لقد كان معظم النهضات العلميّة المتعاقبة في المخلاف السليماني يزدهر على أيدي كثيرٍ من أبناء البيوت العلمية. ويمكن تصنيف تلك البيوت العلميّة إلى فئتين: فئة كانت على قدر عالٍ من العلم والفكر والأدب، فهي تبثُّ فِكْرها في المجتمع، وتمدُّ آفاق التنوير فيه، وتُعَدّ مرجعيّاته في الفقه والفُتيا، والعلم والأدب، تسهم في ذلك من خلال المدارس وحِلَق التعليم المنبثّة في حواضر المنطقة تارة، ومن خلال الكتابة والتأليف تارة أخرى. وأما الفئة الأخرى من البيوت فقد كان دورها يقتصر على التعليم الأوّليّ للناشئة، وبعض التوجيه الديني الاجتماعي. وكانت الفئة الأولى مشتهرة في المراكز الثقافية في المنطقة، على حين كانت الأخرى منتشرة في القُرَى، والبلدات الصغيرة، والمواطن النائية.

 

من الفئة الأولى: في ضَمَد: بيت آل البهكلي، والحوازمة، وآل عاكش، وآل معافَى، وآل زكري، وآل القاضي، وآل المطهر. وفي بلدة الواسط (التابعة لضَمَد): بيت آل الحفاف الأمير. وفي الشقيري: بيت آل نعمان. وفي أبي عريش: بيت آل الديباجي، ومن علماء هذا البيت قديمًا: صديق بن موسى الديباجي 941هـ / 1534م، والهادي بن صديق الديباجي 1066هـ / 1656م؛ وبيت آل الحكمي  ،  وآل الأسدي. وفي العقدة (شمال أبي عريش): بيت آل القيراط. وفي الباحر (غرب صَبْيا): بيت آل شافع. وفي مدينة جيزان: بيت آل الزمار. وفي العالية: بيت آل السبعي، والخُرْش. وفي بَيْش ووادي وساع: بيت آل النعمي، ومن أبرز علماء هذا البيت قديمًا: محمّد بن الحسن النعمي 999هـ / 1591م، والحسين بن محمّد بن الحسن النعمي 1019هـ / 1610م، ومحسن بن علي شبير النعمي 1023هـ / 1614م، وعلي بن الحسن بن محمّد الحسن النعمي 1067هـ / 1657م، وعلي بن إبراهيم النعمي 1275هـ / 1859م، وعيسى بن أحمد بن يحيى بن محسن النعمي في القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي، وإسماعيل النعمي 1220هـ / 1805م، وأحمد بن علي النعمي 1253هـ / 1837م.. وغيرهم  .  وفي وادي تعشر: بيت آل خُدَيْش.

 

ومن الفئة الأخرى (المسهمة في التعليم الأوليّ والتوجيه): بيت آل شُجاع في الشقيق، وبيت آل النهاري في الحقو، وبيت آل مشكاع، وآل الغالبي، والأشراف، في جبال فَيْفَاء  . 

يُضاف إلى هذا تلك البعثات التعليميّة أو الرحلات العلمية التي كان بعض أبناء المنطقة يقومون بها إلى اليمن بصفة خاصة.