ينطلق النشاط التعاوني في المملكة من مبادئ ديننا الحنيف ومن تقاليدنا العربية الأصيلة، وقد أولت الدولة النشاط التعاوني عنايتها واهتمامها يقينًا منها بأن النشاط التعاوني يمثل جانبًا مهمًا من جوانب النشاط الاقتصادي الوطني، وعنصرًا أساسيًا في برامج تنمية المجتمعات المحلية الذي يقوم على أساس من المبادرة الذاتية والمشاركة الجماعية للمواطنين، وبالاعتماد إلى حد كبير على الموارد المادية والبشرية التي يمكن توفيرها محليًا.

 

وتقوم وزارة الشؤون الاجتماعية بتوجيه النشاط التعاوني بالمملكة، والإشراف على الجمعيات التعاونية من خلال مكاتب الإشراف التعاونية المنتشرة في جميع مناطق المملكة العربية السعودية، ويتوفر بكل منها جهاز للإشراف التعاوني ووسائل النقل والأجهزة اللازمة لتغطية أعمال الجمعيات التعاونية ميدانيًا ومتابعتها، وتأمين الرقابة النظامية والتوجيه والمساعدة على التخطيط لمشروعاتها، وتحسين مستوى أدائها، وتنشيط أجهزتها الإدارية العاملة، والمشاركة في حضور اجتماعاتها وتفقد سجلاتها المحاسبية والإدارية.

 

وتتنوع الجمعيات التعاونية تبعًا لنوع النشاط والخدمات الذي تقدمه الجمعية نفسها، وتشمل هذه الأنشطة جميع نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والزراعية والعمرانية وغيرها، ومن هذه الجمعيات:

 

 الجمعيات التعاونية المتعددة الأغراض: وهي التي تباشر جميع فروع النشاط الاقتصادي.

 الجمعيات التعاونية الزراعية: وهي التي تقوم بإنتاج السلع الزراعية وتخزينها وتحويلها وتسويقها، وكذلك مد الأعضاء عن طريق البيع أو الإيجار بما يحتاجونه من أدوات زراعية، للمساعدة على زيادة الإنتاج الزراعي سواءً كانت هذه الأدوات من صنع الجمعية أو من صنع غيرها.

 الجمعيات التعاونية الاستهلاكية: وهي التي تعمل على البيع بالتجزئة للسلع الاستهلاكية التي تشتريها أو التي تقوم بإنتاجها بنفسها أو التعاون مع الجمعيات الأخرى.

 الجمعيات التعاونية لصيادي الأسماك: وهي التي تزاول نشاط صيد الأسماك وتسويقها وتأمين معدات صيد الأسماك.

 الجمعيات التعاونية المهنية: وهي التي يكوِّنها صغار أو متوسطو الحال من المنتجين أو الحرفيين المشتغلين بمهنة معينة بقصد خفض نفقات إنتاجهم وتحسين ظروف بيع منتجاتهم، كما تقدم هذه الجمعيات عددًا من الخدمات لأعضائها مثل تأمين الآلات والأدوات الصناعية والميكانيكية ومحلات التأجير وغيرها.

الجمعيات التعاونية التسويقية: وهي التي تقوم بتجميع إنتاج أصحاب المزارع بأنواعها المختلفة وتسويقها.

وتخصص الجمعيات التعاونية نسبة لا تزيد على 10% من فائض الربح الصافي معونة اجتماعية تنفقه في عدة وجوه مهمّة ومفيدة،.

 

 

إن المملكة من منطلق رسالتها تدعم مثل هذا النشاط الإنساني، وقد اتخذت فيها أعمال الخير أشكالاً متعددة بدأت بالجهود الفردية، وبالشكل العائلي والقبلي، ثم أخذت شكلاً آخر يعرف باسم صناديق البر، وكان القائمون على هذه الصناديق يجمعون الأموال والصدقات من الموسرين في مواسم معينة ويوزعونها على المحتاجين في المناسبات الدينية والأعياد، ثم توسعت خدمات هذه الصناديق فامتدت إلى رعاية المرافق العامة من مساجد ومقابر، كما شملت المساعدات الصحية ومساعدات الزواج وتحسين السكن وغير ذلك.

 

وعندما أنشئت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في عام 1380هـ / 1960م قامت بالتوعية الاجتماعية لتنشيط الحركة الأهلية التطوعية، فكان لذلك أثر واضح في قيام عدد من الجمعيات الخيرية التي تسهم في رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي لكثير من الأسر في البيئات المحلية التي وجدت فيها.

 

كما اضطلعت الوزارة بمسؤوليات تنظيم الجهود الأهلية وتنظيم أعمال البر والخير، فوضعت عام 1384هـ / 1964م نظامًا يعرف باسم (نظام الجمعيات والمؤسسات الخيرية الأهلية)، وقامت الوزارة أيضًا بوضع اللوائح الأساسية والتعليمات الخاصة في هذا المجال والمتعلقة بتأسيس الجمعيات الخيرية وتسجيلها رسميًا ومساعدتها ماديًا ومعنويًا، ودعمها فنيًا فنشأت في المملكة جمعيات متعددة ذات أهداف نبيلة ومتنوعة بعد أن شعر المواطنون بمسؤوليتهم وواجبهم تجاه إخوانهم من ذوي الحاجة.

 

ولقد تطورت خدمات هذه الجمعيات من مجرد تقديم المساعدات المالية إلى توفير الخدمات المباشرة وغير المباشرة التي تساعد الأفراد على الاعتماد على النفس، من خلال تنمية مهاراتهم عن طريق برامج التعليم والتأهيل.

 

وشاركت المرأة السعودية وأسهمت بشكل فعال في المشروعات الاجتماعية، إذ كانت الجمعيات الخيرية الأربع الأولى التي سجلت رسميًا في المملكة هي جمعيات نسائية.

 

وتحرص وزارة الشؤون الاجتماعية دائمًا على تشجيع المواطنين وحثهم على إقامة الجمعيات الخيرية في مختلف المناطق، وتعمل على دعمها ماديًا وفنيًا وإداريًا، استثمارًا لطاقات الخير الكامنة في نفوس أبناء هذا الوطن، وتحقيقًا للتكافل الاجتماعي الذي يحض عليه الدين الإسلامي الحنيف.

 

وبلغ عدد الجمعيات الخيرية في المملكة 284 جمعية، أما الجمعيات الخيرية بمنطقة مكة المكرمة فعددها 53 جمعية، منها خمس جمعيات نسائي 

 

وتظهر ميزانية الجمعيات الخيرية للعام المالي 1423 - 1424هـ / 2002 - 2003م فيما يلي:

 

 إيرادات عام 1423هـ / 2002م بلغت 1300000000 ريال.

 

 مصروفات عام 1423هـ / 2002م بلغت 1100000000 ريال.

 

وأكبر المناطق استفادة من الجمعيات الخيرية هي مكة المكرمة، إذ تم تأسيس 15 جمعية خلال العام 1423هـ / 2002م والعام 1424هـ / 2003م. كما بلغت إيرادات الجمعيات الخيرية بمكة المكرمة أكثر من 198646414 ريالاً. وبلغت مصروفاتها أكثر من 176193725 ريالاً.