الإصابة بالغثيان الإقياء خلال الحمل

الكاتب: رامي -
الإصابة بالغثيان الإقياء خلال الحمل
"

الإصابة بالغثيان الإقياء خلال الحمل.

الغثيانnauseaوالقياءvomitingمن المضاعفات الشائعة في الحمل يحدثان في نحو 50% من الحوامل في الشهر الأول والثاني وقد يستمران حتى الشهر الرابع. وبعبارة أدق يشاهدان بين الأسبوع الثاني والأسبوع الثاني عشر من الحمل. وأشد ما يكون القيء في الصباح؛ ولذلك يسمى القياء الصباحيmorning sicknessوقد يستمر طوال اليوم، ويثار بروائح الطبخ أو بشم روائح مختلفة.

وقد يكون الغثيان والقياء الشديدان علامة مبكرة للحمل المتعدد أو الحمل الرحوي, ويدعى القياء الشديد الذي يؤدي إلى تجفاف أو حماض «القيء الحملي المفرط»hyperemesis gravidarumوهي حالة قد تستدعي دخول المستشفى.

والسبب الحقيقي لقيء الحمل غير معروف، وقد يكون هرمونياً بدليل ارتفاع موجهة القند التناسلية المشيمائية البشرية (HCG) السريع في دم الأم، وتكثر في حالات الحمل المتعدد والحمل العنقودي. وقد يكون السبب: مناعياً أو نفسياً أو عاطفياً أو استقلابياً.

يمكن اتقاء قيء الحمل باعتماد نظام الطعام الجاف والوجبات القليلة المتعددة والابتعاد عن شم بعض الأطعمة التي قد تثير حالة الغثيان والقياء, ويمكن إعطاء مجموعة ال?يتامين ب المركب قبل الحمل.

والعلاج المفضل حديثاً لقيء الحمل والغثيان هو استعمال مضادات الهستامين بالمشاركة بال?يتامينB6 والدعم النفسي للحامل وإخبارها أن هذه الأعراض مؤقتة تزول كلما تقدم الحمل. وتغيب بنهاية الشهر الرابع ونادراً ما تستمر لنهاية الحمل, وهنالك اعتقاد أن الحمل المترافق والغثيان والقياء هو الأفضل والأقوى من الحمل غير المترافق وهذه الأعراض.

القيء الحملي المفرط

يصادف القياء الحملي المفرط بنسبة 1 ـ2% من الحوامل. ويكون فيها شديداً ومتكرراً ولا يستجيب للعلاج البسيط، وقد يصل إلى درجة لا يستقر فيها الطعام، ويوصل المريضة إلى ما يسمى «تمزقات مالوري ـ وايس»MalloryـWeiss tearsالتي تتصف بنزف دموي ونقص التغذية ونقص الوزن والتجفاف والحماض واضطراب الشوارد واضطرابات استقلابية قد تؤدي إلى أذية كلوية وكبدية وعصبية إذا كانت شديدة.

ويرتفع إنزيم ناقلة الأمين والبليروبين والأميلاز والليباز وبعض الشوارد في 15 ـ45% من الحالات.

يعزى السبب كما ذكر لآليات مختلفة ولكن هنالك دراسة حديثة عن علاقة بين القيء الحملي المفرط وبين الخمج بجراثيم الملوية البوابيةHelicobacterpyloriالمسؤولة عن القرحة الاثنتي عشرية الفعالة. فقد وجد ارتفاع هذه الملويّات في مصل الحامل المصابة بالقيء الحملي المفرط أكثر مما هو عليه في غير المصابات في العمر الحملي نفسه.

وقد يؤدي هذا إلى اعتلال دماغي والتهاب أعصاب متعدد يسمى اعتلال ?يرنيكهencephalopathy Wernicke&rsquosالذي وصفه سنة 1898 ويتظاهر بعمى مزدوج مترقٍّ وبعتمات عمودية وأفقية، ونزف شبكية مزدوج، وبسبب القياء المفرط يحدث نقص في ال?يتامين ب المركب ونقص في البروتين قد يؤدي إلى التهاب أعصاب متعدد ونقص بوتاسيوم الدم.

وذكرت بعض الحالات من فرط نشاط الدرق العابر الذي يتظاهر بقيء الحمل المفرط، تبدو أعراضه مبكرة من 1 ـ10 أسابيع حملية ومن الصعب التفريق بينه وبين فرط نشاط الدرق الحقيقي أو التسمم الدرقي، ويسمى فرط نشاط درقي عابر مع عدم وجود قصة سابقة لآفة درقية أو سلعة درقية تتظاهر بتسرع نبض وقيء. أما مخبرياً فمضادات الدرق سلبية،T3وT4مرتفعة، لا تحتاج إلى علاج ويعزى السبب إلى ارتفاع موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية في مصل الأم.

إذا استمرت حالة القياء ونقص الوزن أثّر ذلك في حالة الجنين وأدى إلى ازدياد حالات نقص النمو داخل الرحم وارتفاع معدل موت الجنين داخل الرحم.

التشخيص التفريقي

يجب التفريق بين هذه الحالة و: التهاب المجاري البولية السفلية، والتهاب الزائدة والتهاب المرارة، والقرحة الهضمية، والتهاب الكبد، والتهاب الأمعاء، والتهاب المعثكلة، وتشحم الكبد الحملي، والتهاب الحويضة والكلية الحملي.

الاستقصاءات

تجرى التحاليل والاستقصاءات التالية لوضع التشخيص التفريقي وهي:

تعداد الكريات البيض والحمر، وفحص البول والراسب والبولة الدموية (اليوريا) والكرياتنين، ووظائف الكبد، وتنظير قعر العين لنفي متلازمة ?يرنيكه. ويجب إجراء تقييم صدوي لمشاهدة كيس الحمل، والجنين، ونفي الحمل الرحوي والحمل المتعدد، وكذلك إجراء تقييم صدوي للكبد والمرارة، ووظائف الدرق.

العلاج

يمكن تدبير الحالات الخفيفة في المنزل. أما الحالات المتوسطة والشديدة فيجب معالجتها في المستشفى حيثتُتخذ الإجراءات التالية:

1 ـإماهة نقص الحجم الدموي وتوازن السوائل والشوارد وإصلاحها ومعالجة الحماض أو القلونة وإعطاء شوارد الصوديوم والبوتاسيوم والكلور واللاكتات أو البيكربونات بطريق المصل السكري تسريباً.

2 ـإعطاء ال?يتامين ب 6 بمقدار 10 ـ30 ملغ عن طريق الفم ثلاث مرات يومياً.

3 ـإعطاء الزنجبيلgingerبمقدار 250ملغ يومياً يقسم على أربع مرات.

4 ـإعطاء مضادات الهستامين.

5 ـإعطاء الثيامين (B6) وريدياً بمقدار100ملغ يومياً مدة ثلاثة أيام مع جرعات داعمة.

6 ـمعالجة نفسية وعاطفية.

إذا استمر القياء على الرغم من كل الإجراءات المذكورة سابقاً يجب اللجوء إلى التغذية بوساطة أنبوب أو تقديم تغذية وريدية.

من النادر جداً إنهاء الحمل وهو الإجراء الذي لا يلجأ إليه إلا في الحالات التي تهدد حياة الحامل بالخطر.

"
شارك المقالة:
82 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook