الخدمات الاجتماعية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الخدمات الاجتماعية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الخدمات الاجتماعية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

 
دخلت الخدمات الاجتماعية والخيرية منطقة الباحة عام 1373هـ/1954م، عندما أنشئ مركز لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  في المنطقة، وتم افتتاح مكتب الضمان الاجتماعي عام 1383هـ/1963م في مدينة بلجرشي، وبعد ذلك اتسعت دائرة الخدمات الاجتماعية المختلفة لتشمل: فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ومكتب العمل، ومكتب رعاية الشباب بالباحة، ومركز التأهيل الشامل، ودار الملاحظة الاجتماعية، ومكتب المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية  ،  ثم أنشئت الجمعيات الخيرية والتعاونية، وهذه المؤسسات الاجتماعية على اختلاف أنشطتها ومجالاتها، تقدم خدماتها لعموم سكان المحافظات حسب طبيعة أهدافها وبرامجها التي أنشئت من أجلها، وهي على النحو الآتي:
 
دار الملاحظة الاجتماعية
 
أنشئت دار الملاحظة الاجتماعية بمنطقة الباحة عام 1418هـ/1997م، وبدأت باستقبال الحالات من 2/4/1419هـ الموافق 1998م، وتحتضن الدار الأحداث من الشباب من سن السابعة حتى الثامنة عشرة الذين يرتكبون أفعالاً يعاقب عليها الشرع، ولكن نظرًا إلى حداثة سنهم ينظر إليهم على أنهم ارتكبوا جنحًا تحت ظروف بيئية أو اجتماعية أو نفسية انعكست آثارها عليهم، ويحتاجون إلى التقويم والعلاج في أثناء فترة إقامتهم بالدار ليعودوا أعضاء نافعين لأنفسهم ومجتمعهم، وتتلخص أهم أهداف الدار في:
 
 تعديل سلوك الأحداث الجانحين وتهذيبه لكون أغلبهم ممن تنقصهم الخبرة والتفكير السليم في كثير من أمور الحياة، نتيجة لضعف الإدراك بعواقب الأمور.
 
 العمل على توجيه هذه الفئة وإرشادها بالأساليب والطرق التي توفر المناخ المناسب وتحقق الاستقرار النفسي والاجتماعي مستقبلاً.
 
 العمل على تقديم جميع الخدمات وأوجه الرعاية الاجتماعية والنفسية لفئة الشباب من سن السابعة حتى الثامنة عشرة، حتى يشعروا أنهم محل اهتمام المجتمع ورعايته.
 
ولكي تتحقق هذه الأهداف، تقوم الدار من خلال البرامج المخططة والمنظمة للأحداث الجانحين بتعديل سلوكهم واتجاهاتهم وتحقيق الاستقرار والتكيف الاجتماعي والنفسي بعد خروجهم من الدار، وتتضمن هذه البرامج ما يأتي:
 
أ - الرعاية الاجتماعية والنفسية:
 
تسعى الدار إلى تقديم رعاية متكاملة اجتماعيًا ونفسيًا، وذلك عن طريق الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين الذين يشخصون الجانب الاجتماعي والنفسي للحدث لمعرفة الطرق والأساليب التي تساعد على تعديل سلوكه وتقويمه، ومن ثَمَّ إدماجه بالجماعة التي ينتمي إليها داخل الدار، والعمل على تفهم ظروفه الاجتماعية، ووضع الخطة العلاجية المناسبة للتعامل معه، والعمل على توثيق العلاقة بين الحدث وأسرته من خلال الزيارات المستمرة.
 
ب - البرامج التعليمية والثقافية:
 
يشكل التعليم والثقافة محورًا أساسيًا للارتقاء بالمستوى العقلي والفكري للحدث، لذا تحرص الدار على تهيئة فرص التعليم للأحداث وتوفيرها داخل الدار، حيث تم توفير مدرسة تضم جميع مراحل التعليم العام (الابتدائي - المتوسط - الثانوي) ويسير التعليم بها وفقًا لنظام التعليم العام في المملكة، وتحت إشراف وزارة التربية والتعليم. وذلك بهدف إعطاء الأحداث الفرصة لمواصلة تعليمهم وفق خطة تضعها الدار بالاتفاق مع الجهات التعليمية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تحرص الدار على تنمية الجوانب الثقافية والمعرفية للأحداث في شتى مناحي الحياة، فهي توفر الكتب الثقافية المتنوعة والمجلات والصحف اليومية، كما تنظم المسابقات الثقافية والندوات والمحاضرات التي من شأنها الارتقاء بمستوى التفكير والسلوك السوي وذات الصلة بالمشكلات الاجتماعية وبخاصة ما يتعلق بالشباب، وكذلك مشاركة الأحداث في الأنشطة والبرامج الثقافية.
 
ج - البرامج الدينية:
 
نظرًا إلى الدور المؤثر والإيجابي السريع للجانب الديني في النفس، تقوم الدار بتنفيذ برامج دينية بالتعاون مع فرع وزارة الشؤون الإسلامية ومكتب الدعوة والإرشاد بمنطقة الباحة، في سبيل إصلاح أحوال الأحداث وتفكيرهم وسلوكهم للأخذ بأيديهم إلى الطريق السوي.
 
د - البرامج الرياضية:
 
تمثل الرياضة أحد الأنشطة التي توليها دار الملاحظة بالباحة أهمية كبيرة، نظرًا إلى طبيعة الفئة العمرية لنـزلاء الدار التي تتسم بالحيوية والنشاط، لذا تنفذ الدار مجموعة من الأنشطة الرياضية تحت إشراف متخصصين في التربية الرياضية؛ لتنمية اللياقة البدنية، واستهلاك طاقات الشباب فيما يعود عليهم بالنفع، وذلك من خلال الألعاب والمسابقات الرياضية المتنوعة التي تسهم في تعديل سلوكهم وتخلصهم من كثير من الاضطرابات النفسية وتغرس في نفوسهم القيم والسلوكيات الحسنة.
 
هـ - الأنشطة الفنية:
 
تتيح الدار الفرصة للأحداث لاستغلال مواهبهم واستكشافها وتنميتها بهدف صقلها وتنمية مهاراتهم وقدراتهم الفنية، وذلك عن طريق مجالات الرسم والخط والمجسمات والزخرفة والأعمال الفنية الأخرى، وتوفر الدار جميع الأدوات اللازمة لهذه الأنشطة، كما تتيح للأعمال المميزة المشاركة في المعارض الفنية   
وقد بلغ عدد الحالات في دار الملاحظة الاجتماعية بالباحة 36 حالة خلال العام المالي 1425 - 1426هـ/2004 - 2005م  
 
مركز التأهيل الشامل
 
بدأ الاهتمام بالمعوقين مع بداية التخطيط لبرامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المملكة، وقد تضافرت جهود الأجهزة الحكومية ذات العلاقة المباشرة بهذه الفئة لتحقيق الخدمات المطلوبة وتوفيرها لهم، حيث تولت وزارة التربية والتعليم الجوانب التعليمية فأنشأت معاهد التعليم الخاص لتمكنهم من مواصلة تعليمهم بما يتناسب وظروف عجزهم، وتولت وزارة الصحة التأهيل الطبي لهم، وذلك بإعدادهم بدنيًا عن طريق العلاج الطبيعي، وتزويدهم بالأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية، أما وزارة الشؤون الاجتماعية فقد تولت خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية وتوفير الفرص المناسبة لتأهيل القادرين منهم على الأعمال المهنية والحرفية التي تتناسب مع قدراتهم حسب كل حالة  ،  ويعد مركز التأهيل الشامل في منطقة الباحة أحد مراكز التأهيل الشامل المنتشرة في مناطق المملكة، حيث تم افتتاحه عام 1413هـ/1992م في مدينة بلجرشي، ويضم أقسامًا مهنية للتأهيل وأقسامًا اجتماعية لشديدي الإعاقة، وتبلغ طاقته الاستيعابية 266 مقيمًا ومقيمة في أقسام منفصلة، أما المبنى الحكومي الجديد في مدينة الباحة فتبلغ طاقته الاستيعابية أكثر من 400 حالة.
 
وقد بلغ عدد حالات شديدي الإعاقة بمركز التأهيل الشامل بالباحة 265 حالة خلال العام المالي 1425 - 1426هـ/2004 - 2005م  ،  ويسعى المركز إلى تحقيق الأهداف الآتية: رعاية المعوقين من أبناء المجتمع وتأهيلهم، وتخفيف العبء عن كاهل الأسرة في رعاية أبنائها المعوقين، وتوفير الرعاية الاجتماعية والطبية والنفسية وفق الظروف الصحية للمعوق وبما يتفق مع قدراته وفق الخطط والبرامج المعدة لذلك، ويتم قبول الحالات بناءً على الإعاقة البدنية، مثل: الشلل الدماغي، وضمور الأطراف، وحالات الإعاقة البدنية الشديدة الناجمة عن الحوادث بشتى صورها، والإعاقة المزدوجة، مثل: كف البصر مع الصمم أو البكم أو أحدهما مع التخلف العقلي، أو حالات الشلل الشديدة، وضعف البصر وضعف النطق، وعدم توافر الإمكانات والظروف المناسبة لرعاية المعوق داخل الأسرة مع توافر الإمكانات بالمركز لرعايته  . 
 
كما يقدم المركز عددًا من الخدمات منها:
 
أ - التأهيل الاجتماعي:
 
ويتضمن الإيواء الكامل، والإعاشة، والكسوة الشتوية والصيفية، وتوفير جميع الاحتياجات، والبرامج اليومية المعدة للمعوق منذ استيقاظه حتى خلوده إلى النوم، وتتضمن البرامج التعليمية المختلفة كالاعتماد على النفس وتعلم بعض المهارات، وكذلك البرامج الترفيهية والترويحية، كما يحرص المركز على ربط المعوق بأسرته من خلال الاتصال بولي الأمر لزيارته في المنـزل في الإجازات والمناسبات لمساعدته على التكيف النفسي والاجتماعي مع الآخرين.
 
ب - قسم الرعاية الطبية والتمريضية:
 
يتولى قسم الرعاية الطبية بالمركز الكشف والتشخيص البدني والنفسي للحالات التي ترد إلى المركز قبل قبولها، كما يتولى عملية الإشراف الطبي اليومي للمقيمين وتحويل الحالات التي تحتاج إلى فحوصات طبية دقيقة أو جراحات إلى المستشفيات المتخصصة، وأيضًا المتابعة الصحية اليومية للمقيمين للتأكد من سلامتهم، ونظافتهم، والمرور اليومي على المرافق والصالات، والتحصين ضد الأمراض المعدية، وكذلك متابعة البرنامج العلاجي لكل حالة، لمعرفة مدى التحسن وأثر العلاج البدني والنفسي أو أحدهما على الحالة.
 
ج - قسم العلاج الطبيعي:
 
يهدف إلى منع مزيد من المضاعفات وتقليصها تدريجيًا حتى الشفاء، وأيضًا محاولة إعادة التكيف النفسي إلى المعوق في المجتمع الذي يعيش فيه، وقد تم تزويد المركز بأحدث الأجهزة المستخدمة في مجال التأهيل الطبي، ويقوم عليه إخصائيون وفنيون في مجال العمل ينفذون خطة الأطباء للعلاج الطبيعي، ويتمثل العلاج في الطرق الآتية:
 
1 - العلاج الكهربائي:
 
يتمثل في أجهزة الموجات فوق الصوتية، والموجات القصيرة، وجهاز متعدد التيارات، وجهاز الليزر، وجهاز شفط لتسكين الألم.
 
2 - العلاج المائي:
 
يتمثل في استخدام الكمادات الباردة والساخنة، وحمامات الشمع، وجهاز الأحواض المائية، والتدليك تحت الماء.
 
3 - التدريبات اليدوية:
 
تشمل تحريك الأعضاء المصابة، وتقوية الأطراف، وتقليل نسبة التيبس بالمفاصل، وتحسين شكل العضلة، والمحافظة عليها عن طريق استخدام بعض الأجهزة الميكانيكية المساعدة، مثل: العجل الثابت، وجهاز الجري... إلخ.
 
د - قسم الإعانات:
 
يقدم المركز إعانات مالية لأولياء المعوقين الذين يتعذر قبولهم بالمركز الاجتماعي أو من ترغب أسرته في رعايته داخل محيط الأسرة وتتوافر لديها البيئة الصالحة لرعايته، وتحدد الوزارة الإعانة المالية بناءً على حالة المعوق، وقد بلغ إجمالي ما تم صرفه من إعانات من عام 1413 - 1422هـ/1992 - 2001م 61.773.000 ريال، استفاد منها ما يقارب 3000 معوق ومعوقة  
 
الضمان الاجتماعي
 
افتتح مكتب الضمان الاجتماعي في مدينة بلجرشي عام 1383هـ/1963م في مبنى مستأجر، ثم انتقل إلى مبنى حكومي، ويضم أربعة مكاتب هي: مكتب الضمان الاجتماعي بالمندق، افتتح عام 1383هـ/1963م، ومكتب الضمان الاجتماعي في قلوة، افتتح عام 1393هـ/1973م، ومكتب الضمان الاجتماعي بالمخواة، تم تأسيسه عام 1395هـ/1975م، ومكتب الضمان الاجتماعي بالعارضية، افتتح عام 1398هـ/ 1978م، ويتولى المكتب الرئيس مع المكاتب الفرعية تقديم الخدمات إلى الفئات المستحقة والمحتاجة من الأسر والأفراد من سكان المنطقة الممتدة من بني ميمون جنوبًا، حتى بني خيثم شمالاً، ومن بادية العقيق وضواحيها شرقًا حتى بادية تهامة الخيطان غربًا، ويقدم مساعدات مالية سنويًا تختلف مقاديرها باختلاف الحالة وعدد أفراد الأسرة، مع استمرار تولي رعايتهم لمواجهة الحاجة والعوز. وتشتمل خدمات الضمان الاجتماعي على نوعين من الإعانات هي:
 
أ - المعاشات:
 
وتشمل عجز الرجال الكلي أو الجزئي عن العمل أو بسبب الشيخوخة، والأيتام ومجهولي الأب ومفقوديه، والنساء اللاتي لا عائل لهن أو من غاب أزواجهن.
 
ب - المساعدات:
 
وتشمل المصابين بالعجز المؤقت، وأسر السجناء، والمهجورات من النساء اللائي بلا عائل، والذين يتعرضون لظروف تتطلب العون والمساعدة في حالة الكوارث ونكبات العمل، وقد بلغ إجمالي مبالغ فئة المساعدات المصروفة لمستفيدي الضمان الاجتماعي بمنطقة الباحة خلال العام المالي 1425 - 1426هـ/2004 - 2005م 15.857.090 ريالاً  
 
شارك المقالة:
40 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook