يقوم البنك الزراعي العربي السعودي بتولي مهام تقديم الدعم غير المرتبط بسلع محددة؛ وإنما تستفيد منه جميع الأنشطة الزراعية، ويدخل في هذا الدعم القروض الزراعية وإعانات عناصر الإنتاج، ويقدم هذا الدعم بأنواعه ومجالاته كلها.

 

لقد كان لصدور المرسوم الملكي الكريم رقم 58 بتاريخ 3 /12 /1383هـ الموافق 1963م بتأسيس البنك الزراعي العربي السعودي الأثر الملموس في تنفيذ الخطط الاقتصادية الزراعية، ليكون مؤسسة مالية حكومية متخصصة لتمويل مختلف مجالات النشاط الزراعي في جميع مناطق المملكة.

 

وقد بدأ البنك الزراعي بالمنطقة الشرقية عمله بتأسيس فرع الإدارة العامة للبنك الزراعي عام 1384هـ /1964م، واستمرارًا لمسيرة الدعم الذي توليه الدولة للقطاع الزراعي والمزارعين في المملكة يواصل البنك الزراعي نشاطه في تقديم القروض الزراعية الميسرة لمزارعي المنطقة، وذلك للإسهام في تأمين جميع مستلزمات الإنتاج الزراعي، مستهدفًا بذلك رفع معدلات الإنتاج وزيادة التوسع الرأسي والأفقي، ما أدى إلى قيام نهضة زراعية شاملة.

 

ونظرًا إلى اتساع الخدمات الإدارية والمساحة الجغرافية للمنطقة الشرقية فقد تم افتتاح ثلاثة مكاتب مطورة في كل من: الأحساء والقطيف وحفر الباطن، تغطي خدماتها جميع المحافظات والمراكز والهجر والقرى التابعة للمنطقة الشرقية.

 

 

يقدم البنك الزراعي بشكل أساسي قروضًا زراعية قصيرة الأجل تسدد خلال سنة واحدة من بدء الإنتاج، وذلك لتمويل بعض النفقات التشغيلية الموسمية للإنتاج مثل: تأمين البذور والأسمدة وأجور العمالة والحراثة وغيرها، وقروضًا متوسطة الأجل تسدد خلال عشر سنوات من بدء الإنتاج، وتمنح لتمويل شراء الآليات الزراعية، وحفر الآبار ومعدات الري والمضخات وغيرها من احتياجات المشروعات المتخصصة مثل: مشروعات الألبان والدواجن، والبيوت المحمية، وصيد الأسماك وعسل النحل. وقد بلغ عدد القروض الزراعية التي منحها البنك الزراعي العربي السعودي خلال عام 1419هـ /1998م في المنطقة الشرقية 396 قرضًا بمبلغ يقدر بنحو 57.800.000 ريال، 75% منها قروض متوسطة الأجل لمدة 10 سنوات وجهت إلى الاستثمار في الآلات والماكينات الزراعية ومعدات الري ومضخات المياه وحفر الآبار، و 25% قروضًا قصيرة الأجل تلبي المتطلبات الموسمية السنوية  

 

وقد بلغ إجمالي ما قدمه البنك الزراعي العربي السعودي من القروض منذ بدء نشاطه في المنطقة عام 1384هـ /1964م حتى نهاية العام المالي 1423 - 1424هـ /2002 - 2003م 411.614 قرضًا قيمتها الإجمالية 3.602.603 ريالات، حيث جاء قطاع المزارعين العاديين وصيادي الأسماك - وغالبيتهم من صغار المزارعين - في مقدمة المستفيدين من تلك القروض؛ إذ بلغ عدد القروض التي حصلوا عليها 407.182 قرضًا وذلك بنسبة 98.9% من مجموع عدد القروض؛ إجمالي قيمتها 2.724.428 ريالا بما يمثل 75.6% من إجمالي قيمة القروض، في حين جاء قطاع المشروعات الزراعية المتخصصة في المرتبة الثانية وذلك بعدد 4.432 قرضًا تمثل 1.1% من العدد الإجمالي للقروض، وقد بلغ إجمالي قيمتها 8.781.75 ريالا بما يمثل 24.4% من إجمالي قيمة القروض التي قدمها البنك بنهاية عام 1423 - 1424هـ /2003م، وفي ذلك ما يتفق مع أهداف الحركة الائتمانية من تلبية احتياجات صغار المزارعين وتوفيرها من وسائل الإنتاج ومستلزماته، (جدول 2) .

 

وبلغ عدد المدن التي بها بنوك زراعية بالمنطقة الشرقية 4 مدن، كما بلغ عدد المدن التي بها فرع زراعي 5 مدن، في حين بلغ عدد المدن والقرى التي بها مديرية زراعية مدينتين فقط انطلاقًا من الدعم والرعاية اللذين يحظى بهما الزراعة والمزارعون من الدولة، ويواصل البنك الزراعي نشاطه من خلال ما يقدمه من قروض وتسهيلات ائتمانية لجميع المشتغلين في القطاع الزراعي في سبيل تطوير آليات العمل الزراعي ورفع مستوى الإنتاج وتقليل الكلفة، بالإضافة إلى أنها تهدف إلى إتاحة الفرصة لاتساع رقعة الدائرة الزراعية التي تعود إلى ترجيح الكفة الزراعية الإنتاجية التي تحظى بها أرض المنطقة الشرقية، فقد بلغ عدد القروض الممنوحة من البنك الزراعي العربي السعودي عبر فرع المنطقة الشرقية بمقره في محافظة الأحساء والمكاتب الفرعية الأخرى خلال الربع الأول من العام المالي 1424 - 1425هـ /2003 - 2004م 227 قرضًا بمجموع 31.730.216 ريالا، بالإضافة إلى قيمة الإعانات التي وصلت إلى 5.092.739 ريالا، ليصل الإجمالي المقدم 36.822.955 ريالا، ومنح مكتب محافظة الأحساء 127 قرضًا بقيمة 8.402.864 ريالا، يليه مكتب القطيف بـ63 قرضًا بمبلغ 16.752.900 ريال، وأخيرًا مكتب حفر الباطن فقد وزع 37 قرضًا بمجموع 6.574.452 ريالا. كما استفاد قطاع صيادي الأسماك من 47 قرضًا قيمتها الإجمالية 12.968.766 ريالا.

 

وبجانب البنك الزراعي يقدم صندوق التنمية الصناعي القروض اللازمة للاستثمار في مجال الصناعات الغذائية وفق شروطه ولوائحه، وعلى الرغم من احتواء القروض الزراعية المقدمة للمستثمرين في القطاع الزراعي على إعانات غير مباشرة، حيث تقدم من دون فوائد بنكية، إلا أن الدولة تمنح من خلال البنك الزراعي عددًا من الإعانات المباشرة؛ وذلك لتسهيل امتلاك عناصر الإنتاج الحديثة واستخدامها من المعدات والآلات والأجهزة، كما تمنح هذه الإعانات بمعدل 50% على الماكينات والمضخات، و 45% على الآليات الزراعية وملحقاتها، و 20% على معدات تربية الدواجن وإنتاج الألبان، وذلك عندما يكون التمويل عن طريق البنك الزراعي، أما إذا كان التمويل ذاتيًا فتصل نسبة الإعانة إلى 30%. وكان إجمالي قيمة الإعانات الزراعية التي قدمها البنك الزراعي منذ بداية تقديم هذه الإعانات في عام 1393هـ /1973م حتى العام 1423هـ /2003م قد بلغ 1.223.834 ريالا.