تقع منطقة الباحة ضمن نطاق تكوينات الدرع العربي، وصخورها نارية ومتحولة، وأحجار جبالها من الجرانيت والكوارتز والبازلت والديورايت  .  وتشمل مركبات صخور هذه التكوينات خامات كثير من المعادن، مثل: الحديد والذهب والنحاس.

 

وتشتهر منطقة الباحة بكثرة مناجمها وتنوع معادنها. وقد سجلت المسوحات الأثرية التي أجرتها وكالة الآثار والمتاحف 65 موقعًا للتعدين، ويرجع تاريخها إلى الألف الأول قبل الميلاد وتعاصر حضارة الممالك العربية القديمة  

 

ومع أنه لا يوجد تاريخ معين يشير إلى بداية استغلال المناجم في المملكة العربية السعودية بصفة عامة، إلا أن قياسات النظائر المأخوذة لعينات من فحم الخشب (كربون 14) من أحد أكوام الخبث القديمة في منجم مهد الذهب في بلاد بني سليم في منطقة المدينة المنورة تشير إلى أنه من المحتمل أن تكون بدايات هذه الأنشطة قد بدأت منذ نحو 3000 سنة  

 

وتسير عملية التعدين عادة بتتبع عروق خام المنجم عن طريق فتحة يراوح قطرها بين متر ومترين. أما أعماقها وأطوالها فتختلف من مكان إلى آخر، وقد يصل عمقها إلى 75م. كما هي الحال في منجم العقيق 210 - 114  

 

ويتكون المنجم من: أمكنة جمع الخام، والرحى وأدوات الهرس، والأفران اللازمة للصهر، وأمكنة النفايات (الخبث)  

 

وتضاف إليها الجوانب المساندة: مساكن العمال وتشمل المخازن، وأمكنة حفظ الطعام والشراب. والمواصلات (الطرق ووسائل النقل)، والجهاز الإداري (للإشراف وتسيير العمل وحفظ الأمن وتوفير متطلبات الجهاز الفني)  

 

ويلاحظ أن المناجم في عمومها مخصصة للتعدين واستخراج مادة المعدن الخام، أما عملية التصنيع فلا بد أن تكون في مناطق أخرى يتم ترحيل الخام المستخرج إليها  ،  وهي عملية بقيت شائعة في المنطقة إلى وقت قريب، فقد كان الحدادون يستخرجون خام الحديد بطرق بدائية من مناجمه، ثم يرحلونه إلى منازلهم، حيث تتم تهيئته وتصنيعه.

 

ومن أشهر المعادن التي تم توثيق استخراجها: الذهب والنحاس والحديد.

 

أما أشهر المناجم التي تقع في سراة الباحة فهي: العقيق، وكرا، وثراد، وكتنة، وجبل المصنع، والمنازل، ومحوية، ولغبة.  ومن مواقع تهامة: عشم، وسقامة، وشدا، والأحسبة (العصداء)  . 

 

ويختلف حجم هذه المواقع ومساحتها باختلاف إمكانات إنتاجها وغزارة مخزونها، وبعضها استمر خلال العصر الإسلامي المبكر، في حين يجري العمل على دراسة الجدوى الاقتصادية لكثير منها في الوقت الحاضر، وأهمها منجم الذهب في وادي ثراد الذي تشرف على إدارته وكالة الوزارة للثروة المعدنية بوزارة البترول والثروة المعدنية.