الرومان بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 الرومان بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية

 الرومان بالمنطقة الشرقية  في المملكة العربية السعودية.

 
كان لنجاح الرومان في القضاء على مملكتي السلوقيين والبطالمة أثره الكبير على سكان المنطقة الذين استفادوا في السابق من التنافس السياسي والاقتصادي، وسعى الرومان إلى تعزيز نفوذهم السياسي بمحاولات السيطرة على الموارد الاقتصادية، وبخاصة التجارة الشرقية عن طريق اتخاذ خطوات اقتصادية تهدف إلى احتكار التجارة الشرقية وحرمان منافسيهم في الدولة البرثية من هذا المورد الاقتصادي المهم.
لذلك قاموا بتنشيط حركة التجارة البحرية بين الهند ومصر عن طريق البحر الأحمر 
 
وبالإضافة إلى السفارات التي أرسلت إلى الهند، قام أغسطس بإرسال حملة عسكرية بقيادة حاكم مصر يوليوس جاليوس للسيطرة على جنوب شبه الجزيرة العربية انتهت بالفشل الذريع  
كما كان يخطط للسيطرة على شرق شبه الجزيرة العربية، فكلف قائده جايوس القيام بحملة برية، لكن الحملة فشلت قبل قيامها بسبب وفاة جايوس خلال حملته في أرمينيا 
كما عمل الرومان على إحكام نفوذهم السياسي على الممالك العربية في شمال شبه الجزيرة العربية مثل مملكة الأنباط وتدمر وميسان.
 
وفي عهد الإمبراطور الروماني تراجان وصل نفوذ الرومان إلى سواحل الخليج العربي.
فقد قام تراجان في عام 116م بحملة على مملكة ميسان وقف فيها على الخليج العربي وكانت تراوده الأماني بالتقدم شرقًا حتى الهند، وهناك أمر بإنشاء أسطول روماني في الخليج العربي استعدادًا للسيطرة عليه.
 
ويرى أحد الباحثين أن منطقة الخليج كانت خاضعة للرومان خلال حكم تراجان  
وإذا كان الرومان قد فشلوا في تنفيذ مخططاتهم الحربية للسيطرة على شبه الجزيرة العربية بشكل كامل، فإنهم نجحوا في فرض نفوذهم السياسي والاقتصادي على المنطقة الشرقية بشكل غير مباشر عن طريق الممالك العربية.
 
فقد خضع الخليج العربي والمنطقة الشرقية لنفوذ الميسانيين الذين نجحوا في تكوين مملكتهم خلال حكم السلوقيين في جنوب العراق بوساطة قبائل عربية، كما تدل على ذلك النقوش الميسانية والكتابات الكلاسيكية، وكانت عاصمتهم ميسان التي يعود تأسيسها إلى زمن الإسكندر المقدوني وتقع على رأس الخليج العربي ويتبعها عدد من المدن المهمة مثل ميناء أبولوجوس (الأبلة) الواقع على ساحل الخليج العربي الذي تستورد عبره البضائع العربية والهندية، وهو الميناء الذي وقف عليه الإمبراطور تراجان سنة 116م  
 
وتبرز أهمية ميسان في علاقاتها التجارية مع الجرهاء قبل بدء الأخيرة في الضعف الذي ربما يكون نتاجًا لازدياد نفوذ الميسانيين، ويدل على علاقة ميسان بالمنطقة الشرقية العثور على عدد من النقوش والعملات الميسانية في ثاج والقطيف
وقد عثر في ثاج على نوع من العملات التدمرية المصنوعة من الطين التي يمكن اعتبارها سندات يتبادلها التجار خلال معاملاتهم 
كما وجد حاكم تدمري من قِبل ملك ميسان على البحرين، ما يؤكد وقوع المنطقة الشرقية تحت الحكم الميساني المباشر  
 
وكان الميسانيون على علاقات سياسية وتجارية مع الرومان والبرثيين والتدمريين والأنباط، وَتَقَلَّبَ ولاؤهم السياسي بين الفرس والرومان، وقد سقطت هذه المملكة مع قيام الساسانيين حين قام مؤسس الدولة الساسانية أردشير بن بابك بن ساسان بغزو ميسان وقتل ملكها  
واهتم أردشير بتعزيز النفوذ الفارسي في الخليج العربي لحماية حدوده الجنوبية، فقام بإنشاء أسطول بحري في الخليج العربي، وتأسيس عدد من الموانئ البحرية والنهرية  . 
كما تمكن الساسانيون من السيطرة على ميسان والتحكم بتجارتها البرية والبحري
 
ويرى أحد الباحثين أن اهتمام الساسانيين بتجارة الخليج العربي وجهودهم في تنشيط التجارة الشرقية، قد أدى إلى إضعاف النفوذ التجاري الروماني في الشرق، وأن من أهم أسباب نجاحهم هو تعاونهم مع عرب الخليج في سبيل القضاء على نشاط التجار الرومان وحلفائهم من الأحباش والعرب في نقل التجارة الشرقية، ما دفع الكتاب الرومان إلى اتهام سكان المنطقة بالقرصنة  
 
شارك المقالة:
45 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook