الرياض بعد سقوط الدرعية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 الرياض بعد سقوط الدرعية في المملكة العربية السعودية

 الرياض بعد سقوط الدرعية في المملكة العربية السعودية.

 
أعقب سقوط الدرعية ونهاية الدولة السعودية الأولى فترة من الفوضى الأمنية والسياسية والاجتماعية، فبعد أن كانت سلطة الدولة السعودية الأولى تملأ كل مكان من الأمكنة التي امتد حكمها إليها، عادت الأمور إلى ما كانت عليه قبل ظهور تلك الدولة، بل ربما أسوأ من ذلك، فساد الجهل والفرقة والشحناء والخلافات والتحزبات بين مختلف البلدان والقرى، وقد شهدت منطقة الرياض فترة عصيبة، بل وربما أصعب فترة، في تاريخها الحديث، كما تمثل ذلك في مأساة الدرعية بعد تدميرها، فتشتت سكانها وتفرق شملهم، فمنهم من أجبر على الرحيل إلى مصر، ومنهم من لجأ إلى بعض البلدان النجدية القريبة، ومنهم من لجأ إلى بلدان الخليج العربي، عاش المؤرخ محمد بن عمر الفاخري تلك الفترة العصيبة، وعبر عنها في بيتين من الشعر:
 
عـام  بـه النـاس جالوا حسبما جالوا     ونـال منـا الأعـادي فيـه مـا نالوا
قـال  الأخـلاء: أرخـه فقلـت لهـم     أرخت  قـالوا بمـاذا؟ قلـت غربـال  
كان من نتائج سقوط الدولة السعودية أن توجه ماجد بن عريعر من الدرعية إلى الأحساء واستعاد إمارتها، ثم أرسل إبراهيم باشا فرقة عسكرية بقيادة محمد كاشف إلى الأحساء، إذ قام بمصادرة جميع ما في بيت المال السعودي من أموال، وكذلك كل ما كان لآل سعود من ممتلكات في تلك المنطقة  .  وفي أثناء وجود إبراهيم باشا في منطقة الرياض أبدت بعض الأطراف رفضها لحكمه، وعندما كان في الدرعية قام بغارة ضد قبيلة عنـزة قرب الزلفي فحصل على بعض الغنائم ثم عاد، وفي طريق عودته إلى مصر ترك مخيمه في الأجور وقام بغارة غير موفقة كاد يفقد حياته فيها  .  أنجز إبراهيم باشا هدف حملته بالقضاء على الدولة السعودية الأولى، وتدمير عاصمتها، ولكنه لم يتمكن من حكمها سواء مباشرة أو بالوكالة، ربما لأن ذلك لم يكن من بين أهداف الحملة، لذا تركها تترنح في بحر من الفوضى الأمنية، والفراغ السياسي وقفل راجعًا إلى مصر
 
شارك المقالة:
40 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook