الديانات السماوية

الكاتب: مروى قويدر -
الديانات السماوية

الديانات السماوية.

 

 

الأديان:

 

يُعرّف الدين لغةً على أنه الطاعة والانقياد، وكلمة دين مشتقة من الفعل الثلاثي (دان)، ويختلف معنى الفعل باختلاف التعدي، فإذا تعدى الفعل بنفسه يصبح (دانه) ويعني: جازاه، وحاسبه، وقهره، وساسه، وملكه، وإذا تعدى باللام يصبح (دان له) ويعني: أطاعه وخضع له، وإذا تعدى بالباء يصبح (دان به) ويعني: اعتقده، وتخلق به، واتخذه ديناً ومذهباً، أما الدين اصطلاحاً فيُعرّف بأنه ما يعتقده الإنسان ويعتنقه، ويدين به من أمور الغيب والشهادة، ويشمل الدين كل المعاني اللغوية التي ورد ذكرها، فالدين يقهر أتباعه ويحكمهم وفق تعاليمه وشريعته، ويخضع من خلاله المتدين لمعبوده، ويتذلل له، من غير إجبار أو إكراه، ويُعرّف الدين شرعاً على أنه الانقياد لله -تعالى- والتسليم له، وتجدر الإشارة إلى أن الدين في المصطلح الإسلامي هو عقيدة التوحيد، وملة الإسلام، وهو رسالة الأنبياء جميعاً منذ عهد آدم ونوح -عليهما السلام- إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، مصداقاً لقول الله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)، وقول الله تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

 

عدد الديانات السماوية:

 

تُعرّف الأديان السماوية على أنها الأديان التي مصدرها سماوي؛ أي أن تشريعاتها أُنزلت من الله تعالى، وهي تشمل الديانة اليهودية التى أنزل الله -تعالى- تشريعاتها في التوراة المُنزلة على موسى عليه السلام، والنصرانية التي أنزل الله -تعالى- تشريعاتها في الإنجيل المُنزل على عيسى عليه السلام، والإسلام الذي أنزل الله -تعالى- تشريعاته في القرآن الكريم على محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الجدير بالذكر أن الإسلام آخر الأديان، وقد جاء ليكمل ما سبقه من الأديان تكميلاً مهيمناً وناسخاً.


ونزل القرآن الكريم مصدقاً لما سبق من الكتب السماوية، فقد قال الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ)، ثم قال تعالى: (وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ)، ثم قال عز وجل: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ)، وعلى الرغم من أن أصل الديانات الثلاث سماوي، إلا أن الديانة اليهودية والنصرانية، قد امتدت إليها أيدي التحريف من قِبل الأحبار والرهبان، فأدخلوا عليها العقائد الفاسدة، والشرك، والتثليث، واتهام الأنبياء بما لا يليق بهم، ونسبة النقائص لله عز وجل، وتجاهل اليوم الآخر والحساب.

 

اليهودية

 

هي ديانة العبرانيين الذين يرجع أصلهم إلى إبراهيم عليه السلام، والمعروفين بالأسباط، أو بني إسرائيل، وهم القوم الذين أرسل الله -تعالى- إليهم موسى عليه السلام، وأنزل عليه التوراة، وقد اختُلِف في سبب التسمية والغالب أنها ترجع إلى يهوذا بن يعقوب، وقد عُمّمت على الشعب على سبيل التغليب، ولليهود عدة كتب منها ما يُسمى بالعهد القديم، وينقسم إلى قسمين هما: التوراة والأسفار، ويحتوي على القصص الممزوجة بالأساطير، والأمثال، والحكم، والشعر، والنثر، والرثاء، والغزل، والتشريع، والفلسفة.


وتنقسم التوراة إلى خمسة أسفار تسمى بأسفار موسى، وهي الخروج، والتكوين، والأخبار، والعدد، والتثنية، واللاوين، بينما تنقسم الأسفار إلى قسمين، وهي: أسفار الأنبياء المقدمين، وهم يوشع بن نون، وصموائيل الأول، وصموائيل الثاني، والملوك الأول، والملوك الثاني، وأسفار الأنبياء المتأخرين؛ وهم حَبَقّوق، صَفَنْيا، حجّى، زكريا، ملاخي، أشعيا، إرميا، حزقيال، هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، يونس، ميخا، ناحوم، ومن كتبهم أيضاً الكتابات العظيمة، ومنها الزبور، والمزامير، وأمثال سليمان وأيوب، ومن كتبهم كذلك المجلات الخمس، ومن الجدير بالذكر أن هذه الكتب مقدسة عند اليهود والنصارى، ولا بُد من الإشارة إلى أن اليهود منقسمين إلى عدد من الفرق، كالفريسيون، والمقصود بذلك المتشددون، أو الأحبار، وهؤلاء لا يتزوجون ويحافظون على نسلهم بالتبني، ويعتقدون بالبعث، والملائكة، واليوم الآخر، وهناك فرقة الصدقيون، وهم الذين ينكرون الجنة والنار، والملائكة، ولا يصدقون بالبعث والحساب، وكذلك لا يعتقدون بالتلمود، و فرقة المتعصبون، وهم الذين اشتُهروا بالسّفّاكين، وعُرفوا بعدم التسامح والعدوانية.


ولليهود أعياد عديدة منها: يوم التكفير، ويوم الفصح، وزيارة البيت المقدس، والهلال الجديد، ولا يجوز العمل عند اليهود يوم السبت لأنهم يدّعون أن الرب قد استراح فيه بعد أن خلق السماوات والأرض تعالى الله عما يفترون، ومن معتقداتهم الفاسدة أنهم هم شعب الله المختار، وأن أرواحهم جزء من الله، وأن درجة الفرق بين اليهودي وغير اليهودي كالاختلاف بين الإنسان والحيوان، ويعتقدون أن غير اليهود كالبهائم، والكلاب، والخنازير، ولذلك يجوز سرقتهم، وشهادة الزور ضدهم، وإقراضهم الربا، وغشهم في البيع، ومما يعزز الفكر المادي عند اليهود عدم الاهتمام بالبعث والخلود، أو الحساب والعقاب في دينهم، بالإضافة إلى تسميتهم الإله باسم ياهوه، واعتقادهم بأنه يخطئ ويثور، ويأمر بالسرقة، ويندم، وهو قاس متعصب، مدمر لشعبه، وأنه إله بني إسرائيل فقط، ولذلك فهو عدو للأمم الآخرى.

 

النصرانية

 

النصرانية لغةً مشتقة من نصرانة، أو ناصرة، أو نصورية، وهي قرية المسيح عليه السلام في أرض الجليل، وقيل أن النصارى مشتقة من صفة النصر، حيث نصَر المؤمنون منهم في بداية الأمر عيسى عليه السلام، ثم أُطلق الاسم عليهم على وجه التغليب، أما تعريف النصرانية اصطلاحاً فهو الدين الذي يزعم أصحابه أنهم أتباع المسيح عليه السلام، ويعتبرون الإنجيل كتابهم، وفي الحقيقة أن عيسى -عليه السلام- بُعث برسالة مكملة لما جاء به موسى عليه السلام، ودعا بني إسرائيل لتوحيد الله تعالى، والتسامح، والفضيلة، ولكن رسالته -عليه السلام- جوبهت بالكثير من الاضطهاد، مما أدى إلى وصول التحريف إليها، ففقدت أصولها وامتزجت بالمعتقدات والفلسفات الوثنية.

 

الإسلام

 

هو الدين الذي يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، والكفر بما يُعبد من سواه، ومن الجدير بالذكر أن دعوة الأنبياء كلهم بلا استثناء كانت الإسلام، على الرغم من اختلاف شرائعهم، مصداقاً لقول الله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ)، ودل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأنبياءُ إخوةٌ لعَلَّاتٍ، أمهاتُهم شتَّى، ودينُهم واحدٌ، وأنا أولى الناسِ بعيسى ابنِ مريمَ)، وقد اصطفى الله -تعالى- محمد -صلى الله عليه وسلم- ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، حيث قال تعالى: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)، وأرسله بدين الحق ليكمل دعوة الرسل والأنبياء من قبله، فالإسلام هو الدين الحق، وما سواه باطل، فقد قال تعالى: ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

شارك المقالة:
77 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook