الثروة المائية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الثروة المائية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الثروة المائية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

يمثل الماء عنصرًا أساسيًا ومؤثرًا في تحديد مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمملكة، وذلك نظرًا لظروفها المناخية الجافة وبيئتها الصحراوية. وتعد ندرة الموارد المائية العذبة من القضايا الأساسية التي تواجه التنمية المستدامة بالمملكة خصوصًا في ظل الطلب المتنامي الذي فاق كل التوقعات بسبب النمو السكاني المرتفع قرابة 3.5% سنويًا والتنمية الهائلة التي مرت بها مختلف المجالات من صناعة وزراعة وخدمات مما أدى إلى ارتقاء المستوى المعيشي لأفراد المجتمع. فلقد زاد الطلب على المياه من 77 مليون متر مكعب في عام 1394هـ/1974م إلى 2200 مليون متر مكعب في عام 1420هـ/ 1999م  
 
ورغم قلة الأمطار واختلاف كمية هطولها من منطقة لأخرى إلا أن استفادة الأهالي منها كبيرة، فهي تختزن تحت سطح الأرض في بطون الأودية المنتشرة في أنحاء المملكة. ففي مناطق منحدرات الحجاز وعسير يقوم الأهالي بعمل برك أو أحواض لتجميع مياه الأمطار للاستفادة منها في الشرب. وقد وجد في بعض الأقاليم في الجزء الغربي والجنوبي آثار لسدود قديمة شيدها قاطنو تلك المناطق لحفظ المياه وتغذية الآبار التي يستفاد منها في الشرب والري  . 
 
ولهذه الزيادة المطردة في طلب المياه؛ ظهرت الحاجة إلى ضرورة القيام بدراسات علمية لإدارة العرض والطلب من المياه، فقامت وزارة الزراعة والمياه بالعمل على إنشاء شبكة الرصد المائي, ثم ألحقتها بإعداد خطة وطنية للمياه تشمل سياسات ونظمًا ومعايير ومواصفات لاستخدامات المياه ونظامًا للاستفادة من الصرف الصحي؛ على مستوى المملكة  . 
 
1 - شبكة الرصد المائي والمناخي:  
 
لقد ظهرت الحاجة إلى إجراء دراسات مائية منذ أوائل السبعينيات الهجرية/الخمسينيات الميلادية، وكان الهدف منها جمع معلومات عن الأمطار، والسيول، والتبخر، والحرارة، والرطوبة والإشعاع الشمسي, وغيرها من العناصر, ويدعى هذا النوع من الدراسات "الدراسات الهيدرولوجية" التي تقوم باستخدام أجهزة خاصة لجمع المعلومات المطلوبة. يجري بعد ذلك تحليل هذه المعلومات وتفسيرها علميًا للاستفادة منها في معرفة توازن المياه الجوفية وفي تصميم السدود، وإنشاء الطرق والجسور والمشروعات الزراعية وغيرها. ولقد قامت وزارة الزراعة والمياه آنذاك بإنشاء عدد من المحطات المناخية ومحطات قياس السيول في مناطق المملكة المختلفة.
 
أُنجزت أول دراسة في عام 1403هـ/1983م وغطت عددًا من الأودية. وقد حظيت المناطق الجنوبية الغربية من المملكة في عام 1408هـ/1988م بدراسات مائية غطت فيها عددًا من المناطق مثل: وادي تبالة ببيشة، ووادي يبا ووادي الليث بتهامة الشمالية، ووادي لية بتهامة الجنوبية، ووادي حبونا في منطقة نجران. وبانتهاء تلك الدراسات أصبح لدى الوزارة شبكة هيدرولوجية (شبكة الرصد المائي والمناخي) مكونة من: شبكة من المحطات المناخية التي أصبح عددها بنهاية عام 1418هـ/1997م: 13 محطة مناخ آلية - 65 محطة مناخ عادية - 113 جهازًا لقياس كمية المطر اليومي - 87 جهازًا لقياس كمية المطر الشهري - 45 مجمع مطر لكل ثلاثة أشهر. إضافة إلى شبكة من محطات قياس السيول بلغ عددها بنهاية عام 1418هـ/1997م 152 محطة.
 
كما أقامت الوزارة 10 مكاتب هيدرولوجية حقلية في مناطق المملكة المختلفة, ومنها مكتب في منطقة الباحة في محافظة المخواة. وتنحصر مهمة هذه المكاتب في الإشراف الفني والإداري على تلك المحطات من أجل جمع المعلومات وتحليلها وتدقيقها وتبويبها ونشرها لتكون في متناول الباحثين والجهات الأخرى التي تستفيد منها.
 
2 - مشروع مياه الباحة والقرى المجاورة:  
 
كلفت وزارة الزراعة والمياه إحدى الشركات الاستشارية العالمية عام 1404هـ/1984م بدراسة الاحتياجات المائية لمنطقة الباحة وإيجاد الحلول المناسبة لذلك, فأوصت تلك الشركة بعدة حلول من أهمها إقامة سد على وادي العقيق. ولقد تم إنشاء 26 سدًا   في منطقة الباحة بسعة تخزينية تقدر بنحو 31.2 مليون متر مكعب. ويهدف تنفيذ مشروع مياه الباحة إلى تأمين المياه لمدن الباحة وبلجرشي وبني كبير وبني سعد وذلك بنقل المياه من حقل الآبار المحفورة  في وادي العقيق. ويتألف المشروع من:
 
 10 آبار يدوية حفرت في وادي العقيق وطاقتها الإنتاجية أكثر من 5 آلاف متر مكعب يوميًا.
 
 محطة لتنقية المياه (الكلورة) طاقتها الإنتاجية تتجاوز 5 آلاف متر مكعب يوميًا.
 
 4 خزانات سعة كل منها 1400م  موزعة بين وادي العقيق والباحة، مع 4 محطات ضخ.
 
 خزان بسعة 11800م  مقام على جبل عالٍ لتغذية مدينة بلجرشي وبني كبير.
 
 بلغ أطوال أنابيب النقل 145كم  بقطر 300مم.
 
 مبنى للإدارة والورش بالإضافة إلى المعدات اللازمة.
 
وقد بلغت تكاليف المشروع أكثر من 76 مليون ريال. وفي عام 1419هـ/1998م تم البدء بتنفيذ مشروع نقل المياه من وادي عردة، حيث قامت الوزارة بإنشاء خط لنقل المياه بطول 100كم، وفي عام 1421هـ/2000م تم اعتماد أكثر من 228 مليون ريال مخصصة لمجموعة من المشروعات المائية بالمنطقة منها إنشاء محطة لتنقية المياه على سد العقيق بطاقة 15 ألف متر مكعب يوميًا  
 
3 - السدود
 
- سد وادي العقيق:  
 
أُنشئ السد في عام 1408هـ/1988م، ويقع على بعد 45كم  شمال شرق الباحة ووادي العقيق. والغرض من إنشائه توفير مياه الشرب لكل من أهالي مدينة الباحة وبلجرشي وبني كبير وبني سعد، كما يقوم بتغذية منطقة الآبار البالغ عددها 10 آبار. وتبلغ سعته التخزينية 22.5 مليون متر مكعب. كما يبلغ طول السد 175م وارتفاعه 30م، وبلغت تكلفته الإجمالية 25 مليون ريال.
 
4 - تحلية مياه البحر:
 
توجهت المملكة نحو تقنية تحلية مياه البحر بوصفها خيارًا إستراتيجيًا لمقابلة الطلب المتنامي على مياه الشرب، فكان أن أنشئت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في عام 1394هـ/1974م. وقد بلغ عدد محطات التحلية حاليًا أكثر من ثلاثين محطة منتشرة في مناطق المملكة المختلفة في أكثر من 15 موقعًا، تتجاوز إنتاجيتها 3 ملايين متر مكعب من المياه يوميًا ما يمثل 21% من الإنتاج العالمي، وتقوم بتوليد الطاقة الكهربائية بما يزيد على 5 آلاف ميغاوات.
 
وتعمل المؤسسة أيضًا على مد خطوط أنابيب من محطاتها المختلفة لإيصال المياه المحلاة إلى المدن الداخلية والمدن ذات الكثافة السكانية العالية، ولقد بلغت مشروعات خطوط الأنابيب 11 مشروعًا تكوِّن شبكة من الأنابيب يبلغ مجموع أطوالها 3 آلاف كيلو متر بأقطار تراوح بين 200 و 300مم. وتقوم على خطوط الأنابيب هذه 25 محطة تضخ المياه على خزانات المؤسسة البالغ عددها 141 خزانًا تبلغ سعتها التخزينية 7.5 ملايين متر مكعب، إضافة إلى 17 محطة لخلط مياه التحلية بالمياه الجوفية  
وقد وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تزويد المنطقة من مشروع الشعيبة لتحلية المياه المالحة في المرحلة الثالثة بما يعادل 30000م يوميًا  
 
 
شارك المقالة:
163 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook