مرّ التعليم العام بمنطقة تبوك بمراحل مختلفة في كل مدينة ومحافظة من محافظاتها، فبدأ التعليم في مدينة تبوك مثلاً عن طريق الكتاتيب الموجودة إما في المسجد أو في منـزل المعلم أو الشيخ، حيث كان الطلاب يدرسون القراءة والكتابة والقرآن الكريم. وافتتحت أول مدرسة نظامية في مدينة تبوك عام 1355هـ / 1936م وكان اسمها المدرسة الأميرية التحضيرية، ثم تحول الاسم إلى المدرسة السعودية عام 1360هـ / 1941م. وتزامن مع افتتاح هذه المدرسة افتتاح مدرسة أخرى للأيتام تحت رعاية الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وكانت هذه المدرسة توفر الملبس والمأكل والمسكن للأيتام. وكانت المدرسة السعودية هي البداية الحقيقية لمسيرة التعليم في مدينة تبوك؛ حيث توالى بعدها افتتاح المدارس، وازدادت رغبة الأهالي في حصول أبنائهم على التعليم، فأقبلوا على مدارس الخالدية، وزيد بن حارثة، وعبدالله بن رواحة، بالإضافة إلى مدرسة متوسطة وأخرى ثانوية ومعهد للمعلمين.

 

وفي محافظة ضباء بدأت مسيرة التعليم من خلال الزاوية التي أُسس فيها أول كُتَّاب يعلم القرآن والهجاء ومبادئ الحساب والفقه وبعض علوم الدين. وفي عام 1336هـ / 1918م تحول الكُتَّاب إلى مدرسة خيرية في عهد الشيخ محمد بن سليمان القيسي آخر مَنْ عمل بكُتَّاب ضباء. وكانت مدة الدراسة بالمدرسة أربع سنوات، يدرس فيها الطالب القرآن الكريم، وأصول العقيدة، والفقه، والسيرة النبوية، وقواعد اللغة العربية، ونَظْم الشعر. ثم أُسست عام 1344هـ / 1925م المدرسة التحضيرية الأميرية بضباء التي اشتهرت بتدريسها مواد الإنشاء، كما صدر أول ختم لها في العهد السعودي، ثم أُسست بعدها المدرسة النظامية عام 1347هـ / 1928م، فالمدرسة الابتدائية عام 1349هـ / 1930م التي تُعرف الآن باسم مدرسة عمر بن الخطاب. وفي عامي 1362هـ - 1368هـ / 1943 - 1949م أسست مدرستان نظاميتان في قريتي المويلح والخريبة على الترتيب بالمحافظة. وفي عام 1381هـ / 1961م أُسست أول مدرسة للمرحلة المتوسطة.

 

وتعد محافظة الوجه من أولى المحافظات التي شهدت خدمات تعليمية مبكرة في منطقة تبوك، فأُسست في الفترة بين عامي 1333 و 1344هـ / 1915 و 1925م مدرستان نظاميتان، بدأت أولاًهما مدرسة خيرية سُمّيت مدرسة الوجه الخيرية، في حين سُمّيت الثانية المدرسة الأميرية، ثم تغير اسمها بعد توحيد المملكة إلى المدرسة السعودية، وعام 1373هـ / 1954م وضع ختم لكل مدرسة يحمل تاريخ تأسيسها، وقد ظلت المدرسة مقصدًا لكثير من أبناء المنطقة، وكان لتشجيع الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أكبر الأثر في إقبال أهالي المحافظة على التعليم. وبعد ذلك أُسست مدرسة عثمان بن عفان المتوسطة عام 1378هـ / 1958م، ثم أنشئت مدرسة الوجه الثانوية عام 1397هـ / 1977م.

 

وفي محافظة أملج كانت الكتاتيب هي أولى وسائل التعلم، وكان من أشهر هذه الكتاتيب كتّاب الشيخ عبدالسلام السبحي، وكتّاب الشيخ محمود عطي الحربي. وفي عام 1344هـ / 1925م أُسست أول مدرسة ابتدائية سُمّيت باسم المدرسة الأولية، ثم تغير اسمها بعد ذلك إلى المدرسة السعودية بأملج  ، وكانت تدرس القرآن الكريم، وأصول الفقه، والتوحيد، والقواعد، والحديث، والعلوم والصحة، والتاريخ، والجغرافيا؛ بنظام دراسي على فترتين: صباحية ومسائية. وفي عام 1379هـ / 1959م افتتحت المدرسة المتوسطة (نور الدين زنكي)، ثم المدرسة الثانوية (هارون الرشيد) عام 1393هـ / 1973م.

 

وكانت محافظة تيماء تتميز بنظام الحلقات الدراسية أو الكتّاب داخل المسجد، وكانت الدراسة فيها على فترتين: صباحية ومسائية. وكانت هذه الحلقات تحفظ الطلاب القرآن الكريم، ويتم في ختم القرآن الاحتفال بالطالب غالبًا في منـزل أهله بحضور الشيخ أو الخطيب الذي علّمه. كما كانت الحلقات تعلم الهجاء بالإضافة إلى أصول الفقه، والحديث، والنحو والصرف، والفرائض، والمواريث. وفي عام 1370هـ / 1951م افتتحت أول مدرسة حكومية، وكان يدرس فيها عشرة طلاب، وقد سُمّيت (المدرسة السعودية بتيماء)، ثم أنشئت (متوسطة تيماء) عام 1386هـ / 1966م، ثم (ثانوية تيماء) عام 1397هـ / 1977م 

 

وفي محافظة حقل التابعة لمنطقة تبوك، أُسست أول مدرسة نظامية عام 1370هـ / 1951م، ثم المدرسة المتوسطة عام 1386هـ / 1966م  ، ثم ثانوية حقل عام 1398هـ / 1978م.