التكوينات الجيولوجية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
التكوينات الجيولوجية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

التكوينات الجيولوجية في منطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
تتعاقب التكوينات الجيولوجية في الرف العربي من المملكة من الغرب إلى الشرق، أي من الأقدم إلى الأحدث بدءًا بتكوين سَاق وانتهاء بتكوين النيوجين، وتنكشف الصخور الرسوبية في الرف العربي في شرقي منطقة تبوك وشمالها في تكوينين كبيرين هما: الوحدات المماثلة لتكوين ساق، وتكوين تبوك (خريطة 4) .
 
أ - الوحدات المماثلة لتكوين ساق:
 
تغطي الحافة الشرقية للدرع العربي صخور رسوبية من الحجر الرملي الباليوزوي عبر تكوينات سَاق وما يماثلها من تكوينات في شمال غرب المملكة، مثل: تكوين رَم، وأُمّ سَهَم في شرقي منطقة تبوك وشمالها، وتظهر هذه الصخور بصورة مباشرة إلى الشرق من حرتي الرحا وعويرض وفي هضبة حسمى  
 
ب - تكوين تَبُوك:
 
سمي تكوين تَبُوك بهذا الاسم نسبة إلى مدينة تَبُوك حيث يوجد حولها أفضل منكشف للتكوين، يتكون من حجر الرمل والطَّفْل، ويتألف من ثلاث وحدات، تفصل بين كل وحدة وأخرى طبقة رقيقة من الطفل، ففي القاعدة توجد طبقة طفل الحَنَادر التي تفصل بين تكوين تَبُوك وتكوين سَاق، وفوق تَبُوك السفلى طبقة أخرى من الطفل تسمى طفل الرَّعَن تفصله عن تَبُوك الأوسط. وفي قمة التكوين نجد طفل قُصَيْباء فوق تَبُوك الأعلى وهو يعود إلى العصر الأردوفيشي الأسفل والديفوني الأسفل من الزمن الأول. ويبلغ سمك التكوين في المقطع المثالي أكثر من 1072م (خريطة 4) .
 
وقد شكل المنكشف الكبير لتكوين تَبُوك غرب النُّفُود الكَبِير سطحًا مستويًا عريضًا لا يقطع نهايته سوى بعض الأودية والحافات الصغيرة المتجهة من الشمال الغربي نحو الجنوب الشرقي أو من الشمال نحو الجنوب أو نحو الجنوب الغربي ومتوسط ارتفاعها هو 50م عن سطح الأرض، وقد ترتفع بعض الجبال المنفردة إلى أكثر من ذلك  . 
 
إرسابات الزمنين الثالث والرابع السطحية
 
هناك عدد من مظاهر الإرساب والتعرية السطحية المتنوعة التابعة للزمنين الثالث والرابع التي لا يمكن تصنيفها ضمن الطبقات الصخرية، ولكنها موجودة وتغطي مساحات كبيرة في أنحاء منطقة تبوك، مثل: السهول الحصوية، والإرسابات الفيضية، والقشرات الكلسية الصلبة، والحرات، ومنها:
 
أ - السهول الحصوية:
 
توجد رقع صغيرة من السهول الحصوية منعزلة ومبعثرة على نطاق واسع تعود إلى أواخر الزمن الثالث. وتوجد هذه السهول في نهاية وادي قو الذي ينحدر من شمال حرة خَيْبَر وحرة بني رَشيد، ثم يتجه نحو الشمال مخترقًا رمال الجَهَرَاء حتى ينتهي عند حدودها الشمالية، وفي سهول وادي السِّلْسِلة الذي ينحدر من حرة عُوَيْرِض، ويتجه نحو الشمال الغربي عبر روافده وادي أبو جُنَيْب، ووادي الغُمَار، ووادي الأخْضَر الذي يجمع سيوله عبر روافد متعددة تنحدر من حرة الرحا، ثم ينتهي في سهل فسيح عند قاع شَرُوْرَاء  شمال مدينة تَبُوك بحوالي 25كم. وتتكون السهول الحصوية غالبًا من حصى كوارتزي أبيض مستدير ذي قطر يبلغ نحو 10سم، عادة ينتظمها نسيج بين تربي ورملي ضعيف الفرز  
 
ب - الإرسابات الفيضية:
 
تعكس طبيعة الإرسابات الفيضية وتوزيعها في المملكة تأثير عدد من الفترات المطيرة خلال الزمن الرابع، وأغلب هذه الإرسابات قد أصابها حت شديد أو تبدلت خلال الفترات الجافة والمطيرة المتتابعة. وقد أرسب أغلب الطمي على الدرع العربي في أثناء الفترات المطيرة الثلاث الأخيرة للزمن الرابع. وبشكل عام نجد أن أعظم قدر من المساحة السطحية على المراوح الفيضية والبدمنتات تغطيها الصبغات شديدة الدكنة  
 
وهناك مساحات كبيرة من السهول الحصوية المندمجة شبيهة الدلتاوات تنبثق من أنظمة صرف الأودية الرئيسة، مثل: وادي السَّهْبَاء، ووَادِي الدَّوَاسِر، ووادي نَجْرَان. ويظهر التوزيع الحالي للمنكشفات أنه قبل تكوُّن رمال الربع الخَالِي ونفود الجَافُورَة كان جزء كبير من الأراضي الموجودة عمومًا غرب خط طول 00 َ 51 ْ شرقًا مغطى بحطام صخري خشن حملته تلك الأودية  
 
والأودية في المملكة في مرحلة من الضمور. فقد لاحظ الجيمورفولوجيون أن بعض مجاري الأنهار لا تتناسب مع حجم الأودية التي تشغلها، وقد اصطلح على تسميتها بالأنهار الضامرة، وقد يكون تعرج النهر صغيرًا جدًا على حجم الوادي فيسمى بالنهر العاجز أو الضامر. وبما أن الأنهار تحاول جاهدة الوصول إلى حالة من الاتزان بين حجم التصريف والإرسابات المنقولة وبين شكل المجرى فإن أي تغير في هذه العلاقة يحدث تغيرات في شكل المجرى  . 
وتوجد في منطقة تبوك أمثلة كثيرة للأودية الضامرة منها الأودية الكبيرة، مثل: روافد وادي قو، ووادي الأخضر، ووادي السلسلة، ووادي نيال وغيرها.
 
ج - غطاءات اللابة (الحرَّات):
 
اتسمت الأنشطة البركانية الحديثة بأنها محلية؛ أي أنها نشطت في مواقع معينة، ولم تتخذ صفة الشمولية. وفي شبه الجزيرة العربية منكشفات عدة من الصخور البركانية نتيجة للأنشطة البركانية التي زادت حدَّتها خلال الزمنين الثالث والرابع. وفي وسط الدرع العربي الذي تشغله أجزاء من مناطق مكَّة المُكَرَّمَة والمَدينَة المنَوَّرة وحَائِل هناك مساحات شاسعة من غطاءات اللابة البركانية المنتمية إلى الزمنين الثالث والرابع وفي بعض الأحيان إلى العصور التاريخية. وقد شكلت الثورانات البركانية غطاءات ذات مساحات مختلفة تتدرج من مجرد تدفق صغير إلى هضبة بازلتية. وتنتشر حقول اللابة بطول ساحل البحر الأحمر وعلى المرتفعات الغربية لشبه الجزيرة العربية بصورة متقطعة ناحية الشمال ابتداء من براكين اليَمَن التي تغطي مساحة تبلغ 35000كم  من مرتفعات اليَمَن الجنوبية الغربية إلى جبل الدُّرُوز الذي يشكل مساحة كبيرة نسبيًا في سوريا. وتمتد حقول اللابة عبر شرق الأردن إلى داخل المملكة العربية السعودية حيث تعرف بحرَّة الحرَّة أو حرة الشَّام. وهناك في المملكة عدد كبير من الحرات كبيرة الحجم نسبيًا، بالإضافة إلى عدد كبير من مخاريط بركانية  
والحرات   هي سطوح لابية نتجت من التدفقات البركانية التي حدثت في شبه الجزيرة العربية على مدى تاريخها الطويل. وفيما يأتي تعريف بحرتي الرحا وعويرض وحرة لنير التي تقع في منطقة تبوك.
 
1 - حرتا الرَّحَا وعُوَيْرِض: 
 
تُكوِّن حرتا الرَّحَا وعُوَيْرِض هَامَة جبال الحِجَاز الشمالية الغربية، وهما تمتدان من دائرة عرض 05 َ 28 ْ شمالاً في هضبة حِسْمَى نحو الجنوب الشرقي إلى دائرة عرض 30 َ 26 ْ شمالاً؛ وهي مسافة تعادل 225كم. والحرتان متصلتان، ولكن حرة الرَّحَا كادت تنفصل عن حرة عُوَيْرِض نتيجة للتعرية الشديدة، لولا وجود فاصل ضيق تشغله بعض السدود البركانية المنعزلة. وتبلغ حرة الرَّحَا أقصى اتساع لها 35كم عند الجهة الغربية، ثم تضيق إلى أقل من كيلومتر واحد عند الفاصل، وتضاريسها تتسم بالاستواء الشديد وترتفع عن هضبة حِسْمَى بنحو 150 - 300م، وتشتمل حرة الرَّحَا على 25 تدفقًا بركانيًا وهي ذات سمك إجمالي يبلغ 515م في الجنوب الغربي. ولابتها ذات أعمار ثلاثة؛ فالتدفقات السفلى من العصر المايوسيني تكوِّن تلالاً تواجه البحر الأحمر، وترتفع فوق الحجر الرملي الكامبري، أما التدفقات العليا فهي بلايستوسينية وهولوسينية، كما أن هناك شواهد لاستمرار النشاط البركاني في الماضي القريب. والامتداد الجنوبي الشرقي لحرة الرَّحَا هو حرة عُوَيْرِض التي يصل أقصى ارتفاع فيها إلى أكثر من 1800م فوق سطح البحر، ويتسم سطحها بالتعرية الشديدة  
 
2 - حرة لُنَيِّر: 
 
تكونت حرة لُنَيِّر على المنحدرات السفلى من جبال الحِجَاز إلى الشمال من يَنْبُع البَحْر مقابل أملج خلال حدثين بركانيين رئيسين خلال البلايستوسين، وربما خلال أواخر البلايوسين والهولوسين. وقد ظهر من الدراسات الخاصة بالزلازل التي أجريت في الآونة الأخيرة في منطقة يَنْبُع اهتزازات صغيرة جدًا مع تجمع للمراكز السطحية للزلازل في نطاق حرة لُنَيِّر. وتقع حقول اللابة في معظمها على ارتفاع 1000م فوق مستوى سطح البحر الأحمر، ولكن التدفقات جرت مع الأودية في كل اتجاه لتصل إلى البحر الأحمر في مكانين  
 
شارك المقالة:
54 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook