المحتوى

الحكمة من تقبيل الحجر الأسود

الكاتب: يزن النابلسي -

الحكمة من تقبيل الحجر الأسود

 

السؤال
 
ما الحكمة من تقبيل الحجر الأسود؟ وما الرد على من يستدل بجواز تقبيل الحجر الأسود على جواز تقبيل الأضرحة وخصوصا الأولياء والأئمة؟
 
 
الجواب
 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
على المسلم أن يلتزم بكل ما شرعه الله سواء ظهرت له الحكمة أو لم تظهر؛ لأن الله حكيم في تشريعه، قال تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65)، هذا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قبَّل الحجر الأسود، وفي الصحيحين أن عمر رضي الله عنه قبَّل الحجر وقال: إني لأقبِّلك وإني أعلم أنك حجر وأنك لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبَّلتك.
قلت: ويظهر من كلام عمر رضي الله عنه أنه لم تظهر له الحكمة في تقبيل الحجر وإنما فعله اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روى الترمذي بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر: "والله ليبعثه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق"، قال الترمذي هذا حديث حسن وقال الشوكاني في نيل الأوطار حديث ابن عباس صححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
هذا وجوابنا على من يستدل بجواز تقبيل الحجر الأسود على جواز تقبيل أضرحة الأولياء أن نقول: إن العبادات توقيفية لا يشرع منها إلا ما شرعه الله ورسوله ولا تكون بالرأي والاستحسان وإنما تلقى عن المشرع، قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) (الشورى: من الآية21)، فتقبيل أضرحة الأولياء مما لم يشرعه الله بل مما نهى عنه وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" وفي رواية "من أحد في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
 
المرجع موقع المسلم
شارك المقالة:
16 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook