الدعاء في ليلة الزواج

الكاتب: مروى قويدر -
الدعاء في ليلة الزواج

الدعاء في ليلة الزواج.

 

 

خلق الله -تعالى- الإنسان واستخلفه في هذه الأرض ليقوم بالعبادة، وليعمرّ الأرض، ويعمل على إصلاحها، وعدم الإفساد فيها، وخلال عمارته للأرض يمرّ بمراحل عدّة، ومن أعظم هذه المراحل وأهمّها الزّواج الإسلاميّ القائم على أسس الشّرع الإسلاميّ الصّحيح، فالزّواج هو السّبيل إلى الإصلاح، والتّغيير، وهو اللّبنة الأساسيّة في المجتمع، فهو يعمل على تكوين أسرةٍ صالحةٍ لها أثرها الإيجابيّ في بناء المجتمعات، وهو سنّة من سنن الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام جميعاً، وقد أمر الله -تعالى- ورسوله محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- العباد بالزّواج الإسلاميّ، قال تعالى: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

 

الدّعاء والصّلاة في ليلة الزّواج:

 

يستحبّ في ليلة الزّواج أن يقوم الزّوجان ببعض العبادات، ومنها: صلاة ركعتين، والقيام بالدّعاء إلى الله تعالى، وفيما يأتي بيانٌ لكيفيّة القيام بهاتين العبادتين:

 

الدّعاء في ليلة الزّواج

 

يُشرع للزّوج في حين دخوله على زوجته أن يدعو الله تعالى، فيضع يده على مقدّمة رأس زوجته، ويقرأ هذا الدّعاء كما روى عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "(إذا تزوَّجَ أحدُكمُ امرأةً أوِ اشتَرى خادِمًا فليقلِ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ خيرَها وخيرَ ما جبلتَها عليهِ وأعوذُ بِكَ من شرِّها ومن شرِّ ما جبلتَها عليهِ وإذا اشترى بعيرًا فليأخذ بذروةِ سنامِهِ وليقل مثلَ ذلِكَ)، وإن أراد أن يدعو بدعواتٍ أخرى فله ذلك، وليسأل الله خيرها، ويدعوه أن تكون زوجةً صالحةً له، ووقت الدّعاء مطلق، لا تعيين فيه، فيجوز للزوج أن يدعو قبل صلاة الرّكعتين أو بعدها.


ويمكن للزّوج أن يدعو بالدّعاء بحالة الجهر، أمّا إذا رأى أنّه من الممكن خوف زوجته فيقوله سرّاً حين ذلك، وفي حالة إتيان الرّجل زوجته فإنّه يقول: (اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وجَنِّبِ الشَّيْطَانَ ما رَزَقْتَنَا)، فهذا الدّعاء سببٌ في بقاء ذريّتهم من الأولاد صالحة بإذن الله تعالى.

 

الصّلاة في ليلة الزّواج

 

يدخل حكم الصّلاة في ليلة الزّواج تحت حكم المستحبّ كما رأى بعض أهل العلم، وهذه الصّلاة يتم أداؤها قبل الدّخول والإتيان بالزّوجة، وقد ورد أداؤها عن بعضٍ من الصّحابة، في حين إنّها لم ترد عن سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فمن قام بأدائها فلا بأس، ومن لم يقم بها فلا حرج عليه، ففي روايةٍ لأبي سعيد أنّه قال: (تزوَّجتُ وأَنا مَملوكٌ فدعوتُ نفرًا مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فيهمُ ابنُ مسعودٍ، وأبو ذرٍّ وحُذَيْفةُ قال: وأقيمتِ الصَّلاةُ قالَ: فذَهَبَ أبو ذرٍّ ليتقدَّمَ فقالوا: إليكَ، قالَ: أوَ كذلِكَ؟ قالوا: نعَم، قالَ: فتقدَّمتُ بِهِم وأَنا عبدٌ مملوكٌ وعلَّموني فقالوا: إذا دخلَ عليكَ أَهْلُكَ فصلِّ رَكْعتينِ ثمَّ سلَ اللَّهَ مِن خيرِ ما دخلَ عليكَ وتعوَّذ بهِ من شرِّهِ، ثمَّ شأنَكَ وشأنَ أَهْلِكَ).


وهذه الصّلاة تكون في جماعة، وتكون الزّوجة خلف زوجها، وهي عبارة عن ركعتين يتمّ أداؤهما كركعات سائر الصّلوات، ويتمّ القراءة فيها حسب ما يريد المسلم، في حين أنّ الجهر يكون فيهما في وقت اللّيل، أمّا في وقت النّهار فيكون الأداء في حالة الإسرار.

 

مقاصد الزّواج في الإسلام:

 

شرع الله -تعالى- الزّواج من أجل تحقيق مقاصد عدّة، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:

  • الحفاظ على استمراريّة النّسل البشريّ، فباستمراره يزداد عدد أفراد الأسرة، وبازديادهم تصلح المجتمعات، وتزداد الطّاعات.
  • حصول المتعة لكلا الطّرفين، وهذه المتعة تنقسم إلى قسمين: القسم الأوّل: حصول السّكينة، والرّاحة، والاطمئنان النّفسي، والقسم الثّاني: إشباع الغريزة الجنسيّة.
  • حصول المودّة والرّحمة بين الزّوجين، والسّكينة بينهما.
  • بناء أسر صالحة، مستقيمة، فالأسرة هي الأساس في بناء المجتمع، وبصلاحها تصلح المجتمعات وتزدهر، وترتقي الأمم.
  • حفظ المجتمع من الأمراض الّتي قد تنتشر نتيجة ممارسة الفاحشة.
  • تحقيق الأمان في المجتمع.
  • حصول التّعاون بين الأفراد بعضهم البعض.
شارك المقالة:
70 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook