الاعتناء بالحامل ومتابعة الحمل

الكاتب: رامي -
الاعتناء بالحامل ومتابعة الحمل
"

الاعتناء بالحامل ومتابعة الحمل.

الحمل حالة فيزيولوجية من المفترض أن تسير دون عوارض وأن تنتهي بسلام دون صعوبات. ولكن الأمر ليس كذلك فعلاً؛ فقد تصاب الحامل ببعض الاضطرابات المزعجة الناجمة عن الحمل أو تصاب كغيرها من الناس بأمراض تعترض الحمل، وقد يكون ذلك سبباً في الإساءة للحامل أو لمحصول الحمل أو لكليهما معاً. ولما كانت غاية المولد السعي إلى حفظ صحة الحامل ومحصول حملها طوال مدة الحمل وتوفير الأسباب لولادة آمنة بعد ذلك؛ كان من الواجب مراقبة الحامل منذ بدء الحمل حتى نهايته لتجنب كل ما يمكن أن يحدث من عوارض أو لكشفها باكراً ومعالجتها بما يلزم.

وتختلف طريقة المراقبة باختلاف الظروف التي تراجع فيها الحامل طبيبها المراجعة الأولى، ويمكن استعراض بعض هذه الظروف في الحالات التالية:

الحالة الأولى

الحامل خروس تراجع للمرة الأولى منذ شعورها بالحمل، لا تشكو شيئاً وتريد الاطمئنان واتباع ما ينصحها به الطبيب، ويتم الفحص تبعاً للخطوات التالية:

1 ـ الاستجواب الذي يشمل:

أ ـتاريخ آخر طمث رأته الحامل، وما إذا كان طمثها منتظماً في الأصل أو مضطرباً، وذلك لتحديد سن الحمل؛ الأمر الذي يفيد في المراقبة في المراجعات التالية ولتحديد موعد الولادة بعد ذلك.

ب ـالسؤال عن سوابق الحامل الشخصية، وهل فيها آفة ما قد تؤثر في سير الحمل كارتفاع الضغط الشرياني، أو السكري، أو آفة قلبية أو كلوية أو رئوية؟ إن وجود إحدى هذه الآفات يستدعي التعمق في تقصي حالة الحامل.

ج ـالسؤال عن سوابق أسرة الحامل؛ أي والديها وإخوتها وأخواتها، وهل في أحدهم إصابة بأحد الأمراض؛ ولاسيما السكري والأخماج وأمراض القلب؟ وهل حدثت في أحدهم أو إحداهن عوارض حملية أو إجهاضات أو خداجات أو ولادة أجنة مشوهة؟.

2 ـ الفحص السريري:ويجرى للتأكد من وجود الحمل وتشخيص سنه، وفحص بعض أجهزة الحامل المهمة؛ ولاسيما القلب والصدر والرقبة (الدرق) والثديين والهيكل العظمي، ويقاس الضغط الشرياني والوزن.

3 ـ الفحوص المخبرية:وتشمل الزمرة الدموية، وعاملRh، والهيماتوكريت والخضاب وعيار سكر الدم، وفحص البول. وقد يطلب من الحامل إجراء تفاعل الحمل أو إجراء فحص بالصدى إن لم يكن الفحص السريري كافياً للتأكد من وجود الحمل وتحديد عمره.

4 ـ تسجيل المعلومات:تسجل كل المعلومات المأخوذة بالاستجواب والفحص السريري والفحوص المخبرية في سجل خاص لمقارنتها بنتائج الفحوص والاختبارات التي تجرى في الفحوص التالية للتأكد من سير الحمل الطبيعي أو كشف ما قد يطرأ عليه من اضطرابات.

وإذا كان كل شيء في الفحص الأول طبيعياً تطمأن الحامل، ويترك لها المجال للسؤال عما يبدو لها من أسئلة، ويجاب عن كل سؤال. أما إذا بدا في أحد الفحوص أمر غير طبيعي، فيصحح أو يعالج أو يهتم بأمره في المراجعات التالية، ويطلب إلى الحامل العودة إلى الفحص بعد شهرين إلا إذا شعرت في هذه المدة بعارضٍ ما فتراجع فوراً.

المراجعة الثانية:لا لزوم هنا لاستجواب مفصل، ويقتصر الأمر على معرفة حجم الرحم وتناسبه مع عمر الحمل المفترض وقياس الضغط الشرياني، ويمكن إجراء الفحص بالصدى لقياس محصول الحمل، ولهذا القياس شأنه لأنه أكثر القياسات دقة لتحديد سن الحمل.

وقد تظهر في هذه الفترة بعض العوارض كالغثيان أو القياء أو الاضطرابات البولية، ولا لزوم لمعالجة هذه الحالات إن كانت خفيفة؛ لأنها تعدّ من أعراض الحمل في أوله، أما إذا كانت شديدة فتعالج بما يلزم.

المراجعة الثالثة:تتم في منتصف الحمل أي نحو الأسبوع العشرين أو الشهر الرابع والنصف، في هذه الزيارة تظهر الأعراض الجنينية بوضوح، وأهمها سماع دقات قلب الجنين، والشعور بالنهز الجنيني. يقاس الضغط الشرياني والوزن، ويفحص البول، ويعاير الخضاب والهيماتوكريت، ويعالج ما يبدو من اضطرابات بالأدوية المناسبة، ويمكن إعطاء الحديد والكلسيوم في هذه المرحلة، كما يجب تلقيح الحامل بالجرعة الأولى من اللقاح ضد الكزاز.

المراجعة الرابعة:وتكون في نهاية الشهر السابع من الحمل (نحو الأسبوع 28 ـ30)، وتعاد الفحوص التي أجريت في المراجعة السابقة، ويزيد عليها هنا تحديد مجيء الجنين، وتقدير حجمه وحجم السائل الأمنيوسي وفحص الحوض لتقدير سعته، وتهيئة الحامل للولادة والعناية بتحري الوذمات وقياس الضغط الشرياني والوزن خاصة للتأكد من سير الحمل الطبيعي، فإن وجد انحراف ما عولج بالعلاج المناسب، أو أوصيت الحامل باتباع حمية معيّنة حسب الحالات.

المراجعة الخامسة:وتجري في نهاية الشهر التاسع؛ أي قبيل الولادة للتأكد من مجيء الجنين وحجمه وتحديد موعد الولادة على وجه التقريب ومكان الولادة إضافة إلى تحري الآحين في البول وقياس الضغط الشرياني وتحري الوذمات. تعطى الحامل الجرعة الثانية من لقاح الكزاز، وتنبه على الأعراض الدالة على بدء المخاض كيلا تفاجأ بذلك دون دراية.

الحالة الثانية

الحامل ولود تراجع منذ بدء الحمل.

يبدأ باستجوابها كما في الحالة الأولى، ويضاف هنا السؤال عن سير الحمول والولادات السابقة وما إذا كانت طبيعية أو غير طبيعية: عدد الولادات بمواليد أحياء أو أموات، وهل هناك إجهاضات وعددها وعمر الأجنة المحهضة، أو ولادات قبل الأوان بأجنة حية أو ميتة؟ وكيف انتهت حالات الإجهاض والخداج؟ وهل أصيبت الحامل بعد أحدها بخمج أو أجريت لها مداخلة كتجريف رحم أو تخليص ملحقات؟ وهل أصيبت في أحد الحمول السابقة أو بأكثر من حمل بوذمات أو بارتفاع الضغط الشرياني أو بارتكاز مشيمة معيب؟ وهل كانت الولادات طبيعية أو عسيرة؟ وهل انتهت بمداخلات عن الطريق الطبيعية أو بطريق البطن؟ وما هو الاستطباب في كل حالة؟ وكيف كانت عواقب الولادات السابقة؟ وهل أصيبت بعد إحداها بإنتان نفاسي مثلاً أو بغير ذلك من الأمراض؟.

إذا تبين بهذا الاستجواب أن الحمول والولادات السابقة كانت طبيعية، فإن مراقبة الحمل تكون في هذه الحالة كما كانت في حالة الخروس، أما إذا كان هناك شيء غير طبيعي فتختلف المراقبة بحسب السوابق.

1 ـيجب في حالات الإجهاض والخداج المتكررة التفتيش عن السبب وما إذا كان قصوراً هرمونياً، أو عيباً خلقياً في الرحم، أو انحرافاً في وضعها، أو قصوراً في عنقها أو غير ذلك. وتوجه المعالجة لكل حالة بما يناسبها.

2 ـيجب في حالات الوذمات وارتفاع الضغط الشرياني التفتيش عن الآفات القلبية أو الكلوية أو الاستقلابية، ومعالجة كل حالة بما يناسبها، ويفضل أحياناً استشارة الطبيب الاختصاصي لتوجيه المعالجة.

3ـيجب في حالات ولادة أجنة عرطلة أو مشوهة سابقاً الانتباه لعيار سكر الدم أو لضرورة إجراء اختبار تحمل السكر، أو التفتيش عن الإصابة بالإفرنجي أو بداء المقوسات، أو العاملRhوإجراء اختبار كومبس والفحوص الصبغية، وتعالج كل حالة بما يناسبها. وقد يكون من الضروري تكرار بعض التحاليل في أوقات متقاربة طوال مدة الحمل الباقية كتحري الآحين في البول أو اختبار كومبس في الدم، ويجب كذلك أحياناً استشارة الطبيب الاختصاصي لتوجيه المعالجة.

4 ـيجب في حالة الحمول السابقة بولادات عسيرة التفتيش عن السبب في فحص الحوض العظمي والأنسجة الحوضية الرخوة، وفي الرحم لكشف تشوهاتها، وفي المجيئات السابقة، وفي الأجنة لمعرفة حجمها، وتتخذ الاحتياطات اللازمة لتدبير كل هذه الأمور على النحو المناسب وفي الوقت المناسب بإجراء المداخلات الضرورية للحفاظ على سلامة الأجنة.

الحالة الثالثة

تراجع الحامل بعد بدء الحمل بفترات مختلفة، وتكون خروساً أو ولوداً؛ للاطمئنان دون شكوى، أو شاكية بعض الأعراض كالنزف أو الوذمة أو غيرها أو لشعورها بأن الحمل غير طبيعي؛ وسوابقها ـ إن كانت ولوداً ـ طبيعية أو مثقلة ببعض الشكاوي في الحمول أو الولادات السابقة.

الفحص الأول في هذه الحالة أطول الفحوص كالمعتاد، ويشمل الاستجواب حالة الحمل الحالية والسوابق الولادية والنسائية، ثم تفحص الحامل فحصاً سريرياً للتأكد من أعراض الحمل المناسبة لسن الحمل التي تراجع فيها، ويطلب إليها إجراء التحاليل اللازمة للتفتيش عن سبب الشكوى الحالية ومعالجتها وسبب المشاكل الحادثة في الحمول السابقة وتدبيرها، ويتابع الحمل بعد ذلك كما توبع في الحالتين السابقتين.

وفي أثناء مراقبة الحامل في كل الحالات السابقة يجب تنبيهها على ضرورة مراجعة الطبيب حين شعورها بعرض مزعج أوغير متوقع كالنزف أو الصداع أو ألم البطن الشديد لمعرفة السبب ومعالجته.

ومن الطبيعي أن توجه الحامل إلى الطبيب في مراجعاتها بعض الأسئلة المتعلقة بغذائها ولباسها وعملها وغير ذلك، ويجب الإجابة عن هذه الأسئلة بوضوح:

ـلا يختلف غذاء الحامل إن كان في الأصل جيداً ومتوازناً، ويلجأ إلى الحمية أحياناً حين حدوث القياء أو حين وجود الوذمة أو إذا أصابت الحامل آفة تتطلب حمية خاصة. أما إذا كان غذاؤها في الأصل ناقصاً؛ فيجب أن يسد النقص وأن تضاف بعض ال?يتامينات ليكون الغذاء جيداً وكافياً ويعنى بإعطاء كميات كافية من البروتينات خاصة.

ـيجب أن تتجنب الحامل الألبسة الضيقة وألا تستعمل المشدات وداعمات الأثداء والأحذية ذات الكعب العالي.

ـلا مانع من قيام الحامل بكل الأعمال الاعتيادية مع تجنب الإفراط في التعب والامتناع عن الأعمال المجهدة؛ إلا إذا تطلبت حالة الحامل الراحة لسبب ما كأن تكون في سوابقها إجهاضات أو خداجات مكرّرة مجهولة السبب أو إذا أصيبت بنزف.

ـيسمح للحامل بمزاولة الرياضة المعتدلة وتجنب المجهدة؛ ولاسيما إذا كان في سوابقها إجهاضات أو عمليات ولادية.

ـيكثر السؤال عن استعمال الأدوية في أثناء الحمل، والجواب أنه ليس هناك ضرورة لاستعمال أدوية خاصة إلا في حالات نادرة وإن كان بعضهم يعطي الحديد وحمض الفوليك منذ بدء الحمل حتى نهايته، ويعطي الكلسيوم في منتصف الحمل، أما إذا أصيبت الحامل بمرض ما فيجب أن تعالج من أجله كالمعتاد مع دراسة كل حالة بمفردها والتأكد من أن الأدوية المستعملة ليس لها تأثيرات جانبية في الحامل أو تأثيرات مشوهة في الجنين إذا استعملت بالمقادير العادية.

"
شارك المقالة:
90 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook