التهاب الشغاف الخمجي والعوامل المؤهبة لحدوثه

الكاتب: رامي -
التهاب الشغاف الخمجي والعوامل المؤهبة لحدوثه
"

التهاب الشغاف الخمجي والعوامل المؤهبة لحدوثه.

التهاب الشغاف الخمجيinfective endocarditisحالة يصيب فيها الخمج بطانة العضلة القلبية أو صماماتها الواطنةnative valvesأو صماماتها البديلة (الصنعية)prosthetic valvesأو ناسوراً أو طعماً وعائياً. ويتبدّى عادة بظهور تنبتاتvegetations على الوريقات الصمامية المؤوفة أو على الآفات القلبية المؤهبة أو على الصمامات البديلة (الشكل 1) والنسج المحيطة بها، كما يمكن أن يصاب القلب الطبيعي. إن الجراثيم هي المسبب الأعظم لالتهاب الشغاف ولكن قد تسببه أيضاً الفطور أو الريكتسيات أو الملتويات.

يتجه السير الطبيعي لالتهاب الشغاف دون معالجة فعالة نحو الوفاة عادة. ولذلك فالتشخيص الباكر والمعالجة الفعالة - دوائية كانت أو جراحية- أمران حيويان لاستئصال المرض ولمنع أو تخفيف مضاعفاته وآثاره المخربة للقلب التي تزداد كلما تأخرت السيطرة عليه. يكون التهاب الشغاف عادة حاداً وأكثر خطورة وذا إنذار أسوأ إذا أصاب قلباً طبيعياً، كما هو الحال في التهاب الشغاف الناجم عن الحقن الوريدية لدى مدمني المخدرات الوريدية، أو إذا كان الجرثوم المسبب ذا فوعة شديدة كالعنقوديات الذهبية، ويكون تحت حاد وذا إنذار أفضل إذا أصاب قلباً مريضاً كما في أمراض القلب الصمامية أو الولادية، أو إذا كان الجرثوم المسبب أقل فوعة مثل المكورات العقدية المخضرة الحالّة للدم. تتساوى نسبة الإصابة بين الذكور والإناث.

الوبائيات

إن التهاب الشغاف مرض متغير الصفات؛ فقد ارتفع وسطي أعمار المصابين به من 30 سنة عام 1926 إلى 50 سنة عام 2005، وصارت الآفات الصمامية التنكسية والتصلبية الوعائية الشديدة والانسدال التاجي هي الأسباب القلبية المؤهبة الأكثر شيوعاً للإصابة بدل الإصابات الصمامية الرثوية، إضافة إلى ازدياد عدد الأطفال الذين لديهم آفات قلبية ولادية ويصلون إلى سن البلوغ بعد إجراء عمليات جراحية قلبية لهم لتلطيف الآفة الولادية أو إصلاحها جذرياً؛ الأمر الذي يزيد عدد المعرضين للإصابة بالتهاب الشغاف.

العوامل المؤهبة

إن أكثر آفات القلب الولادية عرضة لالتهاب الشغاف هي: الفتحة بين البطينين والصمام الأبهري ثنائي الوريقات وبقاء القناة الشريانية وتضيق برزخ الأبهر ورباعية فالو، إضافة إلى القلس الأبهري والتاجي وانسدال الصمام التاجي واعتلال القلب الضخامي الساد. أما الآفات الصمامية المضيّقة فهي أقل تعرضاًَ للإصابة، ولا تصاب عادة الفتحة بين الأذينتين ولا الصمام الرئوي.

وقد أدّى ازدياد عدد المدمنين على المخدرات الوريدية وما يرافق ذلك من انعدام ظروف التعقيم إلى زيادة في إصابة الصمام ثلاثي الشرف بالتهاب الشغاف، كما زاد استعمالُ المواد الصنعية في إصلاح الآفات القلبية الولادية وفي الصمامات البديلة المعدنية من تعرض هؤلاء المرضى للإصابة بالتهاب الشغاف. وإن المرضى الذين استبدلت بصماماتهم المؤوفة صمامات حيوية (وليست معدنية) معرضون أيضاً للإصابة، كما تشكل الإصابة السابقة عامل خطورة إضافياً لإصابة جديدة مستقبلاً.

لقد زاد عدد الإصابات بالتهاب الشغاف دون وجود مرض قلبي مؤهب وتتجاوز أعمار معظم هؤلاء المرضى 65 عاماً؛ إذ تكون لديهم تبدلات مرضية تنكسية شديدة فتشكل سبباً مؤهباً لإصابتهم، كما ارتفع عدد الإصابات بالجراثيم الموجودة في المشافي والمستوصفات بسبب ازدياد استعمال الأدوات والقثاطير الوريدية والبولية، وازدياد إجراء التنظير الهضمي العلوي والسفلي والبولي التناسلي. ويعدّ مرض عوز المناعة المكتسب (إيدز) وزرع الأعضاء وما يرافقه من استعمال أدوية مثبطة للمناعة من العوامل المؤهبة لالتهاب الشغاف.

"
شارك المقالة:
99 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook