراضي الزراعية التي تقع على جانبي الوادي  
 
أ - الجهات ذات العلاقة:
 
منذ إنشاء جهاز مديرية الزراعة في المملكة في عام 1367هـ/1948م الذي تم تطويره في عام 1373هـ/1954م إلى وزارة، تواصلت الجهود لتطوير هذين القطاعين المهمين، فقد سعت المديرية إلى إيصال خدماتها الميدانية إلى أنحاء البلاد من خلال الفروع والوحدات الزراعية التي أُنشئت في مدن المملكة، ومنها بيشة بمنطقة عسير، وتركزت الجهود على الاهتمام بتدعيم هذه الفروع وتطويرها؛ ففي عام 1384هـ/1964م تم إنشاء عدد من الفروع, بالمنطقة منها: رجال ألمع، وخميس مشيط، وبلقرن  ،  وفي عام 1422هـ/2001م بلغ عدد المديريات الزراعية في مختلف المناطق 25 مديرية، يتبعها 113 فرعًا، بالإضافة إلى 19 محجرًا زراعيًا وعدد من مراكز ومحطات الأبحاث والتدريب في مناطق المملكة المختلفة.
 
1 - مديرية الزراعة: 
 
تهدف هذه المديرية إلى تنمية الموارد الزراعية والحيوانية والسمكية، وتقديم الخدمات المطلوبة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة ذات العلاقة, كما تقوم بعدد من المهمات منها:
 
 إعداد الخطط والبرامج الإنمائية الشاملة وتنفيذها لرفع مستوى الإنتاجية وتحسينه؛ وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجهات المختصة بالوزارة.
 
 العمل على إدخال أنواع وأصناف جديدة من المزروعات التي أثبتت التجارب صلاحيتها، وتشجيع المزارعين على زراعتها.
 
 التوسع في إدخال الوسائل التقنية الحديثة والمتطورة لتنمية الإنتاج الزراعي والحيواني والسمكي.
 
 إدارة خطة برامج توزيع واستصلاح الأراضي التي تثبت صلاحيتها للاستثمار.
 
 الإشراف على أعمال الحجر الزراعي والحيواني بالمنطقة، ومتابعة أنشطته باستمرار.
 
 تشجيع مشروعات تنمية الثروة الحيوانية وتربية الدواجن، وإدخال السلالات التي تثبت التجارب جدواها الاقتصادية.
 
 المحافظة على المراعي والغابات، وتحسين الغطاء النباتي.
 
وقد بلغ عدد فروع المديرية 17 فرعًا منتشرة في محافظات المنطقة ومدنها؛ فقد تم افتتاح فرع خميس مشيط وفرع النماص منذ عام 1382هـ/1962م، وتم افتتاح فرع في المركز الإداري لمدينة أبها في عام 1403هـ/1983م.
 
كما تم إنشاء مختبرات للتشخيص البيطري وتطويرها في المنطقة؛ حيث تقوم هذه المختبرات بتسلم العينات الواردة إليها من العيادات البيطرية من مديرية الزراعة وفروعها بالمنطقة لإجراء الاختبارات اللازمة للتشخيص المخبري للمسببات المرضية وعزلها وتصنيفها، ولإجراء المسوحات المرضية، وكذا المشاركة في زيادة مزارع الإنتاج الحيواني والثروة الداجنة، وفحص الحالات المرضية وجميع العينات اللازمة للتشخيص المخبري, كما تقوم هذه المختبرات بفحص عينات الإرساليات الحيوانية الواردة عبر منافذ المملكة من جهة عسير للتأكد من خلو تلك الإرساليات من الأمراض والأوبئة، وحماية الثروة الحيوانية والداجنة بالمملكة. ومن جهة أخرى تقوم المختبرات بعقد دورات تدريبية للأطباء البيطريين في عدد من المجالات الفنية، مثل: طرق تحضير الأوساط الغذائية، ومعاينة الجراثيم وفحصها ومعرفتها، والتدريب على أحدث التقنيات المستخدمة في مجال التشخيص البيطري  
 
2 - المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق: 
 
بدأ اهتمام الدولة بإنشاء صوامع الغلال في المملكة في أوائل الثمانينيات الهجرية/الستينيات الميلادية؛ بهدف تنظيم عملية توفير احتياجات المواطنين من أهم السلع الغذائية وحفظها، أخذًا بالتدابير والاحتياطات اللازمة، وتحسبًا لأي متغيرات قد تطرأ، سواء فيما يتعلق بالمنتجات المحلية أو تلك التي يتم استيرادها من الخارج، وبتاريخ 1392هـ/1972م صدر مرسوم ملكي يقضي بإنشاء المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق، وقد تضمن المرسوم الكريم ربطها بوزارة التجارة، وعندما حققت المملكة الاكتفاء الذاتي من إنتاج الغلال تم ربطها بوزارة الزراعة ابتداءً من عام 1406هـ/1986م، وقد بادرت المؤسسة منذ إنشائها إلى إيجاد فروع لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق حتى أصبحت تغطي مختلف مناطق المملكة، ومن ذلك فرع صوامع الغلال ومطاحن الدقيق بمنطقة عسير في مدينة خميس مشيط؛ حيث يتولى الفرع تسلم القمح المنتج من قبل الزراع داخل المملكة، وذلك وفقًا للأسعار التشجيعية التي تضمنها الدولة. وفرع خميس مشيط هو أحد الفروع التي تمثل مجمعات متكاملة، وتشمل أنشطة المؤسسة: صوامع الغلال، ومطاحن الدقيق، ومصنع الأعلاف، ومختبرات الجودة، وخطوط تعبئة الإنتاج، ووحدات التنقية، ووحدات التفريغ، وشعبة الصيانة  .  وتقدر الطاقة التخزينية من محصول القمح بنحو 40 ألف طن متري بالمنطقة، ويقوم الفرع بتوفير احتياجات المواطنين اليومية من غذائهم الأساسي من الدقيق الذي يقدر بنحو 1650 طن دقيق/يوم، وإنتاج أعلاف بنحو 600 طن/يوميًا من الأعلاف  
 
شارك المقالة:
76 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook