قد يصعب تشخيص مرض التهاب الشريان ذي الخلايا العملاقة؛ لأن أعراضه المبكرة تشبه أعراض حالات شائعة أخرى. ولهذا السبب، سيحاول طبيبك استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة لمشكلتك.
بالإضافة إلى السؤال عن الأعراض والتاريخ الطبي، من المرجح أن يُجري طبيبك فحصًا بدنيًّا شاملًا، مع إعطاء اهتمام خاص لشرايينك الصدغية. غالبًا ما يكون أحد هذين الشريانين أو كلاهما حساسًا للألم، مع انخفاض النبض ومظهر قوي شبيه بالحبل.
قد ينصح طبيبك أيضًا بإجراء اختبارات معينة.
يُمكن استخدام الاختبارات التالية للمساعدة في تشخيص حالتك ومتابعة تقدمك أثناء العلاج.
قد تستخدم هذه لتشخيص التهاب الشريان ذي الخلايا العملاقة ومراقبة استجابتك للعلاج. تتضمن الفحوصات ما يلي:
أفضل طريقة لتأكيد تشخيص التهاب الشرايين الخلوي العملاق هي أخذ عينة صغيرة (خزعة) من الشريان الصدغي. يقع هذا الشريان بالقرب من الجلد أمام أذنيك مباشرة ويمتد حتى فروة الرأس. يتم هذا إجراء في العيادات الخارجية وباستخدام بنج موضعي، وعادة ما يصاحبه القليل من الإحساس بعدم الراحة أو التندب. تُفحَص العينة تحت المجهر في أحد المختبرات.
إذا كتب مصابًا بالتهاب الشرايين الخلوي العملاق، فسيظهر الالتهاب على الشريان وعادة ما تكون به خلايا كبيرة بشكل غير طبيعي، تسمى بالخلايا العملاقة، ومنها أتى اسم المرض. قد تكون مصابًا بالتهاب الشرايين الخلوي العملاق وتعطي الخزعة نتيجة سلبية.
إذا لم تكن النتائج واضحة، فقد يطلب طبيبك إجراء خزعة أخرى من الشريان الصدغي الموجود في الجهة الأخرى من رأسك.
إن العلاج الرئيسي لالتهاب الشرايين الخلوي العملاق يتمثَّل في تَناوُل جرعات عالية من أدوية الكورتيكوستيرويد مثل بريدنيزون. ونظرًا لكون العلاج الفوري ضروريًّا للوقاية من فقدان البصر، فمن المحتمَل أن يبدأ الطبيب في إعطاء الدواء حتى قبل تأكيد التشخيص عبر خِزعة.
من المرجَّح أن تشعر بتحسُّن خلال بضعة أيام من بَدْء العلاج. إذا فقدتَ البصر قبلَ بَدْء العلاج بالكورتيكوستيرويدات، فمن غير المرجَّح أن يتحسَّن بصركَ. بالرغم من ذلك، فقد يمكن تعويض إصابة العين المتضرِّرة عن طريق استخدام بعض التغييرات البصرية.
وقد تحتاج إلى الاستمرار في تَناوُل الدواء لمدة تتراوح ما بين سنة إلى سنتين أو أكثر. بعد الشهر الأول، قد يبدأ الطبيب تدريجيًّا بتخفيض الجرعة حتى تصل إلى أقل جرعة من الكورتيكوستيرويدات اللازمة للسيطرة على الالتهاب.
وقد تُعاوِد بعض الأعراض الظهور، خاصةً الصداع، خلال فترة تخفيض جرعة الدواء. وخلال هذه الفترة أيضًا يُصاب العديد من الأشخاص بأعراض ألم العضلات الروماتزمي. ويُمكِن علاج هذه الأعراض عادة بزيادة طفيفة في جرعة الكورتيكوستيرويد. وقد يقترح طبيبكَ أيضًا عقارًا مثبِّطًا للمناعة يُدعى ميثوتريكسات (تريكسال).
ويُمكِن أن تُسبِّب الكورتيكوستيرويدات آثارًا جانبية خطيرة، مثل هشاشة العظام، وارتفاع ضغط الدم، وضعف العضلات. ولمواجهة هذه الآثار الجانبية المحتمَلة، من المحتمل أن يفحص الطبيب كثافة عظامكَ، وقد يَصِف مكمِّلات الكالسيوم، وفيتامين D، أو أدوية أخرى؛ للمساعدة في منع فقدان العظام.
وافَقَتْ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حديثًا على دواء توسيليزوماب (أكتيمرا)؛ لعلاج التهاب الشرايين الخلوي العملاق. يُعْطَى عن طريق الحقن تحت الجلد. وتتضمَّن الآثار الجانبية زيادة احتمالية تعرُّضكَ للعدوى. وهناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث.
"