يتكون كل مفصل في الجسم من ملتقى عظمتين. يغطي العظام في المفصل طبقة من النسيج الغضروفي، تُسمى الغضروف المفصلي (Articular cartilage)، ويعمل الغضروف لتقليل الاحتكاك بين العظام وتحمل الثقل الموجود على المفصل. يُغطي الغضروف وأطراف العظام طبقة من الغشاء تسمى الغشاء الزليلي (Synovium). تُحاط جميع الأنسجة التي تُركب المفصل بغشاء مبطن للمفصل وهي المحفظة المفصلية (Joint Cpsule) والتي تحيط المفصل من جميع الجهات وتحافظ على فصله من العالم الخارجي، العدوى، الأجسام الغريبة وأي شيء اخر قد يدخل للمفصل.
يُمكن أن يصيب التهاب المفاصل جميع الأنسجة التي تركب المفصل، العظام، الغضروف المفصلي، أو الغشاء الزليلي.
يُصيب التهاب المفاصل واحد من كل سبعة أشخاص. من الممكن أن يظهر التهاب المفاصل في جميع مفاصل الجسم، وتختلف المفاصل المُصابة تبعاً للمرض. العديد من الأمراض تؤدي الى التهاب المفاصل، بعضها طفيف ويمكن علاجه ويستجيب للعلاج. بينما بعض الأمراض التي قد تسبب التهاب المفاصل، تؤدي لالتهاب شديد ومستعصي للعلاج، يقود لتدمير المفصل وحدوث التشويهات. التهاب المفاصل هو أحد الحالات التي تؤدي للعجز المؤقت وتعوق المريض عن العمل والوظائف اليومية. اذا ما استمر الالتهاب في المفصل ولم يُعالج، سبب اندماج العظام مما يؤدي للتشويهات.
رغم وجود العديد من الأمراض التي تُسبب التهاب المفاصل، الا أن أعراض التهاب المفاصل لا تختلف كثيراً، حيث نجد الأعراض التالية:
· الألم في المفصل: الألم هو أهم الأعراض التي تقود المريض الى الطبيب. وقد يتغير طابع الألم أو مدة الشعور به حسب المرض، فبعض الحالات يكون فيها الألم حاد، بينما الأخرى مزمناً.
· خشونة المفصل: غالباً ما تظهر خشونة أو تصلب في حركة المفصل، وتُقيد حركته. تبرز الخشونة بالذات عند الصباح، بعد النوم أو بعد فترة من الراحة. تختلف مدة الخشونة تبعاً لسبب التهاب المفاصل.
· أعراض الالتهاب العامة: في أمراض معينة، قد تظهر أعراض أخرى عامة تُعبر عن وجود حالة التهاب في الجسم، كالحرارة المرتفعة، التعب والارهاق، فقدان الشهية...
علامات التهاب المفاصل:
· تورم المفصل: أو انتفاخ المفصل، نتيجةً للالتهاب وتراكم السوائل.
· دفء المفصل: قد يكون المفصل ساخناً أو دافئاً عند لمسه.
· احمرار المفصل: قد يظهر الاحمرار على الجلد.
· الايلام: يشعر المريض بالألم اذا ما لمس الطبيب المفصل.
· تقييد الحركة.
· القرقعة في المفصل المُصاب، وذلك نتيجة الكسور الصغيرة التي توجد داخل المفصل في بعض الأمراض.
تختلف بعض الأعراض والعلامات فيما بينها، تبعاً لسبب التهاب المفاصل. بغض النظر عن السبب، فان تصنيف التهاب المفاصل يُسهل على التشخيص ويُساعد في معرفة السبب. يمكن أن يُصنف التهاب المفاصل لصنفين أساسيين:
الألم المستمر أو المتكرر في المفصل.
اصابة مفصل أو أكثر.
ظهور الخشونة في الصباح، أو بعد الراحة والنوم.
غالباً ما تُصاب المفاصل من جانبي الجسم، الأيمن والأيسر.
يظهر الألم خلال النهار وبعد استعمال وحركة المفصل.
تظهر الخشونة بعد حركة المفصل وتقل عند الراحة.
يمكن أن تُصاب المفاصل من أحد جانبي الجسم، أو من الجانبين في نفس الحين.
يمكن أن يُصنف التهاب المفاصل أيضاً تبعاً لعدد المفاصل المُصابة، حيث ان التهاب المفاصل قد يُصيب مفصلاً واحداً أو يُصيب عدة مفاصل.
يُساعد التاريخ المرضي في تشخيص التهاب المفاصل، أو على الأقل الفصل بين صنفي التهاب المفاصل. كما أن الفحص الجسدي الذي يجريه الطبيب يُشير الى علامات التهاب المفاصل.
من المهم أيضاً تشخيص سبب التهاب المفاصل وليس فقط حالة التهاب المفاصل، ويعتمد الأمر كثيراً على التاريخ المرضي والفحص الجسدي.
يتم استخدام بعض الاختبارات للمساعدة في التشخيص وتحديد سبب التهاب المفاصل. تشمل هذه الالختبارات التالي:
تعداد الدم الكامل (CBC- Complete Blood Count): من خلاله يمكن فحص عدة أمور قد تظهر عند الالتهاب وتشمل فقر الدم، قلة صفائح الدم، وارتفاع كريات الدم البيضاء أو قلتها.
مؤشرات الالتهاب في الدم: سرعة تثقل الكريات الحمر (ESR- erythrocyte sedimentation rate)، البروتين المتفاعل (CRP-C Reactive Protein)، وغالباً ما يكونا مرتفعان في حالة الالتهاب.
الأجسام المضادة: في حال أمراض المناعة الذاتية يمكن وجود أجسام مضادة ذاتية عديدة.
تختلف الأمور أعلاه بين أسباب التهاب المفاصل المختلفة، ومن الممكن من خلال الفروق أن تُساعد جداً في تشخيص التهاب المفاصل وتحديد سببه.
التصوير بالأشعة السينية (X-ray)، الاختبار الأكثر استعمالاً نظراً لتوفره وسهولة تنفيذه.
التصوير الطبقي المحوسب (CT- Computed Tomography): عدا عن تصوير المفاصل والعظام، فان الغضروف والأنسجة الأخرى الرخوة يمكن تصويرها وملاحظة وجود ضرر فيها.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI- Magnetic Resonance Imaging): الأكثر نوعية وتحسس، ويُستخدم أكثر لتصوير الأنسجة الرخوة والغضروف. الا أن استعماله قليل بسبب عدم توفره.
يختلف علاج التهاب المفاصل وفقاً للمرض المُسبب لالتهاب المفاصل.
اذا ما شكوت من أعراض وعلامات التهاب المفاصل، يُمكنك اتباع الأمور التالية:
العلاج بالأدوية
العديد من الأدوية يُمكنها أن تُستعمل في علاج التهاب المفاصل، وتختلف هذه الأدوية تبعاً لسبب التهاب المفاصل. بعض الأدوية تعمل على تخفيف الألم، الأعراض والالتهاب، فيما البعض الاخر يعمل كدواء نوعي لسبب التهاب المفاصل. الأدوية المستعملة لتخفيف أعراض التهاب المفاصل هي:
ضرر للكلى وقد تسبب فشل الكلى.
قرح في المعدة.
ضغط الدم المرتفع.
ضرر للكبد وقد تسبب التهاب الكبد.
يزداد الاحتمال للاصابة باحتشاء القلب الحاد، اذا تناول المريض هذه الأدوية لمدة طويلة.
من هذه الأدوية: الأسبيرين، الايبوبروفين...
أدوية أخرى تُستعمل تبعاً للمرض المسبب لالتهاب المفاصل وتشمل:
ميتوتريكسات (Methotrexate):
سولفاسالازين (sulfasalasine).
ليفلونوميد (Leflunomide).
تُستعمل غالباً هذه الأدوية في التهاب المفاصل الالتهابي.
التسايكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide).
الأزاتيوبيرين (Azathiopirine).
التسايكلوسبورين (Cyclosporine).
ليفلونوميد (Leflunomide).
جميع هذه الأدوية ناجعة جداً لعلاج التهاب المفاصل، الا أن أعراضها الجانبية كثيرة وغير مرغوب بها، لذا فان استعمالها يكون في الحالات المستعصية.
أدوية أخرى قد تُستخدم تبعاً لسبب التهاب المفاصل.
كما ذُكر فان التهاب المفاصل يُصنف تبعاً لأسبابه، عدد المفاصل المصابة ووجود أو عدم وجود الالتهاب. تُقسم أسباب التهاب المفاصل وفقاً لعدد المفاصل المُصابة، وأهم الأسباب هي:
التهاب المفاصل العدوائي (Infectious arthritis).
النقرس (Gout).
النقرس الكاذب (Pseudogout).
الفصال العظمي (Osteoarthritis).
الرضخ (Trauma).
الناعور (Hemophilia).
التهاب المفاصل الروماتويدي (RA- Rheumatoid Arthritis).
الذئبة الحمامية المجموعية (SLE- Systemic Lupus Erythematosus).
تصلب الجلد (Scleroderma).
اعتلال الفقار (Spondyloarthropathy).
"