الجمارك في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الجمارك في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الجمارك في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
 
أ - جمرك حالة عمار:  
 
أُنشئ الجمرك عام 1350هـ / 1931م في مركز ذات الحاج، وكانت مهمته آنذاك ترسيم البضائع التي ترد على الإبل، وبعد استخدام الشاحنات لنقل البضائع بدلاً من الجمال في الفترة بين عامي 1370 و 1375هـ / 1951 و 1956م اشتكى أصحاب الشاحنات من وعورة الطرق إلى مركز ذات الحاج، فصدرت الموافقة على نقل الجمرك من ذات الحاج إلى بئر ابن هرماس؛ حيث أصبح قسم الركاب والأمن الجمركي في بئر ابن هرماس لإنهاء إجراءات المسافرين والتفتيش المبدئي للشاحنات، في حين تُحوَّل الشاحنات لإنهاء إجراءات ترسيم البضائع إلى مدينة تبوك برفقة حارس جمركي، واستمرت الحال هكذا حتى نقل الجمرك بفروعه إلى حالة عمار عام 1389هـ / 1969م، وسُمي بجمرك منفذ حالة عمار.
 
ويعد جمرك منفذ حالة عمار أحد أهم المنافذ البرية التي تقع في الجهة الشمالية الغربية، ويقع على الخط الرئيس الذي يربط دول شرق البحر المتوسط، وشمال إفريقية، وتركيا، والدول الأوروبية بالمملكة على الطريق الرئيس للحجاج والمعتمرين.
 
وقد أكسب هذا الموقع منفذ حالة عمار أهمية إستراتيجية من حيث الحركة التجارية، وحركة المسافرين، خصوصًا في مواسم الحج والعمرة والاصطياف، ولهذا دأبت الحكومة السعودية على توفير سبل الراحة للقادمين والمغادرين؛ ليكون دخولهم وخروجهم بيسر وسهولة؛ وذلك بإنشاء المرافق الحيوية، وتوفير كل الخدمات، بالإضافة إلى إقامة المشروعات الخاصة بالعاملين في المنافذ، لما لها من دور في تشجيعهم على تقديم أفضل الخدمات لرواد المنفذ، والمساعدة على الاستقرار بالقرب من أمكنة العمل.
 
وعند بداية افتتاح الجمرك كان عدد الموظفين ثلاثة، يتمحور عملهم حول ترسيم ما يرد من البضائع على الإبل، وكان بيان البضائع يكتب في سجل يسمى (الرفدية) توصف بها البضاعة وصاحبها والرسوم المستحقة وقيمة الطوابع، وبعد ذلك أصبح عدد العاملين يزداد بازدياد حركة العمل حتى بلغ 205 موظفين عام 1425هـ / 2004م، أما عدد المغادرين من الركاب في بداية عمل الجمرك فكان لا يزيد على 1000 راكب، وعام 1425هـ / 2004م أصبح عدد الداخلين والخارجين من الركاب عن طريق الجمرك أكثر من 700.000 راكب سنويًا، وهو دليل على نمو حركة هذا الموقع وأهميته.
 
أما فيما يتعلق بحركة الشاحنات فقد كانت في بداية عمل الجمرك لا تزيد على 500 شاحنة في السنة، وحاليًا تدخل عبر الجمرك أكثر من 50.000 شاحنة، وتغادر أكثر من 25.000 شاحنة محملة بالبضائع السعودية.
 
بدأ الجمرك بمبنى واحد من الطين، ثم تطور بعدما انتقل إلى موقعه في مركز بئر ابن هرماس، إلى مبنى واحد مكون من صالتين، وبينهما مسار للسيارات السياحية تتسع لثلاث سيارات، ثم تطور بعد نقله إلى حالة عمار ومرّ بمراحل متطورة في الإنشاءات؛ حيث أنشئت صالات الركاب للمسافرين على الطراز العمراني الحديث، وهي تتَّسع لأكثر من 100 سيارة، مجهزة باستراحات للمسافرين، ومساجد، ودورات مياه، وأجهزة حديثة لعمليات المعاينة والتفتيش، كما أصبحت ساحات تنـزيل البضائع وتفتيشها في مواقف مظللة ومرقمة، وتتسع لأكثر من 200 شاحنة في وقت واحد.
 
أما في الجانب الخاص بالعمل الجمركي فقد مرّت إجراءات المعاملة الجمركية بخطوات تطويرية بدءًا بالأسلوب اليدوي عند تسلُّم المعاملة وتحريرها من قِبَل المخلِّص أو صاحب البضاعة حتى إنهاء إجراءاتها، مرورًا بمرحلة استخدام النماذج اليدوية للعمليات الجمركية التي كانت تعد - آنذاك - نقلة تطويرية؛ تهدف إلى توحيد الإجراءات الجمركية بين الجمارك وفق هذه النماذج الموحدة، ثم جاءت مرحلة استخدام الحاسب الآلي بعد أن تدَّرب موظفو الجمرك داخليًا وخارجيًا، وبدأت عملية تطبيقات الحاسب تدريجيًا حتى وصلت إلى أن العمليات الجمركية تبدأ وتنتهي بالحاسب الآلي، وهذا يشمل جميع المنافذ الجمركية بالمملكة العربية السعودية البرية والجوية والبحرية جميعها، بعدما ربطت بشبكة الحاسب الآلي بمصلحة الجمارك.
 
ب - جمرك الدرة:  
 
يقع جمرك الدرة في محافظة حقل بمنطقة تبوك، وقد أسس هذا الجمرك عام 1374هـ / 1955م باسم (جمرك البريج) في مركز البريج الواقع شمال الموقع الحالي بنحو 20كم، ويطل مباشرة على مدينة العقبة الأردنية من مرتفع جبلي لا يبعد عنها سوى كيلومتر واحد.
 
وبعد إعادة ترسيم الحدود يبن المملكة والأردن عام 1385هـ / 1965م انتقل مركز البريج بإداراته جميعها ومن ضمنها الجمرك، إلى موقع مركز الدرة شمال موقع الجمرك الحالي بنحو 500م في الموقع نفسه إلى حين الانتهاء من إنشاء مجمع إدارات المنفذ والانتقال إليه في موقعه الحالي بتاريخ 10 / 2 / 1404هـ الموافق 1984م.
 
يضم منفذ الدرة مباني ومرافق الإدارات الحكومية، ويقع على مرتفع بمحاذاة شاطئ خليج العقبة في إطلالة مباشرة على الحدود الأردنية، ويمكن من خلاله مشاهدة الشواطئ والمدن المجاورة في الأراضي المصرية وأراضي فلسطين المحتلة.
 
ويستقبل جمرك الدرة حاليًا شتى أنواع البضائع ذات المنشأ الأردني والمصري أو العابرة عن طريق أراضيهم، ويصدر من خلال الجمرك المذكور منتجات الصناعة السعودية بأنواعها.
 
ووفقًا لسياسة مصلحة الجمارك التطويرية، فقد ربط جمرك الدرة بشبكة الحاسب الآلي؛ حيث أصبحت عمليات المعاملة الجمركية جميعها آلية، منذ تسلّمها من قِبَل المخلِّص الجمركي أو صاحب الشأن إلى حين انتهاء المعاملة وخروج البضاعة.
 
ويعكس (جدول 14) تطور العمل بجمرك الدرة في ضوء إحصائية شهر محرم للأعوام: 1406هـ / 1986م، 1416هـ / 1995م، 1425هـ / 2004م.
 
ج - جمرك ميناء ضباء:  
 
يقع جمرك ميناء ضباء في محافظة ضباء بمنطقة تبوك، ويعد هذا الميناء من الموانئ الحديثة التي أُنشئت على ساحل البحر الأحمر المقابل للسواحل المصرية، وقد افتتح في عام 1415هـ / 1994م، وبذلك يكون أحدث الموانئ السعودية، ويقع ميناء ضباء في المنطقة الشمالية الغربية للمملكة نهاية الساحل الشمالي للبحر الأحمر.
 
وميناء ضباء محمي طبيعيًا بالجبال من ثلاث جهات، ويعد أقرب الموانئ السعودية إلى قناة السويس، ومنها إلى دول حوض البحر المتوسط ومنفذها بالمنطقة على خطوط التجارة الدولية؛ حيث تبلغ المسافة بينه وبين قناة السويس 253 ميلاً بحريًا، تقطعها السفن في نحو 17 ساعة، بمعدل سرعة تبلغ 12 عقدة، وهو أقرب ميناء سعودي للموانئ المصرية المطلة على البحر الأحمر.
 
وقد أنشئ ميناء ضباء لخدمة المنطقة الشمالية والشمالية الغربية من المملكة؛ حيث يقوم بعملية استقبال السفن ومغادرتها على مدار الساعة، ويبلغ عدد الأرصفة به 3 أرصفة بطول 600م مخصصة على النحو الآتي:
 
الرصيف 1: يستخدم للمواشي الحية والبضائع السائبة، ويبلغ طوله 200م بعمق 10.5م.
 
الرصيف 2: يستخدم لخدمة البضائع، ويبلغ طوله 200م بعمق 10م.
 
الرصيف 3: يستخدم لخدمة بضائع الدحرجة وسفن الركاب، ويبلغ طوله 200م بعمق 10م.
 
ويشكل ميناء ضباء مركزًا مهمًا في تطوير الحركة التنموية في المنطقة ومحافظة ضباء على وجه الخصوص، وهو ما يدعم التفكير الجاد بإنشاء مطار في المحافظة.
 
ومنذ افتتاح الميناء والجمرك يستقبل الركاب القادمين من مصر وأنواعًا متعددة من البضائع القادمة إلى المملكة أو بضائع الترانـزيت الواردة إلى اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي جميعها، كما يستقبل الجمرك البضائع الصادرة.
 
وقد شهد الجمرك خلال سنواته الأخيرة تطورًا ملحوظًا في الإجراءات جميعها بعدما ربط بنظام الحاسب الآلي بمصلحة الجمارك، وبالنظام الذي يعالج المعاملات آليًا؛ بهدف تبسيط الإجراءات الجمركية لتحقيق السرعة في عملية فسح البضائع المستوردة أو المصدرة أو العابرة ترانـزيت.
 
ويعكس (جدول 15) تطور العمل في ميناء ضباء من خلال إحصائية أعوام 1415هـ / 1994م، 1420هـ / 1999م، 1424هـ / 2003م.
 
شارك المقالة:
113 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook