الثروة المائية بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الثروة المائية بالرياض في المملكة العربية السعودية

الثروة المائية بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
تقع منطقة الرياض وسط الجزيرة العربية، في منطقة صحراوية؛ ما جعل الماء العذب سلعة نفيسة، ومع ذلك فإن من أكبر المشكلات التي تواجه مدينة الرياض ارتفاع مستوى المياه الجوفية، فقد تسبب ذلك في زيادة ملوحة الأرض، كما أن المياه المشبعة بالكلور والكبريت قد أثَّرت في أساسات المباني والهياكل الخرسانية 
 
تنقسم منطقة الرياض من حيث بنيتها الجيولوجية إلى قسمين رئيسين: القسم الغربي الواقع ضمن نطاق الدرع العربي، والقسم الشرقي الواقع ضمن النطاق الرسوبي. ويتسم النطاق الرسوبي بتعدد أحواض المياه الجوفية فيه، وفي محافظات هذا النطاق تظهر التجمعات الحضرية الكبرى والزراعة الواسعة، أما المحافظات في نطاق الدرع العربي فإن توزيع السكان فيها يتمثل في مجموعة كبيرة من الهجر والقرى وعدد محدود من المدن؛ إذ يمكن الحصول على كميات قليلة من المياه من بطون الأودية أو من الطبقات الضحلة والفقيرة التي تعتمد في تغذيتها على كميات الأمطار الساقطة.
 

مصادر المياه

 
يوجد بالمملكة عدد من مصادر المياه، أهمها: المياه السطحية، والمياه الجوفية، ومياه التحلية، ومياه الصرف الصحي المعالجة، ومياه الصرف الزراعي.
 
1 - المياه السطحية:
 
تتجمع نتيجة هطلان الأمطار وحدوث السيول على شكل بحيرات خلف السدود أو في المنخفضات الطبيعية، وتوجد بشكل أكبر في المنطقتين الجنوبية والغربية وبشكل أقل في المناطق الأخرى من المملكة (بما فيها منطقة الرياض).
 
2 - المياه الجوفية:
 
تنقسم إلى:
 
أ) مياه جوفية ضحلة:
 
تصنف إلى فئتين: الفئة الأولى: المياه الموجودة في طبقات الرواسب الوديانية، وتقدر كميات المياه التي تغذي هذه الطبقات بنحو 940 مليون متر مكعب سنويًا. أما الفئة الثانية فتتمثل في المياه الموجودة في الأجزاء غير المحصورة وتقدر التغذية السنوية لها بنحو ملياري متر مكعب سنويًا.
 
ب) مياه جوفية عميقة:
 
هي التي اختزنت في باطن الأرض منذ آلاف السنين على أعماق بعيدة قد تصل إلى آلاف الأمتار وتوجد في طبقات جيولوجية متعاقبة، ولها امتداد أفقي واسع، وتشغل أكثر من ثلثي مساحة المملكة فيما يُسَمَّى الرصيف القاري، وتمثل الاحتياطي الإستراتيجي من مخزون المياه الجوفية في المملكة، وهناك نوعان من التكوينات الحاملة لهذه المياه: التكوينات الرئيسة، والتكوينات الثانوية.
 
1) التكوينات الرئيسة:
 
 تكوين الساق: وهو من أهم التكوينات الغنية بالمياه في المملكة، ويمتد من الأردن إلى وسط المملكة وجنوبها، ويستفيد من الجزء الشرقي من التكوين منطقة القصيم والأسياح وشرق حائل ومنطقة تبوك، ويراوح عمق المياه في تكوين الساق بين 100م في منطقة الجنوب و 1850م في القصيم، أما في منطقة الرياض فيقتصر وجوده على أجزاء صغيرة إذ تعتمد عليه الزراعة بشكل رئيس في منطقة السر الزراعية التابعة لمحافظة الدوادمي، وفي أجزاء محدودة من محافظة القويعية.
 
 تكوين الوجيد: وهو مشابه لتكوين الساق من حيث نوعية المياه، ويوجد في جنوب المملكة ووسطها، وفي منطقة الرياض حيث تعتمد الزراعة الحديثة عليه في الأجزاء الجنوبية من محافظتي وادي الدواسر والسليل.
 
 تكوين المنجور: وهو من أهم الطبقات وأوسعها امتدادًا داخل منطقة الرياض وخارجها، ويوجد في وسط المملكة، ويستفيد منه كثير من الأراضي الزراعية في منطقة الرياض؛ مثل: مدينة الرياض، ومحافظة القويعية، ومحافظة المزاحمية، ومحافظة شقراء، ومحافظة المجمعة، ومحافظة الخرج، ومحافظة الأفلاج، ومحافظة وادي الدواسر.
 
 تكوين ضرما: وهو أيضا من أهم الطبقات وأوسعها امتدادًا داخل منطقة الرياض وخارجها، ويوجد في وسط المملكة، ويستفيد منه كثير من الأراضي الزراعية في منطقة الرياض مثل: ضرما، وشقراء، والغاط، والزلفي.
 
 تكوين الدمام: ويعد من أهم التكوينات المائية اقتصاديًا لقلة عمقه وسهولة الحفر فيه ونوعية مياهه.
 
 تكوين الوسيع: وتستفيد منه منطقة الرياض وخريص والمنطقة الشرقية.
 
 تكوين البياض: وهو من أهم الطبقات المائية في الأجزاء الجنوبية من منطقة الرياض، إذ تستفيد منه المناطق الزراعية في الخرج والأفلاج وحوطة بني تميم.
 
 تكوين تبوك: ويمتد من الأردن إلى جنوب القصيم.
 
 تكوين النوجين: وينتشر في شرق المملكة.
 
2) التكوينات الثانوية:
 
سُمِّيت بالثانوية إما لمحدودية امتدادها الجيولوجي أو لانخفاض إنتاجيتها عن الطبقات الرئيسة وتشمل:
 
 طبقة الجلة: وتستفيد من مياهها منطقة شمال الرياض.
 
 طبقة ضرما: وتستفيد من مياهها منطقتا الزلفي وضرما.
 
 طبقة مرات: وتستفيد منها منطقة الوشم.
 
 طبقة الجبيلة: وتستفيد منها المناطق الزراعية في الجبيلة، والعمارية، والصفرات، وحوطة بني تميم.
 
 طبقة الجوف: وتستفيد منها منطقتا عرعر والجوف.
 
 طبقة بروات: وتستفيد من مياهها منطقة عرعر.
 
 طبقة خف: وتستفيد من مياهها منطقة القصيم وجنوب وادي الدواسر.
 
 طبقة سكاكا: وتستفيد من مياهها منطقة سكاكا  . 
 
وفي سبيل المحافظة على مصادر المياه السطحية والجوفية، تقوم وزارة المياه بتطبيق نظام دقيق ومحدد، إذ لا يتم حفر أي بئر إلا بعد الحصول على ترخيص من الوزارة مشتملاً على الشروط والمواصفات الفنية الواجب اتباعها  . 
 
ويوضح (جدول 50) حجم الموارد المائية الجوفية في مناطق المملكة.
 

مياه التحلية

 
هي المياه التي يتم استخراجها من البحر بعد إزالة الأملاح عن طريق محطات ضخمة على ساحل الخليج العربي شرقًا وساحل البحر الأحمر غربًا، وهي تعمل على تكثيف البخار أو بالتناضح العكسي، وتُعَدُّ هذه المياه مصدرًا مهمًا لمياه الشرب في كثير من المدن الساحلية والداخلية، وقد اهتمت المملكة بها، فأنشأت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لتكون المشرفة والمسؤولة عن هذا المورد، وتعد المملكة أكبر منتج لمياه البحر المحلاة في العالم، وتستمد الرياض مياهها من محطة تحلية المياه بالجبيل بطاقة تصل إلى 800.000م  من المياه يوميًا، بالإضافة إلى تحلية مياه الآبار كما هو الحال في خزان ساق في القويعية حيث تبلغ طاقتها الإنتاجية أكثر من 6000م  يوميًا، وفي مشروع مياه هجرتي لبخة وحوتية في شقراء.
 

مياه الصرف الصحي المعالجة

 
قُدِّرَت مياه الصرف الصحي المعالجة لعام 1414هـ / 1993م بنحو مليار و 17 مليون متر مكعب، وتمت معالجة 418 مليون متر مكعب تمثل 41.1% من إجمالي كمية الصرف خلال العام نفسه. ويتم استخدام هذه المياه حاليًا في بعض المزارع القائمة لري أشجار النخيل والأعلاف والمحصولات الأخرى، كما تُسْتَخدم لري الحدائق والمتنـزهات الوطنية والمسطحات الخضراء، وتثبيت الكثبان الرملية، والاستخدامات الصناعية، وتربية الأحياء المائية. وتشير الأبحاث إلى أن 60% من المياه المستهلكة داخل المنازل في المدن الرئيسة يُعَاد تجميعها مرة أخرى على هيئة مياه صرف صحي يتم معالجة جزء كبير منها لتكون صالحة للأغراض الزراعية والصناعية، لتخفيف السحب من المياه الجوفية  ،  ويوجد في الرياض محطتان لمعالجة مياه الصرف الصحي هما: المحطة الجنوبية والمحطة الشمالية 
ويوضح (جدول 51) كمية مياه الصرف الصحي المعالجة والمستخدمة في الأغراض الزراعية وأعداد المزارع المستفيدة منها ومساحتها في منطقة الرياض لعام 1425 - 1426هـ / 2004 - 2005م
 

مياه الشرب

 
تغطي خدمات المياه أغلب المناطق والأحياء بمدينة الرياض، فقد بلغ إجمالي عدد المشتركين بمدينة الرياض 308551 مشتركًا في عام 1425هـ / 2004م محققًا بذلك ارتفاعًا بنسبة 3.2% عن إجمالي عدد المشتركين في عام 1424هـ / 2003م البالغ 299054 مشتركًا، وقد تحقق في مجال المياه ما يأتي:
 
 بلغت كمية المياه المنتجة من الآبار 175.981.737م  في عام 1425هـ / 2004م محققة بذلك ارتفاعًا بنسبة 8.5% عن كمية المياه المنتجة المنقّاة في عام 1424هـ / 2003م البالغة 162.268.132م  ، وبلغ عدد الآبار المنتجة 143 بئرًا. وبلغ عدد الآبار الأهلية المرخصة التراكمي حتى نهاية عام 1425هـ / 2004م، 49565 بئرًا لمختلف الأغراض.
 
 بلغت كمية المياه المحلاة 295.210.622م  في عام 1425هـ / 2004م محققًا بذلك ارتفاعًا بنسبة 0.9% عن كمية المياه المحلاة في عام 1424هـ / 2003م البالغة 292.5 مليون متر مكعب. ويمثل 30% من إجمالي المياه المحلاة على مستوى المملكة البالغ 1.055.998.128م  في عام 1425هـ / 2004م. وبذلك ارتفعت حصة مدينة الرياض من المياه المحلَّاة عن حصتها في العام السابق بنسبة 2% وبلغ عدد التوصيلات المنـزلية 307302 توصيلة، وبلغ إجمالي طول شبكة المياه بالمدينة 9860كم طولي 
شارك المقالة:
211 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook