التجويد

الكاتب: مروى قويدر -
التجويد

التجويد.

 

 

علم التجويد

 

تعريفه

 

علم التجويد هو أحد علوم القرآن الكريم، حيث يعرّف علم التجويد في اللغة والاصطلاح كما يأتي:

  • لغةً: التحسين والإتقان، مأخوذ من أجاد الشيء يجيده، أي أتى به جيداً وحسّنه.
  • اصطلاحاً: هو علم يعرف منه تلاوة القرآن الكريم على حسب ما أنزله الله -تعالى- على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وإخراج كل حرف من مخرجه، وإعطاؤه حقه ومستحقه من غير تكلّف.

 

موضوعه

 

إن موضوع علم التجويد هو الكلمات القرآنية من حيث إعطاء الحروف حقّها ومستحقّها، وزاد بعض العلماء الحديث الشريف، ويرى الجمهور أن موضوع التجويد خاص بالقرآن الكريم فقط.

 

غايته

 

صون اللسان عن اللحن والخطأ في القرآن الكريم؛ إرضاءً لله -سبحانه وتعالى- والفوز بسعادة الدنيا والآخرة، وهو من أعظم العلوم وأفضلها.

 

واضعه

 

لقد تعدّدت أقوال العلماء في بيان واضع علم التجويد، فقيل إن واضعه هو الله عز وجل، لأنه هو الذي أنزله بواسطة جبريل -عليه السلام- على رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو صفة لكلامه سبحانه، ومن الأقوال أن واضعه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرفته الصحابة عنه مجوّداً، ووصلنا جيلاً بعد جيلٍ كما هو، أما من وضع القواعد والأساسيّات لهذا العلم فقد اختلفت فيه أقوال العلماء كذلك الأمر، فمنهم من قال إنه أبا الأسود الدؤلي، ومنهم من قال أنه الخليل بن أحمد الفراهيدي، ومنهم من قال إنه عبيد بن سلام أبا القاسم. وأوّل من ألّف في علم التجويد هو أبو مزاحم الخاقاني، حيث كان ذلك في أواخر القرن الثالث هجري، حيث كتب قصيدة ذكر فيها العديد من موضوعات علم التجويد، وسار عليها العلماء ممن بعده بالشرح والاقتباس، وتعدّ من أقدم النظم في علم التجويد.

 

كيفية تعلمه

 

إن تعلم القرآن الكريم وتلاوته من العبادات العظيمة ومن الذكر العظيم، وفيما يأتي ذكر بعض النقاط التي تساعد على تعلم أحكام تجويد القرآن الكريم:

  • إخلاص النية لله تعالى: حيث يعتبر إخلاص النية في تعلم التجويد والقرآن القاعدة الأولى؛ لأن الأعمال لا تقبل إلا بالنيات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى)، فعلى المسلم الحذر من ابتغائه بالقرآن الكريم الجاه، أو الوجاهة، أو الإمامة للصلاة، أو الارتفاع فوق الناس، أو ليُقال عنه أنه قارئ، أو لتحصيل مال، أو أي عرض من أعراض الدنيا.
  • تجنّب التفكير في الفشل، يقول الله تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ).
  • تطبيق القرآن الكريم في جميع جوانب الحياة، والسعي لأن يعيش المسلم بتلذّذ بحلاوة القرآن.
  • الحرص على وضع الخطط العمليّة المحددة بفترات زمنية معيّنة، وتقسيم الأهداف بشكل واضح وبطريقة متسلسلة، وهذا يعطي الإنان الدافع على متابعة أهدافه، فكلّما أنجز هدفاً ونجح به شجّعه ذلك لإنجاز المزيد من الأهداف، حتى يصل إلى مبتغاه بالنهاية.
  • المرونة؛ فيجب أن يكون المسلم مرناً في تعلّمه، حتى لا تفتر همّته أو يتكاسل عن هدفه.
  • التوبة والإكثار من الاستغفار، والخضوع لله -سبحانه- عند الضعف أو التقصير أو الخطأ، والإلحاح بالدعاء.
  • الاهتمام بأن يكون الذهن غير مشغول بأمور دنيويّة، ومن الممكن إحضار ورقة وقلم لترتيب أموره.
  • الحرص على مصاحبة الرفقة الصالحة، فهي وسيلة مهمة للتشجيع على تعلّم القرآن الكريم، يقول الله -تعالى- على لسان موسى عليه السلام: (هارونَ أَخِي* اشدُد بِهِ أَزري* وَأَشرِكهُ في أَمري* كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا* وَنَذكُرَكَ كَثيرًا)، فالصحبة لصالحة تقوّي عزيمة الإنسان وتشدّ عضده وتعينه في طريقه.
  • التفكّر في القرآن الكريم، وتدبره، والسعي لتطبيقه في الحياة، حيث إن ذلك يملأ نفسه بالسكينة والطمأنية والراحة.
  • معرفة أن العبرة بالنهايات، أي بإتقان العمل جيّداً، وليس بالوقت الذي ينتهي فيه هذا العمل.
  • التوجه إلى المراكز القرآنية وحلقات المساجد التي يعلّم بها الشيخ؛ لأن هذا العلم يؤخذ بالمشافهة والملاسنة ليبيّن له الأحكام والأخطاء عند التلاوة العملية.
  • الاستماع إلى القرّاء المجيدين ممن تتوفر لهم تسجيلات واضحة، ويمتازون بالقراءة الصحيحة المتقنة المطبقة لأحكام التلاوة والتجويد.
  • الاستعانة بالمصحف المعلم، وهو تطبيق يحتوي على القرآن الكريم كاملاً بصوت الكثير من القراء المعروفين في تعليمهم لقراءة القران بالشكل الصحيح.
  • المشاركة في المقارئ الإلكترونية على منصات التواصل الإجتماعية المختلفة.
  • التواصل مع من يتقن التجويد من خلال وسائل الاتصال.

 

مشروعية التجويد

 

لابد لقارئ القرآن أن يقرأه كما نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي بيانٌ لمشروعية قراءته مجوّداً كما قرأه النبي عليه السلام:

  • الأدلة القرآن الكريم: يقول تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، ويقول تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ).
  • الأدلة من السنة: فقد رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (سُئِلَ أنَسٌ كيفَ كَانَتْ قِرَاءَةُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فَقالَ: كَانَتْ مَدًّا، ثُمَّ قَرَأَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، يَمُدُّ ببِسْمِ اللَّهِ، ويَمُدُّ بالرَّحْمَنِ، ويَمُدُّ بالرَّحِيمِ).
  • الإجماع: فقد نقلها العلامة الشيخ محمد مكي نصر في نهاية القول المفيد، فقال: "أجمعت الأمَّة المعصومة من الخطأ على وجوب التجويد، من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا، ولم يختلف فيه أحد منهم، وهذا من أقوى الحجج"، فلا يجوز للقارئ أن يقرأ القرآن الكريم بدون تجويد، وقال ابن الجزري في المقدمة الجزرية:
وَالأَخْذُ بِالتَّجْوِيدِ حَتْمٌ لازِمُ ... مَنْ لَمْ يُجَوِّدِ الْقُرَآنَ آثِمُ

 

لأَنَّهُ بِهِ الإِلَهُ أَنْزَلاَ ... وَهَكَذَا مِنْهُ إِلَيْنَا وَصَلاَ

 

وَهُوَ أَيْضًا حِلَْيةُ التِّلاَوَةِ ... وَزِيْنَةُ الأَدَاءِ وَالْقِرَاءَةِ

 

وَهُوَ إِعْطَاءُ الْحُرُوفِ حَقَّهَا ... مِنْ صِفَةٍ لَهَا وَمُستَحَقَّهَا

 

وَرَدُّ كُلِّ وَاحِدٍ لأَصْلِهِ ... وَاللَّفْظُ فِي نَظِيْرِهِ كَمِثْلهِ

 

مُكَمِّلاً مِنْ غَيْرِ مَا تَكَلُّفِ ... بِاللُّطْفِ فِي النُّطْقِ بِلاَ تَعَسُّفِ

 

وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ تَرْكِهِ ... إلارياضة امرئ بفكه.

 

أقسام علم التجويد

 

ينقسم علم التجويد في كتب التجويد إلى قسمين؛ وهما التجويد العملي، والتجويد العلمي، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • التجويد العَمَلي: ويُقصد به النطق بالحروف كما أُنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وتلاوتها على هذا النحو واجب على كل مسلم بالغ عاقل مكلف عند قراءته لآيات القرآن الكريم أو حفظه.
  • التجويد العِلْمي: والمقصود به وضع علماء التجويد أحكاماً علميةً وقواعد يسير عليها المتعلم، وحكمه بالنسبة لعامة الناس أنه مندوب ومستحب وليس بواجب، أما القرّاء وخاصة الناس الذين يعلّموا غيرهم القراءة فهو في حقّهم واجب وجوباً عينياً.

 

شارك المقالة:
117 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook