تتنوع البيئات الساحلية والبحرية في منطقة جازان، وتتدرج مواقعها باتجاه البحر؛ حيث توجد البيئات السبخية وبيئات مسطحات النباتات الملحية في المناطق الخلفية للشاطئ، وتليها نباتات المانجروف في محاذاة الشاطئ في منطقة المد والجزر، وقد تليها الحشائش والأعشاب، ثم الحيد المرجاني. وقد توجد بعض هذه البيئات مجتمعة في بعض المواقع، أو تنعدم كلها أو بعضها في مواقع أخرى، وتكمن أهمية هذه البيئات في كونها مأوى كثير من الأحياء البحرية، وهي بيئات ذات إنتاجية عالية مقارنة بالبحر المفتوح. ومن أهم البيئات الساحلية والبحرية في منطقة جازان:

 

أ - السبخات: 

 

توجد السبخات البحرية في المنخفضات المستوية في المنطقة الشاطئية؛ حيث تغمرها مياه البحر في بعض المواسم، وعند انخفاض سطح البحر تبقى هذه المياه على شكل مستنقعات، ونتيجة للبخر العالي تتركز الأملاح لتكوِّن طبقة سطحية بيضاء من الأملاح البحرية، وأهمها أملاح كلوريد الصوديوم والهالايت، وتتكون السبخات من الرسوبيات الكربوناتية ذات الأصل البحري مختلطة مع رسوبيات أرضية من الكوارتز وبعض المعادن الثانوية الأخرى، ونتيجة لارتفاع الملوحة تقل نسبة الأكسجين المذاب في مياه السبخات إلى ربع ما هو موجود في البحر المفتوح عند درجة الحرارة نفسها؛ لذا فإن معظم الأحياء الموجودة في هذه البيئات لا هوائية، وتعتمد على كبريتيد الهيدروجين المتوافر من تحلل المواد العضوية بوصفه مانحًا للهيدروجين بدلاً من الماء في عمليات البناء، وينتج عن هذه العملية تحرير الكبريت. وقد أدى ظهور المناطق الأرضية المحاذية للساحل نتيجة انخفاض مستوى البحر بأكثر من مترين عما كان عليه قبل 4 - 7 آلاف سنة إلى تكوين هيئة السبخة جوار مدينة جيزان  .  وتعد السبخات بيئة مناسبة للطحالب الخضراء المزرقة، وتوجد السبخات غالبًا خلف أشجار الشورة، وتعد من أهم البيئات وأنسبها لإقامة المزارع السمكية، وتكثر في جنوب البحر الأحمر مقارنة بالجزء الشمالي والأوسط منه. ومن أهم السبخات الموجودة في منطقة جازان السبخة الموجودة جنوب مدينة جيزان على طول الساحل الممتد إلى الحدود اليمنية، والسبخة الموجودة حول رأس الطرفة، والسبخة الموجودة غرب مدينة الدرب على طول الساحل.

 

ب - بيئات نباتات المانجروف: 

 

تنمو نباتات المانجروف في منطقة المد والجزر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وتمتاز بمقاومتها الشديدة للملوحة، وتؤدي نباتات المانجروف دورًا بارزًا في توفير المأوى والمكان المناسب لصغار الأسماك والقشريات، وكذلك تعمل على حماية الشواطئ من التعرية؛ إذ تساعد جذورها على تماسك التربة، بجانب عملها على أنها مصائد للرسوبيات فلا تصل الرسوبيات إلى بيئة الشعاب المرجانية. وتتغذى بعض الحيوانات الأرضية مثل الغزلان والأغنام والإبل على أوراق هذه النباتات وثمارها، كما تستغل أخشابها في صناعة القوارب، وتستخدم أيضًا في الوقود. وهناك نوعان من نباتات المانجروف في البحر الأحمر هما: الشورة (Avicennia marina)، والقندل (Rizophora mucronata)، والنوعان ينموان على ساحل منطقة جازان؛ حيث تسود نباتات الشورة جميع أرجاء المنطقة، أما نباتات القندل فتوجد في مناطق محددة:

 

- نباتات الشورة: 

 

تنمو نباتات الشورة في منطقة المد والجزر التي تشبه المستنقعات، حيث التربة رديئة التهوية، وتحلل المواد العضوية؛ ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، فلا تجد جذور هذه النباتات كفايتها من الأكسجين اللازم للتنفس، وتنمو جذور عرضية تنفسية تتجه إلى الأعلى تسمى (الجذور الهوائية) (Pneumatophores)، فيتم التنفس وتبادل الأكسجين عن طريق هذه الجذور.

 

وتنمو نباتات الشورة في منطقة جازان على شكل تجمعات متفرقة على طول الساحل بكثافات أكبر من نباتات الشورة النامية في الجزء الأوسط والشمالي من البحر الأحمر، إضافة إلى نموها في عدد من الجزر في أرخبيل فرسان، حيث تنمو في 22 موقعًا على طول ساحل جازان في الموسم، والسهي، والمقعد، والمضايا، وشاطئ القرن، والقوز، وبيج، والسميرات، وجنوب المنجارة، أما في جزر فرسان فتنمو نباتات الشورة في خور كندرة الذي يقع شمال شرق جزيرة فرسان الكبرى، وفي خور فرسان، وفي شمال غرب جزيرة زفاف، ويصل أقصى ارتفاع لنباتات الشورة في منطقة جازان نحو 9م في المضايا بمتوسط ارتفاع 5.6م، وأدنى ارتفاع لها في شاطئ المرجان نحو 3م بمتوسط ارتفاع مقداره 2م 

 

- نباتات القندل: 

 

وتمتاز هذه النباتات بوجود الجذور الدعمية التي تسقط من الأعلى إلى الأسفل، وتنمو في المناطق المنخفضة لمناطق المد والجزر وفي القنوات والخلجان، وتكون مصاحبة لنباتات الشورة، حيث توجد في المنطقة الداخلية منها، وهي أقل انتشارًا من نباتات الشورة، وتنمو في ثلاثة مواقع بجزر فرسان هي: خور الكندرة بجزيرة فرسان الكبرى، وشمال جزيرة زفاف، وجنوب جزيرة سولين، إضافة إلى هذا تنمو نباتات القندل على ساحل منطقة جازان في الجحاف، وهي نباتات أكثر ارتفاعًا وإنتاجية من نباتات الشورة، ويبلغ أقصى ارتفاع لها في المنطقة في جزيرة زفاف؛ إذ يبلغ نحو 8.9م  

 

ج - بيئات الحشائش البحرية: 

 

تنمو الحشائش البحرية فوق الطبقات السفلية الطرية، وتكون أوراق النبات على الأرض، وترتبط بالسيقان والجذور أسفل التربة، والحشائش البحرية موجودة في جميع البحار ماعدا القطبين، وتعد من أغنى البيئات وأكثرها إنتاجية، وهي مثل الأعشاب البحرية، وتكمن أهميتها في كونها مصدرًا غذائيًا مباشرًا لكثير من الأسماك والقشريات والسلاحف وعرائس البحر، كما أنها ملجأ ومأوى لتكاثر عدد من الأحياء البحرية، إضافة إلى أنها تثبت تربة قاع البحر من التعرية. ولقد تم تسجيل 10 أنواع   من الحشائش البحرية في البحر الأحمر.

وتنمو الحشائش البحرية في منطقة جازان في الرصيف القاري الضحل الواسع، كذلك تنمو في الشروم والخلجان، كما توفر المناطق المحمية من الأمواج في أرخبيل جزر فرسان مناطق نمو جيدة للحشائش البحرية. وتسود سبعة أنواع من الحشائش البحرية في جنوب البحر الأحمر، وتنمو هذه الحشائش في منطقة جازان، وأنواعها:

 

(Halodule uninervis)، (H. Stiputacea)، (Thalassia hemprichii)، (Cymodocea) (Serrulata)، C.   (rolundata)، (Halophila ovalis)، (and Enhalus acoroides).

 

وتقع أهم مناطق الحشائش البحرية في منطقة جازان في المنطقة الساحلية المقابلة للمضايا والسميرات، وفي جنوب مدينة جيزان إلى خور الطرفة، وعلى طول الساحل جنوب بيش، كذلك تنمو الحشائش البحرية في محمية جزر فرسان في خور ميدي وعلى طول الساحل الغربي للجزء الشمالي لجزيرة زفاف وخليج بطينة