حثّ النبي -عليه الصلاة والسلام- المُسلم في كثيرٍ من الأحاديث على الإقبال على الطاعة؛ خوفاً عليه من الفتن، وتغيّر الأحوال التي قد تُبعده عن طاعة الله -تعالى- أو تُضعفه عن الإحسان؛ كقوله: (بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا)،وسُئل -عليه الصلاة والسلام- عن أعظم الصدقات أجراً؛ فقال: (أَنْ تَصَدَّقَ وأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الفَقْرَ، وتَأْمُلُ الغِنَى، ولَا تُمْهِلُ حتَّى إذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا، ولِفُلَانٍ كَذَا وقدْ كانَ لِفُلَانٍ)وهذا يُبيّن الأهميّة في الإقبال على المعروف والصدقة، وأنّ أفضلها عندما يكون الإنسان في صحته وحياته، وفي أشدّ الحاجة إلى هذا المال؛ ليتغلّب على الشيطان ووساوسه
وقد أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- باستحباب أنّ كُل مُسلم عليه صدقة؛ فقال: (عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ، فقالوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ، فمَن لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: يَعْمَلُ بيَدِهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ ويَتَصَدَّقُ قالوا: فإنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: يُعِينُ ذا الحاجَةِ المَلْهُوفَ قالوا: فإنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: فَلْيَعْمَلْ بالمَعروفِ، ولْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ، فإنَّها له صَدَقَةٌ
للصدقة الكثير من الآداب، وبيانها فيما يأتي