التركيب السكاني في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
التركيب السكاني في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية

التركيب السكاني في منطقة عسير في المملكة العربية السعودية.

 
أ - تركيب السكان حسب الجنسية:
 
شهدت منطقة عسير - مثل غيرها من المناطق الإدارية - تغيرًا في التركيبة السكانية خلال الفترة من 1394 - 1425هـ/1974 - 2004م، فقد تضاعفت نسبة غير السعوديين بنحو ثلاث مرات؛ وذلك استجابةً لمتطلبات سوق العمل من العمالة الوافدة خلال الطفرة الاقتصادية التي شهدتها المملكة، فقد ارتفعت من 5% في عام 1394هـ/1974م إلى 14% في عام 1413هـ/1992م، ثم إلى 15% في عام 1425هـ/2004م. ويشكل العرب أكثر من 53% من السكان غير السعوديين المقيمين في المنطقة، ويمثل المصريون أكثر من نصفهم في عام 1413هـ/1992م.
 
وعلى أي حال فإن نسبة السكان غير السعوديين تباينت من محافظة إلى أخرى في عام 1425هـ/2004م؛ (جدول 30) ، فراوحت بين نسبة عليا قدرها 19% ونسبة دُنيا قدرها نحو 8%. وفي كل الأحوال تُعد هذه النِّسَب منخفضة إذا ما قورنت بنِسَب غير السعوديين في معظم مناطق المملكة. وبوجه عام يمكن تصنيف المحافظات من حيث توزيع السكان غير السعوديين فيها إلى فئتين، هما:
 
 المحافظات التي ترتفع فيها نسبة السكان غير السعوديين إلى أكثر من نسبتهم على مستوى المنطقة، وتمثلها محافظات: خميس مشيط بنحو 19%، والنماص بنحو 18%، وأبها بنحو 18% تقريبًا، وبيشة بنحو 15%، وبلقرن بنحو 14%.
 
 المحافظات التي تقل فيها نسبة غير السعوديين إلى أدنى من نسبتهم على مستوى المنطقة، وتمثلها بقية المحافظات، إذ تراوح بين نحو 12% في محافظة ظهران الجنوب، ونحو 8% في محافظة تثليث.
 
 
ب - التركيب العمري والنوعي:
 
يتميز التركيب العمري للسكان السعوديين بالفتوة، إذ تتسع قاعدة الهرم السكاني نتيجة ارتفاع نسبة صغار السن الذين يشكلون 50% تقريبًا، في حين تمثل فئة متوسطي الأعمار (مَن هم في سن العمل)   45%، وتصل نسبة كبار السن إلى 5% تقريبًا؛ (جدول 31) و (خريطة 14) .
 
ويُظهر الهرم السكاني بالنسبة إلى الذكور أن نسبة صغار السن يشكلون نحو 44%، ومَن هم في سن العمل نحو 52%, ونسبة كبار السن نحو 4%. وتُعزى زيادة نسبة مَن هم في سن العمل من الذكور عن نسبة صغار السن إلى وجود العمالة الوافدة التي يغلب على أفرادها الذكور. وفي الجانب الآخر تبلغ نسبة صغار السن من الإناث 48%، واللاتي في سن العمل 48%، فيما تشكل نسبة من أعمارهن 65 سنة فأكثر نحو 4%.
 
وبشكل عام؛ يتسم a الهرم السكاني لإجمالي سكان المنطقة بقاعدة عريضة، وعدم وجود تدرج منتظم بين الفئات العمرية الوسطى بالنسبة إلى الذكور؛ وذلك نتيجة لتركز العمالة الوافدة في الفئات الوسطى.
 
أما بالنسبة إلى الهرم السكاني لغير السعوديين فيُلاحَظ وجود عدم انتظام بسبب انخفاض نسبة صغار السن إلى 18% من جهة، وارتفاع نسبة مَن هم في سن العمل إلى 82% من جهة أخرى. وتنخفض كذلك نسبة كبار السن، فهي لا تتجاوز 1%. وتجدر الإشارة إلى أن الإناث غير السعوديات يمثلن 23% من إجمالي السكان غير السعوديين؛ c (شكل 2) 
 
وبشكل عام يتسم b التركيب العمري للسكان السعوديين بالفتوة في جميع المحافظات, إذ تراوح نسبة صغار السن بين نحو 54% تقريبًا في محافظة محايل ونحو 46% في محافظة النماص. وتُظهر البيانات ارتفاع نسبة مَن هم في سن العمل في مدينة أبها ومحافظتَي خميس مشيط والنماص، حيث تصل النِّسَب إلى نحو 49% و 47% و 46% على التوالي. وتقل نسبة هذه الفئة العمرية في بقية المحافظات، حيث تنخفض إلى أدنى النِّسَب في محافظة ظهران الجنوب بنسبة 41% تقريبًا. وتتباين نسبة كبار السن من محافظة إلى أخرى، فتصل إلى أعلى نسبة في محافظة المجاردة وهي 7% تقريبًا، وأدنى نسبة في محافظة خميس مشيط وهي 3% تقريبًا.
 
ومن جهة أخرى؛ ترتفع نسبة النوع لإجمالي سكان المنطقة إلى نحو 114 ذكرًا مقابل 100 أنثى في عام 1413هـ/1992 م, بينما تقل عن ذلك بالنسبة إلى السكان السعوديين، فهي تنخفض إلى نحو 97 ذكرًا مقابل 100 أنثى؛ (جدول 31) . ويُعزى ارتفاع نسبة النوع لإجمالي السكان إلى وجود العمالة الوافدة التي يمثل الذكور أغلبية أفرادها، أما انخفاض نسبة النوع عند السكان السعوديين فيعود إلى تأثير الهجرة الداخلية المغادِرة.
 
أما على مستوى المحافظات فتتباين نسبة النوع من محافظة إلى أخرى، فترتفع إلى نسبة أعلى من نسبة النوع على مستوى المنطقة في محافظات: خميس مشيط بنسبة 107، وأبها بنسبة 101، ومحايل بنسبة 98. وتنخفض في بقية المحافظات، وتصل إلى أدنى النِّسَب في محافظة النماص، حيث تنخفض إلى 87 ذكرًا مقابل 100 أنثى؛ (جدول 31) . ويُعزى هذا الاختلال الكبير في التركيب النوعي إلى تأثير الهجرة المغادِرة التي عادةً ما تكون انتقائية من حيث العمر والنوع، مما يؤدي إلى زيادة نِسَب النساء وكبار السن.
 
ولا يختلف التركيب النوعي كثيرًا في عام 1425هـ/2004م عما كان عليه في عام 1413هـ/1992م، إذ تصل نسبة النوع لإجمالي السكان إلى 113، في حين تنخفض عند السعوديين إلى 95، وترتفع عند غير السعوديين إلى 354، وذلك بناءً على بيانات تعداد السكان والمساكن لعام 1425هـ/2004م.
 
 
ج - الحالة الزواجية:
 
يُعد التركيب الزواجي من أهم أنواع التركيب السكاني لارتباطه بتكوين الأسرة وتفككها، وكذلك بالإنجاب واستقرار المجتمع. وتُصنف الحالة الزواجية إلى أربع فئات هي: أعزب (من لم يسبق له الزواج)، ومتزوج, ومطلق, وأرمل. وفي عام 1413هـ/1992م بلغ إجمالي عدد السكان السعوديين في منطقة عسير الذين أعمارهم 12 سنة فأكثر 677422 نسمة، تشكل نسبة من لم يسبق له الزواج منهم نحو 41%، والمتزوجين نحو 51%، والمطلقين نحو 2% تقريبًا، والأرامل 5.6%؛ (جدول 32) و (خريطة 15) .
 
أما على مستوى المحافظات؛ فيُلاحَظ وجود تباين كبير في نِسَب السكان الذين لم يسبق لهم الزواج، إذ تراوح نسبتهم بين نحو 45% في مدينة أبها، ونحو 35% في محافظتَي المجاردة ومحايل. ومن جهة أخرى ترتفع نسبة المتزوجين في ست محافظات، فتصل إلى أعلى نسبة في محافظة محايل بنحو 55%، وتنخفض إلى أدنى نسبة في محافظة تثليث وهي 48.5%. وأما بالنسبة إلى حالات الطلاق؛ فقد سُجِّلت أعلى نسبة في محافظة المجاردة وهي نحو 4.5%، وأدنى نسبة في محافظات: خميس مشيط، وأحد رفيدة، وظهران الجنوب وهي نحو 1% لكل منها. وأما بالنسبة إلى الأرامل فإن نسبتهم ترتفع إلى نحو 9% في محافظة المجاردة، وإلى نحو 7% في كل من محافظتَي محايل ورجال ألمع، وتنخفض نسبيًا في محافظة خميس مشيط إلى 3.5%.
 
أما في عام 1425هـ/2004م فتشير بيانات الحالة الزواجية للسكان السعوديين (15 سنة فأكثر) إلى أن نسبة العزاب تصل إلى حوالي 35%، في حين ترتفع نسبة المتزوجين إلى أكثر من 60%، ويمثل المطلقون نحو 1%، والأرامل نحو 4%. وعلى الرغم من التغير الملحوظ في التركيب الزواجي بالمقارنة مع عام 1413هـ/1992م إلا أنه لا يمكن أن يُعزى إلى التغير الاجتماعي وحده؛ وذلك لتغير السن الذي عنده تُجمع بيانات الحالة الزواجية في تعداد السكان عام 1425هـ/2004م إلى 15 سنة، بعدما كان السن المستخدم في التعدادات الماضية هو 12 سنة.
 
د - الحالة التعليمية:  
 
تُعد الحالة التعليمية من الخصائص السكانية المهمة؛ وذلك لارتباط التعليم بالتنمية البشرية والتغير الاجتماعي، إلى جانب عدد من المتغيرات السكانية. وبناءً على بيانات تعداد السكان لعام 1413هـ/1992م وصل مستوى الأمية لإجمالي السكان في منطقة عسير إلى نحو 35%، وتختلف الأمية بين السعوديين وغير السعوديين فترتفع إلى نحو 38% للسعوديين، وتنخفض إلى نحو 21% لغير السعوديين؛ (جدول 33) ؛ ويعود ذلك إلى أن معظم الوافدين من الخارج هم من المؤهلين علميًا، وفي أعمار صغيرة نسبيًّا مقارنةً بالتركيب العمري لسكان بعض المحافظات التي ترتفع فيها نِسَب كبار السن الذين تنتشر بينهم الأمية بدرجة أكبر من غيرهم. وبلغت نسبة السكان الذين يعرفون القراءة والكتابة على مستوى المنطقة نحو 23% سواء لإجمالي السكان أو للسعوديين، وترتفع النسبة عند غير السعوديين لتصل إلى نحو 26%. وشكلت نسبة الذين يحملون مؤهلات دون الجامعية نحو 38% من إجمالي السكان، وترتفع هذه النسبة قليلاً بين غير السعوديين لتصل إلى نحو 41% تقريبًا. ومن جهة أخرى شكل حملة المؤهلات الجامعية فما فوق في منطقة عسير 3.4%، ولكن نسبتها ترتفع بين السكان غير السعوديين لتصل إلى أكثر من 12%، وتنخفض بين السعوديين إلى أقل من 2%.
 
أما على مستوى المحافظات فيوجد تباين ملحوظ في مستويات تعليم السكان السعوديين بشكل عام ونسبة الأمية بشكل خاص؛ (جدول 34) و (خريطة 16) ، إذ تتفاوت نِسَب الأمية في المحافظات بين نحو 67% في تثليث ونحو 27% في خميس مشيط. ويمكن تصنيف المحافظات بناءً على مستويات الأمية إلى ثلاث فئات:
 
 المحافظات التي ترتفع فيها نسبة الأمية إلى ما يزيد على 50%، وتمثلها محافظة تثليث حيث تصل نسبة الأمية فيها إلى نحو 67%، ومحافظة المجاردة وتصل النسبة فيها إلى نحو 52%.
 
 المحافظات التي تراوح نسب الأمية فيها بين نحو 40% و 50%، وتمثلها محافظات: محايل نحو 49%، ورجال ألمع نحو 47%، وظهران الجنوب نحو 46%، وبيشة نحو 44%، وسراة عبيدة نحو 44%.
 
 المحافظات التي تقل فيها نِسَب الأمية عن 40%، وتمثلها محافظات: بلقرن نحو 39%، والنماص نحو 37%، وأحد رفيدة نحو 36%، وأبها نحو 29%، وخميس مشيط نحو 27%.
 
أما بالنسبة إلى المستويات التعليمية الأخرى فالتفاوت فيها بين المحافظات ليس كبيرًا كما هي الحال بالنسبة إلى الأمية، فتراوح نِسَب الذين يعرفون القراءة والكتابة بين 26% في محافظة محايل ونحو 20% في محافظة تثليث. أما بالنسبة إلى الحاصلين على المؤهلات العلمية دون الجامعية فترتفع نسبتهم في مدينة أبها ومحافظة خميس مشيط لتصل إلى نحو 48%، في حين تنخفض في محافظة تثليث إلى نحو 13%. وعلى الرغم من انخفاض نسبة الحاصلين على المؤهلات الجامعية فما فوق في منطقة عسير بشكل عام؛ إلا أنها تتفاوت من محافظة إلى أخرى، وهي تصل إلى نحو 3% في مدينة أبها، في حين تنخفض بشكل ملحوظ في محافظة تثليث إلى 0.2%.
 
أما في عام 1425هـ/2004م فقد اختلف الوضع وانخفضت نسبة الأمية بين السكان السعوديين إلى قرابة نصف ما كانت عليه في عام 1413هـ/1992م؛ أي من 38% إلى نحو 21%. وارتفعت نسبة حملة المؤهلات دون الجامعية إلى حوالي 56%، وقفزت نسبة الحاصلين على مؤهلات جامعية فما فوق من أقل من 2% إلى أكثر من 7%. ومن المؤكد أن هذا التغير في الخصائص التعليمية للسكان السعوديين في منطقة عسير يعكس التقدم في مجال التنمية البشرية، وهو نتيجة توسع التعليم وانتشاره في أرجاء المنطقة.
 
شارك المقالة:
246 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook