التوزيع الجغرافي في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
التوزيع الجغرافي في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

التوزيع الجغرافي في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية.

 
تشغل منطقة نجران نحو 6% من إجمالي مساحة المملكة، إذ تبلغ مساحتها 126187كم  . وبهذا تُعد من المناطق الإدارية متوسطة المساحة، إذ تأتي في المرتبة السادسة بين مناطق المملكة، ولكنها تأتي في المرتبة العاشرة من حيث الحجم السكاني على مستوى مناطق المملكة، وذلك حسب بيانات تعداد عام 1425هـ/2004م.
 
أ - التوزيع النسبي لسكان المحافظات:
 
يقطن في مدينة نجران والمراكز التابعة لها أغلب سكان المنطقة، ففي عام 1394هـ/1974م بلغت نسبة السكان بها نحو 53% من إجمالي سكان المنطقة، ثم ارتفعت هذه النسبة عام 1413هـ/1992م لتصل إلى أكثر من 65%, ولكنها تراجعت قليلاً عام 1425هـ/2004م إلى نحو 63% تقريبًا. وشهدت محافظة شرورة زيادة ملحوظة في نصيبها النسبي من إجمالي سكان المنطقة؛ فقد ارتفعت نسبة سكانها من نحو 9% في عام 1394هـ/1974م إلى أكثر من 17% في عام 1425هـ/2004م. أما بقية المحافظات فشهدت تذبذبًا في نسبة سكانها خلال الفترات السابقة، مع تناقص واضح في نسبها إلى إجمالي سكان المنطقة؛ فعلى سبيل المثال، كان يقطن محافظة خباش عام 1394هـ/1974م نحو 10% من إجمالي سكان المنطقة، ولكن هذه النسبة انخفضت إلى نحو 5% فقط عام 1425هـ/2004م. وكذلك الحال بالنسبة إلى محافظة يدمة، فقد انخفض نصيبها من سكان المنطقة في عام 1425هـ/2004م إلى نصف ما كان عليه في عام 1394هـ/1974م
 
ولعل التركز السكاني في مدينة نجران والمراكز التابعة لها جاء على حساب المحافظات الأخرى؛ لتوافر الخدمات والأنشطة الاقتصادية في مقر الإمارة، وهذا أدى إلى هجرة السكان من المحافظات الصغيرة إلى مقر الإمارة حيث تتوافر الخدمات الحكومية والفرص الوظيفية بشكل أفضل.
 
ب - الكثافة السكانية:
 
يُقصد بالكثافة السكانية ناتج قسمة إجمالي عدد السكان على مساحة المنطقة أو المحافظة, بغض النظر عن المساحات المأهولة أو غير المأهولة. ويُلاحظ أن الكثافة السكانية ارتفعت في منطقة نجران من نحو شخص واحد في الكيلو متر المربع عام 1394هـ/1974م إلى نحو أربعة أشخاص في الكيلو متر المربع عام 1425هـ/2004م بزيادة بلغت نحو ثلاثة أشخاص في الكيلو متر المربع خلال العقود الثلاثة الماضية، (جدول 25) . وهي بذلك أقل بكثير من كثافة السكان في المملكة والبالغة نحو 11 نسمة في الكيلو متر المربع. وخلال السنوات الماضية شهدت المنطقة تغيرات في مساحتها نتيجة اتفاقية الحدود مع اليمن، وكذلك تغير نطاق الإشراف الإداري بينها وبين المنطقة الشرقية.
 
أما على مستوى المحافظات فإن الكثافة السكانية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في مدينة نجران والمراكز التابعة لها إذ ارتفعت من نحو 26 نسمة في الكيلو متر المربع عام 1394هـ/1974م إلى نحو 88 نسمة في الكيلو متر المربع عام 1425هـ/2004م، أي بزيادة قدرها 62 شخصًا تقريبًا، مما يؤكد الزيادة السكانية في مقر الإمارة، (جدول 25) و (خريطة 14) . كما شهدت محافظة حبونا ارتفاعًا في الكثافة، إذ ارتفعت من 9 أشخاص إلى نحو 16 شخصًا في الكيلو متر المربع خلال الفترة نفسها. وفي عام 1425هـ/2004م يُلاحظ أن هناك ثلاث محافظات ترتفع فيها الكثافة السكانية إلى ما هو أعلى من مستوى الكثافة في المنطقة، وهي مدينة: نجران، ومحافظتا حبونا وبدر الجنوب، في حين تنخفض الكثافة في بقية المحافظات إلى أقل من الكثافة في منطقة نجران.
 
ج - التوزيع الحضري والريفي للسكان في المنطقة:
 
شهدت منطقة نجران تغيرات كبيرة فيما يتعلق بنمط الحياة، أي توزيع السكان حسب الحضر والريف. ففي عام 1394هـ/1974م كان يقطن في منطقة نجران نحو 3% من إجمالي سكان البادية في المملكة، يمثلون 19% تقريبًا من إجمالي سكان منطقة نجران  .  ومن المتوقع انخفاض هذه النسبة في الوقت الحاضر نتيجة استقرار سكان البادية في المدن والقرى طلبًا للأعمال وكذلك الخدمات التعليمية والصحية، إذ تُعد منطقة نجران من المناطق التي شهدت هجرة أعداد كبيرة من سكان البادية إلى المدن والقرى نظرًا لصعوبة المعيشة في الصحراء من جهة، ولتوافر فرص وظيفية أفضل في المدن من جهة أخرى، مما أدى إلى انخفاض حاد في أعداد سكان البادية.
 
من جانب آخر هاجرت أعداد كبيرة من سكان القرى إلى المدن داخل المنطقة وخارجها، مما أدى إلى زيادة عدد سكان المدن على حساب المناطق الريفية. كما هاجر عدد من سكان المنطقة إلى مناطق المملكة الأخرى؛ وبخاصة المنطقة الشرقية ومنطقة الرياض ومنطقة عسير.
 
ولقد كانت منطقة نجران من أقل مناطق المملكة تحضرًا، إذ لم تتجاوز نسبة التحضر (نسبة سكان المدن) بها 33% تقريبًا في عام 1394هـ/1974م، في الوقت الذي بلغت فيه نسبة التحضر على مستوى المملكة 46% تقريبًا في ذلك العام. ولكن ما لبثت أن ارتفعت نسبة التحضر بالمنطقة في عام 1413هـ/1992م إلى 46%. وفي الوقت نفسه، ازداد عدد المدن من مدينتين فقط في عام 1394هـ/1974م إلى أربع مدن في عام 1413هـ/1992م. وفي عام 1425هـ/2004م قفزت نسبة التحضر في منطقة نجران لتصل إلى 79%، أي ما يقارب نسبة التحضر على مستوى المملكة البالغة نحو 81% تقريبًا، وازداد عدد المدن بها ليصل إلى ست مدن  .  ولا شك أن هذا التغير يعكس النمو السكاني إلى جانب دمج المراكز العمرانية الصغيرة المجاورة للمدن الكبيرة نسبيًّا؛ وبخاصة مدينة نجران.
 
شارك المقالة:
49 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook