الحرارة والأمطار بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 الحرارة والأمطار بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

 الحرارة والأمطار بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
تتسم درجات الحرارة في منطقة مكة المكرمة بارتفاعها في فصل الصيف وانخفاضها في فصل الشتاء في معظم أنحاء المنطقة، بينما يكون فصلا الربيع والخريف فصلين انتقاليين تعتدل خلالهما درجات الحرارة نسبيًا، وتتوزع خلال فصول السنة كما يأتي
 
1 - الحرارة في فصل الشتاء:
يتضح أن درجات الحرارة معتدلة نسبيًا في أشهر الشتاء (ديسمبر - يناير - فبراير) في منطقة مكة المكرمة، وتراوح معدلاتها بين 16.5م في محطة الطائف، و 23.8م في محطة جدة، و 24.9م في مكة المكرم
ويتضح من (جدول 18) و (شكل 6) أن درجات الحرارة في فصل الشتاء، وبالتحديد في شهر يناير، لا تنخفض انخفاضًا كبيرًا، ويمثل شهر يناير أقل شهور السنة حرارة، إذ بلغ معدله 24.1م في محطة مكة المكرمة، و 23.2م في محطة جدة، مقابل 15.5م في محطة الطائف.
كما يتضح من (جدول 18) و (خريطة 5 و 6) أن هناك اختلافات مكانية واضحة في درجات الحرارة الصغرى في منطقة مكة المكرمة، ففي الوقت الذي يراوح فيه معدل درجات الحرارة الصغرى لشهر يناير ما بين 18.9م في مكة المكرمة، و 18.3م في جدة، نجد أن هذا المعدل ينخفض إلى 8م في محطة الطائف، ويرجع السبب الرئيس في انخفاض درجة الحرارة في شهر يناير في الطائف إلى عامل الارتفاع عن مستوى سطح البحر، وإلى وصول الرياح الشمالية الشرقية الباردة، في حين تبقى بقية المحطات الساحلية بعيدة نسبيًا عن تأثير هذه الرياح إلا في حالات نادرة جدًا
وبهذا فإنه يمكننا القول إن هناك اختلافات مكانية واضحة في منطقة مكة المكرمة من حيث درجات الحرارة الصغرى بين محطات منطقة مكة المكرمة (مكة المكرمة والطائف وجدة)؛ ففي الوقت الذي لا تنخفض فيه درجات الحرارة عن 14م في جدة، و 11.5م في مكة المكرمة، نجد أن درجات الحرارة تنخفض في محطة الطائف انخفاضًا واضحًا، إذ سجلت فيها أدنى درجة حرارة مطلقة - 1.5م في عام 1397هـ / 1977م، وهذا أمر طبيعي، فمدينة الطائف من المدن المرتفعة وتصل إليها المؤثرات الشمالية الباردة والقارية، مما يؤدي إلى انخفاض درجات حرارتها إلى درجات متدنية تتشابه إلى حد كبير مع المحطات الشمالية، وهذا بطبيعة الحال يعطي ميزة مناخية لمناخ محطتي مكة المكرمة وجدة، إذ تصبح محطات دافئة في فصل الشتاء يلجأ إليها سكان المناطق الداخلية والمرتفعة للحصول على الدفء، وهربًا من انخفاض درجات الحرارة، ولأداء مناسك العمرة
 
2 - الحرارة في فصل الصيف:
ترتفع درجات الحرارة في فصل الصيف على منطقة مكة المكرمة باستثناء المحطات الجبلية العالية، وتمتد الفترة الحارة فيها من شهر مايو إلى أكتوبر، ويتضح  أن أعلى معدلات درجات الحرارة كلها في المنطقة تسجل في أشهر الصيف (يونيو - يوليو - أغسطس)، (شكل 6) .
ان درجات الحرارة في محطة مكة المكرمة ترتفع طوال شهور العام خلال الفترة 1413 - 1423هـ / 1993 - 2002م، وترتفع درجات الحرارة العظمى وتصل إلى معدلات مرتفعة جدًا تتجاوز الـ 40م، كما سجلت أعلى درجة حرارة عظمى في منطقة مكة المكرمة في محطة مكة المكرمة 43.8م، في حين أن أعلى درجة حرارة عظمى في محطة جدة كانت في شهر يوليو هي 39.8م
أما أقل درجة حرارة عظمى سجلت في محطة جدة في فصل الصيف فكانت 26.6م خلال الفترة من 1413 - 1423هـ / 1993 - 2002م، (جدول 17) . أما درجات الحرارة في محطة الطائف فتختلف اختلافًا كبيرًا وواضحًا في فصل الصيف عن غيرها من محطات المنطقة، إذ لا ترتفع درجات الحرارة ارتفاعًا كبيرًا كما هو الحال في مكة المكرمة وجدة، ويرجع السبب الرئيس في ذلك إلى عامل الارتفاع عن مستوى سطح البحر، فعلى الرغم من وقوع محطة الطائف على عروض لا تبعد كثيرًا عن محطتي جدة ومكة المكرمة إلا أن عامل الارتفاع 1500م أدى دورًا رئيسًا وواضحًا في مناخ الطائف في فصل الصيف؛ الأمر الذي أدى إلى عدم تجاوز معدل درجات الحرارة 30م، فقد بلغ معدل درجة حرارة أشد شهور السنة حرارة وهو أغسطس 29.5م
ويرجع السبب الرئيس في ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف في منطقة مكة المكرمة إلى ارتفاع كمية الإشعاع الشمسي التي تصل إلى 386.1 واط /م  / اليوم   في شهر يونيو، كما أدى طول فترة سطوع الشمس التي تزيد على 14 ساعة في اليوم، إلى طول النهار في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة في منطقة مكة المكرمة صيفًا، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي ووقوعها داخل المنطقة المدارية وبعدها عن المسطحات المائية وانخفاض الرطوبة النسبية وارتفاع نسبة التبخر في مكة المكرمة والطائف
أما مدينة جدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، فإن درجات الحرارة لا ترتفع فيها ارتفاعًا كبيرًا كما هو الحال في مكة المكرمة، وذلك بسبب قربها من البحر وتأثير البحر الملطف وارتفاع رطوبتها النسبية
وتراوح الفترة الحارة في منطقة مكة المكرمة بين إبريل وأكتوبر، ويكون معدل درجة الحرارة العظمى في تلك الفترة (يوليو، جدة) بين 8.93م، و 40.9م، (جدول 18) ، وهذا يدل على وجود اختلافات مكانية بين مدن المنطقة، ففي الوقت الذي تبلغ فيه معدلات درجات الحرارة في أشهر الصيف في محطة جدة 32.2م نجد أن هذا المعدل يرتفع في محطة مكة المكرمة إلى 35.9م، في حين أن هذا المعدل لا يتجاوز 29.3م في الطائف
وبالنظر إلى (جدول 18) الذي يوضح المعدلات الشهرية لدرجات الحرارة في منطقة مكة المكرمة نلاحظ أن معدلات درجات الحرارة العظمى تفوق 30م في محطة مكة المكرمة في جميع شهور السنة بما فيها شهر يناير، ويختلف الوضع اختلافًا واضحًا في الطائف، إذ لا يتعدى معدل درجات الحرارة في أي شهر من شهور السنة 29.5م في الفترة من 1413 - 1423هـ / 1993 - 2002م،
أما الاختلافات الفصلية في معدلات درجات الحرارة في المنطقة، فيتضح من (جدول 17) أن هناك اختلافات فصلية واضحة فيها حسب فصول السنة، إذ تسجل أعلى المعدلات في فصل الصيف (مكة المكرمة 35.9م، جدة 32.2م، الطائف 29.3م، ويأتي فصل الخريف في المركز الثاني من حيث ارتفاع درجة الحرارة بعد فصل الصيف (مكة المكرمة 31.9م، جدة 29.6م، الطائف 23.6م، ثم تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض التدريجي في فصل الربيع (مكة المكرمة 30.9م، جدة 27.6م، الطائف 22.8م، في حين أن أقل المعدلات تسجل في فصل الشتاء (مكة المكرمة 24.9م، جدة 23.8م، الطائف 16.5م)، وهو الفصل الذي يشهد انخفاضًا ملحوظًا في درجة الحرارة، وبخاصة في محطة الطائف التي يؤدي فيها الارتفاع عن مستوى سطح البحر 1500م دورًا رئيسًا في انخفاض درجة الحرارة في فصل الشتاء
وترجع الاختلافات المكانية في معدلات درجات الحرارة إلى العوامل التي سبق ذكرها كالارتفاع عن مستوى سطح البحر والقرب والبعد عن المسطحات المائية، إذ يؤدي عامل الارتفاع دورًا رئيسًا وواضحًا في اعتدال درجة الحرارة في الطائف، في حين يؤدي عامل القرب من المسطحات المائية في محطة جدة الدور الأكبر في عدم ارتفاع درجات الحرارة ارتفاعًا كبيرًا في فصل الصيف، كما هو الحال في مكة المكرمة
 
3 - المدى الحراري الشهري والسنوي:
بدراسة المدى الحراري السنوي في منطقة مكة المكرمة يتضح أن المدى الحراري السنوي ليس كبيرًا في المنطقة، إذ بلغ معدله السنوي للمحطات كلها 12.3م. ويرتفع المدى الحراري السنوي في محطة الطائف إلى 14.3م مقابل 12.5م في محطة مكة المكرمة و 10.3م لمحطة جدة؛ ويرجع السبب في ذلك إلى وجود اختلافات فصلية في معدل درجات الحرارة في مدينة الطائف فيبلغ معدل درجة حرارة فصل الشتاء 16.5م مقابل 29.3م لأشهر الصيف، و 23.6م لأشهر الخريف، و 22.8م لأشهر الربيع (جدول 17) ، وبالنسبة إلى مكة المكرمة وجدة فإن المدى الحراري السنوي ليس كبيرًا وذلك لعدم وجود اختلافات فصلية في درجات الحرارة بين فصول السنة
أما المدى الحراري الشهري، فإنه يراوح بين 11.6م لأبرد شهور السنة (يناير)   13.8م ولأشد شهور السنة حرارة (يوليو) في مكة المكرمة، و 10.8م في يناير و 14م في شهر يوليو بالنسبة إلى محطة جدة، و 14.9م لأبرد شهور السنة (يناير) و 12.7م أشد شهور السنة حرارة في الطائف، (جدول 20) و (شكل 6) ؛ ومعنى ذلك أن المدى الحراري الفصلي ضئيل في المحطات الساحلية (جدة) والداخلية الغربية (مكة المكرمة)، وذلك بسبب عدم وجود فوارق حرارية كبيرة بين فصول السنة المختلفة (الخريف - الشتاء - الربيع - الصيف) في تلك المحطات ومرتفع في المحطات العالية (الطائف) التي توجد بها فروق حرارية فصلية كبيرة نسبيًا، (شكل 8) 
 
د - الرطوبة النسبية:
ترتفع الرطوبة النسبية على السهل الساحلي في المنطقة بصفة عامة، وتنخفض باتجاه الداخل؛ لأن البحر الأحمر هو المصدر الرئيس للرطوبة، ويزيد معدل الرطوبة السنوي على 60.9% على الساحل كما هو الحال في جدة، وتقل في الداخل (مكة المكرمة 46.9%) وفي المناطق المرتفعة (الطائف 44.2%) كما في (جدول 21) ؛ لأن الرطوبة النسبية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقرب والبعد عن المسطحات المائية وبدرجات الحرارة كما هو الحال في جدة أيضًا؛ ولهذا السبب تحدث النهايات العظمى للرطوبة عند الفجر والنهاية الدنيا بعد الظهر؛ أي عندما ترتفع درجات الحرارة إلى الحد الأقصى، وللسبب نفسه ترتفع الرطوبة النسبية في فصل الشتاء وتنخفض في فصل الصيف، ويكون الفارق بسيطًا بين فصلي الشتاء والصيف في السهل الساحلي (جدة 7.6%)، وتزداد في الداخل (مكة المكرمة 23%) والمناطق العالية 33.7%؛ ويرجع سبب ارتفاع الرطوبة النسبية في المناطق الساحلية إلى شدة التبخر في البحر، وتصبح الرطوبة عالية قرب الساحل بسبب اقترانها بالحرارة المرتفعة
ويتضح من البيانات التي توضح معدلات الرطوبة النسبية في منطقة مكة المكرمة أن الرطوبة النسبية تنخفض بصفة عامة في المنطقة باستثناء محطة جدة التي تقع على ساحل البحر الأحمر
ويرجع السبب في انخفاض الرطوبة النسبية إلى ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف ارتفاعًا واضحًا، وبخاصة في مكة المكرمة، مما يؤدي إلى زيادة حدة الجفاف، كما يرجع السبب الرئيس في ذلك إلى عامل البعد عن المسطحات المائية، فمحطة الطائف تبعد نحو 160كم عن البحر في حين تبعد محطة مكة المكرمة نحو 80كم
أما مدينة جدة فالوضع فيها مختلف تمامًا، إذ ترتفع الرطوبة النسبية بها على مدار العام، وذلك بسبب موقعها على ساحل البحر الأحمر، وهذا هو السبب أيضًا في عدم ارتفاع درجة حرارتها ارتفاعًا كبيرًا في فصل الصيف كما في مكة المكرمة
ويبلغ المعدل العام للرطوبة أدناه في فصل الصيف (يونيو - يوليو - أغسطس) وهو (35.6% في مكة المكرمة، 56.6% في جدة، 26.6% في الطائف) (جدول 21) ، وتتضح قلة الرطوبة بالنظر إلى معدلات النهايات الدنيا لأشهر الصيف في محطة الطائف التي تتدنى خلالها معدلات الرطوبة الصغرى إلى 2.3%
ويؤدي جفاف الهواء في هذا الفصل (الصيف) بجانب ارتفاع درجة الحرارة إلى زيادة عمليات التبخر فيؤثر في الحياة النباتية والتربة، وترتفع نسبة الملوحة في التربة وبخاصة في محطة الطائف التي تشتهر بإنتاجها الزراعي المتميز ولا سيما في فصل الصيف، إلا أن سقوط الأمطار في فصل الصيف في محطة الطائف يؤدي إلى تخفيف حدة الجفاف. ويبلغ أعلى معدل للرطوبة فيها في أشهر الشتاء (نوفمبر - ديسمبر - يناير - فبراير)
 
وبمقارنة محطتي مكة المكرمة والطائف بمحطة جدة يتضح أن هناك اختلافات مكانية كبيرة وواضحة جدًا في معدلات الرطوبة النسبية العظمى (مكة المكرمة 47%، جدة 61.3%، الطائف44.3%)، ويرجع السبب في ذلك إلى عامل القرب والبعد عن المسطحات المائية، كما يلاحظ أنه في الوقت الذي تنخفض فيه الرطوبة النسبية في فصل الصيف في محطتي مكة المكرمة والطائف 35.6% و 26.6% على التوالي، إلا أنها تعد مرتفعة في محطة جدة 56.6% في فصل الصيف، ويرجع السبب الرئيس في ذلك إلى موقع مدينة جدة القريب من البحر، بالإضافة إلى عدم ارتفاع درجة حرارتها في فصل الصيف ارتفاعًا كبيرًا كما في مكة المكرمة، بسبب تأثير البحر الملطف صيفًا
وتنخفض الرطوبة النسبية تدريجيًا من الشتاء إلى الصيف في حين أن ارتفاعها في فصل الخريف فجائي، وأكبر معدل شهري سجلته منطقة مكة المكرمة 63% في شهر ديسمبر، أما أقل معدل للرطوبة سجل في شهر يونيو 5%، ويعد المدى السنوي للرطوبة مرتفعًا في منطقة مكة المكرمة 50.6% ويرجع السبب في ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة عمومًا. ويوضح (شكل 11) قوة العلاقة وارتباطها بين درجة الحرارة والرطوبة في منطقة مكة المكرمة، فكلما ارتفعت درجة الحرارة انخفضت الرطوبة النسبية صيفًا، وكلما انخفضت درجة الحرارة ارتفعت الرطوبة النسبية شتاءً
وتعد محطة جدة من أكثر محطات المملكة العربية السعودية المناخية ارتفاعًا في الرطوبة النسبية، إذ ترتفع فيها الرطوبة النسبية ارتفاعًا ملحوظًا، وتصل نسبتها أحيانًا إلى نحو 100%. كما ترتفع الرطوبة النسبية فيها في جميع فصول السنة وتصل إلى معدلات عالية، ولا يكاد يكون هناك فروق واضحة بين فصول السنة، وذلك للارتباط الواضح بين درجات الحرارة والرطوبة، وتراوح معدلات الرطوبة فيها ما بين 56% في فصل الصيف و 66.3% في فصل الخريف، وترتفع الرطوبة النسبية فيها في فصل الصيف؛ لأن الحرارة المرتفعة تزيد من شدة التبخر من مياه البحر الأحمر التي تطل على محافظة جدة، كما أن الرطوبة النسبية ترتفع في فصل الشتاء؛ لأن درجة الحرارة لا تنخفض انخفاضًا كبيرًا مقارنة بالمناطق الداخلية والجبلية
 

 الأمطار

 
الأمطار في منطقة مكة المكرمة بصفة عامة محدودة، بل هي من المناطق القليلة في كميات الأمطار الهاطلة على الرغم من وقوع محطة جدة بالقرب من سطح البحر الأحمر وارتفاع الرطوبة النسبية بها وارتفاع كمية التبخر، إلا أن البحر الأحمر لا يسهم بدرجة كبيرة في زيادة كميات الأمطار الهاطلة في غرب المملكة، وذلك لضيقه وموازاة هبوب الرياح الشمالية الغربية السائدة للساحل وازدياد حرارتها بالتعمق إلى الداخل
وتتميز منطقة مكة المكرمة بانخفاض كميات الأمطار الهاطلة وتذبذبها وتساقطها على فترات متباعدة خلال أيام محدودة وساعات قليلة، كما أن أمطارها غير منتظمة وتسقط فجأة، وقد يهطل في يوم واحد أكثر من مجموع كمية المطر السنوي، مما يؤدي إلى حدوث السيول التي تلحق أضرارًا بالغة بالمنشآت والمساكن والممتلكات، كما أن الأمطار قد تهطل في عام واحد وتنقطع عدة أعوام
 أن إجمالي كميات الأمطار الهاطلة على منطقة مكة المكرمة قليلة خلال الفترة من 1405 - 1423هـ / 1985 - 2002م يراوح معدلها السنوي بين 110.9مم في محطة مكة المكرمة و 196.5مم في محطة الطائف مقابل 66.8مم في محطة جدة
ويرجع السبب الرئيس في ذلك إلى عامل الارتفاع الذي أدى دورًا واضحًا في زيادة كميات الأمطار الهاطلة، وتعد محطة جدة من أقل المحطات في كمية الأمطار الساقطة 66.8مم.
 أن أعلى كمية هطلت على منطقة مكة المكرمة سجلت في عام 1417هـ / 1996م، إذ بلغت كميات الأمطار الهاطلة في محطة الطائف 360.3 مم وجدة 284مم ومكة المكرمة 200.9 مم، أما أكبر كمية سقطت على مدينة مكة المكرمة فكانت في عام 1412هـ / 1992م وبلغت 240.9 مم
ولا توجد فترة ممطرة وأخرى جافة، وإنما تهطل الأمطار في جميع الفصول مع اختلاف كمية الأمطار من فصل إلى آخر، ويعد فصل الشتاء هو فصل هطلان الأمطار في منطقة مكة المكرمة، ويزيد معدل ما يهطل في معظم محطات منطقة مكة المكرمة في هذا الفصل على 40% من المجموع السنوي للأمطار، وقد بلغت هذه النسبة 40.7% في محطة جدة و 39.8% في مكة المكرمة، ويرجع السبب في هطلان الأمطار في فصل الشتاء في منطقة مكة المكرمة إلى توغل المنخفضات الجوية القادمة من البحر المتوسط، أما محطة الطائف فتظل بعيدة نسبيًا عن متناول منخفضات البحر المتوسط التي تتقدم خلال هذا الفصل عن طريق البحر الأحمر الذي يشكل الضغط المنخفض الواقع عليه امتدادًا طبيعيًا للضغط المنخفض القادم من البحر المتوسط
ويعد فصل الربيع فصل هطلان الأمطار الذي يحتل المركز الأول في محطة الطائف، إذ يسقط فيه 47% من مجموع المطر السنوي، ويرجع السبب في ذلك إلى هبوب الرياح الجنوبية الغربية الممطرة القادمة من القارة الإفريقية عبر البحر الأحمر
أما فصل الصيف فيعد فصل الجفاف في المنطقة باستثناء محطة الطائف، إذ يهطل عليها في هذا الفصل 14% من مجموع المطر السنوي، ويرجع سبب هطلان هذه الأمطار الصيفية إلى عامل الارتفاع وهبوب الرياح الجنوبية الغربية التي يصل تأثيرها إليها في فصل الصيف
ويمثل فصل الخريف المركز الأول من حيث هطلان الأمطار في محطة جدة، إذ يبلغ معدل الهطلان في ذلك الفصل 47% من المجموع السنوي للأمطار في حين يأتي فصل الخريف في المركز الثاني بالنسبة إلى محطتي الطائف ومكة المكرمة، وبلغ معدل الهطلان الخريفي 32.4% و 28.3%. إذًا هناك اختلافات مكانية واضحة من حيث فصلية هطلان المطر وكميات الأمطار الهاطلة في منطقة مكة المكرمة، إذ يحتل فصل الشتاء المركز الأول بالنسبة إلى محطة مكة المكرمة، وفصل الخريف بالنسبة إلى محطة جدة، وفصل الربيع بالنسبة إلى محطة الطائف
 
شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook