الإعجاز العلمي في حوار سيدنا إبراهيم مع أبيه

الكاتب: علا حسن -
الإعجاز العلمي في حوار سيدنا إبراهيم مع أبيه.

الإعجاز العلمي في حوار سيدنا إبراهيم مع أبيه.

 

إبراهيم -عليه السلام-

نبيُّ الله إبراهيم -عليه السلام- وأبو الأنبياء لأنَّ أنبياء بني إسرائيل من سلالته بالإضافة إلى آخر الأنبياء محمد -صلى الله عليه وسلم-، يقدَّر أنَّه عاش بين القرن العشرين والقرن الخامس عشر قبل الميلاد، وهو نبيٌّ في الديانات السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، وسُمّيت هذه الديانات بالديانات الإبراهيمية نسبةً إلى إبراهيم -عليه السلام-، ويعدُّ إبراهيم -عليه السلام- أبًا لشعب بني إسرائيل من ولده إسحاق الذي قدَّمه إبراهيم -عليه السلام- ذبيحة لله تعالى حسب الرؤيا التي رآها وهذا في المعتقد اليهودي والمسيحي، أمَّا في الإسلام فيُعتقد أن إسماعيل -عليه السلام- هو الذي قدمه والده وهمَّ بذبحه استجابةً لأوامر الله تعالى، ومن نسل إسماعيل وُلدَ سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، ترتيبه العاشر في شجرة النسب بعد نبي الله نوح -عليه السلام-، وقد وردَ في القرآن الكريم حوار سيدنا إبراهيم -عليه السلام- مع أبيه عندما حاول أن يثنيه عن عباد الأوثان ويدعوه لعبادة الله تعالى، تزوَّج من ثلاث نساء: سارة، قطورة، هاجر، وهو من أولي العزم ومن أهم الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى. 

الإعجاز العلمي في حوار سيدنا إبراهيم مع أبيه

في الحديث عن الإعجاز العلمي في حوار سيدنا إبراهيم مع أبيه لا بدَّ من ذكر نص الحوار نفسه، فقد قال تعالى في محكم التنزيل: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إبراهيم لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا * قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا * وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا} ، ويمكن استخلاص الكثير من العبر من حوار سيدنا إبراهيم مع أبيه، أولها أن العبادة لا تجوز لغير الله تعالى وهذه غاية جميع الأديان والرسالات، فالإنسان العاقل والحر والمكلف لا يتوجه بالعبادة إلا للخالق الواحد الأحد، وفي تقديم السمع على البصر في هذا الحوار صورة من صور الإعجاز العملي في كتاب الله، لأنَّ منطقة السمع في المخ يكتمل نموها عضويًّا قبل منطقة البصر أثناء الحمل وبعد الولادة، لذلك قدم الله السمع على البصر، قال تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا} ، وفي الآية توجيه لحسن معاملة الوالدين حتى لو كانا كافرين ويظهر ذلك جليًّا في الردِّ  الرقيق من -إبراهيم عليه السلام- على والده. 

شارك المقالة:
107 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook