الإسكان بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
الإسكان بالرياض في المملكة العربية السعودية

الإسكان بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
شهد موقع منطقة الرياض الحالي وجودًا بشريًا منذ القِدم، وأقدم ذكر لموقع الرياض في المصادر التاريخية يرجع إلى عام 715ق.م في سياق ذكر مدينة حجر عاصمة إقليم اليمامة الذي يضم: العارض والحوطة والحريق وسدير والمحمل والخرج والأفلاج  
 
وكان للعوامل البشرية والسياسية دور كبير في التأثير في مراكز الجذب الحضاري ونشأة المدن والهجر ونموها، ومن ذلك انتشار (الهجر) في منطقة نجد بقرار اتخذه الملك عبدالعزيز - رحمه الله - لتوطين أهل البادية واستقرارهم، بل إن مدينة الرياض نفسها قبل أن يتخذها الملك عبدالعزيز عاصمة لمملكته، لم تكن سوى بلدة صغيرة تضم بضعة آلاف من السكان، وكان للعامل السياسي الدور الرئيس في نموها بمعدلات قياسية.
 
إن معظم السكان الحضريين في منطقة الرياض يقيمون حاليًا في مدينة الرياض؛ إذ تستحوذ هذه المدينة على نحو ثلاثة أرباع سكان منطقة الرياض بأكملها  ،  وقد شهدت مدن المنطقة تطورًا ملحوظًا على المستويين السكاني والعمراني، ولا سيما الرياض والخرج والزلفي والمجمعة والدوادمي وعفيف وليلى. وفيما يلي عرض بشكل موجز لتطور مدينة الرياض ونموها الحضري؛ بوصفها نموذجًا بارزًا لما طرأ على مدن المنطقة من تطور.
 
بعد توحيد المملكة وإعلان الرياض عاصمة لها عام 1350هـ / 1931م، دخلت مرحلة تاريخية جديدة، اتسمت بعدد من المزايا؛ لعل من أبرزها ما يتعلق بالعمران والإسكان ومنها ما يأتي:
 
 تشكيل أول جهاز للبلديات في مدينة الرياض عام 1356هـ / 1937م.
 
 إنشاء مجمَّع قصور المربَّع عام 1357هـ / 1938م خارج أسوار المدينة من جهة الشمال وكان هذا خروجًا عن المألوف ما أدَّى إلى ظهور أحياء جديدة خارج أسوار المدينة  ،  وتضاعف المساحة المعمورة.
 
 تأسيس بلدية مدينة الرياض عام 1358هـ / 1939م.
 
 عملت بلدية مدينة الرياض في عام 1369هـ / 1950م على توفير أراضٍ سكنية في حي منفوحة، وُزِّعت على أبناء البادية والقادمين من المناطق المحيطة بمدينة الرياض، ويعد هذا أول عمل تخطيطي مُنظَّم.
 
 التوسع في إنشاء المدارس والمؤسسات التعليمية، ما أسهم في إعادة رسم محاور نمو المدينة  . 
 
 في عام 1373هـ / 1954م أنشئ حي الناصرية، وأقيمت القصور الملكية الحديثة.
 
 في عام 1375هـ / 1956م صدر قرار ملكي بإنشاء أمانة مدينة الرياض.
 
 في عام 1377هـ / 1957م أنشئ حي الملز.
 
 مع بداية الثمانينيات الهجرية أنشئت ست بلديات فرعية لمتابعة متطلبات إدارة الأحياء وخدمة سكان المدينة، وقد استمر عدد البلديات الفرعية بالتزايد بعد ذلك حتى وصلت عام 1424هـ / 2003م إلى 17 بلدية فرعية، مسؤولة عن مئة وخمسين حيًا بمدينة الرياض.
 
 مع استمرار الهجرة السكانية من الأرياف والقرى المجاورة إلى مدينة الرياض فقد زاد عدد سكانها، وتوسعت المدينة بشكل ملحوظ في جميع أطرافها، ووصل النمو العمراني إلى كثير من القرى المجاورة التي كانت تحيط بالمدينة.
 
 في عام 1388هـ / 1968م تم إعداد المخطط التوجيهي الأول القائم على إنشاء مناطق عالية الكثافة باتجاه الشمال والجنوب في محور موازٍ لوادي حنيفة، مع الأخذ في الاعتبار تدرجات موازية في الكثافة العمرانية باتجاه الشرق والغرب، دون إغفال وسط المدينة الذي يعد الأساس الذي تقوم عليه إعادة القيمة التراثية العمرانية للمدينة.
 
 شهد عام 1394هـ / 1974م عددًا من المشروعات الحكومية والتطويرية، أبرزها ما يأتي:
 
 تأسيس صندوق التنمية العقارية 1394هـ / 1974م.
 
 إنشاء الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض 1394هـ / 1974م.
 
 اعتماد مخططات حديثة في مناطق متفرقة خارج المدينة. وزاد عدد الوحدات السكنية، كما في (جدول 43)
 
 تنفيذ مشروعات الإسكان في طريقي المعذر والخرج وفي حي الجزيرة  .
 
 بدأ العمل على إعداد مخطط توجيهي ثانٍ يعد تنقيحًا وتطويرًا للمخطط الأول.
 
ويبين (جدول 43) تطور أعداد الوحدات السكنية في مدينة الرياض.
 
 في عام 1406هـ / 1986م صدر قرار مجلس الوزراء بضرورة تحديد النطاق العمراني لجميع مدن المملكة، وبالتالي فقد قامت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بإعداد النطاق العمراني لمدينة الرياض التي قسمت النطاق العمراني إلى مرحلتين.
 
 ظلت الرياض محتفظة بهويتها العمرانية؛ من حيث المواد المستخدمة وآليات البناء والتصميم إلى بداية السبعينيات الهجرية / بداية الخمسينيات الميلادية، ثم بدأت الملامح تتغير حتى شهد العقد الأول من القرن الهجري الرابع تطور مستوى التقنيات والإنشاءات، فأدخلت الواجهات الزجاجية والمساحات الداخلية المفتوحة والمجمعات المعمارية المتعددة الوظائف، وفي الوقت نفسه ظهرت المشروعات العمرانية الضخمة على مستوى المدينة التي شكلت في تصاميمها عودة إلى أصول العمارة المحلية مرة أخرى من خلال إعادة الاعتبار لمتطلبات البيئة في تصميم المباني، وترشيد الطاقة، واعتبار المتطلبات الاجتماعية والثقافية في المنشآت، ومن الأمثلة على ذلك: منشآت جامعة الملك سعود، ومنشآت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومنشآت مطار الملك خالد الدولي، ومنشآت قصر الحكم، وحي السفارات، ومركز الملك عبدالعزيز التاريخي  ، والمحكمة الكبرى، وعدد كبير من المساجد والمنشآت الخدمية، فضلاً عن عدد كبير من المساكن الخاصة التي قُدِّم فيها إبداعات تصميمية مقتبسة من العمارة التراثية  
 
وما زال عدد من المباني التراثية القديمة موجودًا في المدينة، وخصوصًا في أحياء وسط الرياض القديمة، وهي تعدّ مرافق سياحية تجذب الرواد والزوار  . 
 
ويبين (جدول 44) عدد المساكن (المشغولة بأسر) وعدد الأسر والأفراد حسب نوع المسكن في منطقة الرياض لعام 1425هـ / 2004م.
 
شارك المقالة:
45 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook