يمثل الماء عنصرًا أساسيًا ومؤثرًا في تحديد مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمملكة، وذلك لظروفها المناخية الجافة وموقعها الجغرافي في بيئة صحراوية. وتعد ندرة الموارد المائية العذبة من القضايا الأساسية التي تواجه التنمية المستدامة بالمملكة خصوصًا في ظل الطلب المتنامي بشكل فاق كل التوقعات بسبب النمو السكاني المرتفع.

 

أ - الخصائص الهيدرولوجية والموارد المائية:  

 

نتيجة لبروز الحافة الغربية للهضبة الغربية وميل سطح الهضبة الواضحة آثاره على طبوغرافية المنطقة التي أثرت على شبكات التصريف المائي، انتظمت في وادي نجران ثلاثة أحواض متوازية هي:

 

 حوض وادي نجران وهو موازٍ للحدود اليمنية السعودية.

 

 حوض وادي حبونا بين وادي نجران ووادي يدمة.

 

 حوض وادي يدمة شمال وادي حبونا.

 

وجميعها تتجه من الغرب إلى الشرق. وكذلك توجد أجزاء من المنطقة في منطقة الغطاء الرسوبي الموالي للدرع العربي في هضبة الوجيد، وتكوين الوجيد يعد من أكبر خزانات المياه في المملكة. وكون صخور المنطقة عديمة النفاذ ضعيفة القدرة على الاحتفاظ بالمياه، وانعدام السطح باتجاه الداخل؛ جعلا المجاري العليا للوديان تحفر في منطقة الجبال والهضبة بعمق شديد حوّل الأرض إلى خوانق ضيقة. وبذلك نلاحظ أن فرص ترسب مفتتات التعرية في هذه المجاري نادرة لا تكاد تحتفظ بشيء من مياه الأمطار والسيول، ولكن في بطون الأودية عندما يضعف الميل ويتسع مجرى الوادي، يترك فرصة لتخزين كمية كبيرة من المياه في الطبقات الحاملة للمياه الرئيسة والثانوية وترسب الطمي.

 

ب - الأمطار الموسمية والسيول:

 

إن الأمطار الموسمية والسيول من الموارد المتجددة، حيث إن بعض هذه السيول تأتي من خارج الإقليم (مرتفعات عسير واليمن) فمياه الأمطار التي تهطل على الوادي لا تكفي لمحدوديتها، كما أنه لا يُعتمد على مياه السيول في الزراعة ولكن على ما يتسرب منها إلى الخزانات الأرضية حيث الطبقات الحاملة للمياه الرئيسة والثانوية.

 

ولكون السيول من أهم الموارد المائية في المنطقة ورغبة في الحفاظ على المياه التي تصب في الوادي وتتجه إلى رمال الربع الخالي وتضيع في رماله، فقد أقيم سد وادي نجران وهو سد عملاق يقع في الجهة الغربية من مدينة نجران على بُعد 10كم من مدينة نجران القديمة وفي نقطة التقاء الأودية الرئيسة المنفذة لوادي نجران في مكان يسمى المضيق، وتصل سعة التخزين في هذا السد إلى نحو 86 مليون م  من المياه، والهدف من إنشائه:

 

 محاولة التحكم في سرعة المياه لمنحها أكبر فرصة للتسرب إلى الخزانات الأرضية وحجزها للاستفادة منها.

 

 حماية المناطق الزراعية والقرى المحيطة بالوادي.